اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

مجلس إدارة البيت!!

خالد عبداللطيف

 
هو: أليس الله تعالى يقول: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}؟!
هي: بلى، وهو القائل سبحانه: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
هو: أنا القائد.. أنا الراعي.. أنا المسؤول...
هي: "والمرأة راعية.. ومسؤولة"...
وصل صدى صيحات الجدال إلى الباب الذي يقف به والد الزوج (الذي تحبه الزوجة وتجلُّه كثيرا؛ لحكمته وإكرامه لها).. تناهت إلى سمعه أصوات غير مفهومة لكنها تشعر بسحابة من التوتر خيم على الأجواء.. قرر أن يقطع التوتر بقرع جرس الباب.. استقبله الأحفاد بسرور عظيم.. تناسى الزوجان خلافهما وانشغلا معا بالترحيب بالزائر الحبيب...
استمع الجد إلى الزوجين بعد أن أعلمهما بأنه أحس بشيء ما خلف الجدران!
طيّب خاطر زوجة ولده ـ كعادته ـ ورضي الزوج البار الذي يفرح كثيرا بتدخل والده بحكمته بينهما، ويعلم مقاصده النبيلة.. وانطلق الجد الحكيم يمنحهما من آفاق خبرته في إصلاح البيوت وتحري مرضاة الله فيها..
التفت لولده قائلا: لست مديرا للبيت.. بل أنت رئيس مجلس الإدارة! وهي المديرة التنفيذية! يا أولادي.. الحياة الزوجية مؤسسة عظيمة، القوامة مسؤولية، والإدارة مسؤولية.. الزوج يغيب كثيرا عن البيت لانشغاله بعمله ومسؤولياته خارجه.. فيما تباشر الزوجة أغلب أعمالها ومسؤولياتها داخل البيت..
لك كزوج مسؤول أن تضع نظاما للبيت وتتابعه من خلال خطوط عريضة بلا تعنت وغلو، وعليك كزوجة أن تبذلي وسعك في تحقيق هذا النظام حال غيابه..
وفيما يكون هو مشغولا في عمله يباشر أعماله.. تكونين أنت مشغولة بحسن القيام بأعمال بيتك وتربية أولادك ومراجعة سور القرآن التي لقّنهم إياها قبل مغادرته البيت ليرجع في نهاية يومه وقد استقبلوه حافظين لها؛ فتقر عينه بهم وبك...
نعم أيها الأحباب.. الحياة شركة مثل كل الشركات.. تحتاج إلى توزيع الأعمال والمسؤوليات، كما تحتاج إلى علاقة صالحة بين فريق العمل ملؤها التعاون والتفاهم دون اتكال طرف على الآخر وإهماله لمسؤولياته..
نجاحه خارج البيت في عمله نجاح لبيتكما وحياتكما وصغاركما ومستقبلكم جميعا.. إضافة إلى انتفاع الأمة بهذا النجاح والتفوق..
ونجاحك في بيتك هو الوجه الآخر لنجاحكما المشترك..
كما أن نجاح كل منكما في مهمته هو احد أهم مقومات نجاح الآخر؛ لاستقراره النفسي وطمأنينة نفسه بنجاح شريكه!
لم يكد يفرغ الجد الحكيم من مقالته الأخيرة حتى قام الزوجان ـ وفي أعينهما علامات السرور والامتنان ـ يقبلان رأسه، ويعاهدانه على العمل بوصاياه، وبثها في البيوت والأسر من حولهما.. داعين له أن يبارك في عمره وحكمته!
 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية