صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رحيق الكلم المجتبى من كتاب جامع بيان العلم (2)

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السابق ....

ويروى للعرزمي:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله... عار عليك إذا فعلت عظيم
وابدأ بنفسك فانهها عن غيها... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى... بالقول منك ويقبل التعليم
1/352
 


قال ابن مسعود:
إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد علمه, بالذنب يعمله.

1/353

قال أبو الدرداء:
إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي: قد علمت، فماذا عملت فيما علمت
2/5

لما حضرت شداد بن أوس الوفاة، قال:
أخوف ما أخاف على هذه الأمة: الرياء والشهوة الخفية
2/7

عن أبي الدرداء أنه قال:
إنما أخاف أن يقال لي يوم القيامة: أعلمت أو جهلت؟ فأقول: علمت، فلا تبقى آية من كتاب الله -عز وجل- آمرة أو زاجرة إلا جاءتني تسألني فريضتها, فتسألني الآمرة: هل ائتمرت، والزاجرة: هل ازدجرت؟ فأعوذ بالله من علم لا ينفع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع
2/8

قال أبو الدرداء:
ويل لمن لا يعلم ولا يعمل مرة، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات2
2/11

قال بعض الحكماء:
لولا العقل لم يكن علم، ولولا العلم لم يكن عمل، ولأن أدع الحق جهلا به خير من أن أدعه زهدا فيه
2/11

وقالوا:
من حجب الله عنه العلم عذبه على الجهل، وأشد منه عذابا مَن أقبل عليه العلم فأدبر عنه، ومن أهدى الله إليه علما فلم يعمل به.
2/11

 

قال رجل لإبراهيم بن أدهم:

قال الله, عز وجل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} فما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال إبراهيم: من أجل خمسة أشياء: قال: وما هي؟ قال:

1- عرفتم الله فلم تؤدوا حقه.

2- وقرأتم القرآن فلم تعملوا بما فيه.

3- وقلتم: نحب الرسول وتركتم سنته.

4- وقلتم: نلعن إبليس وأطعتموه.

5- والخامسة: تركتم عيوبكم وأخذتم في عيوب الناس
2/12

 

قال عبد الله بن مسعود:
إني لأحسب الرجل ينسى العلم بالخطيئة يعملها، وإن العالم مَن يخشى الله وتلا: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].

2/14

 

قال أنس بن مالك :
تعلموا ما شئتم أن تعلموا، فإن الله لا يأجركم على العلم حتى تعملوا به، إن العلماء همتهم الوعاية وإن السفهاء همتهم الرواية
2/15
 


قال مكحول:
كان رجل يسأل أبا الدرداء فقال: كل ما تسأل عنه تعمل؟
قال: لا.

قال: فما تصنع بزيادة حجة الله عليك؟!
2/16

قال المأمون:
نحن إلى أن نوعظ بالأعمال أحوج منا أن نوعظ بالأقوال
2/17

عن أبي الدرداء، قال:
لا تكون تقيا حتى تكون عالما، ولا تكون بالعلم جميلًا حتى تكون به عاملًا
2/17

قال بشر بن الحارث:
إنما أنت متلذذ تسمع وتحكي، إنما يراد من العلم العمل، اسمع وتعلم واعلم وعلم واهرب، ألم تر إلى سفيان كيف طلب العلم فعلم وعلم وعمل وهرب، وهكذا العلم إنما يدل على الهرب عن الدنيا ليس على طلبها
2/19

قال الحسن:
لا ينتفع بالموعظة مَن تمرّ على أذنيه صفحا كما أن المطر إذا وقع في أرض سبخة لم تنبت.

2/20
 


أنشد ابن عائشة:
إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة ....كالأرض إن سبخت لم يحيها المطر
والقطر تحيا به الأرض التي قحطت... والقلب فيه إذا ما لان مزدجر

2/20

قال مالك بن دينار:
ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب
2/20

قال مالك بن دينار:
إن العالم إذا لم يعمل زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا
2/20

كان سوار يقول:
كلام القلب يقرع القلب، وكلام اللسان يمر على القلب صفحا.
2/20

قال زياد بن أبي سفيان:
إذا خرج الكلام من القلب وقع في القلب، وإذا خرج من اللسان لم يجاوز الأذان.

2/20

قال أبو عبد الرحمن العطوي:
أي شيء تركت يا عارفا بالله للممترين والجهال؟!
2/21

قال الحسن:
الذي يفوق الناس في العلم جدير أن يفوقهم في العمل.
2/23

قال بعض الحكماء:
ما هذا الاغترار مع ما نرى من الاعتبار؟!
2/23

قال أيوب السختياني:
قال لي أبو قلابة: يا أبا أيوب إذا أحدث الله لك علما له فأحدث له عبادة ولن يكون همك أن تحدث به
2/24

قال ابن وهب :
قال لي مالك: إن من إزالة العلم أن يكلم العالم كل من يسأله ويجيبه.
2/25

قال سفيان الثوري:
العالم طبيب هذه الأمة والمال داؤها فإذا كان الطبيب يجتر الداء إلى نفسه فكيف يعالج غيره.
2/25

قال أبو الدرداء أيضا:
صلاح المعيشة من صلاح الدين، وصلاح الدين من صلاح العقل.
2/34

قال الحسن :
كنا نطلب العلم للدنيا فجرنا إلى الآخرة.
2/50

قال معمر:
كان يقال: إن الرجل ليتعلم العلم لغير الله فيأبى العلم عليه حتى يكون لله.
2/51

 

قال حبيب بن أبي ثابت:
طلبنا هذا الأمر وليس فيه نية, ثم جاءت النية.

2/51

قال عبد الله بن عمر :
العلم ثلاثة أشياء: كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري.
2/54

قال مالك:
الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل
2/57
 


سُئل سحنون:
أيسع العالم أن يقول: لا أدري فيما يدري؟ فقال: أما ما في كتاب قائم أو سنة ثابتة فلا يسعه ذلك، وأما ما كان من هذا الرأي فإنه يسعه ذلك؛ لأنه لا يدري أمصيب هو أم مخطئ.

2/57

قال ابن مسعود:
ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم خشية الله.
2/58

كان ابن سيرين إذا سئل عن شيء قال:
ليس عندي فيه إلا رأي أتهمه. فيقال له: قل فيه على ذلك برأيك، فيقول: لو أعلم أن رأيي يثبت لقلت فيه، ولكني أخاف أن أرى اليوم رأيا وأرى غدا غيره فأحتاج أن أتبع الناس في دورهم.
2/71

قال ابن المبارك:
ليكن الأمر الذي يعتمدون عليه هذا الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث
2/75

قال محمد بن سيرين :
كانوا يرون أنهم على الطريق ما داموا على الأثر
2/76
 


 

قال أيوب السختياني :

قلت لعثمان البتي: دلني على باب من أبواب الفقه؟ قال: اسمع الاختلاف.

2/77

قال معمر:
إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد.
2/77

قال صالح بن عبد القدوس:

لن تبلغ الفرع الذي رمته إلا ببحث منك عن أسه
2/78

قال حسان بن عطية :
ما ازداد عبد بالله علما إلا ازداد الناس منه قربا
2/98

قال عبد الله بن مسعود:
كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا
2/100

قال قتادة :
مَن لم يعرف الاختلاف لم يشم رائحة الفقه بأنفه
2/102

قال سعيد بن أبي عروبة :
مَن لم يسمع الاختلاف فلا تعدّوه عالما.
2/102

قال أيوب السختياني:
أجسر الناس على الفتيا لم يكن عالما بالماضي.
2/102

قال الخليل بن أحمد:
الرجال أربعة: رجل يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فعلموه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فنبهوه، ورجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عاقل فاعرفوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك مائق فاحذروه
2/105

قال سعيد بن المسيب:
ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن مَن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله.
2/105

قال أبو بكر الصديق :
أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله بغير علم
2/113

قال عبد الله بن زيد بن هرمز:
إني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده: لا أدري، ليأخذ به مَن بعده
2/114

قال أيوب السختياني :
تكاثروا على القاسم بن محمد يوما بمنى فجعلوا يسألونه فيقول: لا أدري، ثم قال: إنا والله ما نعلم كل ما يسألونا عنه، ولو علمنا ما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم
2/115

قال ابن عون:
كنت عند القاسم بن محمد إذ جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: لا أحسنه، فجعل الرجل يقول: إني رفعت إليك لا أعرف غيرك.
فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي، والله ما أحسنه.
فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يابن أخي الزمها، والله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم.
فقال القاسم: والله لأن يقطع لساني أحبّ إليّ من أن أتكلم بما لا علم لي به.
2/116

قال عبد الرحمن بن مهدي :
كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال له: يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حمّلني أهل بلدي مسألة أسألك عنها.
قال: فسل.
فسأله الرجل عن المسألة، فقال: لا أحسنها. قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء إلى مَن يعلم كل شيء.
فقال: أي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم؟
قال: تقول لهم: قال مالك: لا أحسن
2/117

قال عقبة بن مسلم :
صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهرا فكان كثيرا ما يسأل فيقول: لا أدري، ثم يلتفت إليّ: فيقول أتدري ما يريد هؤلاء؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسرا إلى جهنم
2/119

قال ابن عباس:
إذا ترك العالم: لا أعلم، فقد أصيبت مقاتله.
2/118

 

قال أبو الدرداء:
قول الرجل فيما لا يعلم: لا أعلم: نصف العلم.

2/119
 


عن أبي الذيال، قال:
تعلم: لا أدري، ولا تعلم: أدري؟ فإنك إن قلت: لا أدري، علموك حتى تدري، وإن قلت: أدري، سألوك حتى لا تدري.

2/119

عن أبي الدرداء أنه كان يقول:
إياكم وفِراسة العلماء، احذروا أن يشهدوا عليكم بشهادة تكبّكم على وجوهكم في النار، فوالله إنه الحق يقذفه الله في قلوبهم ويجعله على أبصارهم.
2/126
 


عن عمر :
أنه لقي رجلا فقال: ما صنعت؟
فقال: قضى علي وزيد بكذا.
فقال: لو كنت أنا لقضيت بكذا.
قال: فما يمنعك والأمر إليك.
قال: لو كنت أردك إلى كتاب الله أو إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لفعلت، ولكني أردك إلى رأيي والرأي مشترك.

2/128
 


قيل للحسن:
أرأيت ما يفتي به الناس أشيء سمعته أم برأيك؟

فقال الحسن: لا والله ما كل ما يفتي به الناس سمعناه، ولكن رأينا لهم خير من رأيهم لأنفسهم.
2/129

قال محمد بن الحسن:
مَن كان عالما بالكتاب والسنة وبقول أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبما استحسن فقهاء المسلمين وسعه أن يجتهد رأيه فيما ابتلي به ويقضي به ويمضيه في صلاته وصيامه وحجه وجميع ما أمر به ونهي عنه، فإذا اجتهد ونظر وقاس على ما أشبه ولم يأل وسعه العمل بذلك وإن أخطأ الذي ينبغي أن يقول به.
2/130
 


قال الشافعي:
لا يقيس إلا مَن جمع آلات القياس، وهي: العلم بالأحكام من كتاب الله فرضه وأدبه وناسخه ومنسوخه, وعامه وخاصه، وإرشاده، وندبه، ويستدل على ما احتمل التأويل منه بسنن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبإجماع المسلمين فإذا لم يكن سنة ولا إجماع فالقياس على كتاب الله، فإن لم يكن فالقياس على سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن لم يكن فالقياس على قول عامة السلف الذين لا يعلم لهم مخالف، ولا يجوز القول في شيء من العلم إلا من هذه الأوجه، أو من القياس عليها ولا يكون لأحد أن يقيس حتى يكون عالما بما مضى قبله من السنن وأقاويل السلف وإجماع الناس واختلافهم ولسان العرب، ويكون صحيح العقل حتى يفرق بين المشتبه، ولا يعجل بالقول ولا يمتنع من الاستماع ممن خالفه؛ لأن له في ذلك تنبيها على غفلة ربما كانت منه أو تنبيها على فضل ما اعتقد من الصواب وعليه بلوغ غاية جهده والإنصاف من نفسه حتى يعرف من أين قال ما يقوله.

2/130
 


عن ابن عباس، قال:
مَن أفتى بفتيا يعمى فيها فإنما إثمها عليه.

134

قال ابن عمر:
يريد هؤلاء أن يجعلوا ظهورنا جسرا إلى جهنم
134
 


قال مسروق:
لا أقيس شيئا بشيء.
قيل : لِمَ؟

قال: أخشى أن تزل رجلي
154

قال ابن وهب :
قال لي مالك: يا عبد الله أد ما سمعت وحسبك، ولا تحمل لأحد على ظهرك واعلم إنما هو خطأ وصواب فانظر لنفسك فإنه كان يقال: أخسر الناس من باع آخرته بدنياه وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره.
2/163

ورد في كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري:
لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن ترجع فيه إلى الحق، فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل
2/178

قال مطرف بن الشخير:
لو كانت الأهواء كلها واحدا لقال القائل: لعل الحق فيه، فلما تشعبت وتفرقت عرف كل ذي عقل أن الحق لا يتفرق.
2/178

قال الحكم بن عتيبة :
ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي, صلى الله عليه وسلم
2/183

قال خالد بن الحارث:
قال لي سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
2/185

قال عمر بن عبد العزيز:
مَن جعل دينه عرضا للخصومات أكثر التنقل
2/187

قال معاوية بن قرة:
إياكم والخصومات في الدين، فإنها تحبط الأعمال
2/188

قال عمر بن عبد العزيز :
إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة
2/188

قال خالد بن سعد:
دخل أبو مسعود على حذيفة، قال: أعهد إليّ. قال: أولم يأتك اليقين.
قال: بلى.
قال: فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله؛ فإن دين الله واحد
2/188

قال الهيثم بن جميل:
قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها؟ قال: لا، ولكن يخبر بالسنة، فإن قبلت منه وإلا سكت.
2/190

أنشد شعراً
أأقعد بعد ما رجفت عظامي... وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم ...وأجعل دينه غرضا لديني
فأترك ما علمت لرأي غيري... وليس الرأي كالعلم اليقين
وما أنا والخصومة وهي لبس... تصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام... يلحن بكل فج أو وجين
وكان الحق ليس له خفاء... أغر كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج جهم... بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني... وأما ما جهلت فجنبوني
فلست مكفرا أحدا يصلي... وما أحرمكم أن تكفروني
وكنا أخوة نرمي جميعا... فنرمي كل مرتاب ظنين
فما برح التكلف إن رمينا... بشأن واحد فوق الشئون
فأوشك أن يخر عماد بيت... وينقطع القرين عن القرين
2/190

قال يونس بن عبد الأعلى:
سمعت الشافعي يوم ناظره حفص الفرد قال لي: يا أبا موسى لأن يلقي الله -عز وجل- العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الكلام، لقد سمعت من حفص كلاما لا أقدر أن أحكيه
2/192

قال الجارودي :

مرض الشافعي -رحمه الله- بمصر مرضة ثقل فيها، فدخل عليه قوم منهم حفص الفرد، فكل منهم يقول له: من أنا؟ حتى قال له حفص الفرد: من أنا يا أبا عبد الله؟ فقال: أنت حفص الفرد لا حفظك الله، ولا كلاك، ولا رعاك حتى تتوب مما أنت فيه2
2/193

قال الشافعي :
حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر والقبائل، هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام
2/193

قال أحمد بن حنبل :
إنه لا يفلح صاحب كلام أبدا، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دَغَل
2/194

قال مالك:
أرأيت إن جاء من هو أجدل منه أيدع دينه كل يوم لدين جديد.
2/194

قال أبو عمر ابن عبد البر :
أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم.
2/194

كان الحسن يقول:
لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم
2/196

قال ابن مسعود:
من كان منكم متأسيا فليتأسّ بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم
2/198

ولقد أحسن القائل:
قد نفر الناس حتى أحدثوا بدعا.... في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل
حتى استخف بدين الله أكثرهم .... وفي الذي حملوا من دينه شغل
2/200

 

قال عبد الله بن حسن:
المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن تكون المغالبة والمغالبة أمتن أسباب القطيعة
2/200

قال جعفر بن عون:
سمعت مسعرا، يقول يخاطب ابنه كداما:
إني منحتك يا كدام نصيحتي فاسمع لقول أب عليك شفيق
أما المزاحة والمراء فدعهما خلقان لا أرضاهما لصديق
إني بلوتهما فلم أحمدهما لمجاور جارا ولا لرفيق
والجهل يزري بالفتى في قومه وعروقه في الناس أي عروق
2/201

قال ابن عباس، :
لما اجتمعت الحرورية يخرجون على علي، قال: جعل يأتيه الرجل فيقول: يا أمير المؤمنين القوم خارجون عليك.
قال: دعوهم حتى يخرجوا، فلما كان ذات يوم قلت: يا أمير المؤمنين، أبرد بالصلاة فلا تفتني حتى آتي القوم.
قال: فدخل عليهم وهم قائلون، فإذا هم مسهمة وجوههم من السهر، وقد أثر السجود في جباههم، كأن أيديهم ثفن الإبل، عليهم قمص مرحضة. فقالوا: ما جاء بك يابن عباس وما هذه الحلة عليك؟ قال: قلت: ما تعيبون مني، فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن ما يكون من ثياب اليمنية، قال: ثم قرأت هذه الآية: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]. فقالوا: ما جاء بك؟
فقال: جئتكم من عند أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس فيكم منهم أحد، ومن عند ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله، جئت لأبلغكم عنهم وأبلغهم عنكم.
قال بعضهم: لا تخاصموا قريشا، فإن الله يقول: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون} [الزخرف: 58]، فقال بعضهم: بلى، فلنكلمنه. قال: فكلمني منهم رجلان أو ثلاثة، قال: قلت: ماذا نقمتم عليه؟ قالوا: ثلاثا، فقلت: ما هن. قالوا: حكم الرجال في أمر الله وقال الله: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57]. قال: قلت: هذه واحدة. وماذا أيضا؟
قال: فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، فلئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم، ولئن كانوا كافرين لقد حل قتالهم وسبيهم.
قال: قلت: وماذا أيضا؟
قالوا: ومحا نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قال: قلت: أرأيتكم إن أتيتكم من كتاب الله وسنة رسوله ما ينقض قولكم هذا أترجعون؟
قالوا: وما لنا لا نرجع؟
قال: قلت: أما حكم الرجال في أمر الله، فإن الله قال في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95]. وقال في المرأة وزوجها: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35]. فصير الله ذلك إلى حكم الرجال، فنشدتكم الله أتعلمون حكم الرجال في دماء المسلمين وإصلاح ذات بينهم أفضل أو في حكم أرنب ثمن ربع درهم وفي بضع امرأة؟
قالوا: بلى هذا أفضل قال: أخرجت من هذه.
قالوا: نعم.
قال: فأما قولكم: قاتل، فلم يسب ولم يغنم، أفتسبون أمكم عائشة، فإن قلتم: نسبيها، فنستحل منها ما نستحل من غيرها، فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمنا فقد كفرتم، فأنتم ترددون بين ضلالتين، أخرجت من هذه؟ قالوا: بلى.
قال: وأما قولكم: محا نفسه من إمرة المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون: إن نبي الله يوم الحديبية حين صالح أبا سفيان وسهيل بن عمرو قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "اكتب يا علي، هذا ما صالح عليه محمد رسول الله, صلى الله عليه وسلم".
فقال أبو سفيان وسهيل بن عمرو: ما نعلم أنك رسول الله، ولو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك.
قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "اللهم تعلم أني رسولك، امح يا علي، واكتب: هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وأبو سفيان وسهيل بن عمرو.
قال: فرجع منهم ألفان وبقي بقيتهم، فخرجوا فقتلوا أجمعين

2/210


فذكر الخبر في مناظرة عمر للخوارج وفيه قالوا: خالفت أهل بيتك وسميتهم الظلمة، فإما أن يكونوا على الحق أو يكونوا على الباطل فإن زعمت أنك على الحق وهم على الباطل فالعنهم وتبرأ منهم، فإن فعلت فنحن منك وأنت منا، وإن لم تفعل فلست منا ولسنا منك.
فقال عمر: إني قد علمت أنكم لن تتركوا الأهل والعشائر وتعرضتم القتل والقتال إلا وأنتم ترون أنكم مصيبون ولكنكم أخطأتم وضللتم وتركتم الحق، أخبروني عن الدين أواحد أو اثنان؟ قالوا: لا بل واحد.
قال: فليسعكم في دينكم شيء يعجز عني!
قالوا: لا.
قال: أخبروني عن أبي بكر وعمر، ما حالهما عندكم؟
قالوا: أفضل أسلافنا أبو بكر وعمر.
قال: ألستم تعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما توفي ارتدت العرب فقاتلهم أبو بكر، فقتل الرجال وسبى الذرية والنساء؟
قالوا: بلى.
قال عمر بن عبد العزيز: فلما توفي أبو بكر قام عمر رد النساء والذراري على عشائرهم.
قالوا: بلى.
قال عمر: فهل تبرأ عمر من أبي بكر ولعنه بخلافه إياه؟
قالوا: لا.
قال: فتتولونهما على اختلاف سيرتهما؟ قالوا: نعم.
قال عمر: فما تقولون في بلال بن مرداس؟
قالوا: من خير أسلافنا بلال بن مرداس.
قال: أفلستم قد علمتم أنه لم يزل كافا عن الدماء والأموال وقد لطخ أصحابه أيديهم في الدماء والأموال. فهل تبرأت إحدى الطائفتين من الأخرى أو لعنت إحداهما الأخرى.
قالوا: لا.
قال: فتتولونهما جميعا على اختلاف سيرتهما؟
قالوا: نعم.
قال عمر: فأخبروني عن عبد الله بن وهب الراسبي حين خرج من البصرة هو وأصحابه يريدون أصحابكم بالكوفة، فمروا بعبد الله بن خباب فقتلوه وبقروا بطن جاريته، ثم عدوا على قوم من بني قطيعة فقتلوا الرجال وأخذوا الأموال وغلوا الأطفال في المراجل وتأولوا قول الله: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27]، ثم قدموا على أصحابهم من أهل الكوفة وهم كافون عن الفروج والدماء والأموال فهل تبرأت إحدى الطائفتين من الأخرى أو لعنت إحداهما الأخرى؟ قالوا: لا. قال عمر: فتتولونهما على اختلاف سيرتهما؟
قالوا: نعم.
قال عمر: فهؤلاء الذين اختلفوا بينهم في السيرة والأحكام لهم يتبرأ بعضهم من بعض على اختلاف سيرتهم ووسعهم ووسعكم ذلك، ولا يسعني حين خالفت أهل بيتي في الأحكام والسيرة حتى ألعنهم وأتبرأ منهم، أخبروني عن اللعن أفرض على العباد؟
قالوا: نعم. قال عمر لأحدهما: متى عهدك بلعن فرعون؟
قال: ما لي بذلك عهد منذ زمان.
فقال عمر: هذا رأس من رءوس الكفر ليس لك عهد بلعنه منذ زمان، وأنا لا يسعني ألعن من خالفتهم من أهل بيتي...
2/212

قال بعض العلماء:
كل مجادل عالم وليس كل عالم مجادلا يعني: أنه ليس كل عالم يتأتى له الحجة ويحضره الجواب ويسرع إليه الفهم بمقطع الحجة، ومن كانت هذه خصاله فهو أرفع العلماء وأنفعهم مجالسة ومذاكرة والله يؤتي فضله من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
2/214

ومن مليح الاحتجاج والكر على الخصم :
ما روى حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، أن الأحنف بن قيس كان يكره الصلاة في المقصورة، فقال له رجل: يا أبا بحر لم لا تصلي في المقصورة؟
قال له الأحنف: وأنت لِم تصل فيها. قال: لا أترك.
قال الأحنف: فلذلك لا أصلي فيها. وهذا ضرب من الاحتجاج وإلزام الخصم بديع.
2/218

وقال عمر بن عبد العزيز:
ما رأيت أحدا لاحى الرجال إلا أخذ بجوامع الكلم.
قال يحيى بن مزين:
يريد بالملاحاة هنا: المخاوضة والمراجعة على وجه التعليم والتفهم والمدارسة، والله أعلم.
2/219

قال القاسم بن سلام :
ما ناظرت قط رجلا مفننا في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجل ذو فن واحد من العلم إلا غلبني فيه
2/219

 

قال عمر:

ثلاث يهدمن الدين: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون

2/223


قال معاذ بن جبل:

يا معشر العرب، كيف تصنعون بثلاث: دنيا تقطع أعناقكم، وزلة عالم، وجدال منافق بالقرآن.

فسكتوا، فقال: أما العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن افتتن فلا تقطعوا منه أناتكم، فإن المؤمن يفتتن ثم يتوب، وأما القرآن فله منار كمنار الطريق لا تخفى على أحد فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه وما شككتم فكلوه إلى عالمه، وأما الدنيا فمن جعل الله الغنى في قلبه فقد أفلح ومن لا فليس بنافعته دنياه

2/224

قال عبد الله بن مسعود :
اغد عالما، أو متعلما، ولا تغد إمعة فيما بين ذلك.
225

قال علي بن أبي طالب:
لكميل بن زياد النخعي, وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغنى عن الإسناد لشهرته عندهم: يا كميل إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني, ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق. ثم قال: إن ههنا لعلما -وأشار بيده إلى صدره- لو أصبت له حملة لقد أصبت لقنا غير مأمون، يستعمل الدين للدنيا، ويستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على معاصيه، أف لحامل حق لا بصيرة له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا يدري أين الحق إن قال: أخطأ، وإن أخطأ لم يدر, مشغوف بما لا يدري حقيقته، فهو فتنة لمن افتتن به، وإن من الخير كله من عرفه الله دينه، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف دينه.
226

عن علي، قال:
إياكم والاستنان بالرجال، فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة، ثم ينقلب لعلم الله فيه فيعمل بعمل أهل النار فيموت وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فينقلب لعلم الله فيعمل بعمل أهل الجنة فيموت وهو من أهل الجنة، فإن كنتم لا بد فاعلين فبالأموات لا بالأحياء
229

قال ابن مسعود:
ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر
229

قال سفيان بن عيينة :
اضطجع ربيعة مقنعا رأسه وبكى.
فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: رياء ظاهر، وشهوة خفية، والناس عند علمائهم
كالصبيان في حجور أمهاتهم، ما نهوهم عنه انتهوا، وما أمروهم به ائتمروا
229

قال أيوب :
ليس تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره.
2/230

قال عبد الله بن المعتز:
لا فرق بين بهيمة تقاد وإنسان يقلد.
2/230

قال أبو عمر ابن عبد البر :
وقد نظمت في التقليد وموضعه أبياتا رجوت في ذلك جزيل الأجر لما علمت أن من الناس من يسرع إليه حفظ المنظوم ويتعذر عليه المنثور، وهي من قصيدة لي:
يا سائلي عن موضع التقليد خذ عني الجواب بفهم لب حاضر
واصغ إلى قولي ودن بنصيحتي واحفظ علي بوادري ونوادري
لا فرق بين مقلد وبهيمة تنقاد بين جنادل ودعائر
تبا لقاضٍ أو لمفتٍ لا يرى عللا ومعنى للمقال السائر
فإذا اقتديت فالبكتاب وسنة المـ ـبعوث بالدين الحنيف الطاهر
ثم الصحابة عند عدمك سنة فأولئك أهل نهى وأهل بصائر
وكذاك إجماع الذين يلونهم من تابعيهم كابرا عن كابر
إجماع أمتنا وقول نبينا مثل النصوص لذي الكتاب الزاهر
وكذا المدينة حجة إن أجمعوا متتابعين أوائلا بآواخر
وإذا الخلاف أتى فدونك فاجتهد ومع الدليل فمل بفهم وافر
وعلى الأصول فقس فروعك لا تقس فرعا بفرع كالجهول الحائر
والشر ما فيه فديتك أسوة فانظر ولا تحفل بزلة ماهر
2/230

قال ابن عباس :
من أفتى بفتيا وهو يعمى عنها كان إثمها عليه.
2/232

قال المزني:
يقال لمن حكم بالتقليد هل لك من حجة فيما حكمت به؟ فإن قال: نعم. أبطل التقليد؛ لأن الحجة أوجبت ذلك عنده لا التقليد، وإن قال: حكمت فيه بغير حجة.
قيل له: فلم أرقت الدماء وأبحت الفروج وأتلفت الأموال وقد حرم الله ذلك إلا بحجة؟
قال الله, جل وعز: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ} [يونس: 68] بهذا، أي: من حجة بهذا، قال: فإن قال: أنا أعلم أني قد أصبت وإن لم أعرف الحجة؛ لأني قلدت كبيرا من العلماء، وهو لا يقول إلا بحجة خفيت علي.
قيل له: إذا جاز لك تقليد معلمك؛ لأنه لا يقول إلا بحجة خفيت على معلمك كما لم يقل معلمك إلا بحجة خفيت عليك، فإن قال: نعم. ترك تقليد معلمه إلى تقليد معلم معلمه، وكذلك من هو أعلى حتى ينتهي الأمر إلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن أبى ذلك نقض قوله.
وقيل له: كيف تجوز تقليد من هو أصغر منك وأقل علما، ولا تجز تقليد من هو أكبر وأكثر علما وهذا متناقض؟
فإن قال؛ لأن معلمي وإن كان أصغر، فقد جمع علم من هو فوقه إلى علمه، فهو أبصر بما أخذ وأعلم بما ترك.
قيل له: وكذلك من تعلم من معلمك فقد جمع علم معلمك وعلم من فوقه إلى علمه فيلزمك تقليده وترك تقليد معلمك؛ وكذلك أنت أولى أن تقلد نفسك من معلمك؛ لأنك جمعت علم معلمك وعلم من فوقه إلى علمك، فإن أعاد قوله جعل الأصغر ومن يحدث من صغار العلماء أولى بالتقليد من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الصاحب عنده يلزمه تقليد التابع والتابع من دونه في قياس قوله، والأعلى الأدنى أبدا، وكفى بقول يئول إلى هذا قبحا وفسادا.
2/232

 

قال سحنون :
كان مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة ومحمد بن إبراهيم بن دينار وغيرهم يختلفون إلى ابن هرمز فكان إذا سأله مالك وعبد العزيز أجابهما، وإذا سأله ابن دينار وذووه لم يجبهم، فتعرض له ابن دينار يوما، فقال له: يا أبا بكر، لِم تستحل مني ما لا يحل لك؟
قال له: أيابن أخي، وما ذاك؟
قال: يسألك مالك وعبد العزيز فتجيبهما، وأسألك أنا وذوي فلا تجيبنا؟
فقال: أوقع ذلك يابن أخي في قلبك؟
قال: نعم، إني قد كبرت سني ورق عظمي، وأنا أخاف أن يكون خالطني في عقلي مثل الذي خالطني في بدني، ومالك وعبد العزيز عالمان فقيهان إذا سمعا مني حقا قبلا، وإذا سمعا خطأ تركاه، وأنت وذووك ما أجبتكم به قبلتموه.
قال محمد بن حارث: هذا والله هو الدين الكامل، والعقل الراجح، لا كمن يأتي بالهذيان ويريد أن ينزل من القلوب منزلة القرآن.
2/233

قال أبو هريرة :
والذي نفسي بيده لو حدثتكم بكل ما أسمع لرميتموني بالقشع -يعني: المزابل- وما ناظرتموني

2/240


عن أبي هريرة، أنه كان يقول:
حفظت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعاءين: فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطعتم هذا البلعوم.
قال أحمد: البلعوم: الحلقوم
2/240

عن أبي الطفيل، قال:
سمعت عليا على المنبر, يقول: أتحبون أن يكذب الله ورسوله، لا تحدثون الناس إلا بما يعلمون.
2/240

قال مورق العجلي:
كتب عمر: تعلموا السنة والفرائض واللحن كما تتعلمون القرآن.
2/244

قال عمر بن الخطاب:
سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله, عز وجل
2/245

قال مطر الوراق:
العلماء مثل النجوم، فإذا أظلمت تكسع الناس
2/250

قال الحسن بن بشر الكوفي :
دخلت على داود الطائي أنا وجابر وإسحاق ابنا منصور، فسألناه أن يحدثنا.
فقال: أتريدون أن أكون مؤدبا لكم، تتبعون عثراتي؟! لا أحدثكم.
2/252

قال الفضيل بن عياض :
إن لم نؤجر على هذا الحديث لقد شقينا.
2/252

قال ابن أبي الحواري:
أتينا فضيل بن عياض سنة خمس وثمانين ومائة -ونحو جماعة- فوقفنا على الباب فلم يأذن لنا بالدخول، فقال بعض القوم: إن كان خارجا لشيء فسيخرج لتلاوة القرآن.
قال: فأمرنا قارئا فقرأ فاطلع علينا من كوة. فقلنا: السلام عليك ورحمة الله.
فقال: وعليكم السلام.
قلنا: كيف أنت يا أبا علي كيف حالك؟
قال: أنا من الله في عافية ومنكم في أذى وإن ما أنتم فيه حدث في الإسلام فإنا لله وإنا إليه راجعون، ما هكذا كنا نطلب العلم، ولكنا كنا نأتي المشيخة فلا نرى أنفسنا أهلا للجلوس معهم في الحلق فنجلس دونهم ونسترق السمع، فإذا مر الحديث سألناهم إعادته وقيدناه وأنتم تطلبون العلم بالجهل، وقد ضيعتم كتاب الله ولو طلبتم كتاب الله لوجدتم فيه شفاء لما تريدون.
قال: قلنا: قد تعلمنا القرآن.
قال: إن في تعليمكم القرآن شغلا لأعماركم وأعمار أولادكم.
قلنا: كيف يا أبا علي؟
قال: لن تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه ومحكمه من متشابه وناسخه من منسوخه، فإذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة ثم قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 57-58]
2/252

قال سفيان الثوري:
أنا فيه -يعني الحديث- منذ ستين سنة، وددت أني خرجت منه كفافا لا علي ولا لي
2/254

قال عمرو بن الحارث:
ما رأيت علما أشرف ولا أهلا أسخف من أهل الحديث
2/255

قال سفيان بن عيينة ونظر إلى أصحاب الحديث:
أنتم سخنة عين لو أدركنا وإياكم عمر بن الخطاب لأوجعنا ضربا
2/256

قال شعبة:
كنت إذا رأيت رجلا من أهل الحديث يجيء أفرح به فصرت اليوم ليس شيء أبغض إليّ من أن أرى واحدا منهم
2/256

قال يحيى بن يمان :
يكتب أحدهم الحديث ولا يتفهم ولا يتدبر، فإذا سئل أحدهم عن مسألة جلس كأنه مكاتب.
2/257

قال عمار الكلبي:
إن الرواة على جهل بما حملوا مثل الجمال عليها يحمل الودع ، لا الودع ينفعه حمل الجمال له ولا الجمال بحمل الودع تنتفع
2/258

قال أبو يوسف القاضي:
من يتبع غرائب الأحاديث كذب، ومن طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيماء أفلس
2/258

قال ابن المبارك:
ليكن الذي تعتمد عليه الأثر، وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث
2/259

قال وكيع:
كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به، وكنا نستعين على طلبه بالصوم
2/259

قال شعبة:
إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان فارحمه وإن كان في كمك شيء فأطعمه
2/260

 

قال عمر:
إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا

2/264


قال أبو بكر بن أبي داود:
أهل الرأي: هم أهل البدع، وهو القائل في قصيدته في السنة:
ودع عنك آراء الرجال وقولهم فقول رسول الله أزكى وأشرح
2/264

قال الشعبي :
إنما هلكتم حين تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس
2/268

قال ابن سيرين:
كانوا يرون أنه على الطريق ما دام على الأثر
2/268

قال شقيق:
سمعت عبد الله بن المبارك، يقول لرجل: إن ابتليت بالقضاء فعليك بالأثر
2/268

قال سفيان:
إنما الدين الآثار.
2/269

قال عبد الله بن المبارك:
ليكن الذي تعتمد عليه هذا الأثر، وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث

2/269


قال الحسن:
إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل وحادوا عن الطريق فتركوا الآثار وقالوا في الدين برأيهم فضلوا وأضلوا.
2/269

قال جماعة من أهل العلم:
إنما الرأي المذموم المعيب المهجور الذيب لا يحل النظر فيه ولا الاشتغال به الرأي المبتدع وشبهه من ضروب البدع.
2/271

قال عبدة بن أبي لبابة:
وددت أن أحظى من أهل هذا الزمان أن لا أسألهم عن شيء ولا يسألوني عن شيء، يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.
2/276

قال الأوزاعي:
عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول

2/283


قال عبد الله بن مسلمة القعنبي:
دخلت على مالك فوجدته باكيا، فسلمت عليه فرد علي، ثم سكت عني يبكي، فقلت له: يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك؟ فقال لي: يابن قعنب، إن لله على ما فرط مني ليتني جلدت بكل كلمة تكلمت بها في هذا الأمر بسوط، ولم يكن فرط مني ما فرط من هذا الرأي، وهذه المسائل, قد كانت لي سعة فيما سبقت إليها.
2/284

قال الشعبي:
والله لقد بغّض هؤلاء القوم إليّ المسجد حتى لهو أبغض إلىّ من كناسة داري. قلت: من هم يا أبا عمرو؟ قال: الآرائيون.
2/285

ولقد أحسن أبو العتاهية حيث قال:
وما كل الظنون تكون حقا ولا كل الصواب على القياس
2/286

قال أبو وائل:
لا تقاعد أصحاب أرأيت
2/287

قال الشعبي :
ما كلمة أبغض إليّ من أرأيت
2/287

قال الشعبي:
احفظ عني ثلاث لها شأن: إذا سألت عن مسألة فأجبت فيها فلا تتبع مسألتك أرأيت؛ فإن الله يقول في كتابه: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: 43]. حتى فرغ من الآية.
والثانية: إذا سئلت عن مسألة فلا تقس شيئا بشيء فربما حرمت حلالا أو حللت حراما.
والثالثة: إذا سألت عما لا تعلم فقل: لا أعلم، وأنا شريكك
2/287

قال أحمد بن حنبل :
رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي، وهو عندي سواء، وإنما الحجة في الآثار.
2/290

قال ابن عباس :
استمعوا كلام العلماء ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايرا من التيوس في زربها
2/295

قال مالك بن دينار :
يؤخذ بقول العلماء والقراء في كل شيء إلا قول بعضهم على بعض؛ فإنهم أشد تحاسدا من التيوس تنصب لهم الشاة الضارب فَيَنِبّ هذا من ههنا وهذا من ههنا
2/296

قال عبد العزيز بن حازم :
سمعت أبي يقول: العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه حتى كان هذا الزمان فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله ويزهى على من هو دونه فهلك الناس.
2/296

قال أبو عمر:
هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس، وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ما عليها في ذلك، والصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته، وبانت ثقته وعنايته بالعلم، لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب تصديقه فيما قاله لبراءته من الغل والحسد والعداوة
والمنافسة وسلامته من ذلك كله، فذلك كله يوجب قبول قوله من جهة الفقه والنظر، وأما من لم تثبت إمامته ولا عرفت عدالته ولا صحت لعدم الحفظ والاتقان روايته، فإنه ينظر فيه إلى ما اتفق أهل العلم عليه ويجتهد في قبول ما جاء به على حسب ما يؤدي النظر إليه، والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور من جماهير المسلمين إماما في الدين قول أحد من الطاعنين أن السلف -رضوان الله عليهم- قد سبق من بعضهم في بعض كلام كثير في حال الغضب ومنه ما حمل عليه الحسد، كما قال ابن عباس ومالك بن دينار وأبو حازم، ومنه على جهة التأويل مما لا يلزم القول فيه ما قاله القائل فيه، وقد حمل بعضهم على بعض بالسيف تأويلا واجتهادا لا يزم تقليدهم في شيء منه دون برهان ولا حجة توجبه،
2/297

قال أحدهم :
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها
كالملبس الثوب من عري وعورته للناس بادية ما إن يواريها
وأعظم الإثم بعد الشرك نعلمه في كل نفس عماها عن مساويها
عرفانها بعيوب الناس تبصرها منهم ولا تبصر العيب الذي فيها
2/307

قال ابن عبد البر :
وما مثل من تكلم في مالك والشافعي ونظرائهما من الأئمة إلا كما قال الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنة الوعل
أو كما قال الحسين بن حميد:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه ... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
2/312

ولقد أحسن أبو العتاهية حيث يقول:
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ... وللناس قال بالظنون وقيل
2/312

 

قال ابن عبد البر :
والله لقد تجاوز الناس الحد في الغيبة والذم فلم يقنعوا بذم العامة دون الخاصة، ولا بذم الجهال دون العلماء، وهذا كله يحمل الجهل والحسد.
2/312

قال أبو الأسود الدؤلي:
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه ... فالناس أعداء له وخصوم
فمن أراد أن يقبل قوله العلماء الثقات الأئمة الأثبات بعضهم في بعض فليقبل قول من ذكرنا قول من الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- بعضهم في بعض، فإن فعل ذلك ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا.
وكذلك إن قبل في سعيد بن المسيب قول عكرمة، وفي الشعبي والنخعي، وأهل الحجاز، وأهل مكة، وأهل الكوفة، وأهل الشام، على الجملة.
وفي مالك والشافعي وسائر من ذكرنا في هذا الباب ما ذكرنا عن بعضهم في بعض، فإن لم يفعل ولن يفعل -إن هداه الله وألهمه رشده- فليقف عند ما شرطنا في أن لا يقبل فيمن صحت عدالته، وعلمت بالعلم عنايته وسلم من الكبائر ولزم المروءة والتعاون وكان خيره غالبا وشره أقل عمله فهذا لا يقبل فيه قول قائل لا برهان له به، فهذا هو الحق الذي لا يصح غيره إن شاء الله.

2/313


قال الثوري:
عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة.
2/314

قال عبد الرحمن ابن أبي ليلى:
أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -أراه قال: في المسجد- فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه قد كفاه الحديث، ولا مفتٍ إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا
2/315

قال ابن عباس:
إن من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون

2/317

قال ابن عيينة :
أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما.
2/318

قال سحنون بن سعيد :
أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم فيظن أن الحق كله فيه.
2/318

قال سحنون:
إني لأحفظ مسائل منها ما فيه ثمانية أقوال من ثمانية أئمة من العلماء فكيف ينبغي أن أعجل بالجواب حتى أتخير فلم ألام على حبسي الجواب؟
2/318

قال حذيفة:
إنما يفتي الناس أحد ثلاثة: رجل يعلم ناسخ القرآن ومنسوخه، وأمير لا يجد بدا، وأحمق متكلف.
قال ابن سيرين:
فأنا لست بأحد هذين، وأرجو أن لا أكون أحمق متكلفا.

2/320


قال سحنون:
إنا لله ما أشقى المفتي والحاكم ثم قال: ها أنا ذا يتعلم مني ما تضرب به الرقاب، وتوطأ به الفروج، وتؤخذ به الحقوق، أما كنت عن هذا غنيا.
2/321

قال أبو عثمان بن الحداد:
القاضي أيسر مأثما وأقرب إلى السلام من الفقيه؛ لأن الفقيه من شأنه إصدار ما يريد عليه من ساعته بما حضره من القول، والقاضي شأنه الأناءة والتثبيت، ومن تأنى وتثبت تهيأ له من الصواب ما لا يتهيأ لصاحب البديهة.
2/321

قال ابن عبد البر :
طلب العلم درجات ومناقل ورتب، لا ينبغي تعدِّيها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل، ومن تعداه مجتهدا زل.
2/321

قال ابن عبد البر :
القرآن أصل العلم فمن حفظه قبل بلوغه، ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمهم من لسان العرب كان له ذلك عونا كبيرا على مراده منه، ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينظر في ناسخ القرآن ومنسوخه وأحكامه، ويقف على اختلاف العلماء واتفاقهم في ذلك، وهو أمر قريب على من قربه الله عليه، ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيها يصل الطالب إلى مراد الله -جل وعز- في كتابه، وهو تفتح له أحكام القرآن فتحا.
2/322

قال عمر بن زيد:
كتب عمر إلى أبي موسى: أما بعد، فتفقَّهوا في السنة وتفقهوا في العربية
2/324

عن ابن عمر :
أنه كان يضرب ولده على اللحن.
2/324

قال الشافعي:
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
2/325

قال ابن عبد البر :
وقد علمت أنني لا أسلم من جاهل معاند لا يعلم:
ولست بناجٍ من مقالة طاعن... ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من الناس سالما ...ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
2/330

قال ابن وهب:
عن مالك، سمعت ربيعة، يقول: ليس الذي يقول الخير ويفعله بخير من الذي يسمعه ويقبله.
2/331

قال مالك:
وقال ذلك للثناء على عمر بن الخطاب ما كان بأعلمنا، ولكنه كان أسرعنا رجوعا إذا سمع الحق.
2/331

قال أبو العتاهية:
إذا اتضح الصواب فلا تدعه ... فإنك كلما ذقت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا ...كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي... أأخطأ في الحكومة أم أصابا
2/332
 

قال ابن عنبسة:
كانت للناس جلة ونابتة، وكانت النابتة تأخذ عن الجلة، فذهبت الجلة والنابتة، ثم جاء قوم يسمعون تلك الأخلاق كأنها أحلام.

2/333


عن أبي الدهماء قال:
لقي أبو مسلم الخولاني أبا مسلم الخليلي، فقال الخليلي للخولاني: كيف منزلتك عند قومك؟
قال: إنهم ليعرفون لي حقي، ويعرفون شرفي.
فقال الخليلي: ما هكذا تقول التوراة.
قال الخولاني: وما تقول التوراة؟
قال: تقول: إن أشد الناس بغضا للمرء الصالح قومه، ومن هو بين أظهرهم، وإن أشد الناس له حبا أبعد الناس منه.
فقال أبو مسلم الخولاني: صدقت التوراة. وكذب أبو مسلم
2/334

ذكر ابن عبد الحكم :
عن ابن وهب، وابن القاسم عن مالك أنه سئل عن الرجل يقول له العالم: هذا كتاب فاحمله عني وحدث بما فيه عني؟ قال: لا أرى هذا يجوز، ولا يعجبني؛ لأن هؤلاء إنما يريدون الحمل الكثير بالإقامة اليسيرة فلا يعجبني ذلك
2/334

قال أبو عمر:
إن الإجازة لا تجوز إلا لماهر بالصناعة حاذق بها، يعرف كيف يتناولها؟ ويكون في شيء معين معروف، لا يشكل إسناده، فهذا هو الصحيح من القول في ذلك، والله أعلم.
2/334

قال ابن عباس:
ولا أعرف الحق إلا في كلام قوم فوضوا أمورهم إلى الله، ولم يقطعوا بالذنوب العصمة من الله، وعلموا أن كلا بقدر الله
2/351

 

قال إبراهيم بن سعيد الجوهري :
سألت أبا أسامة، أيما كان أفضل معاوية، أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لا نعدل
بأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- أحدا
2/354

قال مسروق:
حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة

2/358


قال أبو الفيض ذي النون:
ثلاث من أعلام السنة: المسح على الخفين، والمحافظة على صوات الجمع، وحب السلف رحمهم الله.
2/359

قال عبد الله بن مسعود :
القصد السنة خير من الاجتهاد في البدعة
2/359

قال أيوب:
إن رجلا قال لمطرف بن عبد الله بن الشخير: لا تحدثونا إلا بالقرآن.
فقال له مطرف: والله ما نريد بالقرآن بدلا، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا

2/368

قال سعد بن معاذ:
ثلاث أنا فيهن رجل -يعني: كما ينبغي- وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس: ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثا قط إلا علمت أنه حق من الله، ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها، ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها، حتى أنصرف عنها.
قال سعيد بن المسيب:
هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي
2/370

قال الحسن:
عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة
2/374

قال الحارث بن عبد الله بن أوس :
أتيت عمر بن الخطاب فسألته عن المرأة تطوف بالبيت، ثم تحيض؟ فقال: ليكن آخر عهدها الطواف بالبيت.
قال الحارث: فقلت: كذلك أفتاني رسول الله.
فقال عمر: تبت يداك أو ثكلتك أمك سألتني عما سألت عنه رسول الله كيما أخالفه
2/382

قال قتادة :
لقد كان يستحب أن لا يقرأ الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا على وضوء
2/384

قال عبد الرحمن بن أبي الزناد:
ذكر سعيد بن المسيب حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مريض فقال: أجلسوني؛ فإني أكره أن أحدث حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا مضطجع.
2/385

 

قال الزهري:
دخلنا على أنس بن مالك بدمشق وهو وحده وهو يبكي، قلت: ما يبكيك؟ قال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت.

2/285
 


قال الحسن البصري :
لو خرج عليكم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما عرفوا منكم إلا قبلتكم.
2/386

قال مالك:
قدم علينا ابن شهاب قدمه -يعني: من الشام- فقلت له: طلبت العلم حتى إذا كنت وعاء من أوعيته تركت المدينة ونزلت إداما؟ فقال: كنت أسكن المدينة والناس ناس فلما تغير الناس تركتهم.
2/386

قال هشام بن عروة:
لما اتخذ عروة بن الزبير قصره بالعقيق، قال له الناس: قد جفوت عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: إني رأيت مساجدكم لاهية، وأسواقكم لاغية، والفاحشة في فجاجكم عالية، وكان فيما هنالك عما أنتم فيه عافية

2/386


قال عروة بن الزبير :
صار الأسافل بعد الذل أسنمة ... وصارت الروس بعد العز أذنابا
لم تبق مأثرة يعتدها رجل... إلا التكاثر أوراقا وإذهابا

2/388

قال مالك:
أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة بن عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه. فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتي من لا علم له وظهر في الإسلام أمر عظيم، قال ربيعة: ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق.
2/388

عن أبي الدرداء، قال:
مالي أرى علماءكم يموتون، وجهالكم لا يتعلمون، لقد خشيت أن يذهب الأول ولا يتعلم الآخر، ولو أن العالم طلب العلم لازداد علما، ولو أن الجاهل طلب العلم لوجد العلم قائما، ما لي أراكم شباعا من الطعام جياعا من العلم
2/389

قال أبو حازم:
صار الناس في زماننا يعيب الرجل من هو فوقه في العلم ليرى الناس أنه ليس به حاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه، فذهب العلم وهلك الناس.
2/389

قال أحمد ابن أبي عمران:
كنت عند أبي أيوب أحمد بن محمد بن شجاع -وقد تخلف في منزله- فبعث غلاما من غلمانه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي صاحب الغريب يساله المجيء إليه فعاد إليه الغلام فقال: قد سألته ذلك، فقال لي: عندي قوم من الأعراب فإذا قضيت أربي معهم أتيت.
قال الغلام: وما رأيت عنده أحدا إلا أن بين يديه كتبا ينظر فيها، فينظر في هذا مرة، وفي هذا مرة، ثم ما شعرنا حتى جاء فقال له أبو أيوب: يا أبا عبد الله، سبحان الله العظيم: تخلفت عنا وحرمتنا الأنس بك، ولقد قال لي الغلام إنه ما رأى عندك أحدا، وقلت: أنت مع قوم من الأعراب؟ فإذا قضيت أربي معهم أتيت؟ فقال ابن الأعرابي:
لنا جلساء ما نمل حديثهم ...الباء مأمونون غيبا ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى... وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة... ولا نتقي منهم لسانا ولا يدا
إن قلت: أموات فما أنت كاذبا... وإن قلت: أحياء فلست مفندا
2/389

قيل لأبي العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب:
توحشت من الناس جدا فلو تركت لزوم البيت بعض الترك وبرزت للناس كانوا ينتفعون بك وينفعك الله بهم؟ فمكث ساعة ثم أنشأ يقول:
إن صحبنا الملوك تاهوا علينا ...واستخفوا كبرا بحق الجليس
أو صحبنا التجار صرنا إلى البؤ... س وصرنا إلى عداد الفلوس
فلزمنا البيوت نستخرج العلـ ...ـم ونملا به بطون الطروس
2/390

 

أنشد أحدهم :
لمحبرة تجالسني نهاري... أحب إلي من أنس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي... أحب إلي من عدل الدقيق
ولطمة عالم في الخد مني ...ألذ لدي من شرب الرحيق
2/390

قال محمد بن بشير في شعر له:
أقبلت أهرب لا آلو مباعدة... في الأرض منهم فلم يحصني الهرب
لما رأيت بأني لست معجزهم ...فوتا ولا هربا قد بت أحتجب
فصرت في البيت مسرورا تحدثني ...عن علم ما غاب عني في الورى الكتب
فردا تخبرني الموتى وتنطق لي ...فليس لي من أناس غيرهم إرب
لله من جلساء لا جليسهم... ولا خليطهم للسوء مرتقب
لا بادرات الأذى يخشى رفيقهم... ولا يلاقيه منهم منطق ذرب
أبقوا لنا حكما تبقى منافعها... أخرى الليالي على الأيام وانشغبوا
إن شئت من محكم الآثار يرفعها ...إلى النبي ثقات خيرة نجب
إو شئت من عرب علما بأولهم... في الجاهلية تنبيني بها العرب
أو شئت من سير الأملاك من عجم.. تنبي وتخبر كيف الرأي والأدب
حتى كأني قد شاهدت عصرهم ...وقد مضت دونهم من دهرنا حقب
ما مات قوم إذا أبقوا لنا أدبا... وعلم دين ولا بانوا ولا ذهبوا
2/390

ومما يحفظ قديما:
نعم المؤانس والجليس كتاب... تخلو به إن ملك الأصحاب
لا مفشيا سرا ولا متكبرا ...وتفاد منه حكمة وصواب
2/391

قال أبو عمرو بن العلاء:
ما دخلت على رجل قط ولا مررت ببابه فرأيته ينظر في دفتر وجليسه فارغ إلا حكمت عليه واعتقدت أنه أفضل منه عقلا.

2/393


روي عن الحسن اللؤلؤي -إن صح عنه- أنه قال:
لقد غبرت لي أربعون عاما ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري.
392

وسئل أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل البخاري عن دواء للحفظ؟:
فقال: إدمان النظر في الكتب.
2/393

أنشد لعبد الملك بن إدريس الوزير من قصيدة له مطولة:
واعلم بأن العلم أرفع رتبة... وأجل مكتسب وأنسى مفخر
فاسلك سبيل المقتنين له... تسد إن السيادة تقتني بالدفتر
والعالم المدعو حبرا إنما سماه... باسم الحبر حمل المحبر
وبضمر الأقلام يبلغ أهلها... ما ليس يبلغ بالجياد الضمر
2/393

إلى هنا انتهى جمعي..
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية