اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت
أنفلونزا الخنازير.. وقفات للبيوت (1)

خالد عبداللطيف

 


بين يدي السطور:

الاستثمار التربوي: ضالة المربين؛ أنى وجدوه فهم أحق الناس به....!

ضالة المربين..!

منطق تحويل "المحنة" إلى "منحة" هو دأب المربين المثابرين في كل وقت وحين؛ ينظرون إلى الجانب المضيء، والنصف المليء!
والاستثمار التربوي: ضالة المربين؛ أنى وجدوه فهم أحق الناس به!
ومن هنا: فإن فيما يدهم الناس من آفات تزعجهم وتقلقهم وتقض مضاجعهم.. عبراً وعظات، ووقفات واستثمارات؛ لا يهدرها من يربي الأحداث بالحوادث، ويعظ أهل بيته بالوقائع!
فكم من فرصٍ بسبب هذا البلاء الوافد - أنفلونزا الخنازير - وأمثاله مما لا يعلمه إلا الله - لإحياء التوكل واليقين، والحث على التعويذ والتحصين، والالتجاء إلى رب العالمين، والعمل بسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

منطلق وأساس..!

فليكن أول الأمر وعموده: غرس اليقين والتوكل على رب العالمين في قلوب الزوجة والصغار؛ فقلوب النساء وجلة بسبب هذه الآفة التي يتحدث بها الناس ليل نهار، وقلوب الصغار تبع لما يسمعونه ويرونه من الكبار؛ فأمسك بالزمام وهدئ من روع الأم؛ تسلم قلوب الناشئة!
ذكرها وتذكر معها ولقّـّنا الأبناء والبنات:
أن الله جل وعلا هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وأنفس البريّات، وأنه يبتلي من شاء بما يشاء، وما أنزل من داء إلا وله دواء.
فهذا منطلق وأساس؛ لتطمئن القلوب وتسكن.
وهو في الوقت نفسه ـ وهذا الأهم - استثمار عظيم للحدث في غرس أركان التوحيد!

وقوة في إيمان..!

ثم يلي هذا المنطلق، بل يتبعه.. ويسير معه:
الأخذ بأسباب السلامة التي سخرها الله ويسرها، وأن هذا من مرضاة الله جل وعلا، وتركه جهل وتفريط، ليس من التوكل في شيء، بل هو قدح في كمال الشرع المطهر، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (في الفتاوى):
"الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع. وإنما التوكل المأمور به: ما اجتمع فيه مقتضى التوحيد والعقل والشرع".
فلله دره من إمام، وما أحسنه من قول جامع ثمين، ينير السبيل أمام المربين!
فشتان بين الأخذ بأسباب الوقاية والحماية فزعاً وهلعاً، وبين الأخذ بها في توكل على الباري وعمل بأسبابه!
فالأول مظنة القلق والطيش والتردد بين الهواجس والوساوس.
وأما الآخر: فقوة في إيمان، وسكينة واطمئنان إلى أنه {لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 51).
وأن "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).

حروف الختام..

وفي مضمار التربية مزيد وقفات حول: ظهور الفساد بما كسبت أيدي الناس.. والفرار من العدوى دون إخلال بالتوكل.. وتحصين الأنفس والأهلين، وغيرها... وكلها تدندن حول الأصل العظيم الكريم الذي عليه مدار الدين: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}..!

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية