اطبع هذه الصفحة


الراحةُ والطِّلابُ الأعظم...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


يتنعّمون في فضل الله وهباته ، ويركبون "قطار العلم" ابتداءً ثم يتعثرون ويقصرون، دون أدنى لوم نفسي أو تثريب...برغم السعة والرخاء والرغد، لكأننا ما فقهنا طريقة السلف، وعناءهم ، والظروف التي جمعوا فيها العلم، وكسرهم المستحيلات، حتى أوقدوا القناديل، وشعوا لمن بعدهم المصابيح ...؟!!!

ما لِلشبابِ عن الطِلَابِ الأعظمِ... ونعيمهِ الزاهي بكل ترنّمِ؟!
عشِقوا الحياةَ ودفأَها وأريجَها... هلّا رأوها في العلا والأنجُمِ
وعلوّهُم يحلو بجَلسة راغبٍ... هذي العلومَ وما بها من مَغنمِ

كيفَ الجلوسُ لطُعمة ولنومةٍ... وتثاقلٍ يبدو بساحِ معلّمِ؟!
إنَّ القراءةَ للعقول كضَيغمٍ... قنصَ الفرائسَ دون أدنى تهممِ
وجلوسُكم للعلم نهرُ سعادةٍ... فاض الجمالَ لأهلهِ والعَيلمِ

فارمُوا هزالًا قد جرَى وتراجعا... وتبسموا للقادمِ المتزعمِ
أعطوا العقولَ غذاءها وشفاءَها... وتأهبوا للمنزلِ المتنعمِ
واسعَوا إلى هممِ الرجالِ ونبضِها... وتسابقوا فيها بكلِّ تبسّمِ

إنَّ الشبابَ بلا معالمَ تُحتذَى... مثلُ العجوزِ بغير مَشهىً تحتمي
وأجلُّ مطلوبٍ له وتجارةٍ... أن يدركَ العلمَ البهيَّ وينتمي
فنماؤكم ورياحُكم ونبوغُكم...في مُرتقىً عالٍ وكلِّ تقدمِ

يا أيها الطلابُ كيف تراثُكم... وسطوعُ أهليه لكم كالمنجَمِ؟!
أوَ ما بصُرتُم نُبْلَكم وقديمَهم... وغراَسهم في الحالكِ المتجهمِ
تركوا ضياءً مشرقًا فمصابحٌ...قد أُوقدت ومعالمٌ لم تُهدَمِ

هذي هي الهممُ الكبار وفيلقٌ... متصاعدٌ متوثبٌ كالمَعْلمِ
نظر الزمانُ لهم وكلُّ أميمةٍ... وتعجبوا من صارمٍ متحزمِ
وتفاخرَ العلمُ الوثيقُ بجرسِهم...فهَوى إليهم بالرجا والمَنسمِ

مَن يصنعِ العملَ البهيجَ يهج له...كلُّ الدنا وممالكُ المُستعصمِ
فاملُكْ بهم بالعلمِ كلَّ فضيلةٍ... وتيمّمنْ فالمجدُ للمُتيمِّمِ
العلمُ للراحاتِ ليس براحةٍ... ومدادُه من عَزمةٍ وبِمعصمِ

فانصبْ له تلقَ النعيمَ مواتيًا...وتَغَصَّ في الموجِ الثريّ البلسمِ
ما ماتَ من طلبَ العلومَ وحلوَها... ويموتُ ذو الجهلِ البئيسِ المُتخمِ

١٤٤١/١٠/١٥هـ

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية