اطبع هذه الصفحة


حلق الشوارب أو بناء المساكن...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


أنت في سباق مع الزمن....! وفي خضم صراع تنموي يأبى التقهقر...!
والأرض والوطن يطالبك بالإنتاج...!
وربما تستشعر أنك في حلبة ثيران إسبانية، ومهدد بالهلكة.....أو على حافة الهاوية.... وللحفاظ على المال العام، ولكسب رضا المواطنين...!
ولكي تحل مشكلة الفقر والعاطلين، والذين بلا مأوى يؤويهم، أو مسكن يلمهم....!
يتعالى تصريحٌ سياسي يبدو ضاحكا...
وطرفة إعلامية مدهشة....
وكلمة دعائية منعشة....!!!
فيهز (رئيس فنزويلا) الحالي العالم (نيكولاس مادورو)، وتتداعى لكلامه،،،، الأوساط الإعلامية :( سأحلق شاربي إذا لم أوفر مليون وحدة سكنية ) وذكر أن مصير شاربه مرهون بيد وزير الإسكان...!


فلأحلِقنَّ شواربي وأبيعها// لحظائر الأنعام والحيوانِ
وطني يَعِز وشاربي عبءٌ على// ذاك الرخاء يغيبُ في الحرمانِ
ما قيمةُ المسؤول يفتل شاربا// والنَّاس في فقرٍ بلا إسكانِ...!


وأن عليه إنجاز وعده قبل نهاية العام الحالي ٢٠١٥ ...!
وبرغم ما في الموضوع من طرافة...! إلا أنه التزام شخصي وبرلماني وسيخضع للمحاسبة...!
وبما أن تحديات الشوارب واللحى غالبا ما تنطلق من العادات العربية..! فلماذا لا يسن التحدي بها وزراؤنا المرموقون...! أو أن شواربنا خاصة بالمنادي والمزاين، والطلعات البرية....!
وأتوقع أنه تحدي نفسي سيحمل الفنزويلي على الوفاء، وإلا فمصيره الحلق العلني، إذا لم يعف عنه برلمانهم، والشعب اللاهث وراء شقة تحميه من الضياع والهوان...!


وبحثتُ عن بيتٍ يُلملم ذلتي// فإذا الهوان يُباع في الأسواقِ
واذا الإجار مسلطٌ برقابنا// والنَّاس في قهرٍ وفي إشفاقِ


ولعل في ذلك سنة عالمية ، تشعها (فنزويلا شافيز الراحل)، صاحب المواقف القوية والعجيبة،،،، لتحفز الآخرين على العمل والإنجاز.....!
ولكن... وهل يحتاج الواقع العربي إلى مثل تلك الالتزامات الأخلاقية لإنجاز شيء ذي بال....؟!
والجواب قد يحتاجون، حينما تغيب العدالة ، وتختفي قوانين السؤال والمحاسبة والرقابة الأدائية ،...!
وفي بلد مثل (فنزويلا)،،، أتوقع أن حاديه الوفاء وخدمة الشعب، وليس الضحك عليهم، أو مخاتلتهم بوعود فضفاضة، او تغليق التأخر بقضايا منبتة عن المشكلة....!
كمشكلة الفكر،، والأفكار،،، والتخطيط،،،،
وإعادة الثقافة....!!!!
وترك لُب القضية الحقيقية من الغلاء والاستئثار والتشبيك والقروض التأخيرية، وانعدام التسهيلات...!!!
وإلا سيكون مصيره ضربات بيض أو بندورة فاسدة، أو براميل النفايات...!
ولهذا استشعر الرئيس الفنزويلي خطورة مهمته، وأن السكن مأوى الخلائق، وملاذ المواطن ورضاه عن الخدمة، وأن تزايد الناس ومشكلات الإسكان لا يسوغ تجاهلها، فأرغم نفسه بالتزام أخلاقي، يدفعه إلى العمل والإسراع...!
وإلا فالأصل أن لديهم محاسبة وصرامة، لا تدفنها المجاملات والمحسوبيات، وسيساءل أنتج أو لا،،،! وفي نفس الوقت يبعث برسالة عدلية حقوقية للعالم أجمع، لعلها تنفض بعض الكسالى، وتوقظ ضمائرهم تجاه مواطنيهم، فيدركوا أن السكن عَصب الحياة، ومنتهى الصيانة، وأمان الذلة والهوان والافتقار...!

وانعدامه أورث سلبيات حادة في نفسية المواطن، منها :

١/ اتساع الدين الشخصي، والعجز أحيانا عن السداد.
٢/ جشع أرباب الأموال والعقارات، والإيغال في الابتزاز في ظل خفاء الرقابة .
٣/ تحطيم الشخصية من الهوان الشهري المتكرر، وتهديد المالك بالبلاخ أو الطرد .
٤/ تعويق مشاريع الزواجات الشبابية، والنظر للسكن كعائق أصيل حائل دون اللحاق بقوافل المتزوجين .
٥/ ذهاب الدخل الشهري لرهق الإجارات ، وفقدان الادخار والمشاريع الذاتية ..!
٦/ التجرئة على الفقر والاحتياج، وحصر الطموح أو قتله من جراء الحاجة وغياب التطوير والتفكير التجاري والاستثماري.
٧/ الشعور بالشقاوة بسبب ضغط الإجار، وتعكر سعادة المرء لعدم الانتماء الحقيقي للمنزل،.. والله الموفق...

ومضة/ الليبراليون خارج التحدي ولا يحتاجون لمساكن لانعدام الشوارب أساسا..!

١٤٣٧/١/٢٨
 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية