اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

جديد العيد..!

خالد عبداللطيف

 
جديد بين عامين..؟!
بين عيد مضى.. وعام انقضى.. وقف المسلمون بالأمس القريب بالمشاعر المقدسة.. في صعيد واحد ولباس واحد.. متجهين بقلوبهم ومشاعرهم ومناسكهم إلى الرب الواحد جل وعلا.
وتقرّب آخرون في مشارق الأرض ومغاربها بأضحياتهم في وقت واحد بعد صلاة جامعة تؤدي في كل بقعة من الأرض بها مسلمون.. كما فعلوا العام الماضي.. وكما يفعلون كل عام!
لكن الجديد هذه المرة.. أن المسلمون.. بين العامين.. وقفوا وقفة رجل واحد، يعلنون عن بكرة أبيهم نصرة نبي الإسلام العظيم، عليه أفضل الصلاة والتسليم، ويجهرون بصوت واحد - بلا نشاز ولا شذوذ - بمقاطعة من أرادوا النيل من مقامه الكريم؛ في انتفاضة أذهلت القريب والبعيد!
درس أمل يُهدى للمحبَطين والمثبِّطين؛ بأن في الأمة خيراً كثيراً..!
ودرس عز يُهدى للبيوت والأجيال بأن بشائر نصر الأمة الموعود بدأت تلوح في الآفاق..!
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (يوسف/21).

البيوت الجوفاء..!

إنها لبيوت جوفاء تلك التي لا تحمل من الشبه بالأنبياء والصلحاء إلا الألقاب والأسماء..!
فكم من بيوت فيها من اسم لرسول أو صحابي أو أحد صالحي الأمّة.. لكنه بلا مسمّى!
وفي المقابل.. كم من بيوت زينت الأسماء بالاتباع والاقتداء!
وما نيل المطالب بالتمني.. ولا حتى بمجرد أخذ الدنيا غلاباً (كما قال بعض الشعراء)..!
ولا غرس المكارم في بيوتنا بمحض الترديد والتغني.. بل بالتخلي والتحلي.. ممن آمن وعمل صالحاً ثم اتقى؛ قال الله جل وعلا: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (النساء/ 124،123).

أين المستثمرون؟!
موسم كريم.. وعيد عظيم.. وجديد مفيد.. فأين المستثمرون في تربية الأجيال بالأحداث؛ تصديقاً لما يتلى عليهم من آيات الله والحكمة؟!
هل ألهاهم الصفق بالأسواق أم متابعة أسهم أدنى في البورصات؟!
ألا فليتق الله من نفسه وبيته وذريته من تمرّ عليه هذه المواسم والمغانم مروراً.. لا يليق بالكرام!

حروف الختام..
أحْسَنَ صنعاً مَنْ ادّخر لذريته من بعده ما يستغنون به من مال ورصيد.
لكنْ أحسنُ منه صنعاً وأهدى سبيلاً مَنْ جمع إلى ذلك رصيداً في خزائن عقولهم وقلوبهم من التقوى والقول السديد.. قال الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا} (النساء/9).

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية