اطبع هذه الصفحة


من تهامة إلى الصين...!
وفلسفة النقد الدعوي..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


الدعوة هي الدعوة، لا تختلف في مضمونها ومصادرها، وكونها دعوة الى الحق وهداية الناس، ونشر لمعالم الدين ولطائفه...! مستندة الى القران والسنة في كل قطر ومكان....!
فالكلمة الوعظية الملقاة في تهامة، هي نفسها الملقاة في الصين، ولكن بلغة اخرى،
والمعلق واحد، والناقد واحد..!
فالمضامين واحدة، وإن اختلفت الوسائل والأشكال..!
وإذا سافرت الى الصين مثلا، ستعاين هنالك:
مسجد وإمام..
ودرس وشيخ..
ومؤسسات وأفراد...
ومناشط وتبرعات...!

فلا اختلاف الا اللغة والشكل،، ! والمضمون والرسالة واحدة .
والفقه الدعوي مطالب به دعاة تهامة ودعاة الصين، في آن واحد، ولا يمكن للدعوة الانتشار الا بفضل كفاح جسدي ومخزون علمي،وتواصل مجتمعي..!
ومسايرة للتطورات، واهتبال الفرص والمبادرات ..!
وكذلك لمسلمي الصين أنشطتهم، والتي قد يشوبها بعض الخلل، وبالتالي ينشأ عندهم، كما نشأ عندنا (النقد الدعوي)....!
والداعية يسمى هنا داعية، وهو هنالك داعية يتخلق بخلق الاسلام، ولا يبيح له بُعده واختلاف لهجته وزيه، ان يفتئت او يروغ روغان الثعالب...!
او أن ينهج خلاف طريقة الكتاب والسنة،،،!
وثمة مؤسسات في الصين وغيرها، ترتقي وتتعثر، وتحتاج الى التذكير والمناصحة، وغربلة الأمور من حين لآخر، وإلا لا قيمة للدعوة وفنها وحكمتها، وقد قال تعالى(( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) سورة النحل .
وهذه الحكمة تأتي بها الخبرة الشرعية والزمنية، اللتان يصقلان العقل، ويجعلانه اكثر تقديرا ووعيا بالأمور ...!
وما يوجه من نقد هنا، تجد مثيله في الصين والأمريكيتين وما وراء البحار، فلم تنزيل النقدات على اتجاهات مخصوصة ، وجعل التقويم الدعوي، تقويما لكل عامل وناشط بعينه؟! ، علما بأن الدعوة واسعة، ومساحاتها مترامية الأطراف، وعناصرها ملايين مملينة،،، وكل يدعي العمل والإتقان،،،.!
الدعوة قضية حياة، ومنهاج أمة، لا يصح اختصارها في جهة او موسسة او أفراد،،! او أنه يمتلكها علماء أجلة، او فقهاء كملة...!
وما يقال أو يشاع من منهجية نقدية، وتقويم للعمل الاسلامي ينصب على غالب فئات المجتمع الأممي الاسلامي، وهناك دراسات طويلة، وبحوث علمية، ومحاضرات متناسلة، تخدم قضية النقد، وتوصل للفقه الدعوي المنشود،،،!
ويستفيد منه الصيني، والأمريكي، والمريخي، ومسلم الهند، وغيرهم..!
وإذا تحقق ذاك، ووقع من عقولنا الموقع الراقي، علمنا أن رافضي ذلك، لديهم مشكلة، وحساسيتهم مفرطة، ويشوشون على أنفسهم بقصد او بغير قصد...!
او أنهم يسيرون بلا هدف، وما فقهوا المغزى الدعوي، ولا انتظموا رسالة وخطة، او رسموا استراتيجيات ..!
وكيف لو طالعوا النقد العلماني والليبرالي لهم، وأن التسطيح الدعوي، ورفض التطوير والانتقاد المثري، مغنم لأولئك الأعداء، لصب النيران، والقصف في الجبهات، والضرب بصواريخ فتاكة،،، فما عساهم يقولون...؟!
وقد أضحينا جميعا في عالم مفتوح، وكلام منثور، وأعين راصدة، وحركات محفوظة...!
فأين الفرار..؟!
الواقع من أمامكم، والإعلام من ورائكم، والنت يطوقكم،،،.!!
ومن لم يع ذلك، او يتكيف معه، فمصيره للزوال والإفلاس، وننزه العاملين في الخليج وفي الصين ، وفي المريخ عن سلوك ذلك المسلك.!
بل ما اختطوا ذلك الطريق الدعوي والإصلاحي، الا وهم يعرفون بشائره ومنغصاته، وأحبابه وأعداءه، وجواهره وشكلياته...!
وقد اتسعت الصدور، وكبرت العقول، عن أن يرهبها نقد، او يحزنها تعليق، او يخيفها متربصٍ....!
فكذا هو طريق الدعوة...!
تريدين لقيان المعالي رخيصةً// ولا بد دون الشهد من إبر النحلِ

لذا فالنقد الدعوي المرقوم، اذا نضج يتناوله الجميع، ويغرفون من فوائده، لعلمهم أنه لا يخص احدا، لا سيما اذا تجرد من الأسماء والجهات، وإدراكهم أن العمل الدعوي اجتهادي، وهي جهود بشرية تدور بين الصواب والخطأ، والفاضل والمفضول، والسعة والضيق، وما شابهه..،!
والغاية من النقد الدعوي، وقد عمت مقاصده وطابت ،هو التطوير والانضاج، وليس الهدم والاسقاط، ولذلك فلسفته قائمة على إعادة الصيغة الدعوية، وغربلة مساراتها، والاستفادة من كل النظم المتاحة، ومجاراة العصر، وحفز المبدعين، وتصويب المخطئين، وبناء جيل دعوي احترافي، ينطلق عن رؤية وعلم ومسارات محددة، ويدري كيف يتحرك وينطلق، ويفقه أن الدعوة علم وفكر وممارسات، لا يؤمها كل احد..!
خلاف الشائع الآن، من أن الدعوة منبر كل من هب ودب، وساحة المتردية والنطيحة، مما يعكس الخلفية الفكرية عن الدعوة، والتسطيح المبدئي في التعاطي معها....!
ولذلك واجب العلماء وأرباب الفكر والاستنارة تصحيح ذلك المسلك، وإعلان الشرط الأساسي لممارسة الدعوة، وتجسيد عمقها من خلال بث الفقه الدعوي الرشيد، والمقدمات العلمية للعمل والانطلاق، والله ولي التوفيق...!

ومضة: النقد الدعوي يحط في كل مكان متى توفر الفكر، وصدقت نية الإصلاح..!

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية