اطبع هذه الصفحة


سكنا القاع ( خاطرة )

حسين بن سعيد الحسنية


بسم الله الرحمن الرحيم


يعاتب بعضنا البعض لا بأس , يخبر أحدنا الآخر بخطئه أمرٌ مطلوب , نتحاور حتى نصل إلى درجة يمكن أن نلتقي عندها فهذه سنة إلهية سنها الله على عباده , يسوق كل منا أدلته وبراهينه الدالة على صدق حجته ما المانع من ذلك ؟ كل تلك الأساليب وغيرها تنبئ عن حراك صحي نحن في أمس الحاجة إليه , فكم تولد من أفكار إبداعية , وحلول إيجابية من نقاش حار تسوده روح الأخوة , وكم نتج من علم ومعرفة كان مصدرها اختلاف في وجهة النظر اختلاف لا يفسد للمتحاورين قضيتهم , وكم برز من متحدث , وظهر من صاحب حرف كانت أولى خطواته في مجال الحديث أمام الناس هو ذلك الموقف الذي جمعه بمتحاور آخر أبدعا جميعاً في أن يبيّن كل منهم حجته وموقفه .
إلَا أن من المؤسف أن تنقلب حواراتنا واختلافاتنا إلى تصفية للحسابات , ونشر للغسيل , وانتصاراً للأنفس , نعم هذا ما نلاحظه ونعايش أحداثه في وقتنا هذا , حتى أصبحنا أمة يتناحر أفرادها بدلاً من أن يتحاوروا , ويتلاعنوا بدلاً من أن يتعاونوا , وتخلّفوا بدلاً من أن يختلفوا , فسكنا القاع مع عشقنا للقمة , وارتضينا الدون مع حبنا للسمو , فأصبحنا أمة سَهُلَ على العدو أن يفعل بها ما يشاء , والله المستعان
 

حسين سعيد الحسنية

 

حسين الحسنية
  • مقالات
  • كتب
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية