اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

من أسرار المودة والرحمة (1)
اثنان في واحد..؟!

خالد عبداللطيف

 
قوارير وأسارى..!
وصفت السنة النبوية المطهرة – على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم - النساء بـ"القوارير" (كناية عن ضعفهن وشدة تأثرهن)، وبأنهن لدى أزواجهن "عوان" أي أسيرات ضعيفات. وهي أوصاف يأخذها المتقون بحقها؛ فيترجمنها رفقاً ورعاية جانب، وغضاً للطرف عن الهفوات، وإقالة للعثرات.
و"من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" فيحسن الفهم ومن ثم الاتباع لسنة خير المرسلين، وخير الناس لأهله صلى الله عليه وسلم.
في حين يتخبط منْ غلبه هواه، أو قلّ فقهه، بين تسلّط وتعنت.. وغلظة وجفاء.. فيسوم أهله سوء العذاب؛ بحجة القوامة التي يراها فوقية وقهراً.. وإنما حقيقتها: قيام بالحق ورعاية وإحسان.. وقيادة للبيت إلى بر الأمان!

فتنة.. ومتاع..!
من عجائب الخلق وبدائع صنع الحكيم الخبير جل وعلا.. وكذلك من أسرار التقوى وآثارها على الناس: أن المرأة التي هي أضر فتنة على الرجال في الدنيا.. هي نفسها (بصلاحها وحسن تبعّلها لزوجها) خير عون له في دينه ودنياه..!
وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" (متفق عليه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما).. وقوله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" (رواه أحمد ومسلم عن ابن عمرو رضي الله عنهما)..!
فطوبى لآباء وأمهات يربّونهن على التقوى؛ ليكنّ خير متاع لأزواجهن!
وتباً لمن يضعونهن لبناتٍ في الإضرار والفتنة!

مودة ورحمة..!
مودة تصبغ الحياة بالحنان والإحسان.. ورحمة تقيل العثرة وتغفر الزلة.. هما ما يحتاج إليه كل من الزوجين لتخطي عقبات كؤود يضعها الشيطان في طريقهما؛ ليحرمهما السكن والطمأنينة!
وفرق بين من يقرؤون القرآن فلا يجاوز حناجرهم.. وبين من يعمرون به البيوت صلاحاً وإصلاحاً..
قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم/21).

حروف الختام..

من ينشد الكمال في الحياة الزوجية كمن يطلب في الماء جذوة نار!
ولكن حسنة تمحو سيئة.. وخُلق جميل يجبر آخر سيئاً.. وخير يغلب على الشر في الجملة..
قال الله عز وجل: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء/19).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها غيره" (رواه أحمد ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية