اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

ختام العام..!

خالد عبداللطيف

 
بين بداية ونهاية.. سطور مهداة للبيوت ومجالس الخير في ختام عام واستقبال آخر.. والله الموفق!
إفضاء وإحصاء..!
عما قريب يرتحل العام الهجري السابع والعشرون بعد ألف وأربعمئة.. حاملاً بين طياته دفاتر "سرية" في حرز مكين.. لا سبيل لمخلوق إلى استرجاع شيء أو محوه منها ولو أنفق البلايين!
وما إن يغادرنا حتى يتسلم المهمة العام الجديد حاملاً - بدوره!! - دفاتر جديدة ليقوم بالمهمة نفسها؛ فنفضي إليه طوعاً بكل كبيرة وصغيرة، وحركة وسكنة، دون قدرة على الامتناع عن ذلك قبل الإفضاء، ولا الانتزاع بعد الإحصاء! {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}!
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}!

آلام وآمال..!
الدعاء يدفع البلاء.. ومن أعظم البلاء: التفريط في جنب الله!
ولا دافع له ولآثاره إلا باللجوء إلا الله؛ فلا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه جل وعلا:
أفر إليك منك وليس إلا *** إليك يفر منك المستجير!
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
"الفقيه كل الفقه الذي يرد القدر بالقدر، ويدفع القدر بالقدر، ويعارض القدر بالقدر، بل لا يمكن الإنسان أن يعيش إلا بذلك، فإن الجوع والعطش والبرد وأنواع المخاوف والمحاذير هي من القدر، والخلق كلهم ساهون في دفع هذا القدر بالقدر! وهكذا من وفقه الله وألهمه رشده يدفع قدر العقوبة الأخروية بقدر التوبة والإيمان والأعمال الصالحة... فرب الدراين واحد، وحكمته واحده، لا يناقض بعضها بعضاً، ولا يبطل بعضها بعضاً، فهذه المسألة من أشرف المسائل لمن عرف قدرها، ورعاها حق رعايتها، والله المستعان" اهـ.
(من كتابه النفيس: الداء والدواء.. الذي يُنصح بجعله مصدراً للكثير من الخواطر للبيوت المباركة)!

حقيقة وخيال..!
كلنا ذوو خطأ.. لكن: التائب حبيب الرحمن.. وخير الخطائين التوّابون.. وباب التوبة مفتوح إلى يوم الدين.. فما أكرم المولى جل وعلا!
نعم.. بإمكان أصحاب الحسرات على ما فُرط وفات أن يتحرروا من أغلالها.. وبوسع أصحاب السيئات (وكلنا ذلك المرء!) أن يستبدلوا بها حسنات!
إنها حقائق لا خيال.. من أفضال ذي الإكرام والجلال!
أما مجرد تمني الأماني مع ملازمة التواني.. والاستخفاف بمرور الثواني.. فهو خيال ليس للحقيقة فيه مجال!

حروف الختام..

بين عام وعام.. وإفضاء وإحصاء.. وسيئات وحسرات؛ فحسنات ماحيات.. يتبدد الألم.. ويتجدد الأمل.. فلنكن كما أرادنا الله.. مبشرين لا منفّرين.. ميسّرين لا معسرين.. {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (هود/114).

مقالات ذات صلة:
بيوتنا بين عامين


 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية