اطبع هذه الصفحة


آثار الترفيه الشبابي الزائد...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


أبصرته كان يفوح بالوعي والألمعية، ولكنه سُلّ من بين ذكائه وزكائه، حتى انتهى إلى حدائق الترفيه الطاغي، واستراحات الترويح الزائد، وديوانيات بالساعات الطوال، فلم يحفظ وقتا ولا عقلا، ولا خلقا...!
ولم يعد ذاك الذي يؤمل إليه، أو يُرجى نتاجه، ويرتقب حصاده،،!

ورأيتُ في تلك العيون معالماً// وبعقله لو يُصلح البستانُ
لكنه آوَى لغير كفاحِه// فهوَى بها وتعطّل الوجدانُ

فبدلا من أن يدخر لفضيلة سامية، او مرتقى منيف، قصرنا به إلى ما يشاركه فيه العوام، ويحسنه أكثر الشباب..!

وبلا ارتياب أن تبعات الترفيه ستكون سيئة إذا بولغ فيه....!
ومَشينة إذا تجاوزت حدّها،،.!
وضارة إذا استغرقت كلُّ الأوقات، ولم تبقَ ساعة لجد متين، او فضائل راسخة، أو معانٍ ماتعة،،،!

ومرفّه الأفعال ضَلّ طريقَه// ومضى بلا فكرٍ ولا آدابِ
قد يَحرمُ النفسَ الرفيعَ طموحُها// ويُعيدها في أسفلِ السردابِ !


لسنا ضد الترفيه والترويح المنضبط ، وهو مقصد إنساني لا انفكاك عنه، ولكننا ضد زيادته وطغيانه، المنتهي بتدمير العملية التربوية ، وإخراج جيل لا ينتمي لأمته الانتماء الحقيقي ، وغير عامل ولا جاد..! وعن علي رضي الله عنه يقول: ( أجِمّوا أي أريحوا، هذه القلوب ،والتمسوا لها طرائف الحكمة ،فإنها تمل كما تمل الأبدان )؟.
فنعتدل في الترفيه، لئلا نضر شبابنا، ونضيع مستقبلهم،،،! يتكاثرون ويتجمعون، ولكنهم ((غثاء كغثاء السيل))، مصداق الحديث النبوي المشهور،،،!
ونعم لحديث (( لتعلمَ يهودُ أن في ديننا فسحة )) ولكن ليس على حساب الجد، والمناشط الأخرى المجدية...!
وما أروع ما قاله بعض شيوخنا الأجلة: إن مناهج الترفيه المطلق، لا تخرج قادة الأزمات..!

ولذلك من آثاره السلبية :

١/ استغراق الأوقات بما لا ينفع ويبني ويجدي .
٢/ غياب المعاني التربوية الراسخة، والقيم المرحلية الثابتة .
٣/ خلط الطاقات بعضها على بعض، وإلباس الجادين غير أرديتهم ولباسهم.
٤/ حرمان المجتمع من عناصر فاعلة، وكفاءات مقتدرة وأصيلة .
٥/ إضعاف الشخصيات وتسهيل الحياة لها، وبناء التصورات الرديئة عن الإسلام والدعوة .
٦/ تعثر النتائج وإتلاف البعد القيادي والإداري المكين .
٧/ احتواؤه أحيانا على مناكر من غيبة أو لغو أو كذب أو أيمان غير سليمة .
٨/ قسوة القلب، وصدوده عن الذكر والعلم ومعالي الأخلاق والأمور .
٩/ تقدمه واعتلاؤه على الجد، وهو خلاف المنهج القراني (( خذوا ما آتيناكم بقوة )) سورة البقرة والأعراف .
١٠/ استحلاء الراحة والتمتع، والتي تحول مع الوقت عن حياة الجد والتحمل وطلب المعالي، لأن من شب على شئ شابَ عليه..!
والفقه هنا الاعتدال في الترويح ، وان لا يغلب على التربية الجادة، وأن يكون وسيلة وعلاجا، وليس غاية ومنالا...!

ومضة/ ( ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين، ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم... لابن مسعود رضي الله عنه ).
١٤٣٦/١١/٢٤
‏‫
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية