اطبع هذه الصفحة


جزيرة الكنز السمينة...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


قصة خيالية ذات تماس واقعي ، وقد شاهدناها (فلما كارتونيا) ونحن صغار، فشدتنا المغامرة، وهالتنا الأحداث، وذهب بِنَا التفكير كل مذهب...!
وحينما ظهرت (القرصنة الصومالية) واختطاف السفن الكبرى على السطح العالمي، أعيد ذاك المسلسل، ورأيت صغاري متراصين أمامها، فكان من المناسب ربط الواقع بالخيال، وأذكر أنني كتبت نصا شعريا في ذلك، وأستحضر، دهاء القبطان سلفر الكبير، وقرصنته العجيبة، وقوته الخارقة، و(همته المتصاعدة)...!
وهو ذو الساق الخشبية، والتي تخشبت دونها كل الأفكار والعوائق، واستطاع بما يملك من إرادة وتصميم، أن يصير أعتى الفوارس، وأشجع البحَّارة ...!

لولا المشقة ساد الناس كلهمُ// الجود يُفقر والاقدام قتالُ

وكل ذاك تمّ في الخيال الدرامي، أما الآن فالكنوز حاضرة، وتنطوي كثير من المدن والمحافظات على ثروات كنزية، وجواهر عقارية،وأملاك تأسيسية، تصنف تحت (سعة المال العام)، والذي اقتطعته الدولة وفقها الله،،للمشاريع والبنى التحتية، ورفاهية المواطن، فيأتي (قراصنة جدد) وبشكل آخر، وقد غدوا قبلها مفاليس،،فإذا هم أغنياء أثرياء، لديهم ولديهم.....!
من أين لك هذا ...؟!
وكيف جمّعته في وقت وجيز.؟!
وأنجزتَ قبل الشركات التجارية...؟!
وحققت بدون خبرة اقتصادية ولا سوقية ...؟!

والجواب .....:

- غياب الوازع الداخلي الإيماني...! (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ))سورة البقرة .
- غياب الرقابة الإدارية الصارمة..!(( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت )) سورة المائدة .
- تولية من دون الأكفاء الأمناء...!
- وفي الحديث (( إذا وسد الامر إلى غير أهله فانتظر الساعة ))
- انعدام الحراسات على الجزائر المكنوزة...! والمال السايب يعلم السرقة كما يقال...!
- غفلة أصحاب المسؤولية والمكان والزمان والإنسان عن السؤال والمحاسبة ...!
- استغفال بعضهم ببسمات وعلائق مشبوهة، وحصص رخيصة، يرهن بها مستقبل محافظة كنزية سامقة...!
- ضعف التثقيف الشرعي والإداري تجاه المال الحرام والمشتبه والمختلط...!
- تقديم الأعراف الاجتماعية والقبلية على اللوائح المنظمة الحازمة ...!
- استغلال النفوذ الإداري والسلطوي، واختفاء قوانين المحاسبة والرقابة الرادعة...
- وقد يسوغها بعضهم في إطار الهدايا والعلاقات العامة، وتناسى قوله صلى الله عليه وسلم (( فهلا قعد أحدكم في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدى إليه أم لا )).
- ولعل من أعظم معوقات التنمية في العالم العربي والإسلامي غلبة الفساد المالي والاداري، واختفاء تطبيق القيم الشرعية في العمل والانضباط والمسؤوليات، وفق الله الجميع، وكفانا المال الحرام،
-

- ومضة/
في المدائن جزر مكنوزة أولها لذاذة، وآخرها مرارة..!

- ١٤٣٧/٤/١٤

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية