اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

رأيت في المنام..؟!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
منهاج السنة في الرؤى والأحلام ميزان دقيق من لدن وحي كريم.. فهل نتبع؟!

عناية ومنهاج..!
من الأمور التي لا يستهان بها في البيوت: الرؤى والأحلام. وكيف يستهان بأمر اعتنى به الشرع المطهر؟!
فهذا كتاب ربنا جل وعلا في قصة يوسف عليه السلام يذكر لنا ما كان من رؤيا صاحبي السجن، وتأويله - عليه السلام - إياها، وما تلا ذلك من تكريمه وتنصيبه على خزائن الأرض. إلى غير ذلك مما جاء في الكتاب الكريم.
وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعتني بشأن الرؤى والأحلام أيَّما عناية؛ حتى إن مجموع ما جاء في ذلك ليُعدٌّ منهجاً متكاملاً بحق لمن أراد سبيل الهدى والرشاد فيها؛ من اعتنائه صلى الله عليه وسلم بتعبيرها، بل وسؤاله أصحابه رضي الله عنهم مَنْ رأى منهم رؤيا ليعبرها له.
أما الأحلام وتلاعب الشيطان فكان يصرف السائل عنها ويرشده إلى الاستعاذة والكف عن قصها. إلى غير ذلك من جوامع الهدي النبوي في هذا الشأن.
وإن منهاج السنة في الرؤى والأحلام لميزان دقيق من لدن الوحي الكريم، وما ضلَّ أحد ولا زلَّ في هذا الميدان إلا بتنكب هذا المنهاج واتباع الهوى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور/63).

ترشيد واستثمار..!
هكذا تستقيم شؤون البيت، وهكذا يكون الوحي هو الميزان، لمن رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً رسولاً.
وكثيرا ما تطير قلوب النساء والأطفال - على وجه الخصوص - جرّاء أحلام أقضت مضاجعهم، أو رؤى يلتمسون لها تعبيراً..!
وهنا يظهر دور رب البيت العاقل الرشيد المتبع لمنهاج النبوة؛ ليس فحسب في الإرشاد إلى الهَدْي الصحيح في التعامل مع ما يُقص عليه، وترشيد ردة الفعل تجاهها، بل وفي استثمار الأمر في تربية وتزكية يمتد أثرهما مدى الحياة؛ يقيناً وتوكلاً واعتصاماً بالمولى جل وعلا

قصص وتربية..!
حدثني أخ في الله أنه في جلسة له أسبوعية يجمع أهل بيته كبيرهم وصغيرهم (الزوجة والأولاد) يتذاكرون شيئا من الخير ويتواصون به، وأنه وجد من أعظم الوسائل إمتاعاً لهم وتأثيراً فيهم أن يفتتح هذا اللقاء المبارك بقصة قصيرة من القرآن أو السنة أو السيرة. حتى إنه لما سألهم مرة عن آخر ما سبق أن قصه عليهم كان أسرعهم بالجواب أصغرهم سناً!
وفي موضوعنا هذا (الرؤى والأحلام) ميدان رحيب للقصص الجميلة المملوءة بالعبر والفوائد؛ فاقصص مرةً عليهم ما جاء في قصة يوسف عليه السلام وصاحبي السجن.
واقصص مرة أخرى رؤياه صلى الله عليه وسلم: "رأيت كأني الليلة في دار عقبة بن رافع وأتيت بتمر من تمر ابن طاب فأولت أن لنا الرفعة في الدنيا والعاقبة في الآخرة وأن ديننا قد طاب" (رواه مسلم وأحمد). وفي ثالثة تأويله صلى الله عليه وسلم لرؤى بعض أصحابه رضي الله عنهم.
وهكذا تسهم القصص الحية في ترسيخ منهاج النبوة لدى أهل البيت في التعامل مع ما يرونه في منامهم؛ فلا يؤرقهم في يقظتهم، بل يكون إما بشرى تسرَُُّ بها النفس، أو أضغاث أحلام تذهب.. وتبقى بركة اتباع السنة في التعوذ منها والكف عنها.

حروف الختام..
حفظ زوجك وصغارك ملخصاً جامعاً لكيفية التعامل مع الرؤى والأحلام، هو هذا الحديث الشريف:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره" (رواه البخاري وأحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه).

_______
مقالات ذات صلة:
أحلام الصغار!!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية