اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

المشتاقون إلى المدارس..!

خالد عبداللطيف

 
قبل سنة - أو سنوات! - كتبت متعجباً من فئة من ناشئتنا تلفت الانتباه حقاً مع قرب العودة إلى المدارس، وانتهاء الإجازة الصيفية.. وقلت حينها إن مشاعر الطلاب والطالبات العائدين إلى المدارس بعد العطلات تتفاوت تفاوتاً يلفت الانتباه، ويستحق التوقف للتأمل في دلالات هذه المشاعر.. خصوصا عندما نجد فئة من ناشئتنا ينعتقون من أسر اللهو واللعب، والفرح والمرح، في الإجازة الصيفية، وإذا بهم يشتاقون حقاً لفصول الدراسة، والزملاء، والمعلمين، والدراسة والاستذكار!
إن عاقلاً لا يشك في أن "المشتاقين إلى الدراسة" (بالإضافة إلى دور الوالدين في ترغيبهم وتحبيبهم فيها) قد وجدوا بين جدران المدارس ما يشدهم ويجذبهم، ويجعلهم يشعرون بالحنين إليها.. ولا يتم ذلك للمدرسة إلا من خلال إدارة رشيدة، تحسن انتقاء الكوادر وتوظيف طاقاتها.. وتهتم بالعملية التعليمية في كل مراحلها.. داخل الفصل الدراسي وخارجه.. بل وخارج المبنى الدراسي؛ بتنظيم الرحلات والأنشطة الممتعة المحببة إلى نفوس الطلاب، التي تجمع بين الفائدة والمتعة؛ فتُقبل النفوس من بعدها على التحصيل بسرور وانشراح صدر..
كل هذا تظاهره رقابة واعية حكيمة تقوّم التجارب، وتتدارك الفائت، وتسد الثغرات، في دأب وحماس لا يفتران. وتكتمل الصورة الرائعة المنشودة بـ "ولاة أمر" يفقهون واجبهم نحو أولادهم، بتربيتهم على حب العلم والرغبة فيه، وتوقير معلميهم واحترامهم، وترغيبهم بكل وسيلة ممكنة في الاجتهاد والتنافس المحمود لنفع أنفسهم وأمتهم.. في تعاون جميل بين الوالدين؛ إن غاب أحدهما لم يغفل الآخر!
المسؤولية والهمة العالية مطلوبة على المستويات كافة.. همة في الإدارة.. همة في أداء الرسالة التعليمية والتربوية من المكلفين بها.. همة متكاملة الأركان تعليماً وتربية.
وهمة في البيوت توجّه طاقات الصغار نحو حب المدرسة والاشتياق إليها؛ حتى إن الصغير ذا الأعوام السبعة ليبكي حزناً عندما يفوته يوم دراسي تخلف عنه لعذر من غير تفريط!!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية