اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

من أسرار المودة والرحمة (7)
العطف على الأخطاء..!

خالد عبداللطيف

 
حنان من أجل الجنان..!
من أسرار المودة والرحمة التي تنبعث في القلوب: إقالة العثرات.. وستر العيوب؛ فترى العطف على الأخطاء بدلاً من التعنت والتعيير، والحنان في مواجهة الهفوات بدلاً من الشماتة والتشهير!
ولن يبلغ أحد - من ذكر أو أنثى - هذا الخلق الكريم إلا بإخلاص النية للعلي الكبير، وصدق في التأسي بالبشير النذير صلى الله عليه وسلم، وإيثار لذلك على أهواء النفوس!
إنه إذن حنان من أجل الجنان.. ورضا الرحمن..!
فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم..!
نعم.. لابد من حزم في بعض الأمور.. وحكمة في قيادة البيت، وتوازن... إلخ.. مما يردده كثيرون لتبرير بعض تصرفاتهم. لكن إذا تحول الحزم إلى صياح وضجيج، والحكمة إلى تنفير ووعيد، والتوازن إلى إرغام وقهر؛ فما هذه العبارات إلا حيل نفسية.. وشماعة للرغبة في التسلط!
وللصدق علامات.. وللتوازن أمارات.. فمن صدق في مواطن الحزم؛ صدق في مواطن اللين. ومن صدق في الحكمة؛ صدق في الرحمة!
قال الله تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} (محمد/21).

عطف وتربية..!

من أراد أن يحوّل المعاني السابقة إلى مشاهد حية.. فليعش بقلبه ومشاعره مع بيت النبوة، وليبحث في السيرة العطرة عن أجوبة هذه الأسئلة:
كيف كان صلى الله عليه وسلم يواجه غضب أمهات المؤمنين وغيرتهن رضي الله عنهن؟!
وكيف كان يتعامل مع رغباتهن؟!
كيف كان يحنو ويعطف.. ويربي ويهذّب في آن واحد؟!
فمن ظفر بالجواب أقيمت عليه الحجة. والمحروم من الجنة هو منْ أبى!!

حروف الختام..
يردد بعض من جٌبلوا على الغلظة والجفاء .. أن التلطف واللين لا يفيدان مع النساء.. كل النساء!!
ويردد أتباع وحي السماء قولَ العليم الخبير: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} (آل عمران/159).. {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ..} (النساء/19).
وقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم" (رواه أحمد)!
 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية