اطبع هذه الصفحة


الفرار إلى محايل التهامية ...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000



تشتد زخات البرد، ويلتهب الشتاء صقيعا وبردًا قارسا، حتى تبيت المرتفعات لا تعرف سكونا ولا استقرارا ، فيهجرها أهلها، وتطيب المنخفضات كتهامة وأخواتها، وفي محايل عسير، فر المستدفئون يهنؤون بجوها، ويستطعمون حلاوتها وصفاءها ، فمازح بعضَ أحبابه من السراة فقال:

سيروا إلينا فذاكَ المرتعُ الغاني... وفي "تهامةَ" دفءٌ ما له ثاني
بلادُكم لم تعُد زهراً وجاذبةً... فقد براها شتاءٌ قاتمٌ فاني
صعِدتُها مرةً فانشلّ ساعدُنا... وفي عظاميَ بردٌ زاخرٌ عاني

الجوُّ كالثلج والأنسامُ قاتلةٌ... وليس تفلحُ فيه كلُّ قمصانِ
ذهبنا للصوف لا صوفٌ ولا وبرٌ... كل الملابس في "أبها" كتيوانِ
إنْ صككَ البردُ لم تحفَل بهادئةٍ... ولا عريكةَ أصحابٍ وخلانِ

والتمرُ جلمدَ من شِتويةٍ عصفَت ..ولم تبقِّ له أنغامَ حلوانِ
وقهوةُ البنِّ ما عادت لنا مُقلا...وعَرفُها فاترٌ من بَردها الداني
وفي "النماصِ" هجيرُ البرد منتفضٌ... له "تنومةُ " ترخي الكاهلَ الآني
يا أيها "السروُ " سيروا في الحياة فلن... تبقى الحياةُ لمخفيٍّ وحزنانِ

هنا "تهامةُ" تدعوكم فخاطرُها... مزارعٌ أُترعت بالحب والثاني
تلقى الجمالَ بها قد طار مبتسما... وفي محيّاه دفءُ الطيّب الهاني
تودّعُ البردَ لا تلقى له شبهًا... إلا طلاسمَ وسواسٍ ووجعانِ

بها تعيشُ مع الواحات منشرحا...وفي رحابكَ دقاتٌ لجذلانِ
جُسومُكم مِن هواها روضةٌ عبَقت... بالياسمينِ وبالريحان والبانِ
وفي محانذ أهليها لكم ذِكرٌ... هلا أنختَ لذاك المطبخ القاني؟!

هذي "محايلُ" أرخت أذنَها سعَداً... بالزائرين وحطَّت كفتَ إحسانِ
هلا بصرتَ ربوعَ الأرضِ قد نسجت...مدافئا حلوةً من طيف ألوانِ
نهارُها ساطعٌ كالشمس قد زخرت.. فيها ترانيمُ دفقاتٍ وألحانِ
وليلُها زاهرٌ بالحب ما رقَدت... نجومُه مثلَ هيمانٍ وهتانِ

يا أيها الركبُ عوجوا فالمزار لنا... وجيئةٌ منكمُ كالبُلبل الحاني
تشتاق ذي الأرضُ بل تسمو بكم طربًا...فقد سباها عمَارٌ فوقَ عمرانِ

وجاءنا منكمُ آلافُ مزهرةٍ... منها تضوّعَ عنواني ووجداني
هنا "محايل" مشتاكم وحاضركم...بها الروائعُ لا "كاني ولا ماني"

١٤٤١/٤/٢٥هـ

hamzah10000@outlook.com


 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية