اطبع هذه الصفحة


من وحي السيرة (١)

د.مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي
@Malfala7i


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد :
خرج صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك في ظروف صعبة وقاهرة ولكنها عجزت مجتمعة أن تدثّر مشاعر الحب التي كانت في قلبه صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك فقال في أحلك الظروف ( ما فعل كعب بن مالك ؟) وحين تراءى صلى الله عليه وسلم خيالاً يموج في السراب في ذات الغزوة قال : كن أبا خيثمة ! وحين لقي معاذ بن جبل قال له ومشاعر الشوق تسابق حديثه ( والله إني لأحبك يامعاذ ) وسأل في عقب أحد عن المفقودين فتذاكروا فلاناً وفلاناً وفلاناً فقال صلى الله عليه وسلم ( ولكني أفقد جليبيب ) وحين قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة قال صلى الله عليه وسلم ( ما أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ! )
يارفاق !
الحياة ليست هذه التي يجري كل واحد منا في فلك ذاته ، ويبحث فيها عن نفسه ، ويكاثر فيها بإنجازاته .
الحياة الكبرى حين يشعر من معنا أننا ندفع كلما نملك لنجاحهم وتفوقهم وتميزهم ، حين يشعر كل من حولنا أننا لا نعطيهم مالاً أو كلمة أو ابتسامة فحسب ، وإنما حين نهب لهم قلوبنا ويشعرون أنهم جزء لا يتجزء من أرواحنا ومشاعرنا .
واشوقاه لإنسان تراه يصنع كل شيء لنجاح من حوله ويحمل العالمين على ظهره ولا يشعر بشيء من أثقال الطريق .
 

مشعل الفلاحي
مساء الاثنين
١٤٣٩/٨/٧

 

مشعل الفلاحي
  • الكتب والبحوث
  • رسائل موسمية
  • رسائل
  • تنمية الذات
  • للتواصل مع الشيخ
  • الصفحة الرئيسية