حديث وذكريات قصيرة مع الشيخ المؤرخ #محمود_شاكر رحمه الله وتغمّده بواسع رحمته

خبَّاب بن مروان الحمد
@khabbabalhamad

رحم الله الشيخ المؤرّخ الدّمشقي : محمود شاكر - رحمة واسعة -

توفّاه الله تعالى اليوم الأحد بعد صراع مع المرض في منزله اليوم في مدينة الرياض بالسعودية.

لقد كانت لهذا الشيخ مآثر كثيرة وآثار غزيرة ؛ ولعلّ قابل الأيام يتحدّث عنه عدد من طلاّبه الذين لازموه، واستفادوا منه.

كنتُ قد زرت الشيخ المؤرخ الكبير محمود شاكر - رحمه الله - مراراً، وكان مجال حديثي معه حول قضايا تخصصه في التاريخ والفكر المعاصر؛ والحديث عن المنهجية في فهم التاريخ؛ والحديث عن المناطق الجغرافية، حتّى أنّني زرته مع بعض الأصدقاء من نجد؛ وحين خرجنا من عنده؛ قالوا: الشيخ الدمشقي محمود يعرف عنّا وعن مآثرنا وآثارنا أكثر من شيباننا؛ فما حدّثونا بذلك كما سمعنا من الشيخ محمود شاكر!

ومن القضايا التي كان يُركز الشيخ عليها كثيراً - وهي وجهة نظره على كل حال - أنّ التاريخ ينبغي أن ندرس أسانيده كما هو الحال في دراسة أسانيد الحديث؛ وإن كان يرخص في القضايا التاريخية والمغازي بشكل عام؛ ما لا يُرخّص في غيرها؛ لكن لا بدّ ان تكون على وِزان منهج النقد الحديثي؛ وكان ينصح بقراءة كتاب مصطلح التاريخ لأسد رستم على الرغم من كونه نصرانياً إلاّ أنّه أبدع في كتابه هذا.

وبما أنّ الشيء بالشيء يُذكر فحين جلستُ مع الشيخ د. بشّار عواد معروف كان يُشيد بكتاب أسد رستم هذا كثيراً.

لقد جاوزت كتب الشيخ المؤرخ أكثر من 100 مجلد، ما بين موسوعات وسلاسل وكتب قيّمة في مجالها ؛ مُفيدة في تخصّصها؛ وهنالك كتب أخرى لم يتنشر بعد حيث أوصى بعدم نشرها إلاّ بعد وفاته!

كان الشيخ - رحمه الله - حراً نزيهاً وقد حدّثني أحد المُقرّبين به أنّه قد عرضت عليه إحدى الأنظمة العربية أن يكتب شيئاً في تاريخهم وأولادهم ومآثرهم، والملايين تُصبُّ بين يديه؛ فرفض ولم يبع دنياه لدينا غيره.

وقد كان الشيخ رحمه الله داعية حَدباً حانياً حريصاً على الشباب؛ فحين يُصلي ماراً من بعض الشباب الذين يقعدون على قارعة الطريق؛ يوجههم للذهاب للمسجد، ويحثهم على أداء الصلوات في المسجد بأسلوب رفيق رقيق.

(اللهم تغمّد الفقيد بواسع رحمتك، وصبّ عليه من شآبيب برّك)