صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قِفْ بالرَّبوع...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


رَحل بي الخيال لأيام الطفولة، وذكريات "حي الربوع التاريخي" في (مدينتا محايل عسير) وما صاحبه من بساطة معيشية، وأحوال تراكمية، وترادّت بي الذاكرة إلى كواكب الذهب والدر والمسك، والتي يتمناها الفرد أن تعود، ولكن هيهات، هيهات ،،..!
 

قِفْ بالربوعِ وجدِّد لوعةَ الفرَحِ// ما زلتُ أذكرُ منطلَقي ومُنطَرحي
ما زلتَ أهوى محيّاها الذي عذُبت// به الدروبُ وكان القلبُ في مَرَحِ
جُلُّ الصحاب لنا لحناً ومروحةً // من الهموم وبعضُ القومِ كالمُلَحِ

بها البساتينُ قد طابت وقد طربت// بالياسمين وما أشقَتنا بالقُرَحِ
مليحةُ الحُسن ريانٌ مباسِمُها// كحبة الكَرْم تودي القلبَ باللمَحِ
إذا تدلّت لنا فالعطرُ سابقها// بالنغمتين وبالأفنانِ والطمَحِ

لا كُنتَ تشبعُ من دَلٍ ومن ولَهٍ// كدفقة الشوق في التطريب والسبَحِ
طفولةٌ حلوةٌ كالزهر خالطها// لحنُ الصفاءِ بلا غم ولا تَرَحِ
وضيقُها نشوةٌ فالله باركها// متى تعود ويحيا القلبُ كالصَّبَحِ..؟!

هي الطفولةُ في فستانِها عبَقٌ// من الجمالِ ولا ترضى بذا البَرَحِ
متى ترِنّ ولا نلقى بها قلَقاً// إنّ الحياةَ مع الخمسين في كلَحِ
أكاد أُذهلُ إذ مرت بِنَا حِقبٌ// وجاوزتنا غصونُ المشتلِ السُنُحِ

ماذا يصيرُ فأوراقي بها سقمٌ// من الحياة وعنواني بذي نزَحِ؟!
أظل أسبحُ في الذكرى بلا وهَنٍ// ما أجملَ الذكرى في الأعمار والشبَحِ
لا زالتِ الأرضُ تَروي من حكايتها// كانت حكايةَ مِنطادٍ ومُنشرِحِ

كانت حلاوةُ أيامي مسامرةً// بذا العصير وقبضِ الكعك والبلَحِ
كنّا النخيلَ على عزفٍ وصامدةٍ// كنّا المزاهرَ في نشوى وفِي مَزَحِ
لا همَ لا غمَّ لا شكوى مجلجلةٌ// مِثْلَ الطيور بتنغيمٍ ومُنصدَحِ

متى ترقُ لنا دنيا وزاملُها// متى نكون كذي الأزهارِ أو قُزحِ؟!
هديةُ الله ذي الأعمارُ وا أسفَى// على الطفولة صرنا اليوم في جُرَحِ
ونطلبُ الوردةَ الغراءَ إن لنا// إلى البساطة لحناً غير َمنبرِحِ

نقطّعُ الدهرَ بحثاً عن طلاوتِه// أو عن سعادة عنوانٍ ومُقترحِ
أين الزهور التي في طرفها حورٌ// وأين منها ينابيعٌ لمنسرَحِ؟!
كلُّ المنازل في شُغلٍ وهاوية// إلا الطفولةَ في أندائها السُمُحِ

ياربّ فامنَح لنا من طيبِها ذهباً// فقد ذهبنا إلى أيامنا القُلُحِِ
واختم إلهي لنا بالصفو وا أسفى// على الربوع وظلِ الأثل والطلَحِ
حيُّ الربوع وما وافاهُ من نغَم// عالي الثمارِ كمثلِ العاشق الفَرِحِ

إني عشقتُ وكم في العشق من مِزقٍ// تلك العيونَ وما ينهلُّ من طُرَحِ
 

١٤٣٨/٨/٣هـ
hamzah10000@outlook.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية