اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(آباء ولكن جناة..! 2)
بيوت تعلم العقوق..!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
هل من معتبر قبل وقوع الجناية.. أو مستدرك قبل فوات الأوان..؟!

آبـاء ولكن عاقـّون..!
ما أكثر ما يشكو الآباء من عقوق الأبناء؟! ولكن من يرفع شكوى الأبناء من عقوق الآباء؟!
فلا شك أن حق الوالدين عظيم ومقدّم، ولا تسوية هنا بين الطرفين، ولكن – للأسف – كثير من البيوت التي تشتكي العقوق.. إنما غرس فيها العقوق آباء أو أمهات لم يقمن بمسؤولياتهم في رعاية خلق "البر" و"الاحترام المتبادل" "وحسن الخلق والعشرة"!
وهل يُرجى من ولد يدمن أبوه إهانة زوجه أن يبر أمه؟!
أو يُرجى من أبناء امرأة سليطة اللسان على زوجها أن تمتلئ نفوسهم احتراماً وتوقيراً لأبيهم؟!
إنه لتناقض عجيب أن يتلقن الأبناءُ البرَّ كلمات وشعارات.. وهم يرون مشاهد الإهانة وسوء الخلق ليل نهار! فمن أين يأتي البر المنشود؟!

والبادئ أظلم..!
في الأثر أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فلما أحضر عمر الولد قال له الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال: بلى، قال: فما هي؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن.
قال الولد: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك؛ أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً (أي خنفساء!) ولم يعلمني من القرآن حرفا واحداً!
فالتفت عمر رضي الله عنه إلى الرجل وقال: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك؟!
صورة أخرى من صور عقوق الآباء.. فهل من معتبر قبل وقوع الجناية؟!
وهل من مستدرك لما فرط منه قبل فوات الأوان؟!

حروف الختام..
إنها سلسلة ذات حلقات.. بالسلب أو بالإيجاب.. تتوارثها أجيال عقب أجيال.. وفق سنة لا تتخلف (الجزاء من جنس العمل).. كما في الأثر: "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم".
فمن ورث البر كابراً عن كابر.. ورّثه لمن بعده.. وورثه هو "قرة عين" تهنأ بها حياته، ولأجر الآخرة خير وأبقى!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية