اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

صراع الحبة.. والقبة..!!

خالد عبداللطيف

 
ما أحرص الشيطان على بذر بذرة الشقاق بين الزوجين.. ثم ينفخ فيها لتهيج؛ فترى الحبة تتحول في لحظات إلى قبة.. وترى الخلاف اليسير يتحول إلى نذير شر مستطير!
كُلُّ هذا ما لم يَحْجِز الزوجين أو أحدَهما تقوى صادقةٌ لله تعالى في شريك الحياة، وصبرٌ واحتسابٌ على الأذى، وحسنُ تأملٍ في العواقب!
فما أفرح الشيطان بالتفريق بين الزوجين والإفساد بينهما.. بخلاف البيوت التي تئتلف على إحسان الظنون والتماس الأعذار وتمرير الهفوات.. فتعيش في هناء وسرور، وتمضي أيام الحياة سهلة ندية، وفي الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت جزاء حسن الخلق!
إن بيوتنا هي أهم ميادين اختبار رسوخ حسن الخلق في قلوبنا؛ فلا تحفظ ولا تجمل كما هو الغالب خارج البيوت، فمن نجح في هذا الميدان فهو فيما سواه أنجح وأصلح!
وما أعقل هذا الرجلَ الحكيمَ الناضجَ الذي لا يستخفه الشيطان، ولا يتبع خطواته، فيتذرع بالصبر الجميل والخلق النبيل وهو يسمع من شريكة الحياة أو يرى منها ما تضيق له الصدور.. بل ما أتقاه لله إن كان ذلك ينبعث من فقهه في الدين وتأسيه بخلق سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
كما أن المرأة الواعية الرزان لا تدع بيتها ومملكتها مطية للتقلّبات، فإذا ألقت عليها متاعب الحياة ببعض الهموم، أو لقيت يوماً ما جفاءً أو أذى عابراً من زوجها.. فإنها تهب هفواته لحسناته، فتصبر وتحتسب وترضى بخيره الغالب في مقابلة زلاته الطارئة..!
وإن كل بيت يستقيم عل مثل ذلك من محاسن الأخلاق، يمتد نفعه إلى المجتمع والأمة، فإن الأمم بأفرادها، والأسرة الصالحة لبنة أساسية في المجتمع الصالح، ومن ثم في أمة الخيرية..
فهل يعي ذلك كُلُّ من حمّله الله ـ أو حمّلها ـ مسؤولية بيت مسلم هو اليوم إحدى اللبنات الأساسية في سفينة نجاة الأمة؟!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية