اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(العبودية في البيوت9)
أعيادنا.. سعادة وعبادة!

خالد عبداللطيف

 
نهاية وبداية..!
انتهى شهر رمضان المبارك.. انقضت أيامه وقوّضت خيامه، وبدأ أصحاب العبودية "المؤقتة" يتراجعون القهقرى! في حين بقيت آثاره حية في قلوب أصحاب العبودية "المطلقة".. عبودية "اتق الله حيثما كنت".. التي لا يحدها زمان أو مكان.. بل رمضان زاد لهمّتهم في بقية العام.
درس مهم لرعاة البيوت، وأمانة ومسؤولية يجب عليهم أداؤها تجاه الأزواج والأولاد، مع ختام رمضان واستقبال العيد.. إنه درس الربط بين نهاية رمضان.. وبدء جديد لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!
وليكن إتباع رمضان بست من شوال (بعد العيد) إحدى الصور العملية لهذا الدرس.. تليها خطوات..!

زكاة وتزكية..!
هل أخرجت زكاة الفطر؟ نعم. هل نسيت أحدا من أهل بيتك؟ أبداً.
هل استثمرتها تربوياً؟ (....)؟!
إن هذه المواسم العظيمة هي مرتع التزكية الذي يوفر كثيرا من الجهد والوقت، ويحقق ما لا يكاد يتحقق في غيرها من الآثار الحميدة. اصطحاب الصغار في إعداد الزكاة وإرسالها لمستحقيها، وإشعارهم بالحكمة: "العبودية لله رب العالمين؛ بإنفاذ أمره، والعطف على المساكين".
كل هذا في أجواء رائعة يهش لها الصغار ويفرحون، مع كونهم يفقهون وتزكو نفوسهم في مدارج الصلاح ونفع الناس.
لا تأس على ما فات.. واستأنف العمل. ولا تخسر المزيد من فرص التزكية الأخرى؛ فإنها كثيرة!

ترفيه وتربية..!
أعيادنا سعادة وعبادة.. نفرح بها وفيها:
لأن الله أمرنا أن نكبره ونشكره بعد تمام الشهر:
{وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة/185).
ولأن من أركان عبوديتنا له سبحانه أن نشكره على نعمه ومننه؛ فهو أهل الثناء والمجد جل وعلا.
ونفرح بعيدنا؛ لأنه عيد شرعه الله لنا وسنّه رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فأكرم به من عيد!
ونتقرب إلى الله فيه بصلة الأرحام ومحو الضغائن وإدخال السرور والبهجة على من حولنا.
ولأن أعيادنا عبادة، وفرحنا بها عبادة؛ فمظاهرها مباركة طيبة لا إثم فيها ولا جنوح!
ما أجمل أن يلقّن الوالدان أبناءهما هذه المعاني الجليلة؛ فالكل يفرح، لكنْ.. شتان بين من يفرح وهمه الدنيا وحدها، وبين من يفرح فرحاً يوصله إلى فرح الآخرة!
كما نلقّنهم أن هذا الفرح لا يتنافى مع مشاعر الألم لإخوان لنا في بلاد شتى.. في فلسطين والعراق وغيرهما.. يأتيهم العيد تحت وابل النيران والبغي والعدوان؛ فنتألم لآلامهم وندعو لهم ونواسيهم ما استطعنا! ففرحنا بالعيد عبادة، وشعورنا بآلام إخواننا ومواساتنا لهم عبادة، وهكذا تكون شخصية المسلم المتكاملة.. تتعدد المظاهر والمعبود واحد جل جلاله.

حروف الختام..

عندما تتم النعمة على العبد وأهله بصلاح دينه ودنياه؛ فهو هانئ البال قرير العين في دنياه، في ظلال عبوديته وتقواه لمولاه جل في علاه.. فهؤلاء هم أهل الفرح الحقيقي، الفرح التام الذي يتضاءل أمامه كل فرح دنيوي زائل:
قال الله عز وجل: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس/58).

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية