اطبع هذه الصفحة


سيرٌ مختصرة لعبر مزدهرة..(٤)

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


سِيرٌ مُختَصرة، لعِبَرٍ مُزدهِرة...! جزء(١)
سِيرٌ مختصرةٌ لعبرٍ مزدهرة ..جزء (٢)
سِيرٌ مختصرةٌ لعبرٍ مزدهرة...! جزء(٣)


الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فتظل خلاصةُ سير الأعلام، وزبد أقوالهم وتجاربهم محل أنظار الناس، فحاولنا لمّ شتاتها وتقريبها من خلال الاختصار والاقتصار ، ليسهل حفظها والانتفاع بها .
وهذا الجزء الرابع (٤) من مقالات ( سير مختصرة لعبر مزدهرة )، انقدحت في الذهن قبل مدة، فرأيتُ جمعها وتسويقها بطريق ميسورة، حوت الأئمة الأقادم ، والأعلام الأشاوس، والشيخة الكوامل، وزدت عليها من المعاصرين سيَرا، ومن حياتهم عِبرا، ومن أخبارهم عجبا ، ليكتمل العقدُ المنظوم، ويطيبَ الدر المنثور ، ويزهو الجوهر المكنون ، ولئلا يقال نفِدت المحاسن، ولَم يُبق الأول للآخر، وأن عطاء الأمة لا ينضب، وسلسالها فياض .
ولعل فيها أبهج الدروس، وأطيب العظات، وأرق المواعظ ، تحي النفوس، وتزكي الأفئدة ، وتشعل العزمات . ولَم تزل السير وتراجم الأعلام محل تقدير القراء، وجاذبة ألحاظ الشباب، وكلما اختُصرت وقربت، كان لها أبلغَ الأثر، وأعظم العائدة ، وفقنا الله وإياكم لحسن العمل، وجميل الاتباع ، إنه أكرم مسؤول .

ابن مسعود والاستنان بالموتى: قال رضي الله عنه محذرا المتعلقين بالأحياء، والغالين في معاصرين علما ودعوة وصلاحا :( من كان منكم مُستنّاً، فليستنّ بمن قد مات، فإنّ الحي لا تؤمن عليه الفتنة ). وفِي ذاك عظة لهم ، أن يخففوا من تعلقهم، وينظروا في المسار الصحيح .

الحسن البصري وضابط العلاقة بالناس : قال رحمه الله تعالى :( لا يزال الناس يكرمونك ما لم تتعاطَ ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك استخفّوا بك ).

ابن عباس وعلامات الحسنة: قال رضي الله عنه كاشفا اثر الحسنة والشبكة، وفِي ذلك رسالة لكل سالك الى الله :( إنَّ للحسنة ضِيَاءً في الوجهِ ونوراً في القَلب، وَسَعَةً في الرّزقِ وقوةً في البدنِ، ومَحبَّةً في قُلُوبِ الخلقِ... وإنَّ للسيئةِ لَظُلْمةً في القلبِ، واسْوِدَاداً في الوجهِ، ووَهَناً في البدنِ، ونَقْصاً في الرزقِ، وبُغْضاً في قلوبِ الخَلْقِ ).

ابن القيم وفقه الذنوب : قال رحمه الله وقد وعى خطر الذنب والاستسهال فيه( : (إنَّ للذُّنوبَ جِرَاحَاتٍ، ورُبَّ جُرْحٍ وَقَعَ في مَقْتَلٍ ).

ابن المبارك ومال الشبهات :،قال وحمه الله تعالى: ( لَأَنْ أَرُدَّ درهماً مِن شبهةٍ، أَحبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أتصدق بمائة ألفٍ، ومائةِ ألفٍ، ومائةِ ألفٍ ).

ابن الجوزي ولحظات تمكن ابليس من المرء : قال رحمه الله في كشف متى يتسلط الشيطان على عباد الله : ( ‏إبليس إنما يتمكن من الإنسان عَلَى قدر العلم، فكلما قلّ علم الإنسان، كثُر تمكن إبليس مِنْهُ، وكلما كثر العلمُ، قلّ تمكن إبليس مِنْه ).

الحسن وصنمية هذه الأمة : قال رحمه الله، وقد ادرك خطر المال على النفوس، وكيف يغيرها، ويفسد أخلاقها :( لكل أمة وثن يعبدون ، وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم ).

الفُضيل وموضع المهابة : قال رحمه الله : ( إنما يهابك الخلقُ، على قدر هيبتِك لله ).

أبو يحيى الوراق وشجر الندامات : قال رحمه الله مبينا خطر التمادي في الشهوة، وكيف أنها موطئ للندم والتعاسة :( من أرضى الجوارح بالشهوات، فقد غرس في قلبه، شجرَ الندامات ).

ابن عثيمين ومحاسن الإسلام : قال رحمه الله :( محاسن الإسلام كلها تجتمع في كلمتين، قال عز وجل: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } سورة النحل ).


خباب والقربة الى الله تعالى : قال رضي الله عنه :( تقرَّب إلى الله ما استطعتَ ، واعلم أنكَّ لن تتقرب إليه بشيءٍ هو أحبُّ إليه مِن كلامه ) .

بكر المزني وعلاج التقصير : قال رحمه الله في حكمة رائعة :( ‏اجْتَهِـدُوا في العمل، فإذا قَصـَّرتُم ْ،‏ فَكُفُّـوا عَنِ المعـاصِي ) .

ابن باز وعلاج القسوة: قال رحمه الله :( ‏أحسن ما يوصى به لعلاج القلب وقسوته، العنايةُ بالقرآن الكريم و تدبره، والإكثار من تلاوته، مع الإكثار من ذكر الله ).

المعلمي وأودية الباطل : قال رحمه الله مبينا خطر الغلو في الصالحين ، وأنه سبب للباطل :( من أوسع أودية الباطل الغلوُّ في الأفاضل ).

ابن تيمية وفائدة الخوف من الله: قال رحمه الله مبينا ثمرة الخوف :( الخوف من الله يستلزم العلم به ، والعلم به يستلزم خشيته ، وخشيته تستلزم طاعته ).

محمد بن ابراهيم وكلمة التوحيد: قال رحمه الله منبها على كلمة التوحيد وإصغاء القلب لها: ( ولا شيء أعظم من أن يُعتنى به و يُلقىٰ له السّمع والقلب ، أعظم من كلمة التّوحيد ).

ابن سيرين وواعظ القلب : قال رحمه الله ممتلكا على صحوة القلب وكونه واعظا لصاحبه :( إذا أراد الله عز وجل بعبده خيراً ، جعل له واعظاً من قلبه يأمره وينهاه ).

ابن الجوزي والرجل الصريع: قال رحمه الله في تجلية الشخص الصريع وحقيقته :( لا يزال الإنسان صريعاً تحت الشيطان حتى يذكر الله، ويتلو القرآن ، فحينئذ يستوي الإنسان قائماً ويخر الشيطان صريعاً ).

ربيعة بن يزيد ومسابقة المؤذن : قال رحمه الله متحدثا بنعمة الله عليه، وكيف جاهد نفسه، وتغلب على هواه وكسله :( ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضاً أو مسافرا ).

الثوري وفتنة الفقيه: قال رحمه الله واعظا المتفقه المتكلم، والمستاثر بالحديث، والمزاحم لجُلاسه :( ‏مِنْ فِتْنَةِ الرَّجُلِ إذَا كَانَ فَقِيهًا، أَنْ يَكُونَ الْكَلَامُ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ السُّكُوتِ ).

وهب بن منبّه ورأس الحكمة: قال رحمه الله محددا موضع الحكمة المضيع عند أكثر الناس : ( وأَجْمَعَتِ الحُكَمَاءُ أَنَّ رَأْسَ الحِكْمَةِ : الصَّمْتُ ).

ابن تيمية والمعارضة بالرأي: قال رحمه الله محذرا من يُعمل عقله على الشرع معارضا ومتعنتا ومفلسفا : ( من تعود معارضة الشرع بالرأي، لا يستقر في قلبه الإيمان ).

الألباني والطريق إلى الله : قال رحمه الله :( الطريق الى الله طويل، ونحن نمضي كالسلحفاة، وليست الغاية أن نصل إلى آخر الطريق، ولكن الغاية أن نموت ، ونحن على هذا الطريق ).

الحسن والسيادة : قال أعرابي لأهل البصرة: من سيد أهل هذه القرية؟ قالوا: الحسن، قال: بم سادهم؟ قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم) .

الشعبي والعفو العجيب : يعطي لنا مثلا في العفو والتسامح والصبر على الأذى ، فقد سبه رجل، فقال الشعبي رحمه الله : ( إن كنتَ كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي ).

ابن رجب ومدة الشباب: قال رحمه الله حاضاً الشباب على استغلال حلاوته ونضارته وحيويته، قبل الانصرام والذبول :( مدةُ الشباب قصيرة كمدة زهر الربيع، وبهجتهِ ونضَارته، فإذا يبس وابيض، فقد آن ارتحالُه ).

مالك بن دينار والتجارة الرابحة : قال رحمه الله في تجلية التجارة الحقيقية، والمكسب المبارك: ( اتخذ طاعةَ الله تجارة، تأتيك الأرباح من غير بضاعة ).

وهيب بن الورد والسباق الجاد: قال رحمه الله حاثاً على المسابقة الإيمانية :( إن استطعـــت ألّا يسبقك إلى الله أحد فافعل ) .

ابن القيم وعبودية التفكر: قال رحمه الله :( وأحسنُ ما أُنفقت فيه الأنفاس التفكر فى آيات الله ، وعجائب صنعه ، والانتقال منها إلى تعلق القلب، والهمة به دون شئ من مخلوقاته ).

أبو العالية وخطر إهمال القرآن : قال رحمه الله في حق من ضبطه ثم ضيعه :( كنا نَعُد من أعظم الذنوب، أن يتعلمَ الرجلُ القرآن، ثم ينام عنه حتى ينساه ).

العقاد وفن ترسيخ العلم: قال رحمه الله ناصحاً القراء والطلاب وعشاق المعرفة :( اقرأ كتاباً جيداً ثلاثَ مراتٍ، أنفعَ لك مِن أن تقرأ ثلاثة كتبٍ جديدةٍ ).

الرافعي والزيادة على الدنيا : قال رحمه الله في كلمة تشع بالحماس والتوقد الباعث على العمل :( إذا لم تزد على الحياة شيئاً، تكن أنت زائداً عليها ).

الغزالي وتبديد المواهب العظيمة : قال رحمه الله :( مِن السقوطِ أن يُسَخِّرَ المَرْءُ مواهبَه العظيمة من أجْلِ غايةٍ تافهة ) .

ابن خلدون وكشف نفسية المغلوب: قال رحمه الله في حكمة رائعة تتجلى داخل أحوال المهزومين عبر التاريخ :( إن المغلوب مولعٌ أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره، وزيه، ونحلته وسائر أحواله وعوائده ).

ابن حزم ودخلاء العلوم : قال رحمه الله كاشفا بعض دغل العلوم وأنه من الوالجين فيها بدون علم :( لا آفةَ على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها ، وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ، ويظنون أنهم يعلمون ).

محمد بن عبد الباقي ومشكلة المنابر: قال رحمه الله في حل اشكال صعود لمنابر والتخوف من نقصان المعلومات والتعري الفكري فقال :( من خدم المحابر خدمته المنابر ).

أبو يوسف القاضي والاستفراغ العلمي : قال رحمه الله :( العلم إذا أعطيته كلَّك، أعطاك بعضَه ).

الجاحظ وبقاء الغرس: قال وحمه الله مبينا اثر العلم والحكمة النافعة بعد أصحابها :( يذهب الحكيمُ وتبقى كتبه، ويذهب العقل ويبقى أثره ).

النضر وشبع الراغب في العلم : قال رحمه الله :( لا يصير الرجل عالماً حتى يجوع وينسى جوعه ).

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..!
١٤٤١/٢/١١هـ
hamzah10000@outlook.com
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية