اطبع هذه الصفحة


نحو مسلم واعٍ بأمور دينه

محمد حسن يوسف

 
أول ما يجب أن يتعلمه المسلم هو فقه الإيمان وفقه الأحكام. وفقه الإيمان هو التوحيد، وفقه الأحكام هو فقه الشريعة. وبهذين الفقهين يمكن للمكلف أن يصحح إيمانه الذي سيلقي عليه ربه، ويصحح عمله الذي سيلقي به ربه. فهذان العلمان و هذان الفقهان من فروض الأعيان، لأنهما متعلقان بالتكليف ومتعلقان بالعمل. فكل إنسان كلف بالإيمان وكلف بالعمل. وإلا فبدون فقه الأحكام كيف يمكن للمسلم متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عباداته؟ وكيف يستطيع أن يصحح إيمانه الذي سيلقي عليه ربه؟ ولا يُقبل أي عمل منه إلا بعد سلامة هذا الإيمان وصحته، حتى يتعلم التوحيد الذي هو فقه الإيمان.

والفقه في المصطلح النبوي إذا أطلق لا يراد به الفقه المتعارف عليه بين المتعلمين، والذي هو فقه الشريعة. لا يراد هذا فقط، بل يراد معناه المطلق الذي يشمل الفقهين معا: فقه الإيمان، وفقه الأحكام - أي يشمل التوحيد والفقه. إذن عندما نقول التفقه في الدين نعني الأمرين معا: التفقه قي العقيدة و التفقه في الشريعة. ولذلك لا تظن أن النصوص التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم و التي يحث فيها المسلمين على التفقه أو يثني على الفقيه، أنه أريد بها فقه الأحكام الشرعية فقط، بل أريد بها الفقه بمعناه الواسع الذي يشمل الفقهين معا: فقه الإيمان وفقه الأحكام.

لذا فينبغي على كل مسلم أن يبدأ بتحصيل هذين العلمين بصفة خاصة، وأن يعرف بقيه العلوم كذلك. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه " [ صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 7300 ]. ولذا فننصح كل فرد بالبدء في تكوين مكتبة صغيرة تشمل العلوم الشرعية التي عليه معرفتها، والتي سيُسأل عنها يوم القيامة. ولابد أن نسعى في نشر الكتيبات والشرائط الإسلامية من ناحية إهدائها أو إعارتها للغير بعد قراءتها أو سماعها. ونورد فيما يلي اقتراحا بأهم الكتب التي يجب أن يقرأها كل مسلم:

أولا: التفسير: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي
تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير
ثانيا: التوحيد: 200 سؤال وجواب في العقيدة الإسلامية للشيخ حافظ حكمي
ثالثا: الفقه: فقه السنة للشيخ سيد سابق
رابعا: الحديث: رياض الصالحين للإمام النووي   &  الأذكار للإمام النووي
خامسا: السيرة: الرحيق المختوم للمباركفوري  &  زاد المعاد في هدي خير العباد للإمام ابن قيم الجوزية
 



 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" بلغوا عني ولو آية " [ صحيح / صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 2837 ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس، كان له مثل أجر من عمل بها، لا ينقص من أجورهم شيئا " [ صحيح / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 174(208) ]. فينبغي لطالب العلم وغير طالب العلم، كل من علم سنة، ينبغي أن يبينها في كل مناسبة. ولا تقل: أنا لست بعالم! نعم لست بعالم، لكن عندك علم. فينبغي للإنسان أن ينتهز الفرص، كلما سنحت الفرصة لنشر السنة فانشرها يكن لك أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

 

محمد حسن يوسف
  • كتب وبحوث
  • مقالات دعوية
  • مقالات اقتصادية
  • كيف تترجم
  • دورة في الترجمة
  • قرأت لك
  • لطائف الكتاب العزيز
  • الصفحة الرئيسية