اطبع هذه الصفحة


في ذكرى الهجرة النبوية..

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


تاريخ لا ينسى، وميلاد جديد، وانتصار على الوثنية، وإصرار على الهدف، واقتحام للمخاطر، وتمكين بعون الله.....

بزَغت لنا هيفا بِغَيْرِ ستارِ// وتزخرفت في ثوبها المدرارِ
ونظرتُ في العقد الطويل فهالني// أخرازُه كمباسمِ الأقمارِ
وشممتُ رائحة الجمال ودلَّها// حتى هويتُ منازل السمارِ
هي هجرةُ الهادي البشير ودرسُها// بوحٌ من الآمال والأسرارِ
هي قصةُ النصر المكينِ ورحلةٌ// زخَرت بكل مباهجٍ ومدارِ

هيا انظروها وانتموا لحكايتي// إني امتطيتُ ارادتي وقراري
وضربتُ في الأفق البعيد معالماً// للنصر والتمكين والاغزارِ
فالله قد مدّ الصبور برحمةٍ// وأناله من مطعمٍ ودثارِ
فلم البقاء وفي الصدود حكايةٌ// ظهرت لكل مثابر سيّار؟
واذا يضيق الحالُ فيها مَخرجٌ// وفواتحٌ تشدو مع الأطيارِ

هاجرْ الى الله العظيمِ ففعلُكم //هجرُ الكريم لطُغمة الكفارِ
بالنور والجسد المعظم والذي// عاف الهوانَ بموطئ الأشرارِ
هاجر ففي الكون الفسيح مدائنٌ// تشتاقُ للآيات والأنوارِ

هاجر ففستانُ الربيع يشوقُكم// ويشوق قلباً قد حُشي بوقار
واركضْ فهمْسات الضياءِ رواقصٌ// وتودكم بهواطل الأمطار
ذلت وهانت مكة مُذ اقدمت// للرفض والاشراك والاضرار
وتباعد التاج الجميل وازهرت// ثمرات ذاك المحفل المعطار

وتطيّبَ الطيبُ الخصيبُ بطيبةٍ// وتصاعدت للمجد والأسفارِ
هاجر ففي الهجر البعيد خزائنٌ// ومفاتحٌ جلت عن الإقصارِ
هاجر تجد قوماً كراما لم تجِد// أشباهَهم في عالم الأنصار
هاجر فدينُ الله ينظر ما جرى// ويُجيركم من محنةٍ وقَتارِ

هاجر فهذي الأرض ملكُك والذي// خلق الوجود ومدّكم بقرار
مهما طغى الطاغي ونالت أكلب// سيلوحُ نجم الحق للأبصار
هذي الحياة مناكدٌ ومفارح// ومنائر شعّت بجوف الغارِ

فاشعّ مصباحَ الوجود وأورقت// أغصانُه بالطيبِ والإثمار
أبصرْ رسولَ الله دربَك وارتقِب// فرجَ الإله ودولةَ الأحرارِ
وامض حفياً باذلاً ومجاهدا// دون ارتخاء كان أو أعذار
أنت الأميرُ وفي يديك رسالةٌ// للناس والأنعام والأحجارِ

يا سيدَ الثقلين طابت أرجلٌ// هجرت بلاد الكفر والأوزار
اِسعَد بنخل في المدينة قد زها// بقدومكم واعجبْ من الأزهار
واطرب بزادِ الأكرمين وحدهم //وجهادهم حتى اندمالِ الثار
فلقد بصرنا حسنَهم ونداهمُ// وبصرنا أفعالا لهم كمنارِ

هاجر ولا تخشَ العدو فإنه// مهزومُ رغم الجند والأسوارِ
هاجر وصابر في المسير ولا تخَف// من قفوهم فالفتح في الأدبار
كم قد لقيتَ مفاوزا ومصاعبا// وغرست وردَ الصبر في الأكدار
ورسمت أنوارا البطولة وارتوت// أحشاءُ طيبةَ بالندى والنار

أنت الشجاع وفيك كل قصيدةٍ// قد طِرّزت بالعز والإكبار
أنت الخليل ومن خلالك خُلةٌ// طابت لكل مذكر صبّارِ
انت العزيزُ وفي ركابكَ عزةٌ// قد رفرفت بسواطع الآثار
فالذكرُ في قلبي وبين جوانحي// أخبارُ صدقٍ قد زهت بفخار
هجر الأحبة دارَهم ومتاعهم// وتقدموا للمجد والإبحارِ
ولربما الفتح الكبير مبايناً// ولقاؤه بالراحل المسفار
والله قد قسَم الحياةَ ورزقها// فاسع له في عزمةٍ وبدارِ
واذا نأيتَ ففي التنائي غنوةٌ// بحرية الأفكار والأشعارِ
١٤٣١/١/٩


 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية