اطبع هذه الصفحة


26 تغريدة (جلسة مميزة مع والداي)

جمع وإعداد
حسين بن سعيد الحسنية
@hos3030


بسم الله الرحمن الرحيم


جلسة مميزة مع والداي

1/جلس مع والديه .. يريد أن يتقرب إلى الله بهذه الجلسة مع أقرب الناس إلى قلبه وأحبهم إليه , كانت جلسة مختلفة عن غيرها حدث فيها نفسه كثيراً .

2/كان يتأمل فيهما في عينيهما في نطقهما في كل جزء من جسميهما , وكان يذهب ويعود للحديث مع نفسه متأوها مجروحا حزينا .

3/يقول : لا أدري مالذي جعلتي أتأمل بتركيز في تلك التجاعيد المتراكبة على وجنتي أمي الغالية , وأركز في صوتها المبحوح من التعب والكبر .

4/يالله .. أهذه أمي تلك التي كانت تغمرنا بحيويتها في البيت وبنشاطها اللامحدود في الاهتمام بي وبأخوتي وأخواتي من وقت استيقاظنا حتى ننام .

5/أهذه أمي التي كن نساء القرية يمدحن فيها طيب تواصلها ومبادراتها الاجتماعية بيننا , وكن يرجعن إليها حينما تحصل بينهم مشكلة أسرية أو تربوية .

6/أهذه أمي التي لم تعد قادرة على مفارقة فراشها إلا للحظات تذهب فيها لقضاء الحاجة بعد سنوات عطاءها وبذلها لزوجها ولأبنائها .

7/ويعود صاحبنا إلى التأمل في والديه يذهب به النظر مركزا على والده فيرى تلك الشيبات التي بدأت تغطي على عارضيه ويسمع تلك الآهات المتكررة .

8/نعم آهات متكررة من صدر والدة مع كل حركة يتحرك بها يمنة أو يسرة , يجد في والده حب البقاء جالسا في البيت متعذرا بأن راحته في بيته .

9/يعود إلى نفسه قائلاً .. يالله .. أهذا والدي الذي كان يطوف البلاد إما تاجراً أو عابداً أو سائحاً , أهو هو ؟ صاحب الشكيمة القوية الفذة .

10/أهذا والدي الذي علمنا ويسر لنا كل عسير بعد توفيق الله تعالى , الذي أمدنا من عطفه وحنانه وأيضا ربانا بحزمه وجديته على كل شي جميل .

11/ألم أقل لكم إنها جلسة مميزة , كل تلك المشاعر الناتجة من ذلك التأمل خرجت في تلك الجلسة التي أرى فيها والدي وقد بلغ منهم السن مبلغة .

12/لم أشعر بتلك المشاعر من قبل , لأن جلساتي معهما كانت ضمن برنامجي اليومي والذي لا أقدر أن أرسمه دون تسجيل زيارتي لهما فيه .

13/أصدقكم القول .. وإن كانت زيارتي لأغلى الناس متكررة ودائمة إلا أني لم أكن أشعر بشي خلال تلك الزيارة وأيضا بعدها .

14/كانت زيارتي لهما زيارة سطحية للغاية فلا تفاعل ولا سؤال ولا مناقشة أو حوار , كنت فقط أجلس معهما فقط .. فعلا كنت سلبياً معهما .

15/كنت أجلس معهما إما تضييعا للوقت أو مصلحة أريدها منهما أو اجلس مضطرا بطلب منهما أو من أحدهما , والمصيبة أني أعلم حاجتهما الماسة لي .

16/يستمر صاحبنا في اعترافه ويقول : لا تتوقع مدى رغبتهما في أن يسمعا حديثي وينصتا إليه وكأني صاحب الفضل عليهما بالجلوس معهما .

17/لا أعلم عن سر تلك الجلسة التي كشفت لي كثيراً مما يخفيه الشيطان عنّي عن والداي , ولعلها النية الصادقة التي لم أكن استصحبها مسبقا هي السبب.

18/تلك الجلسة التي اكتشفت فيها بأني فعلاً أمارس أنواع شتى من العقوق هجر , جفاف عاطفي , تهميش , سطحية في التعامل , .. الخ .

19/تلك الجلسة التي قررت بعدها أن أكون بارا بوالداي مطيعا لهما ليّنا سهلا في التعامل معهما مخلصا بذلك رضى الرب سبحانه . خاصة في هذه المرحلة .

20/نعم هما في أمس الحاجة لي الآن فهما في مرحلة الكبر وحاجاتهم زادت وشعورهم بالوحدة بدأ يقلقهما ومناداتهم لي تضاعفت عن السابق .

21// أدركت الآن قوله تعالى " إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما "الآية

22/ تلك الجلسة كانت عظيمة .. ثقيلة .. رائعة .. مغيّرة .. تحركت كل المشاعر والشجون والقرارات والخطة المستقبلية نحو أن أكون باراً بوالداي

23/اللهم اغفر لتقصيري معهما وتجاوز عن عقوقي لهما وأحسن منّي القول والعمل لهما وارحمهما كما ربياني صغيرا .

24/ختم صاحبي قصة تلك الجلسة مع والدية بقوله أدعو جميع الأبناء والبنات أن يعودوا باريّن بآباءهم وأمهاتهم ويكفي هجراً وعقوقا .

25/تلمسوا رضاهما , اسعوا في برهما , اجتهدوا في العمل من أجلهما , قد تأتي لحظة يتمنى أحدنا أن يرى والديه ليبرهما فلا يجدهما .

26/قال عليه الصلاة والسلام:(رغِم أنفه،رغم أنفه،رغم أنفه،قيل من يارسول الله؟قال:من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة).

غرد بها
حسين بن سعيد الحسنية
5/2/1434هـ

 

حسين الحسنية
  • مقالات
  • كتب
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية