اطبع هذه الصفحة


( قل ، ولا تقل )

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
الإخوة الأفاضل /
هاكم بعض الفوائد التي انتقيتها من كتاب ( (تصحيح التصحيف وتحرير التحريف) لمؤلفه صلاح الدين أبو الصفاء الصفدي المتوفى سنة 764 هـ
أضعها بين أيديكم ، سائلاً المولى جل وعلا أن يعم نفعها ...

يقولون اللهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ وآلِه،
وقد ردّ ذلك أبو جعفر بن النحاس وزعم أن العرب لا تستعمل إضافة آل إلا الى المُظْهَر خاصّة، وأنها لا تضاف الى مُضمَر، قال:
والصواب / اللهُمّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ،

لا يفرقون بين الآبِق و الهارِبِ، ولا يسمى آبقاً إلا إذا كان ذَهابهُ في غيْر خوف ولا إتعابِ عمَل، وإلا فهو هارب.

يقولون: الأبُّ والأخُّ، يشددونهما. والصواب بالتخفيف،(الأبُ ، الأخُ )
قال بعضهم يوماً لشهاب الدين القُوصي:
أنتَ عندنا مثل الأبِّ، وشدّد باءَها، فقال: لا جَرَمَ أنّكم تأكلونني!
يعني أنهم بهائم لكونهم شدّدوا الباء، والأبُّ هو التِّبن.

يقولون: ابتعتُ عَبْداً وجاريةً أخْرَى، فيوهمون فيه
لأن العرب لم تصف بلفظتي آخر وأخرى وجمعها إلا بما يجانس المذكور قبله
كما قال سبحانه وتعالى: (أفرأيْتُمُ اللاّتَ والعُزّى. ومَناةَ الثّالثةَ الأخرَى)، وكما قال تعالى: (ومَنْ كانَ مَريضاً أو على سفَرٍ فعِدّةٌ منْ أيّامٍ أُخَر...)،
فوصف مناة بالأخْرى لمّا جانَسَتِ العُزّى واللاتَ، ووصف الأيام بالأُخَر لكونها من جنس الشهر.
والأَمَةُ ليست من جنس العَبْد لأنها مؤنثة وهو مذكر، كما لا يقال: جاءت هند ورجل آخر.

يقولون: أبْصَرتُ هذا الأمر قبل حدوثه.
والصواب أن يقال/ بصُرْتُ بهذا الأمر،
لأن العرب تقول: أبصرتُ بالعين، وبَصُرت من البصيرة،
ومنه قوله تعالى: (... بَصُرْتُ بما لمْ تَبْصُروا بِهِ...)، وعليه فُسِّر قوله تعالى: (فبصَرُك اليومَ حَديد)، أي: علمك نافذ، ومنه: بصير بالعلم.

يقول العامة: أبْهَرني الشيءُ يبهُرُني.
والصواب / بهَرني يبْهَرُني، بفتح الباء.

يقولون: ابْدَأْ بِه أوّلاً. والصواب أن يقال: ابْدَأ بهِ أوّلُ بالضم،
كما قال معن بن أوس:
لعَمْرُك ما أدْري وإنّي لأوْجَلُ ... على أيِّنا تغْدو المَنيةُ أوّلُ
وإنما بُنِيَ هنا أوّلُ لأن الإضافة مُرادَة فيه، إذ تقدير الكلام: ابْدأ أوَّل الناسِ، فلما قُطِع عن الإضافة بُنِي كما بُنيتْ أسماء الغايات، التي هي قبل وبعد.

ويقولون: فلان اختفى، بمعنى استتر، وليس كذلك،
إنما اختفى بمعنى ظهَرَ،
فأما المُسْتَتِر فهو المُسْتَخْفِي، يقال: استخفى إذا استتر، واختفى إذا ظهر،
ومنه قيل للنّبّاش مُخْتَفٍ.
قلت: خفيت الشيء أخفيه: كتمته، وخفيته: أظهرته، وهو من الأضداد، كذا قال الأصمعي وأبو عبيدة،
ويقال: خَفا المطرُ الفأرَ، إذا أخرجهن من أنفاقهنَ، وبَرِحَ الخَفاءُ، أي وضح الأمر، وخَفا البرقُ يخْفو خَفْواً ويخْفي خَفْياً: إذا لمع ضعيفاً في نواحي الغَيْم.

ويقولون لمَنْ أتى الذنبَ مُتعَمِّداً: أخطأ، فيُحَرِّفون اللفظَ والمعنى، لأنه لا يقال أخطأ إلا لمَنْ لم يتعمد الفعلَ، أو لمَن اجتهد فلم يُوافِق الصوابَ،
وإياه عَنى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله: (إذا اجتهدَ الحاكمُ وأخطأ فلَه أجْر)..
وإنما أوجبَ له الأجرَ عن اجتهاده في إصابة الحقّ الذي هو نوع من أنواع العبادة،
فأما المُتَعَمِّدُ الشيء فيقال له: خَطِئَ فهو خاطِئٌ والمصدر الخِطْء بكسر الخاء وإسكان الطاء، كما قال تعالى: (إنّ قَتْلَهُم كان خِطْئاً كَبيراً)،
وقال الحريريّ رحمه الله تعالى:
لا تخطُوَنّ الى خِطْءٍ ولا خَطأٍ ... مِن بعدِ ما الشّيبُ في فَوْدَيْكَ قد وَخَطا
وأيُّ عُذْرٍ لمَنْ شابتْ مَفارِقُهُ ... إذا جرى في مَيادينِ الهَوى وَخَطا

ويقولون في التعجب من الألوان والعاهات: ما أبيضَ هذا الثوبَ وأعورَ هذا الفرس.
وذلك غلَطٌ، لأن العرب لم تَبْنِ فعل التعجب إلاّ من الفعل الثلاثي الذي خصّتْه بذلك لخفته. والغالب على أفعل الألوانُ والعيوبُ التي يدركها العِيانُ،
فإن أردتَ التعجب من بياض الثوب قلت: ما أحسنَ بياضَ هذا الثوب وما أقبحَ عَوَرَ هذا الفرس.
قلت: يجوز أن تقول: ما أبيضَ هذا الطائر، إذا تعجبتَ من كثرة بَيْضِه، لا من بَياضِه.

ويقولون في جمع بِئْر: أبيار.
والصواب في ذلك أبآر وآبار أيضاً على القلب، ومثل ذلك: أرآء وآراء، وأرآم وآرام، وأمآق وآماق.
قال الشاعر:
ورَدتُ بِئاراً مِلحَة فكَرِهْتُها ... بنَفْسيَ أهْلي الأوّلونَ ومالِيا

ويقولون للولدين في بطن واحد: أتْوام،
والصواب: توْأمان، الواحد توأم، وأتأمت المرأةُ إذا ولدتْ توأمين.

يقولون للقائم اجلِسْ
والاختيار، على ما حكاه الخليل بن أحمد، أن يقال لمن كان قائماً: اقعُدْ، ولمن كان نائماً أو ساجداً اجلسْ،
وعلل بعضهم لهذا الاختيار بأنّ القعود هو الانتقال من عُلْو الى سُفْل، ولهذا قيل لمَن أصيب برجليه: مُقْعَد،
والجلوس هو الانتقال من سُفْل الى عُلْو، ومنه سميت نَجْد جَلْساً لارتفاعها، وقيل لمَنْ أتاها جالِسٌ،
ومنه قول عمر بن عبد العزيز للفرزدق:
قُلْ للفرزدقِ، والسفاهةُ كاسمِها ... إنْ كنتَ تارِكَ ما أمرتُكَ فاجْلِسِ
أي: اقصد نجْداً، ومعناه: أنه لما تولى المدينة قال له: إن تلزم العفاف وإلا فاخرج الى نجد.

ويقولون: رجل أجعد.
والصواب: جَعْدٌ
وأنشد سيبويه:
قالت سُلَيْمى لا أحبُّ الجَعْدينْ ... ولا السِّباطَ، إنّهم مَناتِينْ

ويقولون: جاء القومُ بأجمَعِهم،
لتوهم أنه أجمَع الذي يؤكَّدُ به في مثل قولهم: هوَ لكَ أجمَع، والاختيار أن يقال بأجمُعِهم، بضم الميم
لأنه مجموعٌ جُمِع فكان على أفْعُل، كما يقال فرْخ وأفْرُخ، وعبْد وأعْبُد، ويدل على ذلك أيضاً إضافته الى الضمير وإدخالُ حرف الجرّ عليه.

ويقولون: أُجِيرَ.
والصواب جِيرَ بحذف الألف.

يقولون: سمعنا الآذان، وقد أذّنَ الأولى، وأذن العصر.
قال: وذلك كله خطأ،
والصواب: الأذان على وزن فضعال، وقد أُذِّن بالأولى وبالعصر، وفيه لغة أخرى، يقال: الأَذين
وأنشدنا أحمد بن سعيد، قال: أنشدنا الشَّيْرَزي لجرير يهجو الأخطل:
هلْ تَشهدونَ من المشاعِر مَشْعراً ... أو تَسمَعون لدى الصلاةِ أذينا

ويقولون: أذَاني زيدٌ وما يأذيك غيرُ نفسِك.
والصواب: آذاني بالمدّ، وما يُؤذيك غيرُ نفْسِك.

الأرامل لا يعرفونها إلا النساء اللاتي كان لهن أزواج ففارقوهن بموت أو حياة، وليس كذلك، بل الأرامل، المساكين، وإن كان لهن أزواج، ويقال لجماعة المساكين من الرجال أيضاً أرامل.
قال الشاعر:
هذي الأراملُ قدْ قَضيتَ حَاجَتَها ... فمَنْ لحاجةِ هذا الأرْمَلِ الذّكَرِ

ويقولون في جمع أرض: أراضٍ، فيخطئون فيه، لأن الأرض ثلاثية، والثلاثي لا يجمع على أفاعل.
والصواب أن يقال في جمعها أرَضُون.
يقولون: أرْضون بسكون الراء. والصواب فتحها.

يقولون: قد ارْتُجّ على فلان الكلامُ والصحيح أُرْتِجَ.

ويقولون: أزْمَعْتُ على المَسير.
ووجه الكلام: أزمعتُ المَسيرَ،
كما قال عنترة:
إنْ كُنتِ أزمعتِ المَسيرَ وإنّما ... زُمّتْ رِكابُكُمُ بلَيْلٍ مُظلمِ

ويقولون: اسْتَكْتَلَ في الأمر، إذا جدّ فيه، بالكاف،
والصواب استَقْتَل، وأصله من القَتْل، وقد غلِطَ فيه بعضُ أهل الآداب.
قلت: قال الجوهريّ في صحاحه: استقتلَ الرجلُ، أي استماتَ، ثم قال: تقتَّلَ الرجلُ بحاجَتِه، تأتّى لها. وهذا أنسبُ من الأول.

ويقولون: استهْتَر الرجلُ فهو مُستَهتِر.
والصواب: استُهْتِرَ فهو مُستَهْتَرُ، وهو الذي يخلِّطُ في أفعاله حتى كأنه بلا عقل.
قلت: الهِتْر بالكسر، السَّقَطُ من الكلام يقال فيه هِتْر هاتر، وهو توكيد،
قال أوس بن حجر:
............ ... تراجع هِتْراً من تُماضِرَ هاترا
وأُهْتِر الرجلُ فهو مُهتَر، إذا صار خَرِفاً من كِبَرِه.

ومن ذلك الاستحمام يكون عندهم بالماء الحار والبارد، وليس كذلك إنما الاستحمام بالماء الحار خاصة.
قلت: الحَمّة العينُ الحارّةُ يَسْتَشْفي بها الأعِلاّءُ والمرضى، وفي الحديث العالِمُ كالحَمّة، وحَمَمْتُ الماءَ، أي سخّنْتُه.

ويقولون: أسْدَلْتُ عليه السِّتْرَ.
والصواب سَدَلْتُه.

ويقولون: اسطبل.
والصواب: اصطبل، بالصاد، وجمعه أصاطب، وتصغيره أُصَيْطب.

ويقولون: اصْفَرّ لونه لمرض، واحمرّ خدّه من الخجل،
وعند المحققين أنه يقال: اصفرّ واحمرّ عند اللون الخالص الذي قد تمكن واستقر،
وأما إذا كان اللون عرَضاً يزول فيقال فيه: اصفارّ واحمارّ، وجاء في الحديث: فجعل يحمارُّ ويصفارُّ.

العامة تقول: أعِرْني سمْعَك.
والصواب: أرْعِني سمْعَك.

تقول: أعرابيّ إذا كان بدوياً، وأعجمي إذا كان لا يفصح، وإن كان نازلاً بالبادية.
والعامة لا تراعي هذا الشرط.

العامة تقول: رجُلٌ أعْزَب.
والصواب: عَزَب.

يقولون: أغاظني فِعلُك، يُغيظُني.
والصواب: غاظَني يَغيظُني

ويقولون: أَقرِئ فلاناً السلامَ.
والصواب: اقرأْ عليه السلام، فأما أقْرِئْه السلام فمعناه: اجعلْه أنْ يقرأ السلامَ، كما يقال: أقرأته السورةَ،
وقد غلِطَ حبيبٌ في مثل هذا فقال:
أقْري السلامَ معرَّفاً ومُحَصَّباً ... من خالدِ المَعروفِ والهَيْجاءِ
والصواب ما أنشده أبو عليّ:
اقرأ علَى الوَشَلِ السلامَ وقُلْ له ... كُلُّ المشاربِ مُذْ هُجِرتَ ذَميمُ

ويقولون: أُقيمَ.
والصواب: قِيمَ، بإسقاط الألف.

يقولون: ما آليْتُ جَهْداً في حاجتك. ومعنى ما آليْتُ: ما حلَفْتُ،
وتصحيح الكلام أن يقال: ما ألَوْتُ، أي ما قصّرتُ.

ويقولون: فلان أنْصَفُ من فلان، يريدون تفضيله في النَّصَفَة عليه، فيُحيلونَ المعنى، لأن نصَفْتُ القوم معناه خدمتهم.
والصواب أن يقال: هو أحسنُ منه إنصافاً، لأن الفعل من الإنصاف أنصَفَ، ولا يُبْنى أفْعَلُ من رُباعيّ.

ومن ذلك أنهم إذا ألحقوا لا بأنْ حذفوا النون في كل موطن، وليس ذلك على عمومه،
ولكن إذا وقعت أنْ بعد أفعال الرجاء والخوف والإرادة كتبتْ بإدغام النون، نحو: رجوت ألاّ تهجرَ، وخِفتُ ألا تفعلَ، وأردت ألاّ تخرجَ،
وذلك لاختصاص أنْ المخففة في الأصل به ووقوعها عاملة فيه فوجب الإدغام،
كما تدغم في إن الشرطية إذا دخلت عليها لا وثبوت حكم عملها على ما كانت عليه قبل دخولها، فتكتب: إلاّ تفعلْ كذا يكنْ كذا.
وإنْ وقعتْ بعد أفعال العِلْم واليقين أظهرت النون، لأن أصلها في هذا الموطن المشددة وقد خففت كقوله تعالى: ( أَفَلَا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا)، وذلك إن وقع بعد لا اسم، نحو: لا خَوْفَ عليك، فتقول: أنْ لا خَوْفَ.
ووقوعها بعد أفعال الظّن والمَخْيَلَةِ يُجَوِّزُ إثباتَ النون وإدغامها لاحتمالها هنا أن تكون هي الخفيفة أو المخففة من الثقيلة، ولهذا قُرِئَ: (وحَسِبوا ألاّ تكون فِتْنَةٌ...) بالرفع والنصب: فمَنْ نصب بها أدغم النون في الكتابة، ومن رفع أظهرها.

ويقولون: إنّكَ إنْ تَذَرَ وَرَثَتَك أغنياءَ خيرٌ من أنْ تذرهم عالة....
والصواب: إنّك أنْ تَذَرَ...، بفتح الهمزة وفتح الراء.

ويقولون: ما رأيتُه مُذْ أوّل أمْس، يعنون اليوم الذي قبل أمس.
والصواب: ما رأيته مُذْ أوّل مِن أمس،
قال ابن السكيت:
تقول ما رأيته مُذْ أمس، فإن لم تره يوماً قلت: ما رأيته من أوّل من أوّل من أمس.
قال أحمد بن يحيى:
فإن لم تره يومين قلت: ما رأيته مذ أوّل من أول من أمس، قال: والعرب لا تزيد على هذا.
قال الزبيدي:
فأما قول العامة: مُذْ أوّل أمس فهو بمنزلة مذ أمس؛ لأن أول أمس: صدرُ النهار، فكأنه قال: مِن صدرِ نهارِه، فإذا قلت: أوّل مِن أمس كان معناه النهار الذي فيه قبل أمس.

ومن ذلك: الأوْباش عندهم أنهم السَّفِلة،
وليس كذلك. إنما الأوباش والأوشاب: الأخلاط من الناس من قبائل شتى، وإن كانوا رءوساً وأفاضل،
وفي الحديث: وقد وَبّشتْ قريشٌ أوباشاً، أي جمعتْ جُموعاً.

العامة تقول: أوقفتُ دابتي،
والصواب: وَقَفْتُ.
وحكى الكسائي ما أوقفك ها هنا، أي: أي شيء صيّرك الى الوقوف.

ويقولون: أيش فعلت.
والصواب: أيُّ شيءٍ فعلتَ.
وربما قالوا عند الاستعجال هَيّا، وربما قالوا: أيّا.
والصواب: هِيّا بالكسر،
قال الراجز:
فقد دَنا اللّيلُ فهِيّا هِيّا
وأكثر ما تستعمله العربُ في استحثاث الإبل.

ويقولون: الأيِّمُ، لم يريدوا إلا التي ماتَ عنها زوجُها أوْ طلّقَها. وليس كذلك،
إنما الأيِّم التي لا زوج لها سواء أكانتْ بِكراً أم ثَيِّباً،
قال الله عز وجل: (وأنكحُوا الأيامَى منْكُمْ...)، لم يردْ بذلك الثَّيِّبات دونَ الأبكار.

العامة تقول: فلان أعسر أيْسر.
والصواب: أعسر يَسَر.

ويقولون للمأمور ببِرِّ والديه: بِرَّ والدك، بكسر الباء.
والصواب فتحها، لأنها تفتح في قولك يَبَرُّ، وعقد هذا الباب: أن حركة أوَّل فعل الأمر من جنس حركة ثاني المضارع، فتقول بَرّ أباك، لانفتاحها في قولك يَبَرُّ، وتضم الميم في قولك مُدَّ لانضمامها في قولك يَمُدّ، وتكسر الخاء في خِفَّ في العمل، لانكسارها في قولك يَخِفُّ.

والعامة تقول: بَرَرت والدي وبَرَرت في يمين.
والصواب بَرِرت، بكسر الراء.

ويقولون: بيع البَرنامِج.
والصواب: البَرنامَج، بفتح الميم،
وهي ألواح مجموعة يكتب فيها الحساب، كأنه بيع عدة أثواب علي ما هي مكتوبة في البَرنامَج.

ومن ذلك أنهم يكتبون بسم الله أينما وقع بحذف الألف،
والألف إنما حُذفت منه، إذا كتب في أول فواتح السور لكثرة استعماله في كل ما يبدأ به، وتقدير الكلام: أبدأ باسم الله،
فإذا بَرَز وجب إثباتها، كقوله تعالى: (اقْرأْ بِاسْمِ ربِّك الذي خلَق).

العامة تقول: بَشَشْتُ به بفتح الشين.
والصواب: بَشِشْتُ به بكسر الشين.

ويقولون: بِضْعَة لحم.
والصواب: بَضْعَة.

العامة تقول: بَطّيخ بفتح الباء.
والصواب: بِطّيخ بكسرها.

ويقولون: بعثتُ إليه بغلام وأرسلتُ إليه بهدية،
فيخطئون. لأن العرب تقول فيما يتصرَّف: بعثته وأرسلته، كما قال تعالى: (ثمّ أرسَلْنا رُسُلَنا تَتْرى)، ويقولون فيما يُحمَل: بعثتُ به وأرسلتُ به، كما قال تعالى: (وإنّي مُرسِلَةٌ إليهِم بهَديّة).
وقد عيبَ على أبي الطيب قوله:
فآجرَك الإلهُ على عليلٍ ... بعثتَ الى المسيحِ به طبيبا
ومن تأوَّل له: قال أراد به أن العليل لاستحواذ العلة على جسمه قد التحق بحيز ما لا يتصرف بنفسه.

ومن ذلك أن العامة تذهب الى أنّ البَقْلَ ما يأكله الناسُ خاصةً دون البهائم من النبات الناجم الذي لا يحتاج في أكله الى طبخ.
وليس كذلك. إنما البَقْل العُشْبُ وما يُنبِتُه الربيعُ مما يأكله الناس والبهائم،
قال الشاعر:
فلا مُزْنَةٌ ودقَتْ ودْقَها ... ولا أرضَ أبْقَلَ إبقالَها

ويقولون: بَلعتُ بَلْعاً.
والصواب: بَلَعاً، بفتح اللام.

والعامة تقول: البَلّور، فتفتح الباء وتضم اللام.
والصواب كسر الباء وفتح اللام. البِلَّور

ويقولون: بَنى بأهله.
ووجه الكلام أن تقول: بَنى على أهله، والأصل فيه أن الرجل إذا أراد أن يدخل على عِرْسِه بَنى عليها قُبّة، فقيل لكل مَنْ أعرس: بانٍ، وعليه فسّر أكثرُهم قولَ الشاعر:
ألا يا مَنْ لذِي البَرْقِ اليماني ... يلوحُ كأنّه مِصْباحُ بانِ

يقولون: المال بين زيد وبين عمرو، بتكرير لفظة بين.
والصواب أن يقال: بين زيد وعمرو، كما قال تعالى: (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ ودَمٍ)، والعلة فيه أن لفظة بين تقتضي الاشتراك، فلا تدخل إلا على مثنّى أو مجموع كقولك: المال بينهما والدار بين الإخوة. فأما قوله تعالى: (مُذَبْذَبينَ بينَ ذلك) فإنّ لفظة ذلِك تؤدي عن شيئين، ألا ترى أنك تقول ظننتُ ذلِك، فتقيم لفظ ذلك مقام مفعولَيْ ظننتُ.

ويقولون للمتوسط الصفة: بيْنَ البَيْنَيْن.
والصواب أن يقال: بيْنَ بَيْن،
كما قال عبيد بن الأبْرَص:
نَحْمي حَقيقتَنا وبعضُ القومِ يسقُطُ بينَ بيْنا
أي بين العالي والمنخفض.

ويقولون في جمع بيضاء وصفراء وسوداء: بيضاوات وصفراوات وسوداوات.
وهو لحن فاحش، لأن العرب لم تجمع فَعْلاء التي هي مؤنثة أفْعَل بالألف والتاء، بل جمعته على فُعْل، نحو: بيض وصُفْر وسُود،
كما جاء في القرآن: (ومِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ ألوانُها وغَرابيبُ سودٌ).

ويقولون: الأيام البيض، فيجعلون البيض صفة الأيام، والأيام كلها بيض، وهو غلط.
والصواب أن يقال: أيام البيض، أي أيام الليالي البيض، لأن البيض وصف لها دون الأيام، وهي الثالثة عشرة، والرابعة عشرة والخامسة عشرة. وسميت بيضاً لطلوع القمر فيها من أولها الى آخرها.

العامة تقول: بينهما بَيْنٌ.
والصواب: بَوْنٌ بالواو.

ويقولون: بِيْطار.
والصواب: بَيْطار، وبَيْطَر، ومُبَيْطِر. وأصله من البَطْر وهو الشق.
قلت: يقولونه بكسر أوله. والصواب فتحه.

ويقولون: تَدَعْدَعَ البناءُ.
والصواب: تذَعْذَع، بالذال، وأصل التّذعْذُع: التفرُّق،
قال الحسن البصري رضي الله عنه: لا أعلمنّ ما ضنّ أحدكم بماله، حتى إذا كان عند موته ذعذعه ها هنا وها هنا.

ويقولون في مصدر ذَكَر: تِذْكار، بكسر التاء.
والصواب فتحها كما تفتح في تَسْآل وتَسيار وتَهيام،
وعليه قول كُثيّر عزة:
وإنّي وتَهيامي بعزةَ بعد ما ... تخلّيتُ مما بيننا وتخلَّتِ
وجميع المصادر كذلك، إلا قولك تِلقاء وتِبيان، فأما أسماء الأجناس والصفات فقد جاء منها عدة على تِفعال بكسر التاء، كقولهم: تِجْفاف، وتِمساح، وتِقْصار، وهي المخنقة القصيرة، وتمراد وهي بيت صغير يتخذ للحمام.

ومن ذلك التطفيف، وهو عندهم التوفية والزيادة، لا يعرفون فيه غير ذلك، ويقولون: إناء مطَفَّف، أي ملآن حتى فاض، أو كاد.
وليس كذلك. إنما التطفيف: النقصان، يقال: إناء طفّان، وهو الذي قاربَ أن يمتلئَ،
ويروى عن سلمان أنه قال:
الصلاةُ مكيال فمَنْ وفّى وُفِّيَ له، ومَنْ طفّف فقد علمتم ما قال الله تعالى في المطفِّفين.

والعامة تقول للمرأة: تعالِي.
والصواب تعالَيْ، بفتح اللام.
قلت: قال تعالى: (فتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنّ...).

ويقولون: أنت تُكْرَمُ عليّ، بضم التاء وفتح الراء.
والصواب: تَكْرُمُ عليّ، بفتح التاء وضم الراء؛
لأن فعله الماضي كَرُمَ، ومن أصول العربية: كُلُّ ما جاء من الأفعال الماضية على مثال فَعُلَ، بضم العين كان مضارعة على يَفْعُل، مثل حَسُن يحْسُن.

و العامة تقول: تِكريت، بكسر التاء.
والصواب فتحها.

ويقولون: تَكّة.
والصواب: تِكّة، والجمع تِكَك.

تهافَتَ لا تستعمل إلا في المكروه والحَزَن.
قلت: التهافت: التساقط قطعة قطعة، وتهافتَ الفراشُ في النار أي تساقط.

ويقولون: تُهامة.
والصواب: تِهامة، بالكسر، وإذا نسبت إليها قلت: تَهامٍ، كيَمانٍ، وتَهاميّ كيَمانيّ.

يقولون لما يخرج في الجسم: ثالولَة، وفي الجمع: ثالول.
والصواب: ثُؤلول، بضم الثاء والهمز، واحد مذكر، والجمع: ثآليل.

ويقولون: عندي ثمان نِسوةٍ، وثمان عَشْرَةَ جاريةً، وثمانمائة درهم، فيحذفون الياء من ثماني في هذه المواطن الثلاثة.
والصواب إثباتها فيها، فيقال: ثماني نسوةٍ، وثمانيَ عشرة جاريةً، وثماني مائة درهم، لأن الياءَ في ثمان ياءُ المنقوص، وياءُ المنقوصِ تثبت في حالة الإضافة وحالة النصب كالياء في قاض،

ويقولون لضدِّ البِكْر من النساء خاصةً: ثَيِّبٌ،
والثّيِّبُ يقع على الأنثى والذكر، يقال: امرأة ثَيِّب، ورجل ثَيِّب، كما يقال: امرأة بِكْر ورجل بِكْر.

والعوام تخصّ الجارية بالأمَةِ،
وهو للصبية الصغيرة.

والعامة تقول: الجبين لما يسجد عليه الإنسان.
والصواب أنه الجَبْهَة، والجبينان ما يكتنفانِها.

ويقولون للكثير من الفئران: جِرْدان.
والصواب: جُرَذٌ، بالذال معجمة والجمع جِرْذان، كصُرَد وصِرْدان، وجُعَل وجِعْلان،

العامة تقول: جرَعتُ الماءَ،
بالفتح، والصواب بكسر الراء.

وتقول العامة: جَلَيْتُ السيف وجَفَيْت الرجل.
والصواب بالواو مكان الياء.

ويقولون للجالس بفنائه: جلس على بابه.
والصواب فيه: جلس ببابه، لئلا يوهم السامع أنه استعلى على الباب.

والعامة تقول: جواباتُ كُتبك.
والصواب: جَوابُ كُتبِك، لأن الجَواب مثل الذّهاب، قال سيبويه: الجَواب لا يجمع، وقولهم جَوابات كتبي مولَّد، وإنما هو جواب كتبي.

لا يقولون للبستان: حديقة إلا إذا كان عليه حائط.

ويقولون: ما كان لك في حِسابي.
والصواب: ما كان لك في حِسْباني، لأن مصدر حَسِبتُ، بمعنى ظننتُ، مَحْسَبة وحِسْبان، والمصدر من حَسَبْتُ بمعنى عدَدْتُ، حُسبان.
قلت: الظن بالكسر، والعدد بالضم.

ويقولون للكلأ الأخضر: حشيش. وليس كذلك. إنما الحشيش اليابس، فأما الأخضر فيسمى الرُّطْب والخَلَى.
ويقولون للحشيش اليابس عُشْب. وليس كذلك.
وإنما العُشْب: الأخضر من المرعى.

ويقولون: حَكَّني جسَدي، فيجعلون الجسدَ هو الحاكَّ، وعلى التحقيق هو المحكوم،
والصواب: أحكّني، أي ألجأني الى الحَكّ.

وتقول: حلَمتُ في النوم، بفتح اللام. وإذا أردتَ الحِلْم ضمَمْتها.
قلت: يريد بالثاني إذا أردت الأناة والتغاضي.

ومن ذلك: حَمُو المرأةِ، لا يعرفونه إلا والد زوجها خاصة.
وليس كذلك. بل أخو زوجها وابن أخيه وابن عمه وسائر أهله، كُلّ واحدٍ منهم حموها.

ويقولون: إذا حنَثَ في يمينه.
والصواب حنِثَ بكسر النون.

يقولون: حوائج في جمع حاجة.
والصواب : أن تجمع في أقل العدد على حاجات، كما قال الأوّل:
وقد تُخرجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالِكٍ ... كرائمَ من ربٍّ بهنّ ضَنينُ
وأن تجمع في أكثر العدد على حاجٍ، مثل هامَة وهامٍ، وعليه قول الراعي:
ومُرْسِل ورَسول غير مُتَّهمٍ ... وحاجة غير مُزْجاةٍ منَ الحاجِ

العامة تقول: الخاتم لما كان فيه فصّ أو لم يكن.
والصواب : أنه لا يدعى خاتماً إلا وهو بفصّ، فإن لم يكن به فصّ فهو حَلْقة.

ويقولون خرَج عليه خُرّاج. ووجه القول أن يقال: خرَجَ به خُرّاج.

ويقولون: الخَزانة فيفتحون.
والصواب: الخِزانة، وهو المكان الذي يخزن فيه المتاع، والخِزانة أيضاً: عمل الخازن، كالوِلاية والإمارة.

ويقولون: الخميرة. والصواب: الخمير.

ويقولون: دوّامة.
والصواب: دُوَّامة.
قلت: والدُوّامة فَلْكة يرميها الصبي بخيط فتُدوِّم على الأرض أي تدور، وبعضهم يقول: سميت دُوّامة من قولهم دوّمت القدر، إذا سكنتْ بعد غليانها بالماء؛ لأنها من سرعة دورانها كأنها ساكنة هادئة.

ويقولون: كتاب الدِيّات بالتشديد. والصواب: الدِّيَات بالتخفيف، الواحدة دِيَة،
قال تعالى: (... فَدِيَةٌ مُسلَّمةٌ الى أهلِه...).

ويقولون في النسبة الى رامْ هُرْمُز: رامْ هُرْمُزيّ فينسبون الى مجموع الاسمين المركبين.
ووجه الكلام أن ينسب الى الصدر منهما فيقال: رامِيّ؛ لأن اسم الثاني من الاسمين المركبين بمنزلة تاء التأنيث، وعلى هذا قيل في النسبة الى أذربيجان: أذْرَبِيّ.

وكذلك يكتبون الرّحمن، بحذف الألف في كل موطن،
وإنما تحذف الألف عند دخول لام التعريف عليه، فإذا تعرّى منها كقولك: يا رحمان الدنيا والآخرة، أثبت الألف فيه.

العامة تقول لكل راكب: رَكْبٌ.
والصواب أنه لرُكّاب الإبل خاصة.

ويقولون للاثنين: عندي زَوْجٌ.
وهو خطأ، لأن الزوج في كلام العرب هو الفرد المزاوج لصاحبه، فأما الاثنان المصاحبان فيقال لهما زوجان، كما قالوا عندي زوجان من النعال، أي نعلان، وزوجان من الخفاف، أي خفان، كذلك يقال للذكر والأنثى من الطير زوجان كما قال تعالى: (وأنّهُ خلقَ الزَّوْجيْن الذَّكَرَ والأنثى).

ويقولون في جواب مَنْ قال: سألت عنك: فيقولون سأل عنك الخير،
فيستحيل المعنى بإسناد الفعل إليه، لأن الخير إذا سأل عنه فكأنه جاهل به أو متناءٍ عنه، وصواب القول سُئِلَ عنك الخير، أي كان من الملازمة لك والاقتران بك بحيث يُساءَلُ عنك.

العامة تجعل السَّيْرَ السُّرَى، أي وقت كان.
والصواب: أنّ السُّرَى في الليل والسَّيْر في النهار.

ويقولون: سِكِّينَة. والصواب: سِكّين.

ويقولون لحَبٍّ صغير أسود: سُمْسُم،
وإنما هو السِّمْسِم، بكسر السين الأولى والثانية.

ويقولون لهذا الطائر المعروف: سُمّان بتشديد الميم.
والصواب: سُمَانَى مخفف الميم مُرسَل الآخر.

يقولون: سيما أخوك، فيسقطون لا.
والصواب أن يقال لاسيما،

وكذلك الشاة، عندهم أنهم الأنثى من الضأن،
وليس كذلك. بل الشاة تقع على الذكر والأنثى من الغنم ضأنِها ومعزِها، وعلى الذكر والأنثى من بقر الوحش، قال الأعشى:
............ ... وكانَ انطلاقُ الشاةِ منْ حيثُ خيَّما

ويقولون: نزل اليوم شِتاءٌ كثير، يعنون المطر. والشِّتاءُ فصل من فصول السنة كالربيع والصيف، فأما قولهم يومٌ شاتٍ فكقولهم يومٌ صائِفٌ، يريدون شدة الحرّ والبرد.

ويقولون فاكهة شتَويّة. بفتح التاء. والصواب شَتْويّة منسوبة الى الشّتْوة

ويقولون للعبة الهندية: الشَّطرنج، بفتح الشين.
وقياس كلام العرب أن تُكسَر، لأن من مذهبهم إذا عُرِّبَ الاسمُ العجميّ رُدّ الى ما يستعمل من نظائره في لغتهم وزناً وصيغةً، وليس في كلامهم فَعْلَل بفتح الفاء، والمنقول فِعْلَلٌّ ليلتحق بجِرْدَحل، وهو الضخم من الإبل، وقد جُوِّز فيه السين المهملة.
قلت: إنْ قلنا إنه من تسطير رقعته فهو بالشين المهملة، وإن قلنا إنه من المشاطرة فهو بالشين المعجمة.

ويقولون: شفَعتُ الرسولين بثالثٍ، فيوهمون فيه، لأن العرب تقول: شَفَعتُ الرسول بآخر، أي جعلتهما اثنين، ليطابق هذا القول معنى الشفع الذي هو في كلامهم بمعنى الاثنين، وأما إذا بعثت الثالث فوجه الكلام أن يقال: عزّزتُ بثالث، كما قال سبحانه: (... فعَزَّزْنا بثالِثٍ...)، والمعنى عزّزته: قوّيته.

ويقولون: امرأة شَكورة وصَبورة وخَؤونة ولَجوجة فيلحقونها هاء التأنيث.
والصواب أن هذه الهاء إنما تدخل على فَعول إذا كان بمعنى مَفْعول كقولك: ناقة رَكوبة وشاة حَلوبة، فأما إذا كانت بمعنى فاعِل نحو صَبور الذي بمعنى صابِر فيمتنع من إلحاق الهاء به.

ويقولون: شُلَّتْ يده، وينشد كثير منهم قول كُثَيّر:
وكنتُ كَذي رِجلين، رِجلٍ صحيحةٍ ... ورجلٍ رَمى فيها الزّمانُ فشُلَّتِ
والصواب: شَلّت بفتح الشين.

العامة تقول: شَمَمْتُ الشيءَ، بفتح الميم.
والصواب شمِمْتُ، بالكسر.

والعامة تقول للذي تأمُرُه بالشَّمِّ: شُمَّ، بضم الشين.
والصواب فتحها.

شهِقَ، ونَحِل جِسمُه.
والصواب: شهَقَ ونَحَلَ، بالفتح.

ويقولون لمن يقتبس من الصُّحُف: صُحُفِيّ، مقايسةً على قولهم في النسب الى الأنصار أنصاريّ والى الأعراب أعرابيّ.
والصواب عند النحويين البصريين أن يوقع النسب الى واحدة الصحف وهي صحيفة فيقال صَحَفيّ،

العامة تقول: ضَجّ القوم، إذا صاحوا وجَلَّبوا.
والصواب: أضَجّوا، وإنما يقال ضَجّوا، إذا جَزِعوا.

ولا يفرقون بين الضُّر بالضم وبين الضَّر بالفتح.
والضُّر بالضم: السُّقْم، وبالفتح ضد النفع.

ويقولون: ضِفْدَع بفتح الدال.
والصواب: ضِفْدِع على مثال فِعْلِل، وفِعْلَل بالفتح قليل في كلامهم. ويجمع على ضفادع،

يقولون للطين الذي يُختَم به: طابع.
والصواب: طابَع، فأما الطّابع فهو الرجل الذي يطْبَع الكتاب.

يقولون: طاجِن. والصواب: قالَب وطاجَن.

العامة تقول: طرَدتُه فانْطَرَد.
والصواب: طرَدتُه فذهَب.
قلت: يقال طردته فذهب، ولا يقال فيه انْفَعَل ولا افْتَعَل إلا في لغة رديئة، والرجل مطْرود وطَريد.

ويقولون في الدعاء: نعوذ بك من طَوارِق الليل وطوارِق النهار، وهو غلط، لأن الطُّروق هو الإتيان بالليل خاصة، ولهذا سُمِّيَ النجم طارِقاً.
والصواب أن يقال: من طَوارِق الليل وجَوارِح النهار؛ لأن أبا زيد حكى عن العرب: جرَحْتُه نهاراً وطرَقْتُه ليلاً، قال الله تعالى: (وهوَ الذي يتوَفّاكُم باللّيْلِ ويعْلَمُ ما جرَحْتُم بالنّهار...).

ويقولون: ظفِرَ المسلمون ظَفْراً عظيماً. والصواب: ظَفَراً.

ويقولون لجمع الظِّهارة، التي هي خلاف البطانة: ظَواهِر. والصواب: ظَهائِر، مثل رِسالة ورسائل، وبِطانة وبَطائِن. قال أبو زيد: يقال بِطانة وظِهارة. فأما الظّواهر فجمع ظاهرة وهو ما أشْرَف وظَهَر من الأرض.

ويقولون: هو بين ظَهْرانِيهم، بكسر النون. والصواب أن يقال: ظَهْرانَيْهم بفتح النون، وأجاز أبو حاتم أن يقال ظَهْرَيْهم.
وحكى الفراء قال: قال لي أعرابي ونحن في حلقة يونس بن حبيب بالبصرة: أين مسكنك؟ قلت: الكوفة. فقال: يا سبحان الله! هذه بنو أسد بين ظَهْرانَيْكم وأنت تطالب اللغة بالبصرة.

ويقولون للذي لا زوج له عازِبٌ، وللمرأة عازِبَة. والصواب: عَزَبٌ، والأنثى عزَبة، قال الشاعر:
هَنيئاً لأربابِ البُيوتِ بُيوتُهمْ ... وللعَزَبِ المسكين ما يتلمّسُ
وقد يقال للأنثى: عزَبٌ أيضاً لقول الشاعر:
يا مَنْ يدُلّ عزَباً على عزَبْ

ويقولون: كتاب العارِية. والصواب العاريَّة، بتشديد الياء.

ولا يفرقون بين العَجْزِ والكسَل. والعَجْز عن الشيء هو ألا يستطيعه، والكسَل: أن تترك الشيء وتتراخى عنه وإن كنتَ تستطيعه.

ويقولون: عَروسة. والصواب عَروس، وكذلك يقال للرجل أيضاً، قال الشاعر:
أترضَى بأنّا لم تجِفّ دِماؤُنا ... وهذا عَروساً باليمامةِ خالِدُ

العَرْصَة عندهم كلّ بناء قائم كالسارية، وليس كذلك، وإنما العَرْصة كل بقعة ليس فيها بناء.

يقولون: العَرْبون، وفيه ست لغات: عَرَبُون وعُرْبون وعُرْبان وأرَبُون وأُرْبُون وأُرْبان، وهم يقولونه بإسكان الراء، ولا يجوز.

ويقولون: جارية عَزْباء، للتي لا زوج لها، والصواب: عَزَبَة، وعَزَب للرجل.

العامة تقول: هذه عصاتي، قال الفراء: أوّلُ لحْن سُمِعَ بالعراق: هذه عصاتي، والصواب: عَصاي.
قلت: قال الله سبحانه وتعالى: (قالَ هيَ عَصايَ...).

ويقولون: عَنقود. والصواب ضم العين.

ويقولون: عَنْكبوتة. والصواب عَنْكَبوت. قال الله عز وجل: (... كمَثَلِ العَنْكَبوتِ اتّخَذَتْ بيْتاً).

ويقولون: عَنْتر العَبْسي. والصواب عَنْتَرة.

الغَبْنُ والغَبَن، والمَيْل والمَيَل، والوَسْط والوسَط، والقبْض والقَبَض، والخَلْف والخَلَف، بين كل لفظيتن من هاتين المتجانستين فرقٌ يمتاز معناها فيه بحسب السكون والفتح:
فالغَبْن بالسكون يكون في المال، وبالفتح في العقل والرأي،
والمَيْل بالسكون من القلب واللسان، وبالفتح فيما يُدرَك،
والوَسْط بالسكون ظرف مكان يحل محل بين وبه يفعتَبر، وبالفتح اسم يتعاقب عليه الإعراب، ولهذا يقول النحويون: وسْط رأسهِ دُهْن، ووسَط رأسه صُلْب،
والقَبْض بالسكون مصدر قَبَضَ وبالفتح اسم الشيء المقبوض،
والخَلْف بالسكون يكون من الطالحين، وبالفتح يكون من الصالحين، وقيل غير ذلك.

العامة تقول: غرُبَتْ الشمس، بضم الراء. والصواب فتحها.

ويقولون للذي يُنْخَلُ به الحنطة: غَرْبال. والصواب مُغَرْبِل، تقول: غَرْبَلْتُ الشيءَ، إذا جلّلْتَه وأخذتَ خياره، فهو مُغَرْبَل.

ومن ذلك الغُلام والجارية، يذهب عوامُّ الناس الى أنهما العَبْدُ والأمَة، وليس كذلك. إنما الغُلام والجارية الصغيران، وقيل الغُلام للطارِّ الشارب، ويقال للجارية غُلامة أيضاً، قال الشاعر:
............ ... تُهانُ لها الغُلامَةُ والغُلامُ

ويقولون: فيك غِيرَة. والصواب: غَيْرَة بفتح الغين، وغارٌ أيضاً، قال الشاعر:
............: ضرائر حرمى تفاحش غارها

العامة تقول: غيْثٌ حيث جاءَ. والصواب أنه إن جاء في وقته فهو غيْث، وإلا فهو مطر.

ومن ذلك الغَنَم لا يعرفونها إلا الضأن خاصةً دون المَعْز، وليس كذلك. إنما الغنَمُ اسم للضأن والمعز جميعاً.

ويقولون: فعَلَ الغيْرُ ذاك، فيدخلون على غير آلةَ التعريف، والمحققون من النحويين يمنعون من إدخال الألف واللام عليه، لأن المقصود بدخول آلة التعريف على النكرة أن تخصصه بشخص بعينه، فإذا قيل الغير اشتملتْ هذه اللفظةُ على ما لا يُحصَى كثرةً، ولهذا لم تدخل على جملة مشاهير المعارف كدِجْلة وعرَفة وذُكاء ونحوه لوضوح اشتهارها.

ويقولون للمنسوب الى الفاكهة: فاكهاني. والصواب فاكِهيّ، كما يُنسَب الى السامرة: سامِريّ.

قال القُتَبيّ: ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث، وإنما هو بمعنى الكامل الجَزْل من الرِّجال.

يقولون: الفحْم بسكون الحاء. والصواب فتحها.

ويقولون: الفُسْتُق. والصواب الفسْتَق بفتح التاء، قال الراجز:
جاريةٌ لم تأكُلِ المُرَقَّقا
ولم تَذُقْ من البُقولِ الفُسْتَقا

العامة تقول: هذا الفُطور، بضم الفاء. والصواب فتحها.

ويقولون: فَقَسَ البيضُ. والصواب: فقَصَ بالصاد وفتح القاف في الماضي وكسرها في المستقبل.

العامة تقول: فِكاكُ الرّهن، بكسر الفاء. والصواب فتحها.

العامة تقول: فَلَسْطِين، بفتح الفاء. والصواب كسرها.

ويقولون: فِهْرِسَةُ الكتبِ، فيجعلون التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليه بالهاء.
والصواب فِهْرِسْت، بإسكان السين، والتاء فيه أصلٌ. ومعناه: جُملة العدد، بالفارسية.

يقولون: جلست في فَيءِ الشجرة. والصواب أن يقال: ظِلّ الشجرة، كما جاء في الحديث: إنّ في الجنّة لَشَجرةً يَسيرُ الرّاكِبُ في ظِلِّها مائةَ عامِ.

ويقولون: ودّعتُ قافلة الحاجّ، فينطقون بما يناقض الكلام، لأنّ التوديع إنما يكون لمن يخرج الى السّفر، والقافِلة اسم للرُّفْقَة الراجعة الى الوطن.

ويقولون: برْدٌ قارِص. والصواب: قارِس.

ويقولون: قالِب وطاجِن. والصواب قالَب وطاجَن، بالفتح.

ويقولون: قُرُنْفُل بضم الراء، والصواب: قَرَنْفُل، بالفتح على مثال فَعَنْلُل، وذلك حكم النون - إذا أتت ثالثة في هذا البناء - الزيادة.

ويقولون: قَزْدير وقَنديل. والصواب فيهما: قِزدير وقِنديل، ويقال قِصدير، بالصاد أيضاً.

العامة تقول: القُسطنطينية، بتشديد الياء. والصواب تخفيفها.

العامة تقول: لا أفعل هذا قطّ، في المستقبل، ولا أفعله أبداً، وهو غلط. والصواب أن تقوله في الماضي ما فعلت هذا قطّ، أي فيما انقطع من عمري، لأنه من قططتُ، إذا قطعتَ، وهو مشدد الطاء.

ويقولون قُنْفُد. والصواب: قُنفُذ، بالذال المعجمة، وقُنفُظ وقُنفَظ، لا غير.

ويقولون: لولا أنّ الله قيّضَك لي لهَلَكَت. والتقييضُ لا يكون إلا في الشَّرِّ.

يتوهّمون أن القَيْنَة اسم للمغنية، وهي في كلام العرب للأمَة مغنيةً كانت أو غير ذلك.

ويقولون في جمع كُراع: كَوارِع. والصواب أكارِع، وفي أقل العدد: أكْرُع.

العامة تقول: كفّة الميزان. والصواب كِفّة، بكسر الكاف.

ومن ذلك أنهم يكتبون كُلّما موصولة في كل موطن. والصواب أن تُكتَب موصولة إذا كانت بمعنى كلّ وقت كقوله عزّ وجلّ: (كلّما أوْقَدوا ناراً للحَرْبِ أطْفأَها الله)، وإن وقعتْ ما المقترِنة بها موقع الذي كتبت مفصولة نحو: كُلّ ما عِندَك حسَنٌ، وكذلك حكم إنّ وأين وأيّ.

يقولون: قال فلان كيْتَ وكَيْتَ، فيوهمون فيه، لأن العرب تقول: كان الأمر كيْتَ وكيْتَ، وقال فلان: ذَيْتَ وذَيْتَ، فيجعلون كيْتَ وكَيْتَ كنايةً عن الأفعال، وذَيْتَ وذَيْتَ كنايةً عن المقال، كما يكنون عن مقدار الشيء بكذا وكذا فيقولون: قال فلان من الشعر كذا وكذا بيتاً، واشترى الأمير كذا وكذا عَبْداً.

العامة تقول: اللبْوَة، بسكون الباء ولا يهمزون الواو. والصواب اللّبُؤَة، بضم الباء وهمز الواو مفتوحة.

ويقولون: رجل لَغَويّ يعنون صاحب لُغَة. والصواب لُغَويّ صاحب لُغة، ولُغِيّ: منسوب الى اللُّغة، فأما اللَّغَوي بالفتح فهو الكثير اللَّغا، وهو القبيح من القول، قال الراجز:
عنِ اللَّغا ورَفَثِ التّكلُّمِ

يتوهم أكثر الخاصة أن المأتم مَجْمَع المناحة، وهي عند العرب النساءُ يجتمعنَ في الخير والشرِّ، بدلالة قول الشاعر:
رَمَتْه أناةٌ من ربيعة عامِرٍ ... نَئُومُ الضُّحى في مأتَمٍ أيّ مأتَمِ

العامة تقول: مَبْغوض. والصواب مُبْغَض.

العامة تقول: فلانٌ متَفنِّن. والمتَفَنِّن: الضعيف. والصواب مُفْتَنٌ. وقد افتنّ في الأمر: أخذَ من كلّ فنٍّ، وتفنّن: أخذ من الفَنَنِ، وهو ما لانَ وضَعُف من أعلى الغُصن.

ومن ذلك أنهم لا يفرقون بين مَخوف ومُخيف والفرق بينهما: أنك إذا قلت: الشيء مَخوف، كان إخباراً عما حصل الخوفُ منه، كقولك الأسد مَخوف والطريق مَخوف، فإذا قلت: مُخيف كان إخباراً عمّا يتولد الخوفُ منه، كقولك: مرضٌ مُخيف، أي يتولد الخوف لمَن يُشاهِدُه.

 

جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية