اطبع هذه الصفحة


رسالة إلى المعلم

إبراهيم بن مبارك بوبشيت

 
 الحمد له الذي رفع شأن العلم والعلماء فقال:(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) .الحمد لله الذي جعل في الناس بقية تدل على الخير وترشد إليه .
وأشهدُ ألا إله إلا الله شهادة تنجي صاحبها من المهلكات ،وتوصله إلى أعلى الدرجات وتبوئه الجنات

يا رب حمداً ليس غيرك يحمدُ *** يا من له كلُّ الخلائقِ تصمدُ
أبوابُ كلِّ ملك ٍقد أُ وصِدَت *** ورأيتُ بابك واسعاً لا يُوصدُ

وأشهدُ أن محمدا ًعبده ورسوله صلى الله عليه وسلم خير الأنام ومعلم الإنس والجان والمرسل إليهم بأكمل بيان

صلّى عَليك اللهُ يا علم الهدى  *** واستبشرت بقدومك الأيام
هتفت لك الأرواحُ من أشواقها  *** وازَّيَّنت بحديثك الأقلامُ

ورضي الله عن آله الكرام وأصحابه مصابيح الدجى في الظلام ومن تبعهم بإحسانٍ بلا توانٍ وإمهال .
أما بعد:

أيها المسلم :
فهذه رسالة من طالب أُرسلها .
فعلى ماذا تدور؟ وعن ماذا تتحدث ؟ ولمن وجهت إليه يا ترى؟؟؟ ؛؛؛
فهل هي من رسائل الحب والغرام التي بدأت تعج بها الساحة ؟ أم رسالة تطلب مصلحة من مصالح الدنيا؟ ،فإذا بالجواب يقول:لا.
أم هي رسالة من ولدٍ لوالده؟ ، أم موجهة لمسؤول ؟ فإذا بالجواب :لا.
إذن ما هو خبرها ؟ وما سبب إرسالها ؟.
وإذ بالرسالة قد خرجت من قلب هذا الطالب إلى من كان سبباً في سعادته الحقيقية بعد الله تعالى بنماء عقله وتفتح ذهنه وزيادة علمه . رسالة إلى من عايش معه شطراً َمن حياته،فاقتبس فيها هدياً من هديه وسمتاً من سمته واقتفى أثراً من أثره ، رسالة لمن كان سبباً بعد اللهً في علمه وتعلمه، من كان يمضي معه ما يقرب من ست(6) ساعات فلا تفارق عينه عينه ولاهيئته خياله .......
أو تراك قد عرفت المرسل إليه ؟ إنها رسالة من طالبٍ قد تخرََّج وأنهى مرحلة التعليم وانتقل إلى مرحلة أخرى، أرسلها وفاءً وشكراً إلى ذلك المعلم الكريم المبارك .الذي طالما سكب دم روحه من أجل تعليمه حيث قال كاتبها ...
 



( بسم الله الرحمن الرحيم)

أستاذي الكريم ومعلمي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : فهذه رسالة من قلبٍ طالما غرست فيه بعض غراسك وزرعت فيه بعض زرعك ،فرويته بمعالم فضلك ووهبته جميل هباتك .
أستا ذي ومعلمي : كم كنتُ أغبطك على هذه المهنة العظيمة ذات الشرف في الدنيا والآخرة،كيف لا وهي مهنة الأنبياء وطريق المرسلين، ولقد كنتُ أتأمل قوله تعالى
(هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) .فقلتُ في نفسي هنيئاً لك هذا الفضل .
فإذا جاء الناس يوم القيامة بالشاة والبعير والعمارات والعقارات والأموال والمراكب الفارهة التي جمعوها في الدنيا جئت أنت تحمل معك البقرة وآل عمران وأُناساً اهتدوا بهديك وتعلموا من علمك ونهلوا من فضلك قد نورت بصائرهم ونفيت عنهم الجهالات وابعدتهم عن الفضلات .فكم حاربت إبليس وأبعدت طلابك عن التلبيس وخشيت عليهم من ان يكونوا مفاليس وبشراك

بشراك بحديث رسولك ومصطفاك ، حيث قال: (إن الله وملائكته ،حتى النملة في جحرها ،وحتى الحوت في البحر ،ليصلون على معلم الناس الخير).رواه الطبراني في الكبير والضياء عن ابي أُمامة وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وأحسبك أنك منهم إن شاء الله تعالى بصدق نيتك وإخلاصك لله تعالى .

معلمي الفاضل : إنك من المجاهدين بكل حقٍ وحقيقة فأنت على ثغرة من ثغور المسلمين فلئن كان المجاهد في ثغور البلاد يحميها من تسلط العابثين ،ودخول المعتدين الذين يُزعِزعون أمنها ويولدون الرعب لها فأنت من أعظم المجاهدين فمن يحمي العقول من عبث العابثين ولوث العلمانيين وتحريف الغالين وينفي شُبه الزائغين.....إنه أنت يا أستاذي الكريم فالقرآن أمامك والتوحيد سلاحك والتفسير بيانك والفقه إمامك والتاريخ سندك والجغرافيا دليلك و الإنجليزي رموزك وألغازك وأساس كشف أسرار أعدائك و الجلوجيا وعلم الأرض فهما مجال تطبيق علمك والرياضة قوتك ونشاطك والمؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . والفيزياء والكيمياء هما مصدر الابتكار والاختراع من أجل القوة والغلبة ولا أنسى الرياضيات منمية العقول و الفهوم والإدراك إذ لا حراك إلا بوقود وهي وقودٌ للعقول العاملة والأفهام الثاقبة وقبل الختام فالحاسوب هو جهاز التكنولوجيا والذي أصبحت ترى العالم كله من خلاله وتخاطب من شئت بواسطته ......
أيها المجاهد:استمع لكتاب الله تعالى وهو يخبر عنك(ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبير).

أستاذي الكريم معلمي الفاضل :
لإن افتخر المهندس برونق إنشائه وجمال إبداعه.وبرز الطبيب بفرط ذكائه وخفة أدائه لأعماله وارتفاع صيته وشهرته وازدحم الناس على عيادته ،وظهر المخترع والمبتكر بجمال ابتكاره وذاع صيته في كل أرجاء بلاده ،
فلا أنسى ذخيرتك العظمى التي تدر عليك الحسنات مدراراً وتسجلها في ميزانك بلا عدٍ ولاحسبان ، ذلك العالم الرباني وطالب العلم الهمام الذي قصد المصادر الربانية و المنح الإلهيه فحفظها وقام للناس موجهاً وللجهال معلماً وللمتعلمين معضداً فقام بالحق وبه يعدل . وذاك الشاعر الفصيح ،واللغوي الرصين الذي نافح برصانة كلماته عن الإسلام وأثار حماس أهل الجهاد فكان بحقٍ حسانَ عصره وعليَ زمانه ومهما أطلعنا الفلكي على بعض اكتشافاته وعظيم استنتاجاته ومهما اعتلى الطيار في السماء،أو أجاد السباحة في الهواء والفضاء وتما يل بطيارته كتمايل طير الحمام بفرح الخروج مع ضوء النهار وبالغدو والإبكار . وذالكم القائد العسكري الذي أخذ العهد على نفسه بحما ية دينه ومليكه ووطنه سواء ً كان في البر أو البحر أو الجو .....

فيا استاذي : حُقًّ لك أن تفخر فهؤلاء ِكلهم وغيرهم كثير ٌو كثير بعض نتاجك (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون ).فلئن تقاعد أي موظف عن عمله وانقطعت عنه تبعاته ونسي متطلباته واندثرت في الغالب بعض صلاته ...فلا تنقطع صلاتك ولا تنتهي سنوات خدمتك فالكل لاينسى فضلك وإبداعك ,فأنت مربي الأجيال لتعمر الديار وينتشر الأمان بسبب انتشار العلم وسعة الفهم وقوة البيان .....

أستاذي الكريم:
طالما طاردتُ الذكريات كلما تجاوزت مرحلة من المراحل لا تنسى فقد عشت معك سنوات الابتدائية الجميلة وغمرتني فيها بعطفك وحنانك وحظك لي على التعلم وأنت تكرر أول ما أرسل الله به رسوله صلى الله عليه وسلم قال له:( اقرأ بسم ربك الذي خلق () خلق الإنسان من علق ()اقرأ وربك الأكرم()الذي علم بالقلم () ) .فنميت في قلبي حب التعليم وغرست فيه البر والمثابرة,ولما انتقلتُ إلى المتوسطة كانت وسطاً لحياتي فحظيتُ بالتوجيه,خصوصاً أني في مستقبل فتوتي وشبابي ولما انتقلت إلى الثانوية عرفتُ أن الحياة بلا علم ثانوية,فتعلمتُ منك أنها بداية الانطلاق والاختراع وأنها بلا إبداع تصبح عذاباً ولما انتقلتُ إلى الجامعة حظيتُ منك بكل معلومة جامعة بل ومانعة فبارك الله في علمك ياستاذي وكساك الله حلل الكرامة ........

فأنت يا معلمي:
زاد الطريق في ظمأ العلم وفشو مرض الجهل وسياج الأمان في كثرة السباع وسوء الأفهام و الحصن الحصين بإذن رب العالمين عند انتشار الشياطين,فالعلماء كواكبُ في السماء, فهم ورثة الأنبياء وسادة الشهداء تستغفر لهم حيتان الماء, وطيورالسماء ,وتدعو لهم النملة وتستغفر لهم النحلة ......

هذا هو العلم لاطينٌ ولاحجرٌ *** ولاخيلٌ ولاعيسٌ ولابقرٌ
هو النجاةُ هو الرضوانُ فاحض به *** وما سوى العلم ِلاعينٌ ولاأثرُ

فيا أستاذي الكريم:
يا من حملت راية العلم سنين وسنين حُقَّ لك هذا الوسامُ من الملك العلام (ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً).

أستاذي ومعلمي :
يا من أكن له خالص شوقي واحترامي ولذلك خط له بناني،لقد راجعتُ سجل الذكريات على مر المراحل والأعوام في تلك الليالي المظلمات فحظيت ببعض الأمور التي هي والله لسعي طالب الكمال لا لتلمس العيوب في الحديث والمقال وتصيد الأخطاء التي قد مضى بها غابر الزمان . فيا ستاذي الكريم: لم أنسَ ذلك الأسلوب الجميل الذي تعوّدناه منك ألا وهو : رحم الله امراً أهدى إليّ عيوبي وطالما كُنتَ تُشنّف آذاننا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم عن أبي رُقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قال لله، ولكتابه ،ولرسوله،ولأئمة المسلمين ، وعامتهم).
فإذا كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنصح لعامة المسلمين فكيف بمعلميها وناصحيها فلا تنسَ يا أستاذي أن أسرتي أسلمت لك مضغتها ودما ًمن دمها فاتقِ الله فيها صنها بالخوف من الله وعلمها مراقبته فبأخلاقك تتخلق وبسمتك تتسم

أُستاذي ومعلمي : لقد رأيتُ أن القدوة فيك في بعض الأحيان تنخرم والله يقول (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا).فأنت من أعظم الأئمة فأتعجب من أن قولك في بعض الأحيان لا يوافق الصواب فالكذب تنطقُ به والسب والشتم والاحتقار والاستهزاء صفة تتراوح عندك كتراوح الحر والبرد لقد تعجبتُ من أفعالك التي تنمي لتناقضك فتحثنا على استغلال الوقت وتنظيمه والعناية به وعدم إهداره ولقد تناقلت. الأخبار عنك من مصادرنا الموثوقة أنك صاحبُ سهر ووقت يقضى في الملاهي حتى أصبحنا نرى قلبك لاهياً. فلا تظن أُستاذي أني نسيت جميل نسائم نصحك ولكني خشيت عليك من قول ربنا سبحانه (يا أيها الذين ءامنوا لما تقولون ما لا تفعلون ).
أنسيت ونحن و في سنين الابتدائية وأنت تعلمونا أركان الإسلام ومن ذلك الصلوات الخمس وكنت تحظنا عليها فتعجبتُ منك أنك تنقصها فلقد أخبرني والدي وبعض زملائك أن لا تشهد صلاة الفجر جما عة في المسجد على جهة الاستمرار والعصر في بعض الأحيان.
بل لقد لمستُ ذلك وأنت تشرحُ لنا حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم :أثقل الصلاة على المنافقين : (ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعصر) الذي رواه البخاري عن أبي هريرة فمررت عليه مرور اللئام فلم تعطِه حقه ولم تبين فضله .
أستاذي: لقد تذكرتُ حديث سنن الفطرة ,ذلك الحديث العظيم الذي ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(عشرٌ من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية و السواك واستنشاق الماء وقص الأظافر وغسل البرامج ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء) يعني الاستنجاء قال الراوي نسيتُ العاشرة إلا أن تكون المضمضة ، فتعجبتُ منك يا أستاذي أنك أعطيتها حقها ووفيتها شرحها فبارك الله في فيك وعلمك، ولكن لفت نظري وأبعد وسني أنك لم تعطِ أحد ألفاظ الحديث حقه ألا وهو ـ إعفاء اللحيةـ فلا تظن أني كلما رأيتها وقد أخذتها الشياطين أو احتوشتها الوحوش فأخذت من أطرافها فما بقي إلا الأصول فنسأل الله بقاء الأصول

وأنقلُ لك يا أستاذي كلاماً نفيساً لعالمٍ نفيس ألا وهو العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ قال في كلامه الثمين [ وأما إعفاء اللحية وهو عدم التعرض لها بقصٍ أو حلقٍ أونتفٍ فلأن الله خلقها تميزاً بين الذكور والإناث وإظهاراً للرجولة والقوة ثم قال رحمه الله تعالى: فحلق اللحية حرام لأنه خروج عن الفطرة ومخالفة للرسل وأتباعهم وموافقة للمشركين وتغير لخلق الله تعالى بلا إذنٍ منه وليس إبقاء اللحية من الأمور العادية كما يظنه بعض الناس وإنما هو من الأمور التعبدية..... ثم قال ومن أعفاها من المشركين فإنه هو المتشبه بنا وليس نحن المتشبهين به .

أستاذي الكريم :
كم كان تعجبني هيئتك وجمال ملبسك الذي طغى على جمال درسك وتوصيل علمك فلقد آثارني حرصك العظيم على ملابسك وتجددها كل حين ولم أرَ تجدد وسائلك التعليمية أثناء الشرح .
بل يؤلمني أني أرى مادة جافة إنما هي نقل للمعلومات من الكتاب وما دام الحال هذا فلماذا لا تسجل المادة ونسمعها نحن وجميع الطلاب فكم كنت أتمنى أن أسمع سبب نزول هذه الآية والقصة التي فيها دون أن تكون مقررة في المنهج مستفيدين من المنهج العلمي الرائع الذي ابتكر لنا لأن الأجهزة الحديثة لها الأثر البالغ كما تعلم ولا يخفى عليّ أنها ليست في المنهج المقرر........

أستاذي وينبوع فؤادي :ـ
كم كنتُ أتمنى أن أرى مادة الجغرافيا مليئة بالإيمان إذا تحدثت عن الجبال وعظمتها والسماء وعظيم اتساعها والأرض وجميل إبداعها . فالسماء انشقت والجبال تفجرت وأخرجت الماء، والأرض انشقت ومُدت وألقت مافيها وتخلت فربطت بين السحاب بالإيمان فهطل المطر، وحدث التبخر وكم هي تلك الظواهر الجغرافية التي تحتاج لربط بالقرآن و السنة ولكن عدم حرصك هو الذي جعل هذه المادة قائمة على الجمود.

ولا أنسى التاريخ يا أستاذي.....
فتعجبتُ من شرحك في مادة التاريخ حيث إنه لا يعدو المنهج المقرر و ذلك لأنك لا تعلم إلا ما يختص بمنهجك فقط دون أن يكون لديك علمٌ بأمور كثيرة عن التاريخ أَوَ نسيت ذلك اليوم الذي كنت تشرح فيه عن فتح مكة ؟ ولما سألتك من خلف الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينه؟ قلت: لا يسأل أحدٌ خارج الدرس.......

أستاذي العزيز:ـ
اللغة العربية هي لغة القران الذي هو كلام الرحمن الذي أنزله الله : (بلسانٍ عربيٍ مبين ). فما سببُ ضعفي وضعف غيري؟ إن من أسباب ذلك عدم كلامك الكلام العربي وسلاسة لسانك .
وأنا أعلم : أن من اللحن لا يصلحه سيبويه ولا يقيمه نفطويه ، واسمع معي هذه الحكاية: كان جعفر البرمكي عند الرشيد كالمأمور فلما رفع المجرور ترك رأسه في البلاط يدور. وهذا أبو جعفر المنصور : لما رأى أبا مسلم يضم المكسور جعل سيفه في صدره كالضمير المستور ...
فيا أستاذي :ـ لحن القول أهون من لحن الفعل فعظم النحو لأحبابي كفى بالنقص الذي وقع لي ولزملائي....

أستاذي وطريق وصولي ......
لا أنسى الجلوجيا مادة العلم الجميل والخلق الفسيح فكم فيها من إعجاز الله تعالى فبين علم الأرض وما فيها من جبال راسيات وسهول وأنهار جاريات وكذلك أختها الأحياء وبها تعرف كيف كانت الحياة من معرفة علم الأجنة والنطف ومراحل التكوين لهذا الإنسان ساعة والأنسجة ساعة ولكن ذهبت بسبب عدم الإتيان بآيات التدبر والتفكر (فلينظر الإنسان مم خلق () خلق من ماءٍ دافق() يخرج من بين الصلب والترائب).الفيزياء والكيمياء مادة التصنيع والابتكار ذهبتا بعدم الحظ على الاختراع والابتكار، بل إن من المؤسف أن تردد دائماً أنه لا يوجد إمكانيات إن هذا لا يقوله صاحب همة وعزم ـوإذا لم يوجد الماء أجزأ التيمم وإذا لم يوجد صلى على أي حالٍ كان وما أجمل الرياضة لولا أن بعدها الرياضيات وبينهما تناقض في العبارات فصارت الرياضيات لا تعتمد على الفهم والاستيعاب .
 فيا أستاذي الكريم :
كرر الدرس فالحظوُ بمسألة واحدة أفضل من ذهاب المسائل في خب كان فيصبح الخبر بلا مبتدأ.
وأما الرياضة فإنها حصة النشاط والحيوية فقد انتكس فيها الهدف فأصبحت تركز فيها على الأبدان وتركت العقول فأصبحت لا تتكلف شيئاً إنما هو رمي هذه الكرة جلدة السوء فقط دون بث روح النشاط في القلب والروح .
فيا أستاذي لماذا لا تذكرُ لنا سيرة سلمة بن الأكوع في غزوة ذي قرد وكيف كان يسابق الخيل ويده مثل خف البعيربدل سيرة الرياضيين الكفرة وتذكر لنا سيرة خالد وكيف كان في الجهاد دون ذكر المصارعين العرايا وما أجمل الإتيان لنا في بعض الأحيان بسيرة الرسول وكيف كان يسابق الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بدل الجريدة الرياضية في كل حين إذ في سيرته كل أخبار الرياضة وكم كنت أتمنى أستاذي أن تكون حصة الرياضة المليئة بالأنس والراحة فيها الحظ على اللباس الشرعي والبعد عن اللفظ القبيح والمنطق الذميم ....

و لا أنساك أنت نعم أنت ...
يا من نقلت معارفي و ربطت إحساسي و مشاعري بجهاز يعتبر حبلاً موصولاً بالعلم
فيا أستاذي معلم الحاسب الآلي أنت المعني بالخطاب فلا تحد عن اتباع الصواب فإنه من أخلاق أولي الألباب فكم أتأمل تلك الأساليب و نحن في معمل الحاسب و أنت توجهنا بالهدوء في التعامل مع هذا الجهاز و الحذر من الخطأ و لو كان صغيراً فإن تأثيره عظيمٌ و أخذت أقلب صفحات قلبي و مكنون فؤادي .
فقلت : يا أستاذي تعجبت من الخبر الذي قال لي : إنك ليس عندك جهاز في البيت ؟!!
و ذكرتني كلمتك بالتعامل بدقة مع الجهاز وتأثير الخطأ و إن كان صغيراً فقلت : أين نحن عن تأثير الذنوب التي تطمس على القلوب فلا تعقل الخير و لا تبصر الصواب و الله يقول (( و ذروا ظاهر الإثم و باطنه )) .
و ما أجمل أن أرى منك يا أستاذي حثاً لزملائي و توجيههم بتسخير هذا الجهاز للخير خصوصاً وأني أراهم يسألونك عن بعض المواقع الإباحية و كيفية فك الحماية عن هذه المواقع و لم أرَ منك تمعّراً في الوجه لهذه الأسئلة المحزنة و لم أرَ منك نصحاً و إرشاداً لهم و حثاً على تصفح المواقع الإسلامية التي تحتوي على خطب و محاضرات و دروس مفيدة .
و لعلي أطلت عليك و لكن لا ألام فالكمبيوتر صاحب العقل المدبر عند الكثير من الناس و صار هو الصاحب و الصديق عند آخرين فسلب عقولهم و قصم وقتهم و استنزف أموالهم .

أستاذي الكريم :
و عندما كنت أتأمل تلك الرسومات و الأشكال جملة المحيا التي تسحر الناظر و توقف الماشي ، و تمتلك تلابيب الفؤاد . لماذا لا يكون ذلك و هي نابعة من روحك قبل قلمك و من جمال خيالك قبل رونق ألوانك .

أستاذي و معلمي :
لقد أعجبني ما رأيته في غرفة التربية الفنية من شهادات حققتها و جوائز نلتها . و لكم كنت أنا و زملائي نسمع عن بعض الإبداعات التي كانت في حياتك سواء تلك المناظر الخلابة و الخطوط التي خطها بنانك .
و لكن آلمني أني لم أرَ ذلك ثلاث سنوات قضيتها معك في المرحلة المتوسطة خصوصاً و قد ذهبت أيام الابتدائية في رسم الشجر و السيارات فقط فلقد كانت حصة الفنية حصة الأعمال الشاقة من حمل أمتعة المدرسة و تنظيف الغرفة.

أستاذي و معلمي :
ما أجمل اختياراتك للألوان و حسن التنسيق بينهما متعجباً من عدم تناسق أخلاقك مع ذوقك فقلت : سبحان الله (( و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة )) .
فتعجبت من طيشك في بعض المواقف و سرعة إيذاء لسانك قبل يدك .
و كم كان بعض الأساتذة يعيبون علينا عدم جمال خطوطنا و كلما أخبرناك بذلك لم تبدِ لنا حراكاً .
حتى تخرجنا من المتوسطة و لم ننل شيئاً ف ((إنا الله و إنا إليه راجعون )) .

أســــتـــــاذي
هذا بعض من نصحي ، وحبي لك جعلني أكتبها لك ، وطلبي لكمالك حرضني على توجيهك .

أســــتـــــاذي
أنت علم الخير ورمز الهدى للسائرين، النظر إليك ليس كالنظر لغيرك، وصلاحك صلاح للجيل.
فما أصبت من خير فهو من الله وما أخطأت فمن نفسي، والله ورسوله منه بريئان وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،،،،،......


تلميذك البار
إبراهيم بن مبارك بوبشيت
في 26/6/1422 هـ

 

إبراهيم بوبشيت
  • رسائل ومقالات
  • الصفحة الرئيسية