اطبع هذه الصفحة


حكم رفع الإمام صوته أثناء دعاء القنوت

خبَّاب بن مروان الحمد


هل يعد رفع الإمام صوته أثناء دعاء القنوت من الاعتداء في الدعاء ؟

نعم بل أخشى أن يكون من قلَّة الأدب مع الله تعالى وتوقيره، إذ أنَّ الشخص حينما يريد أن يطلب ممن فوقه شيئاً ما، يترقَّق في الكلام، ويخفض صوته.
ولقد أرشدنا الله تعالى لخفض صوتنا حيث قال: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[الأعراف:55]وقال عن زكريا مادحاً له: {إذ نادى ربه نداء خفيّا} (مريم 3) وقال تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} (الأعراف 205).
وأخرج البخاري في صحيحه 5/2331: عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تُخافت بها} أنها قالت: أنزلت في الدعاء.
قال الحسن البصري رفع الصوت بالدعاء بدعة وكذلك نص عليه أحمد بن حنبل وغيره.
وقال الألوسي في روح المعاني ج 8/ص139: وترى كثيراً من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصاً في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد، وتستك المسامع وتستد، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين: رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد، وروى ابن جرير عن ابن جريج: أن رفع الصوت بالدعاء من الاعتداء المشار إليه بقوله سبحانه: {إنه لا يُحب المعتدين}
 

خباب الحمد