اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

بيوتنا بين عامين..!

خالد عبداللطيف

 
وقفة ومراجعة..!
من التربية العملية المؤثرة أن تكون لأهل البيت وقفة تأمل ومراجعة وتقويم لشؤونهم وأحوالهم عندما تمر بهم مناسبة تستدعي هذه الوقفة وتستجلبها.
وها هي مناسبة مهمة تطرق أبواب البيوت للتذكر والتفكر والاعتبار والاستثمار التربوي، ألا وهي نهاية العام الهجري طاوياً معه صفحة من صفحات العمر والعمل؛ شاهدة على كل بيت بما أودع أهله فيها من خير وغيره!

كشف الحساب..!
إن تربية رعاة البيوت لأهليهم على محاسبة النفس قبل أن تُحاسب ليست مجرد توجيهات وإرشادات بأن يكونوا عمليين إيجابيين.. يراجعون أنفسهم لتقويمها وتهذيبها؛ بل هي تزكية لهذه النفوس لتكون ربانية دائمة الصلة بمولاها ؛ تراقبه وتخشاه جل وعلا!
ومن هنا.. تكون وقفة "نهاية العام" امتداداً لوقفات تعوّدها أهل البيت، وتواصوا بها في أيامهم ولياليهم، وتقلبات نفوسهم بين العزم والضعف.. فتأتي وقفة التأمل الختامية حصاداً للعام، واستعداداً للأمام. والله الموفق والمستعان!

لا تنس جائزتك..!
تحت هذا العنوان.. خذ بنواصي أهل بيتك.. شريكة الحياة الزوجية.. وزينة الحياة من الذرية.. إلى مستوى أرفع من الإيجابية؛ بتدوين الدروس المستفادة من عام مضى، والاستعدادات الجادة لعام أتى.
واجعل لهم من قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ..} (القصص/77) نبراساً مضيئاً للموازنة الصحيحة بين الطموحين الأخروي والدنيوي!
واعقد لهم - إن أردت رفع هممهم - مسابقة في أفضل عرض إيجابي لخطة العام المقبل. وبعد أن تكافئهم بجوائزهم.. لا تنس الحصول على جائزتك الكبرى: قراءة واقعهم وطموحاتهم وعزائمهم التي نقشوها بأناملهم.. ووضعوها بين ناظريك صادقة كاشفة!
وفي الختام.. أعد خطة سنوية جامعة للبيت من خلاصات النظر في هذا كله!

حروف الختام..

حفّّظ أهل بيتك هذه الآيات الكريمة، وفقههم بمعانيها العظيمة، وذكّرهم بها مراراً وتكراراً؛ فكفى بها واعظاً ومحفزاً على محاسبة النفس وإصلاحها:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} (الحشر/18-20).
ومن فقهها ما قاله أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ}" (رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد).

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية