اطبع هذه الصفحة


وضعية دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأمريكية
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م

د.مازن بن صلاح مطبقاني
‏@mazinmotabagani


عناية الغرب بدراسة العالم ومعرفته قديمة جداً، وقد تمثلت في المدارس والمؤسسات الاستشراقية ومراكز البحوث المختلفة، ولكن الغرب تخلى عن اسم الاستشراق، وإن لم يتخل عن المضمون، فظهرت دراسات الشرق الأوسط أو الدراسات الإقليمية أو دراسات المناطق. وقد نالت هذه الدراسات عناية الولايات المتحدة الأمريكية بخاصة بعد انحسار الإمبراطورية البريطانية واستعداد أمريكا لتحل محلها في مناطق نفوذها. فصدرت عدة مراسيم حكومية أمريكية تدعم دراسات الشرق الأوسط أو دراسات الأقاليم، وهو الأمر الذي تميزت فيه الولايات المتحدة مما لفت أنظار اللجنة الحكومية البريطانية التي زارت أمريكا للاطلاع على هذه الدراسات وكانت برئاسة سير وليام هايتر Sir William Hayter

واستمرت عناية الحكومة الأمريكية بدراسات الشرق الأوسط حتى كانت لجنة الشؤون الخارجية في عهد السيناتور هنري جاكسون تستضيف العديد من أساتذة الجامعات الأمريكية والبريطانية لتقديم شهاداتهم في قضايا تخص المنطقة. ولقد استضافت هذه اللجنة المستشرق البريطاني (أصبح أمريكياً فيما بعد) برنارد لويس Bernard Lewis عام 1974م، كما أن الكونجرس الأمريكي عقد عدة جلسات عام 1985م لدراسة ما يسمى "الأصولية" في العالم الإسلامي.

وازدادت حاجة أمريكا لهذه الدراسات بعد حرب الخليج الثانية أو احتلال العراق للكويت عام 1990م فزاد الدعم لهذه الدراسات وقدمت المنح التي كان بعضها مشروطاً بالخدمة في أجهزة الحكومة الأمريكية وبخاصة الاستخبارات. وقد أثار هذا الأمر اعتراض العديد من الأساتذة، ولكن الحكومة الأمريكية مضت في تمويل هذه الدراسات بطريقة مشروطة.

وبالإضافة إلى الحكومة الأمريكية فإن الحركة الصهيونية العالمية التفتت إلى هذه الدراسات فزرعت فيها العديد من التلاميذ والأساتذة لتصدر الدراسات والمؤتمرات والندوات مؤيدة لوجهة النظر الصهيونية وليستمر الدعم غير المحدود لإسرائيل. كما أن بعض العرب والمسلمين قد قاموا بإنشاء كراس للدراسات العربية الإسلامية، ولكنهم لم يحققوا النجاح الذي حققه الصهاينة، بل إن بعض هذه الكراسي كانت نتائجه عكسية.
 

د. مازن  مطبقاني
  • الكتب والبحوث
  • المقالات
  • مقالات حول الاستشراق
  • تقارير المؤتمرات
  • دراسات الغرب - الاستغراب
  • للتواصل مع الدكتور
  • الصفحة الرئيسية