اطبع هذه الصفحة


إلاَّ ما دمت عليه قائما!! نظرات في أكل حقوق الأجراء

خباب بن مروان الحمد


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبيه الأمين ، وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، أمَّا بعد:
فقد جاء الإسلام بحفظ حقوق العاملين ، والوفاء بالعهود معهم ، وتأدية حقوقهم على الوجه الشرعي ، فقال ـ تعالى ـ :(يا أيُّها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) وقال ـ سبحانه ـ:(وأوفوا بالعهد إنَّ العهد كان مسؤولاً) ريثما إذا تأمَّلنا واقع المسلمين العملي فسنرى خللاً بيِّناً حيال هذه القضية.

فعدَّة من أنواع المعاناة وقفت عليها ، وتحدَّث إلي أصحابها ، حول عديد من المؤسَّسات أو رجال الأعمال الذين عملوا لديهم برهة من الزمن ، على عقد معيَّن قد اتفق بين المتعاقدين على بنود العمل فيه ، ووسائل الرقي به ، ثمَّ ذاقوا الويلات من جرَّائه!

هذا أحدهم يروي قصَّته قائلاً: عملت لدى إحدى المؤسَّسات(مديراً تنفيذياً) على أن أتقاضى راتباً معيَّناً ، ولي مع ذلك نسبة تقدر بـ10% من نسبة الأرباح في البضاعة المُتاجَر بها ، وأستلم الراتب في نهاية كلِّ شهر، وأمَّا النسبة فأسْتَلِمُهَا عقب انتهاء كلِّ صفقة تجارية...
ويمضي صاحبنا قائلاً: إلاَّ أنَّه ـ وللأسف ـ كنت واثقاً كامل الثقة من صاحب المؤسسة، حيث إنَّه تأخر عليَّ بعد أن أمضيت معه قرابة ستة أشهرمماطلة منه في تسليمي الراتب ،إلى أن مضت السنة ولم يعطني صاحبي شيئاً ، وحين ذكَّرته بذلك ، ذكر أنَّ هناك أزمة مالية ، ووعدني أن يعطيني حقَّي كاملاً ، وبقي هذا الزميل يعمل لدى ذلك الرجل إلى أن اكتشف أنَّ صاحب المؤسَّسة، رجل (خائن)لا يخاف الله بل لا يتقن إلاَّ الكلام المعسول ، بالإضافة إلى المواعيد الكاذبة ، التي يُمنِّي بها الموظفين!!
ويتابع صاحبي قائلاً: ومضت ثلاث سنوات وأنا أسعى لطلب حقِّي من ذلك الرجل الذي كنت أحسبه ثقة أميناً! وصرت ما بين برهة وأخرى أقوم على رأسه مطالباً بحقِّي، وحين لم يستجب لي هدَّدته بالشرطة ، فقال لي: افعل ما بدا لك فلن تستطيع أن تأخذ مني ولو مبلغاً يسيراً!
هكذا يجيب ، وبكلِّ بساطة ... يحسبه هيِّناً وهو عند الله عظيم!

إنَّها قصة مأساوية بين مئات من قصص الموظَّفين الذين ضاعت حقوقهم عند من أحسنوا الظن بهم فعملوا عندهم ، إلى أن صدموا بأكل حقوقهم ، أو تأخيرها عن وقت أدائها.
كم من قصة على هذه الشاكلة سمعتها عن أكل حقوق الموظفين أو العاملين لدى شركائهم أو رؤسائهم ومديريهم؟!
وكم من رجل قد يتظاهر بالصلاح يعد الناس بإعطائهم حقوقهم بعد أن يدخلوا معه في شركة أو وظيفة ، وبعدها يكتشفون أنَّه متلاعب بأموال الناس وحقوقهم!
إنَّها إذن مشكلة عويصة، وتحتاج إلى مناقشة جادَّة... خاصَّة أنَّنا في زمن قلَّت فيه الكتابات عن حقوق المسلمين وأهمية التكافل الاجتماعي فيما بينهم، وعطف أطراف المجتمع الإسلامي كلٌّ منهم على الآخر، وإعطائهم حقوقهم، والحذر من العصبية العرقية الجاهلية ، والتمييز الطبقي الذي يؤدِّي إلى خرق في الوحدة الإسلامية ، ممَّا ينتج عنه عدَّة أساليب من أدوات الإقصاء والنظر بالدونية لمن كان أقلَّ منهم وضعاً ، وأضعف مقاماً.

وسأناقش في هذه المقالة ما يفعله الظلمة وبعض المؤسَّسات في تأخير إعطاء الناس حقوقهم ، بل والوقوع في مشابهة كثير من اليهود في ذلك ، حيث أنَّه سبحانه وتعالى يقول:(ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤدِّه إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤدِّه إليك إلاَّ ما دمت عليه قائماً..) آل عمران(75)
(إلاَّ ما دمت عليه قائماً) قال ابن كثير:( أي بالمطالبة والملازمة والإلحاح في استخلاص حقِّك ، وإذا كان هذا صنيعه في الدينار فما فوقه أولى أن لا يؤدِّيه إليه) (تفسير القرآن العظيم لابن كثير1/497) فيكون حال المطالب بحقوقه كأنَّه فقير شحيح يطلب صدقة من ميسور الحال قائماً فوق رأسه، يكثرالطلب ويلحُّ في سؤاله بأن يعطيه حقَّه،لأنَّه محتاج إليه،ولأنَّه مستدين.. وتأمل: لأنَّه مستدين ، وكأنَّه يستدرُّ عطف رئيسه بأن يعطيه حقَّه لا لأنَّه عمل لديه فاستحق ماله ، بل لأنَّه مستدين ومطالب بإيجارالبيت ليدفعه لمؤجِّره ، وهلم جرَّاً من تلك الاعتذارات التي يعتذر بها هذا الرجل الموظف أو الشريك لصاحبه، ليتعطَّف عليه فيعطيه حقه أو شيئاً من حقه.
هذا كلُّه وصاحب الحق يطارد في طلب حقه كلَّ يوم أو أسبوع ليذكِّر من بيده حقُّه ؛ بأنَّه بأمسِّ الحاجة إليه.

والعجيب أنَّ أمثال هؤلاء ـ وللأسف ـ شابهوا بعض اليهود في أكل حقوقهم لمن يتعامل معهم ، بل وزيادة على ذلك بالنظر إليهم نظرة الاحتقار والاستخذاء والاستخفاف ، وكأنَّهم رقيقٌ لهم قد اشتغلوا عندهم بلا مقابل ، فهم إن أعطوهم حقَّهم أعطوهم إياه ، بنفس متكبرة ، وعين شزِرَة ، وروح مستعلية على من سواهم...نعم إنهم أجراء ـ حقراء ـ ضعاف ـ فلا بأس من تأخير حقوقهم ؛ ليجدوا ويجتهدوا في الكدح والعمل .
يا سبحان الله ! فاليهود حين ذكر الله أنَّ بعضاً منهم يؤخر إعطاء المال لمستحقيه إلاَّ إذا ألحَّ الإنسان بطلب حقه ؛ فلأنَّهم يتأوَّلون بالأعذار الواهية ، والحجج التافهة، وذلك بقولهم:( ليس علينا في الأمِّيين سبيل) قال السعدي ـ رحمه الله ـ:(أي ليس علينا جناح إذا خنَّاهم واستبحنا أموالهم ، لأنَّهم لا حرمة لهم) (تفسير السعدي/ صـ 109)
وهذا منطق بعض المسلمين اليوم حين يأكل صاحب العمل حقوق عُمَّاله ـ وبخاصة من الضعفاء أو المغتربين الوافدين إلى بلاده ـ فينظر إليهم نظر أولئك اليهود بأنَّه لابأس إذا أكلنا شيئاً من حقوقهم ، أوأخَّرناها عنهم ، أو أعطيناهم شيئاً منها ، أو غيَّرنا العقود التي اتَّفقنا معهم عليها على مبلغ وقدره، فهؤلاء العاملون يكفيهم في بلادهم ربع ما يأخذونه من الراتب الذي نعطيه لهم ، فلو أخرناه عنهم ، أو قلصناه ، فإنَّ المسألة عند أولئك لا جناح فيها ولا حرج!!

إنَّ هؤلاء المسلمين ـ وللأسف ـ لو عقلوا خطورة ما يفعلونه لعظم في قلوبهم شناعته، ولأيقنوا أنَّهم ظلمة جائرون ، آكلون بدينهم.
فأين هم من حديث المصطفى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:(أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفَّ عرقه) أخرجه ابن ماجه ، وصحَّحه الألباني في صحيح ابن ماجه(1980).
ولو قلَّبنا الحديث متدبرين فيه ، ومتأملين نصِّه ، لوجدنا أنَّه ـ عليه السلام ـ يقول:(قبل أن يجف عرقه) ولم يقل قبل أن يجف ريقه ، من الفقر والعطش الذي ألمَّ به ، فيعني هذا أنَّه ينبغي من المستأجر أن يعطي من يعمل لديه ماله قبل انتهائه منه مبالغة في الإحسان إليه وعدم أكل حقه.
ويكفي أنَّ هؤلاء قد ائتمنوا مسؤوليهم عن حقوقهم ، ووثقوا بهم ، وعملوا معهم أو لديهم بنفوس توَّاقة ، وإقبال شديد ، أفلا يليق بمسؤوليهم بعد ذلك الإحسان إليهم؟! و(هل جزاء الإحسان إلاَّ الإحسان)؟!
والرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول:(أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) أخرجه الترمذي(1264) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(423) فلوعقل ـ أكَّالو الحقوق ـ مدى خطورة ما يفعلونه لعلموا أنَّهم في بعد بعيد عن هدي الإسلام ، في حقوق العمال والأجراء.
ويكفي أنَّه سبحانه وتعالى يقول:(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) وهذا توجيه ربَّاني للمؤمنين بأن يتقوا الله في أماناتهم التي استرعاهم إيَّاها ، وألاَّ يخونوا الله في حفظها وأدائها على الوجه اللائق بها.

ويقال لهؤلاء أيضاً: أترضون أن يكون الاتجاه في هذه القضية معاكساً ، فيكون حالكم كحال من تؤخرون حقوقهم ، أو تأكلونها زوراً وبهتاناً ، وينقلب الأمرعليكم ، فحين تكونون موظَّفين؟ هل ترضون بأن تؤخَّر رواتبكم ؟ وإن كنتم شركاء في مال رجل ثري فهل ترضون أن تؤخر حقوقكم التي وعدكم بها ، أو ترضون أن يأكل شيئاً منها ويعطيكموها ناقصة عن عقد الاتفاق بينكم وبينه؟!
أجزم أنَّ الإجابة : لا ، فإذا كان ذلك كذلك ، فَلِمَ ذاك التأخير في تسليم الحقوق لمستحقيها؟ ولِمَ الأكل لأموال الأجراء لديكم وقضم شيء من عرى الاتفاق بينكم وبينهم؟ وأنتم تعلمون أنَّه ـ تعالى ـ يقول:(ولا تبخسوا الناس أشياءهم).
ورسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يقول:(من اقتطع حقَّ امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرَّم عليه الجنَّة)
فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال:(وإن قضيباً من أراك) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان/ باب : وعيد من اقتطع حقَّ مسلم بيمينه ، رقم الحديث:218) من حديث أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي.
والسؤال: ما سبب هذا التصرفات المشينة يا تُرَى؟
إنني أعزو ذلك إلى ضعف مراقبة الله ـ عزَّ وجل ـ ووالله لو عظم إيمان العبد بالله لعظم تأديته لحقوقه ، ولخاف على دينه أن يثلم بنقيصة تحبط شيئاً منه ، ولأصيب بالقشعريرة حين يعلم أنَّه:(كلُّ جسد نبت من سحت فالنار أولى به) أخرجه أحمد وابن حبَّان ، وصححه الألباني.
وإنَّ هؤلاء الظلمة حين يرفعون أيديهم إلى ربِّ السماء ويطلبون منه أن يرزقهم أو يمنَّ عليهم بكذا ، ثمَّ لا يجدون لدعائهم نتيجة ، بل قد يرون خلافه من تنزُّل النكبات ، والمصائب المدلهمات ، فليعلموا أنَّ سبب ذلك ما حذَّرنا منه نبِيُّنا محمد ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ حينما علَّمنا سبب عدم الإجابة من الله لبعض عباده بأنَّ:(مطعمه حرام ومشربه حرام ومأكله حرام وملبسه حرام فأنَّى يستجاب لذلك؟!)
وعلم الله أنَّني رأيت في ذلك عجباً ، اختصره بقصة وقفت عليها ، حيث أنَّني ذات يوم دخلت مسجداً من المساجد،فرأيت عاملاً يبكي بنشيج مرتفع ، ذهبت إليه وسألته عن سبب بكائه فقال لي : إنَّ هناك رجلاً بالمسجد يصلي معنا ، وكنت أغسِّل له سيَّارته على أن أتقاضي مبلغاً زهيداً ـ بما يقارب اثني عشر دولاراً ـ في الشهر، وداومت معه سنتين ، وحين أطلب منه حقّيِ يقول لي: سأجمعها لك وأعطيك إياها قبل أن تسافر لبلدك دفعة واحدة !
وبقي المسكين ينتظر اليوم الموعود ، الذي سيسافر فيه لبلده ، ويستلم فيه حقَّه المتواضع من ذلك الرجل ، وقبل سفره بأسبوع جاء إلى صاحب السَّيارة وقال له : قد حان موعد سفري ، وأرجو أن تسلِّمني راتبي ، فما كان من صاحب السيارة إلاَّ وأن أنكر حقَّ عامله ، ورفض أن يعطيه ماله، وزاد الأمر سوءاً بأن انقضَّ على ذلك المسكين بالضرب حتى صار يبكي كالطفل ، ويدعو عليه بأن يصيبه الله بقدره العادل ليذوق مصيبة تحلُّ به...
نامت جفونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
وتمضي الأيام ويسافر صاحبنا ـ المسكين ـ لبلده ، وأسمع بأنَّ الرجل الذي أكل حقَّ ذلك الضعيف ، قد أصيب بحادث في سيَّارته الجديدة ، نتج من جرَّائه تهشُّم سيَّارته ، وتقطعها إرباً ، ممَّا حدى به ليذهب بها إلى أقرب (تشليح) للسيارات ليبيعها بثمن بخس، ويأخذ قدر الله العادل ، وتقع عليه إجابة دعاء ذلك المسكين المظلوم!
وصدق المصطفى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ حين قال:(واتق دعوة المظلوم فإنَّه ليس بينها وبين الله حجاب)

أتـهـزأ بالـدعـاء وتـزدريـه *** وما تدري بما صنع الدعـاء
سهام الليل لا تخطي ولـكن *** لـهـا أمـد ولـلأمـد انـقـضـاء

فماذا استفاد الرجل الظالم ، أكثر من خسارته الحاسمة؟ ليعلم بعدها أنَّه ما من يد إلاَّ يد الله فوقها ، وأنَّه ـ تعالى ـ يمهل ولا يهمل؟ وقد قال ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:(من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه ، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله ) أخرجه البخاري في كتاب الاستقراض/ باب: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها .

إن تمطل اليوم الحقوقَ مع الغنى *** فغداً تؤدِّيها مع الإفلاس

وأين المفرعن الله يوم القيامة ولا مفر، يوم يقف ذلك الظالم لعباد الله ، والآكل لحقوقهم ، بين يديه ـ تعالى ـ مخاصماً له يوم القيامة!
مصداقاً لحديث رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ : قال الله ـ عزَّ وجل ـ :(ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة: رجل أعطى بي ثمَّ غدر ، ورجل باع حرَّاً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يوفِّه أجره) أخرجه البخاري في كتاب البيوع(2227) باب : إثم من باع حرَّاً.
إنَّنا نخشى من زمننا أن يكون قد انطبق فيه حديث المصطفى ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:(ليأتينَّ على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمِنَ حلال أم من حرام) أخرجه البخاري في كتاب البيوع ، باب قول الله (يا أيُّها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا...)
والمقصود أنَّه ينبغي علينا جميعاً أن نحذر من فتنة المال التي تجعل النفس خبيثة ـ أحياناً ـ فتحملها على الخيانة ، وأكل الحقوق ، وتأخيرها لمستحقيها ، ورسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول:(إنَّ لكل أمَّة فتنة وفتنة أمَّتي المال) أخرجه الترمذي ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم(1905)
ولذا فإنَّ أوَّل ما يلزم أكَّالي حقوق الناس ، والمماطلين بأدائها لهم ؛ التوبة إلى الله ـ تعالى ـ والمسارعة بأداء حقوق الناس ، فإنَّ حقوق الله مبنية على المسامحة ، وحقوق الآدميين مبنية على المشاحَّة كما ذكره علماء الأصول.
وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً إلى رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ:(من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه ، أو من شيء فليتحلله منه اليوم ، قبل ألاَّ يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات أُخِذَ من سيِّئات صاحبه فَحُمِلَ عليه) أخرجه البخاري ، كتاب المظالم ، باب: من كانت عنده مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته، فتح الباري5/273)
إنَّها دعوة صادقة لجميع من ظلموا أنفسهم ، بظلمهم للعاملين لديهم ، بأكل حقوقهم ، أو تأخير إعطائها لهم ، بأن يتَّقوا الله في أنفسهم ، وأن يردُّوا الأموال والمستحقَّات إلى أصحابها ، فإنَّه ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول:(مطل الغني ظلم).
نسأل الله أن يرزقنا العفو والعافية ، وأن يوفقنا للرجوع إلى الحق ، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه ، والسعيد من وعظ بغيره !


المقال نشر في مجلة العصر الالكترونية

 

خباب الحمد