اطبع هذه الصفحة


الرسولُ الأُسوة في بُيوتِنا ..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000



من الفقهِ الدعوي الرشيد: فنُّ استغلالِ الفرص والأزمات ، وتوظيفُها إيجابيًا لمصالحنا الشرعية ، فنستطيعُ إشغالَ جذوة الحب النبوي ، ونصرته عليه الصلاة والسلام ، وحمل إرثه، من خلال تربية الأبناء على سنته، واقتفاء آثارهِ قياما وجلوسا ، وأكلا وشرباً، وحديثا وصمتًا، وتعاملا وموقفا . ( وما آتاكم الرسولُ فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) سورة الحشر .

تعليقُ ملصقات نبوية: للذكرى، والحفظ، والتعظيم، والجلالة، والبركة، والسيادة ( بلغوا عني ولو آية ) .

جلسةٌ مرتبة أو عابرة : في "الأربعين النووية، " أو " رياض الصالحين " أو مختصر زاد المعاد، أو "" الشمائل المحمدية " وكلما كان الكتابُ مختصرا سهلًا ، كان أدعى لقراءته وتفهمه . ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) سورة الكهف .

التذكيرُ بسننه الصباحية: والمسائية ، وما سماه المحدثون " عمل اليوم والليلة ". والتأكيد على أنها بوابة الحفظ، وحلية النجاح، ومفتاح التوفيق . وصاحبها ( مثل الحي والميت ).

ربطُ الحوارات والخصومات: بالدليلِ النبوي بعد القرآني ، لترتفع القداسةُ النبوية في أذهانهم وتصرفاتهم، وليعلموا أن تلك رفعة ربانية لم تؤتَ لبشر ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) سورة البقرة .

تزيينُ مجالس الأسرة: وموائدهم بالهدي النبوي ، وربط الطفل الناشئ بالعظمة النبوية ، والاصطفاء الإلهي ، وأن ذلك فضل لا يضاهيه فضل ( قل إن كنتم تحبون اللهُ فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) سورة آل عمران .

إبرازُ قدوةٍ حقيقية : في ظل كثرة الأبطال المدجنين ، وصناعة التافهين هذه الأيام، اصنع لهم قدوةً في وجدانهم وسلوكهم ، ولا أجلّ من نموذج "الرسول الأكرم" ، عليه الصلاة والسلام، فهو النموذج الأسمى ، والمثل الأعلى ..( لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة ) سورة الأحزاب .

ترسيخُ قيمه الأخلاقية : والإنسانية في التعامل مع الناس ، والعمال والحيوانات، والفقراء، وعُباب الرحمة التي كان يتدفق بها في أرجاء المعمورة، ويصدح دائما ( من لا يَرحم لا يُرحم ) .

قصصه المؤثرة: التي تفوق ألفَ خطبة، وألفَ كتابٍ وموعظة .. نحو : موقفه مع الأعرابي البائل في المسجد، وقال : لا تُزرموه.. والصحابي المتحدث في الصلاة وما نهره ولا ضربه.. واليهودي صاحب الحق والدين ، وقضى له وأحسن له .. وصلاته بابنة زينب..ورحمته البعير.. ووقوفه دوما في نصرة الضعفاء والفقراء ( اللهم إني أحرِّجُ حق الضعيفين ) .

التصليةُ عليه والتسليم : فلا يكن ذكره كبقية الناس، وإنما يذكر بالصلاة والتسليم وحسن الثناء والود ، وهو مصداق قوله تعالى : ( ورفعنا لك ذكرَك ) فلا يذكر الباري تعالى ، إلا ويذكر رسوله الحبيب المختار .

القروبُ التقني العائلي : يفيضُ نسماتٍ سنيةً وأثرية، من حين لآخر ، وتُنتقَى ألطفُ المقاطع لأفضلِ الشيوخ والدعاة، بلا إثقال أو إملال . ( وتواصوا بالحق ) سورة العصر .

أقوالُه وحِكمُه العجيبة: والأمثال التي اختطفت الأفئدة ، وأذهلت العوالم بحسها ونقشها وجزالتها نحو : " الدين النصيحة "- " الحمر الموت " - " نُصرتُ بالرعب مسيرة شهر "- " حمي الوطيس -" لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين " وأشباهها من درر الأقوال وجمالياتها .

حلُّ التنازع : من خلال سنته ومنهاجه الشرعي الذي خلفه لنا، وليس عبر الهوى أو الردى والجفا ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) سورة النساء .

التثقيفُ الأبوي : عبر أسئلة يطرحها الأبوان أوقات الطعام والإجمام والتنزه ... ولتكن مراجعةً لما انتشر منزليًا سابقا، أو مخرجات المدارس ، أو تحضر ساعتها ، فيقول : ماذا قال الرسول في ذلك..؟! وما هو دعاء اللباس... وفي ركوب السيارة ... من يعرف الدعاء ...؟!

الصناعةُ الرمزية : بحيث تغرسُ فيهم القادةَ الجُدراء ، والأبطال الأسياد ، -بعد صناعة القدوة النبوية عليه الصلاة والسلام... - لصحابته وما فيهم من رمزية التقى والعمل والجد وعلو الهمة .

خزانةُ المنزل : القريبة من المائدة وصالون الجلوس، "ومصلى كورونا" ليكن فيها مع "المصحف " الرحيق المختوم " "رياض الصالحين " وشبهها من المختصرات النافعات ( ولكن كونوا ربانيين ..) سورة آل عمران .

مداولاتُ الأسرة وسجالُها: الشعري والثقافي والاجتماعي، والتي تحصلُ اتفاقا في الرحلات، وساعات احتساء الشاي...! ويذكرُ والده رحمه الله، وفي نعومة الصبا، كان يعقد مساجلات أدبية، ويقسمُ البيتَ " لفريقين متنافسين "، ولما كنت الأصغر ، يجعلوني مكملًا لهم، فكنتُ أسمع وأطرب ، واندهش وأعجب... فإذا حضر الأدب الإسلامي ، والمدائح النبوية نرق جميعًا ، -وتهزك تعليق الوالد رحمه الله ، والأخوان محمد وعبدالله - وحفظت منهم كثيرًا ، ولا زلتُ أحتفظُ بذكرها الرطيب، وغصنها الخصيب..!... وذكرني حلوُ الزمان وطيبه... مجالسَ قوم يملؤون المحاليل...

مخزونُ الطفولة : والنقش فيها كالنقش على الحجر، ويطيف به مننٌ وملذات، لا ينساها الأطفال ، ولا يفوتها الصغار، وترسخ معهم آمادا طويلة ..! وتلك المساجلات كانت بمثابة المخزون الأدبي الذي نُعّمنا به قديما ولله الحمد والمنة .

الداعيةُ التفاعلي: فقد بات أكثر الأبناء في مواقع التواصل، فاصنع منهم صلاتٍ تقنية ، وروابط تعرف بالمختار وسيرته وسننه، وتبثها على نطاق فسيح، لتفسحَ الصدور، وتنشرح الأرواح ، ومن كان له فضلُ لغات، تغلغلَ في الآفاق ، وطار مع الهواء، وضرب بالسنن الصحاح في المرامي البعاد، وشق خرائط الأقوام، بالشمائل الملاح .( ليبلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليلُ والنهار )، والله الموفق .

١٤٤٢/٣/١٣هـ

hamzah10000@outlook.com


 

 
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية