اطبع هذه الصفحة


خواطر وتأملات في إصلاح البيوت

(التوازن التربوي.. تكامل لا تنافر1)
أبي وأمي يكذبان؟!

خالد عبداللطيف

 
بين يدي السطور:
لابد من تحمُل بعض المشاق؛ من أجل توازن تربوي يقود إلى الاستقامة!

وتحسبونه هيناً..!!
من أخطر أخطاء التربية في البيوت: إبداء ما لا يصلح إبداؤه أمام الصغار؛ مما لا تستطيع عقولهم إدراكه إدراكاً تاماً متكاملاً في أعمارهم المبكرة.
ومن ذلك: استعمال شيء من معاريض الكلام في مخاطبة الآخرين أو في محادثة هاتفية على مرأى ومسمع من هؤلاء الأبرياء الذين لمّا تفقه عقولهم البريئة بعد - ولا يستطيعون! - معنى التورية في الكلام؛ والفرق بينها وبين الكذب؛ فضلاً عن أسبابها وأعذار اللجوء إليها.
فإن كان أحد الأبوين - أو كلاهما - من المسرفين المتساهلين في هذا الميدان.. فقل على الصغار السلام.. والله المستعان!

الغافلون.. والأبرياء!!
عندما تتسلط الغفلة على رعاة البيوت (الآباء والأمهات).. فلا حذر ولا نظر؛ تطيش التصرفات ويحدث الاضطراب والتشويش في عقل الطفل، ثم تتتابع الأضرار؛ من اختلال ميزان الحكم على الأمور.. إلى انهيار القدوة التي يقتبس منها منهاج حياته.. وربما تتراكم الأضرار في نفسية الصغار.. والوالدان لا يكادان يشعران بوجود مشكلة!
والأنكى.. أن يفاجأ الغافلون من الأمهات أو الآباء بانفلات مستغرب في سلوك الأبناء الأبرياء؛ فيسارعون إلى الزجر والنهر.. وما دَرَوْا - لفرط غفلتهم - أن أصل البلية بدأ منهم..!
وإذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت الرقص!!

الأثر المعاكس
نعم.. "هذا ما جناه أبي"! شعار لو فهمه الصغار لدافعوا به عن أنفسهم وهم يُعاقبون على سلوك نمّاه فيهم استهتار وتساهل واستخفاف بالعقول البريئة التي لا تحسن إلا الالتقاط والمحاكاة!
وقد يتعدى الأثر التربوي المعاكس إلى آفات الانفصام.. والازدواجية.. والتعامل بوجهين!
وكأن لسان الحال: ما قيمة الصدق إذا كان أبي وأمي يكذبان؟!
وإنها لمسؤولية في الأعناق.. يحملها من صدق في استشعارها.. فيما تظل "أم تخلّت.. وأب مشغول" يدندنان بها لا تجاوز حناجرهم.. ومن ثم لا تجاوز آثارهم التربوية على صغارهم بابَ بيتهم!

حروف الختام..

قبل أن تلقّناه صغاركما.. تواصيا به فيما بينكما، وبالحذر مما يناقضه أمامهم، وتحملا في ذلك بعض المشاق؛ من أجل توازن تربوي يقود إلى الاستقامة:
إنه قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق ليهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً" (متفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه).

 

خالد عبداللطيف
  • إصلاح البيوت
  • نصرة الرسول
  • زغل الإخاء
  • استشارات
  • أعمال أخرى
  • الصفحة الرئيسية