اطبع هذه الصفحة


صناعة العقائد

د.مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي
@Malfala7i


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد
دروس العقيدة في العادة متينة لأقصى ما يمكن وتلقينها لا يكفي في رسوخها فهي تحتاج في أحيان إلى ما يدهش حتى تأخذ حظها من البناء .
قيل لفرعون زوال ملكك على يد بني إسرائيل والحل لتفادي هذه المشكلة أن ترقب كل مولود ذكر فتقتله ، وبدأ جنده يقومون بجولات تفتيشية لمعرفة ما تضع الحامل ويجري على مولودها القصاص هكذا تجري حسابات البشر فأراد الله تعالى أن يلقنه درس العقيدة في صورة عملية تطبيقية وأراد في المقابل ألا يفجع أم موسى من أول وهلة بحسابات هذه العقيدة الكبرى ﴿وَأَوحَينا إِلى أُمِّ موسى أَن أَرضِعيهِ فَإِذا خِفتِ عَلَيهِ فَأَلقيهِ فِي اليَمِّ وَلا تَخافي وَلا تَحزَني إِنّا رادّوهُ إِلَيكِ وَجاعِلوهُ مِنَ المُرسَلينَ﴾
حين تكون المسألة مجرد تابوت يدفع لليم ثم تنتشله مرة أخرى لا جديد فهذه من صناعة البشر ! وفرعون يحتاج درساً أعمق من هذا بكثير !
أراد فرعون أمراً وأخذ يلاحق بيوت بني إسرائيل وأراد الله تعالى أن يبعث بغريمه وعدوه إلى بيته وهو بنفسه يتولى تربيته وتأهيله لمواجهة نفسه في النهاية ففك قيده الذي تُمسك به أمه وبعث بالتابوت إلى قصر ليخفف عنه عناء البحث ويثبت له أن ربه الذي أنكره يجري الكون كما أراد وبصورة تفوق توقعات البشر ﴿فَالتَقَطَهُ آلُ فِرعَونَ لِيَكونَ لَهُم عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرعَونَ وَهامانَ وَجُنودَهُما كانوا خاطِئينَ﴾ وصل المولود في التابوت إلى قصر عدوه فما القدرة الإلهية التي يحتاجها الموقف لتكتمل الصورة ! ﴿وَقالَتِ امرَأَتُ فِرعَونَ قُرَّتُ عَينٍ لي وَلَكَ لا تَقتُلوهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُم لا يَشعُرونَ﴾ ألقى الله محبته في قلب زوجه فتحول من عدو يطارد إلى قرة عين ( هذه هي حسابات العقيدة ..!! )
أيها القرّاء ..!
ما الذي يقلقكم ! ما الأشياء التي تشعرون بأثقالها ! ما الهموم التي تطاردكم ! ما الأماني التي ما زالتم تتوقون إليها !
يارفاق الطريق ..!
أعيدوا قراءة هذا الدرس مراراً وعلقوا قلوبكم بمن يدير هذا الكون كيف أراد ومتى ما أراد ! وإياكم ورجاء المخلوقين !


د / مشعل عبد العزيز الفلاحي
الحادي عشر من شهر الله المحرم
١٤٣٨


اللحظة مثيرة في حياتك وتصنع مباهج كبيرة حين تحسن استثمارها


 

مشعل الفلاحي
  • الكتب والبحوث
  • رسائل موسمية
  • رسائل
  • تنمية الذات
  • للتواصل مع الشيخ
  • الصفحة الرئيسية