اطبع هذه الصفحة


الشعب السعودي ابخص بحكامه

خالد بن عبدالله الغليقة

 
بسم الله الرحمن الرحيم

يادكتور عبدالعزيز كامل :
الشعب السعودي ابخص بحكامه من الملك عبدالعزيز إلى الملك سلمان
يقول الدكتور عبدالعزيز كامل - هداه الله الى الحق - :
عشت في السعودية أهم سنوات عمري , ورأيي الشخصي في شعبها - رغم مخالفة الكثيرين لرأيي - أنه أفضل شعوب الأمة على الإطلاق لسبب واحد , وهو أنه أكثر شعوب الأرض أخذا من شعب الإيمان وشعائر الإسلام ,ومن ثم فهو أكثرها سلامة في الاعتقاد, واستقامة في السلوك , ولا غرابة , فهو الشعب الذي تنزلت بين ظهراني أجداده الرسالة, ونصرت النبوة , وأقيم على أرضه الدين , ولم يتلوث بحكم المستعمرين .
لكن ذلك لا يمنعني من الجهر بأنه قد تسلطت على حكمه منذ بضع عقود عصابة منافقين ,يوالون المجرمين ويعادون أهل الدين , جامعين بذلك أخس صفات المنافقين , فاللهم اكف الأمة شرهم بما شئت وكيف شئت .
هذا القول من الدكتور كامل ساقط شرعآ ومنطقآ وواقعآ :
أما الشرع :
فنصوص الوحي تبين أنه بقدر ما عند المجتمع من إيمان - وهو الذي اعترف به للشعب السعودي -يكون إيمان حكامهم ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضآ) ، وكما يروى في الحديث : ( كما تكونوا يولى عليكم )، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : إن مصير الأمر إلى الملوك ونوابهم من الولاة ؛ والقضاة والأمراء ، ليس لنقص فيهم فقط ؛ بل لنقص في الراعي والرعية جميعآ ؛ فإنه (( كما تكونون يولى عليكم )) وقد قال تعالى ( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا)
اما المنطق :
فالمجتمع السعودي راضن بحكامه ؛ بل يتقرب إلى الله بالبيعة لهم ، ويعتقد أن من منهج السلف الصالح ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الالتزام بولايتهم والسمع والطاعة لهم .
فعلى هذا إما أن المجتمع السعودي يتولى المنافقين ويعتقد بولايتهم فيكون المجتمع السعودي منافقآ مثل حكامه لقوله تعالى : (ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) ، وإما أن المجتمع السعودي مؤمن فيكون حكامه مؤمنين
فمعادلة الدكتور كامل ساقطة شرعآ ومنطقآ !
فعلى المنصف ومن يخشى الله ويتقيه أن يتوقف عن قبول كلامه هذا في حكام الدولة السعودية ، خاصة أن له ثأرآ شخصيآ مع جهة واحدة في الدولة فغضب من الدولة ، كلها ؛ هدانا الله وإياه إلى الحق ، وهذا من تكفير العشير ، الذي نهى الله عنه النساء ، فالرجل من باب الأولى ، فوصفه لولاة أمرنا الذين لهم في اعناقنا بيعة سيسألنا الله عنها لأنها من عقيدة أهل السنة والجماعة ، ويسألهم عنا فعلينا ما حملنا وعليهم ما حملوا فواجب المؤمن الذب عن إخوانه إذاظلموا وخاصة ولاة أمره العلماء والأمراء ، كما قال عليه الصلاة والسلام : ( انصر اخاك ظالمآ أومظلومآ) فوصفه لحكامنا بأنهم (من المنافقين بل يتصفون بأخس صفات المنافقين) هذا من الظلم البين و الاعتداء الفاضح والتجني والجرم ، ومن الفجور في الخصومة التي لاتجوز مع اليهود والنصارى والمشركين فكيف مع إخوانه المسلمين ؟! فقد قال سبحانه عن اليهود : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) وقال عن المشركين : ( و لايجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا) ، و في سياق التأديب للرسول عليه الصلاة والسلام لما هم بمعاقبة أحد اليهود في المدينة بتهمة السرقة بوشاية من بعض الصحابة حتى يبعدوا التهمة عن أحد أبنائهم قال سبحانه : ( ولاتكن للخائنين خصيمآ واستغفر الله إن الله كان غفورآ رحيمآ ) يقصد بالخائنين بعض هؤلاء الصحابة الذين وشوا باليهودي البريء
فهل من العدل ومن الإنصاف ومن الإيمان أن يصف الدكتور عبدالعزيز كامل إخوانه المسلمين من الملك عبدالعزيز إلى الملك سلمان بالنفاق ؛ والله سبحانه يقول : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) اما الواقع :
فهل من يقوم بالأعمال الجبارة في الحرمين الشريفين من المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار ؟!
وهل منافق من يقوم بخدمة ملايين من الحجاج والمعتمرين منذ قامت الدولة ولا يألوا جهدآ في سبيل تهيئة المناسك للحجاج والمعتمرين ؟
وهل منافق من يطبع المصحف الشريف بجميع القراءات و بأصوات عدة ويوزعه في أنحاء العالم وعلى جميع الحجاج ؟
وهل منافق من يطبع من كتب سنة نبيننا عليه افضل الصلاة والسلام ملايين النسخ ويوزعها بالمجان في جميع أقطار العالم ؟
وهل منافق من يطبع الملايين من كتب السلف الصالح وعلى رأسها كتب مذهب الإمام احمد وأصحابه ؟
وهل منافق من يطبع كتب الإمام ابن تيمية وفتاويه منذ ثمانين عامآ وكتب ابن القيم وابن كثير و ابن رجب والشيخ محمد بن عبدالوهاب وأئمة الإسلام وينشرها في أنحاء المعمورة حتى دخلت في بيوت المخالفين لأهل السنة قبل الموافقين ، وحتى قام العالم غربيه وشرقية من ملاحدة ونصارى ويهود ونصيرية وروافض ومتصوفة وأشاعرة ومعتزلة وغيرهم من المذاهب السياسية من قومية وناصرية وبعثية وشيوعية ومن افكارهدامة علمانية وليبرالية فوقفوا صفآ واحدآ وعلى قلب رجل واحد وبلسان واحد وتواصوا فيما بينهم ونسقوا جهودهم في تقويض تلك الجهود وتحييد تلك الأعمال العظيمة وضرب ذلك التوجه وألصقوا التهم بحكام المملكة ، كل ذلك لأنهم خدموا الإسلام والمسلمين و خدموا مذهب السلف الصالح ونشروه في العالم ؟
واذكر للدكتور كامل بعض حكايات الصراع وتلك المعركة التي حمي وطيسها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، فقد وجه نقد مشوب بالبغض والكراهية والغضب على كتاب منهاج السنة النبوية لشيخ الاسلام ابن تيمية وعلى ناشر الكتاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وتولى كبر ذلك شخص يهودي وبمشاركة شخص ينتمي الى الطائفة الإمامية الأثني عشرية ولديه مكتب في واشنطن ،
و هو مشهور بمعارضته للمملكة وتقديم التقارير ضدها لدى المخابرات الأجنبية ، و هذه حكاية من مئات الحكايات التي تظهر التكالب والتواصي والتنادي بين أعداء الاسلام والتوحيد فكيف يصطف الدكتور كامل معهم ويقوي جانبهم ضد إخوانه حكام المملكة ؟!
فلقد أرسلوا مرة شخصآ سياسيآ عراقيآ للملك عبدالله ليطلب منه تغيير مناهج الدراسة لكونها تؤجج الاٍرهاب في العالم بزعمهم
لكنه رجع بخفي حنين كما حكى هو ذلك في كتابه
وهل يقال منافق لمن أسس الجامعات الإسلامية والمعاهد الشرعية في داخل المملكة وخارجها وصرف عليها الميزانيات الكبيرة ، ولا يخفى على الدكتور كامل أن هذه الجامعات وتلك المعاهد والمدارس تدرس العقيدة السلفية وتخرج طلاب العلم والعقيدة السلفية في داخل المملكة وخارجها ، الذين يتجاوزون الملايين و هؤلاء الطلاب الملايين نشروا ما تعلموه في تلك المعاهد والجامعات الى ملايين من الناس ؛ فكم شخص تعلم الدين الصحيح من هؤلاء الطلاب ! وكم شرك تقوض وبدع خبت وتوحيد ارتفع عن طريق هؤلاء الطلاب ! وكم شخص استفاد من تلك الكتب التي طبعتها الدولة وكم .. وكم .. وكم ؟
واضرب للدكتور كامل مثالآ آخر يدلل ويبرهن على نفع هذه المعاهد ودورها وأثرها في تصحيح العقيدة الإسلاميه وتهيئتها للمسلم ليقوم بدوره الصحيح في عالمنا ، عالم الصراع بين الحق والباطل ، فالحق ما شهدت به الأعداء ، فقد كتب المحامي الامريكي رالف نادر ناصحآ رئيسه أن يقوض نشاط المعاهد السعودية في العالم بالذات في إندونيسيا حتى لا تتحول إلى المذهب السلفي وأن ذلك تم بتسخير الدولة السعودية للبترول في نشر مذهبها وطرح سؤالآ عن حالة دولته بعد تحول إندونيسيا ذات المئتين مليون مسلم إلى السلفية ؟
ومثالآ آخر أغلقت بعض الدول الإسلامية بعض المعاهد السعودية بضغط من المخابرات الأجنبية المعادية للإسلام بل إن أحدها أغلق بالتعاون بين تلك المخابرات وبعض الجهات الصوفية التي استغلت الحملة الحاقدة بعد أحداث سبتمبر على المعاهد والجامعات السعودية وعلى مناهجها السلفية في ذلك البلد .
فكيف بالدكتور كامل ، وهو المهتم والمعتني بالتوحيد وخطط الأعداء ، يدور في الفلك المعادي للتوحيد ، وينسجم مع دعوته ضد إخوانه حكام بلد التوحيد ؟!
وهل يادكتور كامل من المنافقين من تبرع بسبعة ملايين ريال لدعم التعليم الإسلامي في تركيا لمواجهة التعليم العلماني سنة ١٩٨٢م ، وأسس اول مدرسة لتدريس اللغة العربية في تركيا ؟
وهل منافق من أسس رابطة العالم الإسلامي وأسس منظمة التعاون الإسلامي وأسس البنك الإسلامي للتنمية ووكالة الأنباء الإسلامية وكان ومازال أكبر داعم لها ماديآ ومعنويآ وما انبثق منها من خدمة للإسلام والمسلمين وما صدر منها من قرارات تصب في خدمة الدين والتوحيد والفقه الإسلامي ؟
وهل منافق ويتصف بأخس صفات المنافقين من أسس إذاعة القرآن الكريم والتي يشهد الجميع بخدمتها للإسلام والمسلمين والتوحيد الصحيح والعقيدة السلفية في الداخل وفي حواضر العالم وأدغاله ويكفيها خدمة برنامج( نور على الدرب) ؛ فكم نصر من توحيد وقوض من شرك ! وكم بدعة اخمدها ! وكم سنة أحياها! وكم شريعة ارتفعت وعلت عن طريق هذا البرنامج !؟ فهل يقال عن مؤسس هذه الإذاعة والداعم لها ماديآ منافق وأنه يتصف بأخس صفات المنافقين ؟!
وهل منافق من أسس دار الإفتاء وهيئة كبار العلماء ودعمها بالميزانية وجعل على رأسها كبار العلماء ليقوموا بالدعوة والإرشاد والإفتاء وما صدر عن هذه الجهات من أبحاث وفتاوى وقرارات وبيانات في الدعوة إلى التوحيد بجميع أنواعه والدعوة للشريعة في كل مكان وزمان ومحاربة الشرك بجميع انواعه وإنكار البدع والمحدثات بكل أشكالها في كل زمان ومكان ونشر ذلك في كتب ومنشورات وتوزيعها في العالم اجمع ؟!
أما على الصعيد السياسي :
فهل منافق من حارب الصهيونية وتحمل دفع الأموال الباهظة لرفض مشاريعها والتطبيع معها ؟ يقول السفير الفلسطيني في الرياض علي الشيخ أديب : كنت في الوفد الفلسطيني في أثناء التوقيع على مبادرة الملك فهد - التي تسمى مبادرة فاس في المغرب- يقول كنت بين الأمير سعود الفيصل وعبد الحليم خدام -نائب حافظ الأسد- فكان خدام يقول لسعود الفيصل : ( كم تعطوننا حتى نؤيد المبادرة ؟ ) علق السفير الفلسطيني على هذه الحكاية بقوله لا أعرف دولة صادقة مع القضية الفلسطينية إلا المملكة ، فلم تجعل منها قضية لتصفية حسابات أقليمية أو لمزايدات سياسية أو لجمع المال والاعترافات في هذا المجال كثيرة ، واللبيب بالإشارة يفهم .
وهل منافق من حارب قومية عبدالناصر واشتراكيته وبعثية صدام وعلمانيته والآن نصيرية الأسد ، ورافضية الآيات في طهران ، وحارب حوثية اليمن الروافض في عاصفة الحزم ، ووقف ضد المشروع الصفوي في البحرين ؟
والدكتور كامل يعرف أكثر من غيره أن هذا المشروع في اليمن والبحرين ليس مشروعآ صفويآ فقط بل صفوي صهيوني ، فقد بدأ بنزع العراق من الأمة العربية ودول السنة ، وإلحاقه بالدولة الفارسية الصفوية ؛ ولهذا قال الأمير سعود الفيصل : إن أمريكا أعطت العراق لإيران على طبق من ذهب ، والعراقيون السنة اليوم يتمنون دكتاتورية صدام على الحرية الصفوية الصهيونية !
وهل من أوقف أنهار الدم في البوسنة والهرسك على أيدي الصرب المجرمين في أعظم مجزرة عنصرية ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا ، وواجه الدعم الروسي للصرب ، و الإطباق الأوربي على السكوت عن مجازر الصرب فأقنع الأمريكان زمن حكم الرئيس بوش بالوقوف ضد الصرب لكن اعتذر عن الدعم العسكري والاقتصار على الدعم السياسي ثم جاء الرئيس كلنتون و فاعتذر بتكاليف الحرب على الصرب ، فتكفل بذلك الملك فهد - رحمه الله - ، ذكر هذه الحكاية كلنتون ولم يذكرها الملك فهد - رحمه الله - ، وتركها ليوم تجتمع فيه الخصوم .
وهل منافق من استقبل واحتوى زعماء الإخوان وغيرهم من الإسلاميين من العراق وسوريا ومصر لما نصبت لهم أعواد المشانق ، وفتحت لهم أبواب السجون والتعذيب ، و التزمت السعودية لدى حكوماتهم بعدم المطالبة بهم ، وأنها تتكفل بهم بأن لا يقوموا بأي عمل عدائي ضدهم من السعودية ، وأعادت الاعتبار لهم و الاستفادة منهم في التعليم وأجهزة الدولة ، وهيأت لهم الحياة الرغيدة التي لم ينالوها في بلدهم الأصلي ، ومنهم الدكتور عبدالعزيز كامل نفسه !
بل إن هناك قضية أرجو أن يتنبه لها الدكتور كامل لانها تصب في اهتماماته نفسها وهي التحاكم إلى الشريعة وعدم التحاكم إلى غيرها من المنظمات الدولية كمحكمة العدل الدولية بقدر المستطاع ؛ فقد شهد للسعودية بذلك المخالفون لها في المنهج الديني والسياسي ؛ يقول رياض الريس : إن المملكة غضبت -بحكم موقعها الديني -من رفع بعض دول الخليج الخلاف الحدودي بينها إلى محكمة العدل الدولية ، كالخلاف الحدودي بين قطر والبحرين .
بل إن المملكة سارعت إلى إنهاء الخلافات الحدودية بينها وبين بقية دول الخليج حتى لا تستغل من أعداء الأمة والمتربصين بها ، ويطلب من دول الخليج تحويل ذلك الخلاف إلى محكمة العدل ، بل إن إحدى الدول العظمى طلبت من اليمن تحويل قضية الحدود مع السعودية إلى محكمة العدل ، لكن المملكة رفضت هذا المبدأ ؛ فهل من يقاوم هذه التوجهات حتى لا يصل الموضوع إلى تدخل الدول المعادية فيطلب تدخل محكمة العدل بذلك من المنافقين ويتصف بأخس صفات المنافقين ؟!
وهل منافق ويتصف بأخس صفات المنافقين من أقام الحدود الشرعية التي عطلت في جميع الدول الإسلامية ؟ وقد شهد لهم بذلك بعض من يخالفهم في المنهج ، وهو شيخ الأزهر السابق محمود عبدالحليم في رده ومواجهته لمن يطالب في مصر بتربية الناس قبل تطبيق الحدود الشرعية عليهم ؛ فرد عليهم بأن ابن سعود طبق الحدود ونجح في ذلك مع أناس حديثي عهد بالمدنية والتحضر ، ولم يتذرع بالتربية . وهذا مصداقآ لقوله عليه الصلاة والسلام :( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) ، يعني لا بد أن تبقى طائفة من أمتي ظاهرة على الحق والهدى ، مطبقة للحدود الشريعة ، لا يضرها من خذلها .
وهناك شهادة مهمة جدآجدآ لكونها يقال عنها وشهد شاهد من أهلها ، وهي شهادة الدكتور عبدالرزاق السنهوري بأن ابن سعود نجح في تطبيق الشريعة الإسلامية في بلاده ناصحآ أحد طلابه السعوديين بأن لا يدرس القانون فيرجع إلى بلاده يخلخل تطبيقه للشريعة. وشهد بذلك شخص قريب من الدكتور كامل وهو الشيخ الدكتور عبدالكريم زيدان -رحمه الله - حيث قال : ( إنه لا يكون الدين مصدرآ رسميآ للقانون إلا إذا كانت أحكامه تطبق مباشرة من غير تقنين لها .. كما هو الحال في المملكة العربية السعودية حيث تطبق أحكام الشريعة فيما تطبق فيه هناك مباشرة من غير تقنين لها ) ؛ فهل بعد شهادة هذين العملاقين تأتي يادكتور كامل وتتهم حكام السعودية بالنفاق ؟!
وتعرف يادكتور عبدالعزيز من خذلها في تنفيذها للحدود الشرعية - وصار موقفه متناغمآ ومنسجمآ ومتماشيآ مع مواقف أعداء الأمة ومنظماتهم ولجانهم من الكفار والمشركين ، ومعهم بعض المسلمين من أهل البدع والظلال والذين كانوا يتهمون الدولة السعودية وحكامها بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان ، ويقصدون بذلك تطبيقها لكثير من الأحكام الشرعية وخاصة الحدود الجنائية ومنعها لحرية الشرك والبدع والفسوق !
أعطيك مثالآ واحدآ قريبآ جدآ من شخص كنا نتوقع أنه قريب جدآ للمملكة وإذا به بعيد جدآ عنها ، وهو الزعيم المصري حازم صلاح أبواسماعيل -هداه الله لكل خير -فقد وقع في المملكة بعدما شرب وتشرب من الإناء الذي ولغت به المنظمات المعادية للإسلام والمسلمين والتوحيد وخاصة معادية للمملكة بسبب تطبيقها للحدود الشرعية ومنعها لحرية الشرك والبدع ، فقد صرح بعد إعلان الحكومة السعودية عن القبض على مهرب الأدوية المحظورة المعروف ب( الجيزاوي) : إن الجيزاوي ذاهب إلى دولة معروف عنها ومشاع عنها انتهاكاتها لحقوق الإنسان ومتورطة في ذلك .
وقريب من هذه الموقف ويشابهه في التشويش على الحقيقة موقف الدكتور محمد حامد الأحمري من قضية الجيزاوي نفسها ، فقد كتب : إن الدولة العظمى إذا أرادت القبض على أحد المطلوبين لديها أوعزت الى إحدى مستعمراتها بتوريطه في قضية أخلاقية او مخدرات في بيته أو سيارته . لا يحتاج القارئ إلى بذل عناء في فك شفرة المقصود بالدولة العظمى والمستعمرة ولهذا سأستخدم الأسلوب نفسه لنقض هذا المنطق الذي ينطلق منه الدكتور الأحمري وغيره ، - هدانا الله وإياهم - وعذرآ لأصحاب المنطق السليم على تسمية هذا النوع من التفكير منطقآ ؛ فأقول للدكتور الأحمري : سبق للدولة العظمى أن طلبت رسميآ من الدولة التي يسميها مستعمرة تسهيل القبض على أحد المطلوبين لها وهو بالفعل شخصية خطيرة قام بتدبير تفجير في بلده لبنان قتل فيه عدد كبير من اتباع الدولة العظمى فقد كان قادمآ من الخرطوم على الطائرة وستنزل الطائرة في مطار جدة ثم تقلع الى بلد المطلوب بيروت فكانت خطة الدولة العظمى في القبض على هذا المطلوب الخطير جدآ والصيد السمين والنجاح الباهر لمخابرات الدولة العظمى لمعرفة خط سيره مع التخفي الشديد ان تنزل طائرة المحكمة الفدرالية في مطار جدة فإذا نزلت الطائرة في مطار جدة يباغت الكوماندز المطلوب ويرحل فورآ بطائرة المحكمة الفدرالية الى الدولة العظمى لكن الرد كان على لسان الامير نايف رحمه الله فيما نقله عنه الدكتور زين العابدين الركابي فقد قال الامير عن هذا الحادثة( .. ذات مساء اتصل بي مسؤول امني مختص في البلاد فقال : إن الدولة الفلانية علمت أن شخصية معينة مطلوبة لديها، وأن هذه الشخصية ستمر بمطار جدة هذا المساء، ولذلك ترغب هذه الدولة في احتجاز تلك الشخصية في المطار وتسليمها - من ثم - لتلك الدولة.. ونحن ننتظر القرار منكم.. فقلت له: قولوا لمن اتصل بكم، إن السعودية لا تقوم بأعمال قرصنة أولا: لأنها دولة لها قيمها التي لا تسمح بمثل هذه الأعمال. ثانيا: لأن السعودية دولة مسؤولة تحترم المواثيق الدولية ومنها: الحفاظ على سلامة الركاب المدنيين في أي وسيلة مواصلات كانت.. وقراري هو: عدم الاستجابة لهذا المطلب الغريب حتى وإن كان الشخص المطلوب غير صديق، بل معاديا لنا.
ولما حصل تفجير مدينة الخبر سنة١٩٩٦م وراح ضحيته تقريبآ ١٩ شخصآ من الدولة العظمى طلبت تلك الدولة التحقيق المباشر مع المتهمين رفضت الحكومة السعودية ذلك وسمحوا لهم ان يتابعوا التحقيق ويشاهدوه من خارج غرفة التحقيق .
فليت الدكتور كامل يربأ بنفسه عن أمثال هذه الاصوات وتلك الأبواق ويرفع من مستوى تفكيره ويدعو ربه ان يجعل له نظر ثاقب وبصيرة واعية فقد قال سبحانه وتعالى ( ان الذين يرمون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبو فقد احتملوا بهتانآ واثمآ مبينا) وقال سبحانه وتعالى ( ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها )


 

خالد الغليقة
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية