ما حكم العادة السرية

خبَّاب بن مروان الحمد

جماهير الفقهاء على أنَّه حرام ولا يجوز إلا لضرورة كأن يخشى الرجل أن يقع بالحرام فعلاً لا مجرد أوهام تعتريه، ويكون فعله للاستمناء إن اضطر إليه كما بيَّنت لك من قبيل أخف الضررين
قال في شرح منتهى الإرادات: (وَمَنْ اسْتَمْنَى مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ لِغَيْرِ حَاجَةٍ حَرُمَ) فِعْلُهُ ذَلِكَ (وَعُزِّرَ) عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مَعْصِيَةٌ (وَإِنْ فَعَلَهُ خَوْفًا مِنْ الزِّنَا) أَوْ اللِّوَاطِ (فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ).
وجاء في حاشية العدوي على شرح الخرشي وهو مالكي: اعلم أن استمناء الشخص بيده حرام خشي الزنا أم لا، لكن إذا لم يندفع عنه الزنا إلا بالاستمناء قدمه على الزنا ارتكابا لأخف المفسدتين.
والدليل على تحريمه قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [المؤمنون:5 - 7].
وقد ذكر ابن كثير أن الشافعي ومن تبعه استدلوا بهذه الآية على منع الاستمناء باليد.
وقال القرطبي: قال محمد بن عبد الحكم: سمعت حرملة بن عبد العزيز قال: سألت مالكا عن الرجل يجلد عميرة، فتلا هذه الآية: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ) إلى قوله: (الْعَادُونَ)
أما الأحاديث الواردة في تحريمه فكلها ضعيفة جدا ولا تصح.
وعليك بهذا الدعاء الذي رواه النسائي وأبو داود والترمذي عن شتير بن شكل عن أبيه شكل بن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه و سلم, فقلت: يا رسول الله, علمتني تعوذًا أتعوذ به, قال: فأخذ بكتفي, فقال: قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي, ومن شر بصري, ومن شر لساني, ومن شر قلبي, ومن شر منيي, يعني فرجه. صححه الألباني.