طرحت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة سؤالا هاما عن كيفية التغيير: هل يكون من أسفل لأعلى أم من أعلى لأسفل؟ بمعنى هل يجب أن نبدأ بالتغيير من الشعب ونمضي به للسلطة؟ أم هل يجب أن نبدأ بالتغيير من السلطة ثم نمضي به إلى الشعب؟

يرى البعض أن كلا التغييرين مطلوب في مصر، وذلك إذا أردنا تحقيق الإصلاح السياسي.

على أن قناعتي الشخصية أن التغيير المطلوب في الفترة الراهنة هو من أسفل لأعلى، فيجب أن يبدأ الشعب بتغيير سلوكياته ومعرفة حقوقه. وإلا فإذا قمنا بالتغيير من أعلى، ثم جاءت سلطة أخرى وكانت في مثل سلوكيات السلطة السابقة، فلن يحدث أي شيء في ظل استمرار الشعب في حالة عدم الوعي التي يمر بها. وسوف تظل العملية السياسية على نفس وتيرتها بدون حدوث أي تغيير، حتى ولو كانت السلطة الجديدة على أخلاق الملائكة. ولعل أحداث قصة " حديقة الحيوانات " لجوروج اوريل تدلنا بوضوح على هذه الحقيقة.

يجب على الأغلبية الصامتة أن تخرج عن صمتها، وأن تدافع عن حقوقها، وأن تطالب باستحقاقاتها. ولا يجب أن تنتظر هذه الأغلبية أن يقوم أحد بهذه الأعمال نيابة عنها، ليقدمها لها على طبق من فضة!! ثم تظن بعد ذلك أنها قد قامت بدورها وحققت مرادها!!

mohd_youssef@aucegypt.edu
28 من ذي الحجة عام 1431 من الهجرة ( الموافق 4 من ديسمبر عام 2010 ).