اطبع هذه الصفحة


[ أباطيل الشيعة في عاشوراء : عرضٌ ونقضُ ]

 

خبَّاب بن مروان الحمد
@khabbabalhamad


بسم الله الرحمن الرحيم


يتميّز أهل السنّة والجماعة بالأخذ عن النبع الصافي والتزام النصوص الشرعية الشريفة؛ والقيام بمؤدّاها، ومنها: القيام بصيام عاشوراء استجابة للحث النبوي الكريم على صيامه؛ وفرحاً بنجاة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام من مكر الطاغية فرعون.

لكنّ الرافضة يُخالفون أهل السنة في كثير من شعائر الإسلام؛ فهم يُخالفونهم في طريقة الصيام وأوقات الصلوات، وغيرها؛ وهذا معلوم لمن خالطهم وعايشهم؛ ومنها أنّ كثيراً من الشيعة يتركون صيام يوم عاشوراء بدعاوى باطلة، فمنهم من يقول: إنَّ الأحاديث الواردة في صيام يوم عاشوراء ضعيفة!
ومنهم من يقول: إنَّ هذه الأحاديث وضعها النواصب من الأمويين وغيرهم!

وهذا الكلام سخف من القول، فإنَّ في كتب الشيعة أنفسهم ما يدلُّ على ورود صيام يوم عاشوراء عندهم، وما يسوقونه من روايات تنهى عن صيام يوم عاشوراء؛ ضعيفة بأجمعها، بخلاف رواياتهم التي تدل على استحباب صومه فهي معتبرة عندهم؛ فلقد رووا في كتبهم أنَّ زرارة ومحمد بن مسلم سألا أبا جعفر الباقر عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال : "كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك"([1]) وروى شيخهم الطوسي بسنده أن علياً رضي الله عنه قال:( صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فإنه يكفر ذنوب سنة)([2]) وجاءت رواية أخرى عن أبي الحسن قال : (صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء)([3])، فهذه الآثار ثابتة في كتبهم كما هي ثابتة بأسانيد صحيحة في كتب أهل السنَّة والجماعة.

وهنالك من يزعم منهم عدم صيام يوم عاشوراء حتَّى لا يتَّخذ عيداً، مع العلم أنَّ العيد لا يجوز صومه، فهذا دليل على التناقض والقصور في فهم النصوص والتعامل معها.

وكثير منهم يصوم عاشوراء إلى نصف النهار فقط أو العصر، وهذا مناقض لقوله تعالى: { ثمَّ أتموا الصيام إلى الليل}.

ومنهم من يقول: لا يجوز صيام عاشوراء؛ لأجل مقتل الحسين بن علي – عليهما السلام ورضي عنهما - وقد نقل عنهم هذا القول الشيخ عبد القادر الجيلاني أحد أئمة الزهد والدين، حيث قال:(طعن قومٌ على من صام هذا اليوم العظيم وما ورد فيه من التعظيم، وزعموا أنه لا يجوز صيامه لأجل قتل الحسين بن علي رضي اللّه عنهما فيه، وقالوا: ينبغي أن تكون المصيبة فيه عامة لجميع الناس لفقده فيه، وأنتم تتخذونه يوم فرح وسرور، وتأمرون فيه بالتوسعة على العيال والنفقة الكثيرة والصدقة على الفقراء والضعفاء والمساكين، وليس هذا من حق الحسين رضي اللّه عنه على جماعة المسلمين.

وهذا القائل خاطئ ومذهبه قبيه فاسد، لأن اللّه تعالى اختار لسبط نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده، ليزيده بذلك رفعة في درجاته وكراماته مضافة إلى كرامته، وبلّغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة، ولو جاز أن نتخذ يوم موته يوم مصيبة لكان يوم الإثنين أولى بذلك، إذْ قبض اللّه تعالى نبيه محمداً صلّى اللّه عليه وسلّم فيه، وكذلك أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه قبض فيه....

ثمَّ قال: وكذلك يوم عاشوراء لا يتخذ يوم مصيبة، ولأنَّ يوم عاشوراء إنْ اتخذ يوم مصيبة ليس بأولى من أن يتخذ يوم فرح وسرور، لما قدمنا ذكره وفضله، من أنه يوم نجّى اللّه تعالى فيه أنبياءه من أعدائهم وأهلك فيه أعداءهم الكفار من فرعون وقومه وغيرهم وأنه تعالى خلق السماوات والأرض والأشياء الشريفة فيه وآدم عليه السّلام وغير ذلك، وما أعدّ اللّه تعالى لمن صامه من الثواب الجزيل والعطاء الوافر وتكفير الذنوب وتمحيص السيئات، فصار عاشوراء بمثابة بقية الأيام الشريفة، كالعيدين والجمعة وعرفة وغيرهما.

ثم لو جاز أن يتخذ هذا اليوم مصيبة لاتّخذته الصحابة والتابعون رضي اللّه عنهم، لأنهم أقرب إليه منا وأخص به...)([4]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصار الشيطان بسبب قتل الحسين – رضي الله عنه- يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ، حتى يسب السابقون الأولون ، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب ، وكان قصد من سنَّ ذلك: فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة؛ فإن هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة، من أعظم ما حرمه الله ورسوله)([5]).

لقد قُتِلَ الصحابي الجليل الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – وقتله شخصٌ يُبجّله الرافضة وهو أبو لؤلؤة المجوسي، وأهل السنّة يعتقدون أنّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قد قُتِلَ غيلة وغدراً في موطن ومكان وزمان شريف؛ حيث طُعن في المسجد، وهو يصلي ويقرأ القرآن، في أشرف صلاة وهي صلاة الفجر؛ وفُجعت أمّة الإسلام بذلك؛ والمصيبة بقتله أعظم من المصيبة بقتل الحسين – عليه السلام – ومع ذلك ما ناح عليه أهل السنّة وما جزعوا.

أمّا الرافضة فإنّهم جعلوا هذا اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي يوماً مشهوداً يقومون فيه بأفعال غريبة وطقوس خُرافيّة كاللطم والتطبير، والمقصود به: دق السيوف بالرؤوس وإسالة الدماء منهم، وضرب القامات، والنفخ في الأبواق، وضرب الطبول مع الصياح واللطائم والنياحة وشق الجيوب؛ بدعوى مظلومية آل البيت ومقتل الحسين بن علي – عليهم السلام ورضي الله عنهما - مع أنّهم أنفسهم كان لهم ضِلعٌ كبير فيما أدّى لقتله، حيث دعوه لينصروه ثم غدروا به فخذلوه، وفي هذا يقول كبير من كبارهم محسن الأمين أنّه: (بايع الحسين عشرون ألف من أهل العراق غدروا به، وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه)([6]).

إنّ مِمّا لا يعلمه كثير من الشيعة الرافضة أن الشهيد الحسين بن علي - عليهما السلام - كان أصحابه الذين قُتِلُوا معه من السُّنَّة، لا من ادّعى أنّه من شيعته؛ وحين أتى جيش عبيد الله ابن زياد لم يُفرِّق في قتله بين الحسين ومن معه مِمّن ناصره يوم أن خذله شيعته؛ وهم لا يذكرون هذه الجوانب في دروسهم وحسينياتهم!
مع هذا كلّه يقومون بهذه الطقوس الفارغة في اللطم والتطبير حيث تعرضها أكثر من عشرين قناة من قنواتهم الفضائيَّة، ويراها القاصي والداني، من المسلمين وغيرهم؛ فيظنُّ كثير من غير المسلمين أنَّ دين الإسلام جاء بمثل هذه الأعمال الشاقة والتي فيها تعذيب للنفس، وتنكيل بها، حتى تكون صادّة لهم عن دخول الإسلام حين يعلموا أنّ هؤلاء القوم ينسبون أنفسهم للإسلام؛ وما هي إلاَّ رهبانية ابتدعها الرافضة ولم يكتبها الله تعالى عليهم، فيكون هؤلاء الرافضة بأفعالهم فتنة لغيرهم من غير المسلمين مِمَّن لو أراد أن يدخ في دين الإسلام؛ لأبى ذلك لما يراه على الشاشات الفضائيَّة من تعذيب للأنفس، فترى بعض غير المسلمين يقولون : إنَّ ديناً يأمر بهذا لهو دين مشقة وعنت، ودين طقوس ورهبانية وأعمال غير معقولة بل وقبيحة...

ولا يغيب عن الأذهان أنّ الحسين بن علي – عليهما السلام – قد نهى أهل بيته الكرام عن النياحة وغيرها قبل وفاته؛ فقال لشقيقته السيد زينب بنت علي - عليهما السلام - : ( يا أختاه، إني أقسمت عليك فأبرّي قسمي، لا تشقي علي جيباً، ولا تخمشي علي وجهاً، ولا تدعلي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت)([7]).

وهذا الذي يتوافق مع شريعة الإسلام؛ بالنهي عن النياحة واللطم وشق الجيوب؛ وما دين الإسلام كذلك، وإنّ الخزعبلات التي يقوم بها الرافضة في إظهار البكائيات على مقتل الحسين؛ لم تكن أساساً منبعثة من دين الإسلام؛ بل دخلت عليهم من عادات النصارى؛ وقد شَهِدَ أحد كبار علماء الشيعة الملقب بالشهيد مرتضى مطهري أنّ الرافضة قلّدوا النصارى في عاداتهم باللطم و التطبير فقال: " إذا تجاوَرَت النِّحَل وتعاشرت تبادلت العقائد والأذواق، وإن تباعدت في شعاراتها، من ذلك مثلاً: سريان عادة التطبير من المسيحيين الأرثوذكس القفقازيين إلى إيران، وانتشرت فيها انتشار النار في الهشيم؛ بسبب استعداد النفوس والروحانيات لتقبُّلها"([8]).

وقد أنكر هذا المنكر العظيم بعض علماء الشيعة القلائل، وهذا مِمَّا يُحسَبُ لشجاعتهم في ظل صعوبة الخروج عندهم بشيء يخالف عقائدهم الضالة والمنحرفة، وقد أحسن من قال:

إن الشجاعة في القلوب كثيرة ---  ورأيت شجعان العقول قليلاً

فقلَّة قليلة هي التي تنكر مثل هذه التُّرهات والشركيات والبدع والخرافات التي تصدر من أفواه الملايين منهم، بموافقة مشايخهم كذلك.

لقد أنكر د. موسى الموسوى - حفيد أحد كبار علماء الرافضة وقد كان الزعيم الأعلى للشيعة في وقته أبو الحسن الموسوي الأصبهاني- وكتب د. الموسوي كتابات جيدة في الجملة أخذت المنحى الإيجابي في نقد الكثير من خرافات الشيعة مثل كتابه المهم :(يا شيعة العالم استيقظوا) وكتابه:(الشيعة والتصحيح: الصراع بين الشيعة والتشيع)، وهو وإن بقي شيعياً إلاَّ أنَّه أنكر كثيراً من شركياتهم، ودعوى ولاية الفقيه، والقول بعصمة الأئمة، وغيرها من الجوانب الخطيرة في تمثُّلات الفكر الشيعي، ولكنَّها لم تسمع صدى من يسمع لها من غالبية الشيعة، بل قد اغتيل في أمريكا، ما يجعل أصابع الاتهام تشير إلى الشيعة الروافض الذين قاموا باغتياله بعد أن نقد الكثير من مصائبهم وشركياتهم!!

ومن ضمن ما نقده الدكتور موسى الموسوي ما يقوم به بعض الشيعة الروافض من شرب الرؤوس بالفؤوس وغيرها في عاشوراء حيث قال:(الضرورة تملي أن نفرد فصلاً خاصاً في ضرب السلاسل على الأكتاف وشج الرؤوس بالسيوف والقامات في يوم العاشر من محرم حداداً على الإمام الحسين . وبما أن هذه العملية البشعة ما زالت جزءاً من مراسم الاحتفال باستشهاد الإمام الحسين ...  ولا ندري على وجه الدقة متى ظهر ضرب السلاسل على الأكتاف في يوم عاشوراء وانتشر في أجزاء من المناطق الشيعية مثل إيران والعراق وغيرهما ولكن الذي لا شك فيه أن ضرب السيوف على الرؤوس وشج الرأس حداداً على الحسين في يوم العاشر من محرم تسرب إلى إيران والعراق من الهند وفي إبان الاحتلال الإنجليزي لتلك البلاد وكان الإنجليز هم الذين استغلوا جهل الشيعة وسذاجتهم وحبهم الجارف للإمام الحسين فعلموهم ضرب القامات على الرؤوس وحتى إلى عهد قريب كانت السفارات البريطانية في طهران وبغداد تمول المواكب الحسينية التي كانت تظهر بذلك المظهر البشع في الشوارع والأزقة... وهنا أذكر كلاماً طريفاً مليئاً بالحكمة والأفكار النيرة سمعته من أحد أعلام الشيعة ومشايخهم قبل ثلاثين عاماً لقد كان ذلك الشيخ الوقور الطاعن في السن واقفاً بجواري وكان اليوم هو العاشر من محرم والساعة الثانية عشرة ظهراً والمكان هو روضة الإمام الحسين في كربلاء وإذا بموكب المطبرين الذين يضربون بالسيوف على رؤوسهم ويشجونها حداداً وحزناً على الحسين دخلوا الروضة في أعداد غفيرة والدماء تسيل على جباههم وجنوبهم بشكل مقزز تقشعر من رؤيته الأبدان ثم أعقب الموكب موكباً آخر وفي أعداد غفيرة أيضاً وهم يضربون بالسلاسل على ظهورهم وقد أدموها وهنا سألني الشيخ العجوز والعالم الحر ما بال هؤلاء الناس وقد أنزلوا بأنفسهم هذه المصائب والآلام؟ قلت : كأنك لا تسمع ما يقولون إنهم يقولون واحسيناه أي لحزنهم على الحسين.

ثم سألني الشيخ من جديد: أليس الحسين الآن في "مقعد صدق عند مليك مقتدر" قلت: بلى .

ثم سألني مرة أخرى: أليس الحسين الآن في هذه اللحظة في الجنة " التي عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين"؟ قلت: بلى.

ثم سألني : أليس في الجنة " حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون " ، قلت : بلى وهنا تنفس الشيخ الصعداء وقال بلهجة كلها حزن وألم: ويلهم من جهلة أغبياء لماذا يفعلون بأنفسهم هذه الأفاعيل لأجل إمام هو الآن في " جنة ونعيم " ويطوف عليه ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين".

وفي عام 1352 هجري وعندما أعلن كبير علماء الشيعة في سوريا السيد محسن الأمين العاملي تحريم مثل هذه الأعمال وأبدى جرأة منقطعة النظير في الإفصاح عن رأيه وطلب من الشيعة أن يكفوا عنها لاقى معارضة قوية من داخل صفوف العلماء ورجال الدين ؟! الذين ناهضوه وورائهم " الهمج الرعاع " على حد تعبير الإمام علي . وكادت خطواته الإصلاحية تفشل لولا أن تبنى جدنا السيد أبو الحسن بصفته الزعيم الأعلى للطائفة الشيعية موقف العلامة الأمين ورأيه في تلك الأعمال معلناً تأييده المطلق له ولفتواه)([9]).

إنَّ على عقلاء الشيعة أن يعوا حقيقة هذه الشناعات والأعمال البشعة والقبيحة التي تصدر من أغلبيَّتهم في مسيرات "اللطم" أو "التطبير" أو "العزاء" أو "السواد"، وأنَّ مثل هذه الأمور ليس لها سلف، بل إنَّ الأحاديث الصحيحة الواردة عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم في ذم النياحة على الميت، والإحداد عليه بالنسبة للنساء أكثر من ثلاثة أيام إن لم يكن زوجاً لها.

إنَّ من العجائب والغرائب التي لا تُعقل في هذا الزمن الذي ينادي أكثر الناس فيه بالعقلانيَّة ـ ولكنَّهم لا يعقلون ـ أن نلاحظ ما يقوم به الشيعة الروافض كذلك من معالم محدَّدة، وطقوس واضحة، وتعاليم وكأنَّها دستور مكتوب، فنجد :(الرادود) وهو الشخص الذي يردد ما يسمونه هم :(اللطميات) وأناشيدهم التي ينشدونها بطرق تثير الأسى ولواعج الحزن في مناسبة عاشوراء فذلك (الرادود) ينشد ويُردِّد وأولئك الجهَّال يلطمون خلفه ويضربون صدورهم، وإمَّا أن يقع هذا في حسينياتهم، أو في مسيراتهم الحاشدة والمتحركة.

وماذا يفعلون...؟! سوى أن يُنَمُّوا ويُغَذُّوا الأحقاد والخصومات في كل سنة، ويثيرون أسباب الخصومات، ويقرؤونها وكأنَّها قرآن يُتلى، وما أحسن ما كتبه أحد الباحثين في شؤونهم حينما قال:(فبالأمس قتلوا الحسين باسم الحسين، واليوم يقتلون الأمة باسم الحسين..!).

ومن خزعبلاتهم ما نجدهم يُصرِّحون به وبدون أي خجل، بل بمباركة ملاليهم وشيوخهم، حينما يقولون أنَّ دم الحسين ـ رضي الله عنه ـ يتدفَّق كل عام منذ ألف وأربعمائة عام في يوم عاشوراء من (الشجرة الدامية)!

وقد كتب عن هذه الشجرة عدد من ملاليهم ومنهم: عميد آل القزويني في العراق السيد محمد رضا بن المير محمد قاسم الحسيني القزويني في رسالة عنوانها " جنار خونبار " وهو الاسم الفارسي لهذه الشجرة، وكذلك الجوهري في " طوفان البكاء " المطبوع كرارا حيث نقل صحبته لأستاذه الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري ووفادتهما إلى هذه الشجرة ومشاهدتهما للدم الذي يسيل منها!
وقد حدّدوا مكان هذه الشجرة وأنَّها تقع في بلاس الفرس وتعرف بـ (الشجرة الدامية ) وباللغة المحلية هنالك بـ ( جنار خونيار ) وهي من نوع الصنوبر ، وتقع في منطقه يقال لها ( زراباد ) بمقاطعة (روبار ألموت ) شمال غرب ( معلم كلاية ) على بعد 40 كيلومترا من مدينة ( قزوين ) شمال إيران .

هذه الشجرة يزحف إليها الشيعة الروافض للفوز بنقطة من ذلك الدم الأحمر الذي يسيل منها، ويتمسَّحون بجذوعها، ويتبرَّكون بذلك الدم المزعوم([10]).

مع أنَّ التحليل لسيلان ذلك اللون الأحمر من تلك الشجرة؛ إنَّما يكون بسبب ما يتحدث عنه علماء النبات ومعرفتهم بأنواع الشجر، بأنَّه يُفرز بعض المواد الصمغيَّة أو المستحلبة، أو أنَّ التربة التي تزرع فيها مثل هذه الشجرة لها أثر في زيادة هذه الإفرازات، وقد تُصاب بعض الأشجار بمرضٍ يصيب مثل هذا النوع من النبات مِمَّا يجعله يُفرز مثل هذه المواد، أو طبيعة الجو في تلك المنطقة، فهذه أو تلك يكون لها سبب في خروج مادة ذات لون أحمر تشبه الدم؛ فذهب أولئك المُغفَّلين وظنُّوها كرامة للحسين رضي الله عنه بدون دليل أو أثارة من علم!
وصدق الله عزَّ وجل القائل :{ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} والقائل:{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ }.

أختم فأقول : إنّ من تناقضات الشيعة حالة استذكارهم مقتل الحسين - رضي الله عنه وعليه السلام- أنّهم يقومون بتوزيع الحلويات والسكاكر، وطبخ الطعام ووضع الأصناف والألوان على موائدهم في ذلك اليوم الذي يبكون فيه على الحسين، بينما في الجهة الأخرى يكون أهل السنَّة والجماعة صائمين!

إنّ مواقف الفِرقة الشيعية في موسم عاشوراء؛ يجب أن تُناهض وتُقاوم؛ وتُمنع من الواقع؛ ذلك أنّها مواسم بل مراسم وطقوس لتهييج الأحقاد ضدّ من ليس لهم ناقة ولا جمل فيما حصل؛ وفيها إثارة لكوامن النفوس والأحزان بما لم يأذن به الله؛ فالواجب على كل من ولاّه الله شؤون العباد استئصال هذه البِدع بمنعها وعدم السماح لها...

 والله المُوفّق والهادي إلى الرشاد.
 
-------------------------------
[1] ) الوسائل ج10/ ص459 باب 21ـ حديث (1).
[2] ) الوسائل ج10/457 باب (20) حديث رقم(2) وفي موقعهم على الشبكة العنكبوتية مركز الأبحاث العقائديَّة قالوا عن سند هذه الرواية: وسند الرواية معتبر رجالها ثقات غير مسعدة بن صدقة والأكثر على قبول روايته، والمزيد من النظر:
http://www.aqaed.com/faq/1084/
[3] ) الوسائل ج(10/457)، وحكم المفتي لديهم في مركز الأبحاث العقائديَّة أنَّ هذه الرواية صحيحة ورجالها موثقون.
[4] ) الغنية لطالبي طريق الحق عزَّ وجل ، للشيخ عبد القادر الجيلاني :(2 / 93 ـ 94) بتصرف واختصار.
[5] ) منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة والقدريَّة، لابن تيمية : (4/544).
[6] ) أعيان الشيعة:(1-34)
[7] ) مستدرك الوسائل 1/144، إعلام الورى بأعلام الهدى : (1 / 457) ، الفضل بن الحسن الطبرسي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم - إيران ، ط1، 1417هـ
[8] ) كتاب الإمام علي في قوته الجاذبة والدافعة، مرتضى مطهري، ص: (180)
[9] ) الشيعة والتصحيح للدكتور موسى الموسوي –من علماء الشيعة- ص100-101 باختصار وتصرف.
[10] ) نشرت مجلة المنبر الثقافية الشيعية تقريراً مع الصور عن هذه الشجرة الدامية، وكان بعنوان :(المنبر تغطي في عددها العاشورائي الجديد معجزة الشجرة الدامية الخالدة!!) في العدد 23 في محرم 1423هـ.

* ملاحظة:

المقال منشور في موقع المسلم:
http://almoslim.net/node/282447
 

خباب الحمد