اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

حالة خاصة..!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
'حالة خاصة' تحتاج إلى مراعاة.. ورفق وأناة..!!

أحوال وأحوال..!
ثمة أحوال عديدة تحتاج إلى مراعاة.. ورفق وأناة.. من كل من الزوجين تجاه الآخر، مثل أحوال الغضب والغيرة، والهم والحزن، وغيرها مما هو معلوم التأثير على باطن الإنسان وظاهره؛ فمراعاتها هي مراعاة لهذا العارض الذي طرأ، وتقدير للحالة التي يمر بها الطرف الآخر.
ومن هذه الأحوال المهمة: حالة الإرهاق والإجهاد البدني؛ فمعلوم أن هذه الحالة يقل معها تركيز المرء، وقد يصدر عنه فيها ما ليس مألوفاً منه، والعاقل من يدرك ذلك في معاملته الناس، فما بالنا بشريك الحياة اللصيق الملازم؟!

زوجان عاقلان..!
إن بيتاً فيه زوجان عاقلان.. يعي كل منهما أن لكل مقام مقالاً.. ولكل حال تعاملاً.. لهو بيت تخيّم عليه السكينة وتظلله.. ويشيع فيه من التقدير المتبادل ما يكون لهما قرة عين.. وبلسماً للآلام والهموم..!
فها 'هو' يقبل عليها بعد عناء يوم 'معلوم' مع بيتها وصغارها؛ فلا ينزعج لما يراه من توترها والإرهاق البادي عليها، بل يعذرها ويقابل ذلك بشفقة ورحمة، وتقدير لما تبذله من أجله وعياله!
وها 'هي' بعد يوم عناء "معلوم" لزوجها؛ لتأمين معيشتهم والجهاد فيهم، حين تلقاه وقد أثر الإجهاد عليه، فانعكس على قسمات وجهه.. تبتدره من حسن الظن والشفقة والرحمة، بما يخفف عنه ويهوّن عليه ويشد أزره..!

حروف الختام..
من لطائف الأدب وروائع حسن الخلق.. نهدي همسات للزوجين هما أوْلى الناس بها بعضهما لبعض:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".
وقال ابن سيرين رحمه الله: "إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراَ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه".
ومرض الإمام الشافعي رحمه الله فأتاه أخ له في الله يعوده، فقال للشافعي: قوى الله ضعفك، فقال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني! فقال الرجل: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام الشافعي: "أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير"!!
وقال الشاعر:

تأنّ ولا تعجل بلومك صاحباً *** لعل له عذراً وأنت تلوم

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية