اطبع هذه الصفحة


رجالات الأعمال والمعالي...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


ليست المعالي، أن تبني قصرا يتحدث الناس عن ضخامته وحسنه، وليست المعالي ،أن يوقرك الجميع وتنتشر صورك في كل مكان، وليست المعالي غزارة المتاجر والعمال،،،،! فلربما تغادر ولم تجعل منها معبرا يفرحك عند الله، قال تعالى (( وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم )) سورة الأنعام .
إن المعالي الحقيقية هو إدراكك عاقبة المال وثمرته، وأنك مسؤول عنه، فتخشى وتضعه في مكانه اللائق لينفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون،،،،فثمة زكاة مفروضة، وثمة تبرعات تبارك مالك، وتزيد من سعادتك، وتثري دعوتك وفكرك، وتجعلك عنصرا إسلاميا مؤثرا ....

أماويَّ إن المال غادٍ ورائحٌ// وتبقى من المال الأحاديث والذكرُ


ولا أجملَ من ذكر حسن بعد وفاتك(( واجعل لي لسان صدق في الآخِرين )) سورة الشعراء .
وأنزل الله تعالى في أبي بكر الصديق رضي الله عنه (( وسيحنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى )) سورة الليل .
واشترى عثمان رضي الله عنه بئر رومة من اليهود، ليعز فقراء المسلمين، ويمنع ابتزاز اليهود وتسلطهم.

ومن المعالي النافعات لك دنيا وأخرى، وعبرها ترسمُ هدفاً لزملاء المهنة،،،،:


١/ التجارة الرابحة: دعم الجمعيات الخيرية واللجان الأهلية الموثوقة ، والتي تعيش على أيادي أهل البر والمعروف ، والتي مشاريعها حِلق وإعانة وتربية وصيانة للمجتمع من الضياع والانفلات .

٢/ الوعي المالي : بناء قاعدة الإعلام الإسلامي المحافظ، كتأسيس قناة فضائية او الكترونية، او تمويل مواقع نتّية، او حفز صحف الكترونية وما شابهها، لتنير للعالم رسالة الإسلام، وتبث القيم الصحيحة .

٣/ حجر الأساس : تشييد مساجد ريانة الأثر، تشمل موضع الصلوات، وحُجر للدعوة والبر والمعروف، وحلق العلم والمكتبة ، بحيث يكون (جامعة) لا مسجدا، ولا يصلح هذه الأيام ان يبني فاعل الخير (مسجدا بلا مرافق) دعوية وإدارية تيسر على أهل الحي دورهم وتربيتهم النوعية، بل تحقق رسالة المسجد المطلوبة ، كما هو الحال الذهبي زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

٤/ السعادة الحقيقية : نحو كفالة الضعفاء من الأيتام والمعوزين والأرامل وطلبة العلم المحتاجين. فكم من طلاب جد وذكر، أعوزهم المال، فقل أثرهم، وحُرم فضلهم، بسبب الانشغال بلقمة العيش،،،!! ومثل ذلك يبني صلات اجتماعية فريدة، ويوطد لتلقي الناس الخير والسنن. وقد كان الإمام عبدالله بن المبارك يصنع ذلك، ويصرف على فقراء أهل الحديث ويقول: ( لا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم ) .
وكان العلامة ابن باز رحمه الله متعهدا لفقراء ودعاة خارج المملكة، يثبتهم على عمل الخير والدعوة .

٥/ الجواهر الفريدة: كإغاثة ملهوف، أو إسعاف مضطر، أو تفريج مكروب، كما هو حاصل في أقطار إسلامية كالشام وبورما والعراق والصومال،،،،!
ويشبه ذلك، إنشاء مسجد في مكان محتاج، او ترميمه ليقوم بدوره، وقد عز الباذلون،،،!!

٦/ تجويد الدعوة: وتجديدها، من خلال طيب الاستعداد، والتوثيق الإعلامي، وتصوير المحاضرات للنشر العام،،! وعمليات الترجمة للمواقع الالكترونية والأفلام الدعوية، حتى تصل إلى العالم أجمع، ونقيم الحجة عليهم، ونريهم آيات الله في الآفاق.

ومن الوعي المالي الآن :
- عدم بناء مسجد قرب آخر.
- تخريج طلبة العلم الفقراء والقيام عليهم .
- دعم القنوات الإسلامية والمواقع النتية، وانتشارها خير من صدقات مكررة جدواها قليل .
- بناء عدة مساجد في إفريقيا وغيرها أعظم من (مسجد ملاييني) باذخ في أماكن حاجتها قليلة وأحيانا معدومة .
- طباعة الكتب الإسلامية يسهم في الثقافة الصحيحة، ويقينا بلايا التطرّف والغلو .
- لا تبن مسجدا إلا مكتمل المرافق، لتجعله جامعة دعوية .

إضاءة / (نِعم المال الصالح للرجل الصالح)، رواه أحمد ، ومن الصلاح الشعور بالآخرين .
١٤٣٦/١١/١٢

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية