اطبع هذه الصفحة


مناقشة علمية في رحاب كلية الدعوة
رسالة دكتوراه حول مؤتمرات المستشرقين العالمية

د.مازن بن صلاح مطبقاني
‏@mazinmotabagani


هذه الرسالة التي نحن بصددها فهي بعنوان : مؤتمرات المستشرقين العالمية :نشأتها -تكوينها -أهدافها مقدمة من الطالب المحسن بن علي بن صالح السويسي من تونس والذي حصل على البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، وحصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية عند المستشرقين من قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة. وأشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور حامد غنيم أبو سعيد.

بدأت المناقشة بأن تلا الطالب خطبة الرسالة وهي التي تضمنت أهمية الموضوع وأسباب اهتمامه به، ومنهجه في الدراسة وأبواب وفصول الدراسة.

أما في أهمية الموضوع فإن الطالب (الدكتور محسن) ذكر أن المستشرقين اتخذوا من هذه المؤتمرات التي بدأت قبل أكثر من مائة عام وسيلة من وسائلهم في التخطيط للدراسات الاستشراقية ووضع الاستراتيجيات اللازمة لتنفيذ هذه المخططات. وأشار إلى اهتمام الحكومات الغربية بهذه المؤتمرات التي يصل الاهتمام بها أن يفتتحها رؤساء الدول ويحضرها بعض الرؤساء وكبار المسؤولين في الدول الغربية. كما أنها نالت الاهتمام من المؤسسات المالية الغربية حيث إن إقامة مثل هذه المؤتمرات التي يحتشد فيها ما يقارب الألف باحث تحتاج إلى أموال كبيرة للقيام بها لا يكفيها ما يدفعه الباحثون من رسوم اشتراك.

بدأت المؤتمرات الاستشراقية في عام 1873م في فرنسا ومن خلال فكرة انطلق بها المستشرق الفرنسي ليون دي روزني Leon de Rosny واستمرت تعقد كل بضعة سنوات ( ثلاث إلى خمس سنوات) وتوقفت خلال الحربين الأوروبيتين (العالميتين) ثم استأنفت الانعقاد. وقد عقدت هذه المؤتمرات في العواصم الأوروبية عدا خمسة مؤتمرات عقدت في استنبول ، والجزائر وهونج كونج والهند واليابان. وكان آخر المؤتمرات انعقاداً هو المؤتمر الخامس والثلاثون الذي عقد في عاصمة المجر في ربيع الأول عام 1418 يوليه 1997م وسيعقد المؤتمر السادس والثلاثون في مونتريال بكندا في أغسطس عام 2000م.

أما عن سبب اهتمام الباحث بهذا الموضوع فإنه من خلال دراسته للاستشراق ومتابعته نشاطات المستشرقين وجهودهم وكذلك من خلال دراسته لما كتبه الباحثون العرب والمسلمون حول الاستشراق وجد أن هذه المؤتمرات " تكاد تكون مجهولة في وسطنا المعرفي، والتي لم يتم تناولها بالدرس إلاّ نادراً بل حتى في الغرب نفسه كثيراً ما سمع الباحث وهو ينقب عن هذه المدونات أنه أول من يطلع عليها …" وليس هذا فحسب فإن الجمعية الدولية للمستشرقين تعد من أهم المؤسسات التي أسسها المستشرقون ولا تزال تقوم بنشاط كبير منذ تأسيسها عام 1873فهي مؤتمرات واسعة جداً في المجالات التي تطرقها حيث يحضرها المئات من الباحثين الغربيين والشرقيين وتتناول موضوعات المعرفة من العقيدة والتاريخ والفقه والتشريع واللغات والجغرافيا والاجتماع والاقتصاد والثقافة عموماً والفنون.

كما أن المؤتمرات "تعد أسلوباً حديثاً (نسبياً ) من أساليب المستشرقين ووسيلة من وسائلهم تساهم في دراسة المجتمعات الشرقية والتنسيق بين الجهود الاستشراقية وتعين مستقبل توجهها الدراسي والمعرفي وتعطيها بعداً عالمياً". ويضيف الباحث إن "وقائع هذه المؤتمرات تعد وثائق ومراجع معتمدة لدى المستشرقين ومقروءة في الغرب والشرق، ويصعب على القارئ العادي تبين خطورة الأساليب والمناهج التي يتناول بها بعض المستشرقين أبحاثم الأمر الذي قد يؤدي إلى الشكوك والأخطاء حول موروثات الشرق الحضارية وتراثه الديني والتاريخي"

ويختم الباحث حديثه عن أهمية الموضوع وسبب اختياره بالقول: "والحقيقة إن هذه الرسالة خطوة متواضعة في طريق المنحى النقدي لمؤتمرات المستشرقين العالمية التي رأى الباحث ضرورة الاهتمام بها تمحيصاً ونقداً ونظراً لاتساع دائرة الأعمال الاستشراقية في مؤتمرات المستشرقين العالمية فقد آثر الباحث أن يبدأ بالجانب التكويني لهذه المؤتمرات من حيث نشأتها وتكون نظامها الإداري والعلمي وأهدافها سعياً منه إلى معرفة حقيقتها وفهم مجريات أحداثها والوقوف على نمط نظمها وإيضاح ذلك للمعنيين بالدراسات الإسلامية على نحو خاص من خلال دراسة تحليلية تقويمية تبين إيجابيات هذه المؤتمرات وسلبياتها."

 

د. مازن  مطبقاني
  • الكتب والبحوث
  • المقالات
  • مقالات حول الاستشراق
  • تقارير المؤتمرات
  • دراسات الغرب - الاستغراب
  • للتواصل مع الدكتور
  • الصفحة الرئيسية