اطبع هذه الصفحة


تقرير عن ندوة الدين والإعلام والشرق الأوسط
معهد بيروت لفنون الاتصال
الجامعة اللبنانية الأمريكية
2-5 أكتوبر 2005م
28 شعبان - 2 رمضان 1426هـ

د.مازن بن صلاح مطبقاني
‏@mazinmotabagani


بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة

يأتي هذا المؤتمر في الوقت الذي تشتد فيه الحملة العالمية على ما يسمى بـ«الإرهاب»، وقد نال الإسلام نصيباً كبيراً من هذا الهجوم، بل إن الأديان الأخرى نالها بعض هذا الهجوم في وسائل الإعلام المختلفة. ولمّا كان الإعلام من الوسائل المهمة في الدعوة إلى الدين والتمسك به وله تأثير كبير في المجتمعات فقد عقد هذا المؤتمر حول العلاقة بين الإعلام والدين، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط، بدعوة من معهد بيروت لفنون الاتصال بالجامعة اللبنانية الأمريكية في مؤتمره السنوي الخامس الذي شارك فيه عدد من الباحثين بالكتابة في هذا الموضوع، والحوار حول قضية الدين والإعلام، وهل الإعلام مشجع للتطرف الديني أو هو صمام أمين يحارب التطرف والإرهاب؟ وما مدى قيام علماء الدين بدورهم في الدعوة إلى الاعتدال والوسطية والابتعاد عن التطرف؟
الجلسة الافتتاحية
تحدث مدير المعهد الدكتور رامز معلوف في بداية الجلسة مرحباً بالمشاركين في المؤتمر الذين جاؤوا من عدة دول مؤكداً أهمية دراسة مكانة الدين في الإعلام، وهل الإعلام يقدم صــورة جيدة للدين وغـير ذلك مـن الأسئلة، ثم أشار إلى دراسة حديثة نشـــرت فـي مجلة الدين والمجتمع Journal of Religion and Society حـول دور الدين في استقرار المجتمعات، وإن جــاءت الدراسة سلبية مشيرة إلى أنه كلما زاد التدين زادت المشكلات الاجتماعية. كما أشارت الدراسات واستطلاعات الرأي إلى تراجع التدين في صالح العلمنة في المجتمعات الديمقراطية في الدول المتقدمة(1).
وكان المتحدثون في الجلسة الافتتاحية التي أدارها غسّان بن جدّو المذيع بقناة الجزيرة ومدير مكتبها في بيروت هم: المطران جريجوري حدّاد، وعبد الله قصير رئيس مجلس إدارة قناة المنار، والدكتور مجدي قانصو من الجامعة اللبنانية الأمريكية.
وفي البداية تحدث المطران عن مكانة الدين وأشار إلى أنه ليس رجل دين وإنما هو رجل إيمان، فالدين هو ممارسة الإيمان في الحياة العادية وفي الحياة الشخصية وفي الحياة الاجتماعية. وهناك اتفاق بين النصرانية والإسلام؛ فالإسلام يقول في القرآن الكريم: {وَإلَهُنَا وَإلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت: 46]، وقال تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6]. والإسلام إسلامات كما المسيحية أطياف مختلفة، ويرى المطران أن الدين مطلق بينما الإعلام نسبي إذ يتحدث عن المتطور والمتغير، وصعب أن يتلاقى النسبي مع المطلق. وقد ذكر عدداً من عيوب الإعلام، منها أنه يسمح لأشخاص بالحديث عن أديان غيرهم، والأصل أن يترك الأمر لكل صاحب دين أن يتحدث عن دينه. وأضاف المطران أن على الذين يتحدثون عن الدين أن يتأهلوا لذلك، وقال: إن الرئيس بوش ليس مسيحياً؛ لأنه يخلط المسيحية بالصهيونية.
وتحدث الدكتور مجدي قانصو عن ضرورة الدين للمجتمع، ولكن الحضور الديني في نظره في الإعلام يتخذ صيغة خلفها أجندة سياسية أو برامج سياسية لتبرير الواقع القائم، فهم يدافعون عن هذا الواقع أو الأجندة السياسية أو الحزبية أو التنظيمات السياسية.
كما يُقدّم الدين في الإعلام بوصفه منظومة متكاملة مليئة بالإجابات ولكن حلقة السؤال مفقودة أو ملغاة، ومن هنا جاءت الحركة التبشيرية التي تقدم الدين للآخر ولا تحاوره. والدين أيضاً عنصر مهم في الهوية، ولـمّا كانت الهوية الإسلامية تتعرض في الإعلام الغربي لضغوطات كثيرة فكان لا بد من وجود ممانعة، ولكن هذه الممانعة أدت إلى تكوين حصانة تعزل نفسها عن الآخر.
كان المتحدث الثالث عبد الله قصير رئيس مجلس إدارة قناة المنار الذي بدأ بالحديث عن فهمه للدين بأنه جاء لإسعاد الإنسان في هذه الدنيا وفي الآخرة، وأكد أن الإعلام عموماً يقدم صورة مشوهة للدين، وقد طغى على الإعلام في العصر الحاضر التسلية والترفيه. وأضاف أنه ثمة تجارب دينية أساءت للدين مثل تجربة طالبان في أفغانستان، وتجربة الرئيس الأمريكي بوش الذي جعل الدين ملهماً له في شن ما يسمى بالحروب «الاستباقية» وارتكب الكثير من الجرائم باسم الدين.
وتحدث عن قناة المنار بأنها قناة عامة وليست قناة دينية، وإنما هي ذات توجه ديني. وأضاف أنه ليس هناك إعلام ديني ناجح وإنما هناك تجارب، قال: إن المنار ليست خاصة بـ «حزب الله» وليس لديها عقدة مع الآخر، فرجل الدين المسيحي والآخر المختلف موجود (لم يذكر أنه السنّي)، وقال: قلّ أن تجد مثل هذا الانفتاح في قناة أخرى.
وأكد قصير أن وسائل الإعلام ينبغي أن تكون وسائل معرفة تقدم الدين بشكل جذاب، ولكنها تركز في التسلية والترفيه، كما أنها تخاطب اللاوعي أكثر من مخاطبتها الوعي.
وبعد ذلك كانت هناك مداخلات عدة، منها ما ذكره المطران جريجوري من أنه لا يوافق على تسمية «حزب الله»، وسأل الجمهور: هل منكم أحد من حزب الشيطان؟! كلّنا حزب الله.
ودار حوار حول جدوى الحوار بين الأديان وهل يكون من خلال وسائل الإعلام أو في اجتماعات مغلقة بين أتباع الديانات المختلفة، فأجاب المطران بأنه يفضل أن يكون الحوار مغلقاً؛ لأن وسائل الإعلام لا تسمح بالحديث بحرية، فهناك قيود عدّة في أثناء الحوار، وأضاف أن الدين يتكون من عقائد وشرائع ومعاملات، أما الحوار العقائدي فلم يبدأ بعد وربما لن يبدأ مطلقاً ذلك أن المسلمين يؤمنون بإله واحد {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ،وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4]، بينما النصارى يؤمنون بإله له ثلاثة أقانيم. ولذلك يدعو المطران إلى أن يكون الحوار اجتماعياً، وذكر أن العلمانية ليست ضد المسيحية أو الإسلام.
أما الدكتور مجدي قانصو فدعا إلى أن يقوم الإعلام بتوليد خطاب وصورة مستقلة للدين، وألاَّ يكون تكريساً للإسلام الرسمي، ولا بد من توليد خطاب مستقل عن الأحداث بعيد عن المزاج الشعبي الذي يخاف من ضياع الهوية، وأن يتواصل الخطاب مع الآخرين دون إدانة أو إلغاء.
وتساءل مدير الحوار غسّان بن جدو عن حقيقة الانفتاح على الآخر في القنوات الفضائية ووجَّه نقده لقناة المنار بأن النسبة التي يظهر فيها الإسلام السنّي أو المسيحية إنما هي نسبة محدودة المقصود بها رفع العتب أو ذراً للرماد في العيون كما يقولون.

الجلسة الأولى: المرجعيات الدينية في الإعلام العربي

1- بيتينا قارفBettina Garef من مركز الدراسات الشرقية الحديثة بجامعة برلين، وكانت ورقتها بعنوان: «الشيخ يوسف القرضاوي في الفضاء الافتراضي (الإنترنت) ممثلاً سلطة غير محلية» www.qaradawi.net
قدمت الباحثة معلومات أساسية عن الموقع وتاريخ تأسيسه وتطوره، وذكرت أن من أهداف الموقع التعريف بالإسلام الوسطي وتطبيق الإسلام بطريقة سليمة، وهو باللغتين العربية والإنجليزية. وذكرت أن الموقع كانت تستضيفه شركة أمريكية حتى عام 2001م ثم انتقل إلى شركة كندية، وأن الموقع يقدم تعريفاً بالشيخ القرضاوي ونشاطاته من إصدار الكتب وإلقاء المحاضرات وخطب الجمعة وحضور المؤتمرات التي تبلغ خمسة عشر مؤتمراً سنوياً. وذكرت أن الموقع يرتبط به عدد كبير من المواقع الإسلامية بخلاف بعض المواقع الأخرى مثل موقع الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي ليس فيه روابط لعلماء آخرين. كما قارنت الموقع مع موقع عمرو خالد www.amrkhalid.net وموقــع فضل الله وموقع المجلس الأوروبي للفتوى والبحوثwww.e-cfr.org
ومن الموضوعات التي يضمها الموقع ما يأتي:
- الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية.
- فتاوى وأحكام.
- أزمة العراق ومن المسؤول عن أزمة الأمة.
- المعركة من أجل استقلال فلسطين.
- أرشيف الفتاوى.
وذكرت الباحثة أن الشيخ القرضاوي قد اختير للرابطة العالمية لعلماء المسلمين التي تتخذ من دبلن مقراً لها.
وقدمت الباحثة إحصائيات مهمة عن زوار الموقع فأشارت إلى أن أكبر عدد من الزوار هم من الخليج، وبخاصة المملكة العربية السعودية.
2- إيفيتا كوريلوفا Iveta Kourilova من تشيكيا وتدرس في جامعة جورجتاون قسم دراسات الشرق الأوسط، وعنوان بحثها هو: «الشيخ يوسف القرضاوي وبرنامجه الأسبوعي في قناة الجزيرة».
قدم البحث تعريفاً واسعاً بالشيخ يوسف القرضاوي وإنجازاته العلمية ومتابعة طويلة لبرنامجه «الشريعة والحياة» في قناة الجزيرة القطرية وكذلك نشاطاته الأخرى مثل خطبة الجمعة وفتاواه ومقالاته والمقابلات الصحفية أو الإذاعية أو التلفازية معه، كما قامت الباحثة بتحليل عدد من كتبه.
ويرى البعض - كما تعتقد الباحثة - أن الشيخ القرضاوي من أكثر العلماء تأثيراً في العالم الإسلامي، ومع ذلك فهناك من يرى أن الشيخ هو «مفتي الإرهاب»، بينما يرى آخرون أنه «بطل الاعتدال» لقدرته على التوفيق بين المعتقدات الإسلامية والعصر الحاضر. وفي الوقت نفسه هناك من العلماء السلفيين في السعودية من ينظرون إلى تساهله الاعتقادي، وهناك أيضاً من يحترمه لحماسته الدينية.
وتناول البحث مواقف الشيخ القرضاوي من الأحداث العالمية مثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والهجوم على العراق، والعمليات الانتحارية، وحركة طالبان والمقاومة ضد الاحتلال.
3- ليندزي وايزLindsay Wise من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعنوان بحثها: «الداعية عمرو خالد والدعوة التلفازية الحديثة».
قدمت الباحثة تحليلاً لتأثير «نجوم الوعظ» من أمثال عمرو خالد الذي تراه واعظاً إسلامياً غير سياسي يستخدم تأثيره بصفته داعية للدعوة إلى الحركة الإسلامية والإصلاح الاجتماعي في برامجه مثل «صنّاع الحياة»، وتعد هذه البرامج ابتعاداً عن الطريقة التقليدية الكلاسيكية للدعوة إلى الإسلام، ويهدف عمرو خالد إلى تقوية الهوية العربية والإسلامية في وجه العولمة والتغريب.
وأشارت الباحثة إلى أن المظهر الخاص لعمرو خالد يبعده عن الصورة التقليدية ويعطيه قوة وتأثيراً في تسويق رسالته الدينية والاجتماعية للنهضة الإسلامية.
وقد كان لنجاح عمرو خالد تأثير في ظهور عدد من البرامج لدعاة شباب من أمثال معاذ مسعود ومحمد حميد وحمزة يوسف وحبيب علي (الجفري)، وقد نقلوا الدعوة من المسجد إلى ساحة الإعلام الواسعة.
وتناولت الباحثة أيضاً الاختلافات بين أسلوب عمرو خالد والدعاة التقليديين من أمثال الشعراوي والقرضاوي ولماذا يجد القبول لدى الشباب والنساء والطبقة الثرية، وبحثت أيضاً لماذا يرى البعض أن عمرو خالد يشكل تهديداً.
وأشارت الباحثة إلى موقف الحكومة المصرية من عمرو خالد ومنعه من النشاط في مصر وانتقاله إلى لندن وعودته من جديد إلى مصر ونشاطاته المتعددة في مناقشة مشكلات الشباب مثل البطالة وغيرها.

الجلسة الثانية: الدين والأصولية والإرهاب

1- داليا شمس من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، وعنوان بحثها: «التلفزيون مرآة الساحة الدينية».
تناولت الباحثة الفرص التي أتاحها التلفاز لظهور بعض الشخصيات الدينية التي استفادت من الفرص المتاحة لهم، وبخاصة بعد انتشار القنوات الفضائية، ليتوجهوا إلى الطبقة المتوسطة والطبقة المتوسطة العليا التي تواجه العولمة ولتأكيد شرعيتهم كذلك. وأشارت إلى الأسلوب الجديد الذي اتخذوه (وفقاً لنظرية الأسلمة في الإدارة) مدخلين تعديلات على الممارسة والطريقة دون معارضة للتيار السلفي (نوع من دعوة التطهير أو الأصولية).
وأشارت الباحثة إلى التشابه بين عمرو خالد والدكتور عمر عبد الكافي -دكتوراه في الزراعة- الذي انتشرت أشرطته في كل مكان، وقدمت له القناة الثانية المصرية ثلاثين برنامجاً عام 1993م. كما تناولت العلاقة بين الحكومة المصرية والنشاط الدعوي وكيف أن الحكومة أحياناً تستخدم المنع ثم الإذن ويكون المنع إن شعرت الدولة أن تغييراً اجتماعياً حقيقياً على وشك الحدوث. وتشير الباحثة إلى أن البرامج الدينية لم تصل إلى تغيير الخطاب الديني؛ لأن مثل هذا التغيير يقود إلى التغيير الاجتماعي. وقد منعت الحكومة برنامجاً مثيراً هو برنامج (الله أعلم) الذي كان يقدمه إبراهيم عيسى. وقدم التلفاز عدداً من البرامج لنساء مثل عبلة الكحلاوي وسعاد صالح وملكة ضرار، وترى أن وجود هؤلاء النسوة وكل الذين ظهروا على التلفزيون إنما كان استجابة لإسلام معولم.
كما ربطت الباحثة بين دعوة الدعاة في التلفاز إلى نهضة الأمة ودعوة محمد عبده وجمال الدين الأفغاني دون الإشارة إلى ذلك، كما أكدت على أن دعوة عمرو خالد والدعاة الشباب إنما هي لتشجيع الجهد الفردي في العمل الجماعي، وذكرت عدداً من الدعاة أمثال كشك والشعراوي. كما ذكرت أن بعض البرامج في التلفاز إنما تقدم أسئلة قديمة مكررة مثل الأسئلة عن الحجاب وإزالة شعر الحاجبين وغير ذلك من القضايا.
2- مازن مطبقاني قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود، وكان بحثه بعنوان: «محاربة الإسلام تحت مظلة محاربة الإرهاب»، وقد تناولت الورقة الربط بين محاربة الإرهاب في الحملة التي يقودها الرئيس الأمريكي جورج بوش ومحاربة الإسلام، وأن الذين يزعمون محاربة «الإرهاب» يمكن تصنيفهم إلى أربعة أصناف:
أ- صنف صادق في محاربته للإرهاب الذي يستهدف المدنيين وليس دفاعاً عن أرض أو عرض أو شرف أو عقيدة.
ب- كتَّاب عرب ومسلمين ركبوا الموجة واستغلوها لتحقيق مكاسب شخصية.
ج- صنف كان متطرفاً إلى درجة العنف والتكفير ثم سجن وخرج ليشارك في الحملة على ما يسمى «الإرهاب» فيطعن الدين من خلال هذه المعركة.
د- الإعلام الغربي عموماً.
وتناولت الورقة الأسباب التي أدت إلى محاربة الإسلام تحت مظلة محاربة الإرهاب فأعادت جذورها إلى عهد الاحتلال الأجنبي وقيام الحركات الإسلامية بمحاربة الاحتلال فوصمها الإعلام الغربي بالحركات الأصولية المتطرفة، ولمّا سقطت الشيوعية وبدأ الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، البحث عن عدو جديد اختارت الإسلام، وكان لذلك عدة مراحل: أولها ما كتبه صموئيل هتنجتون من نظرية صدام الحضارات، ثم ما كتبه فوكوياما عن نهاية التاريخ، ثم انطلاق برنارد لويس ودانيال بايبس وجوديث ميللر لتضخيم العدو الإسلامي.
أما محاربة الإسلام تحت مظلة محاربة التطرف والإرهاب فقد أخذت الأشكال الآتية:
1- حرب النعوت والألقاب كما سمّاها سعيد بن سلمان، فأطلق هــــؤلاء على كل من دعا إلى الإسلام أو ما يسمى الحركة الإسلامية «الإسلاموية» أو «التقليديين»، ووصفوا بالجمود والآحادية وغير ذلك من أوصاف.
2- الرفع من شأن الحضارة الغربية وأنها الحضارة الوحيدة التي أفادت العالم.
3- الطعن في التاريخ الإسلامي وأنه تاريخ دموي وأن الفتوحات الإسلامية كانت حركات استعمارية.
4- الطعن في شرائع الإسلام وعقائده.

الجلسة الثالثة: المشهد الإعلامي

1- محمد حسن خاني (من جامعة الإمام الصادق)، وعنوان بحثه: «سيف ذو حدين: كيف تؤثر وسائل الإعلام في الدين بطرق مختلفة؟».
يرى الباحث أن الإعلام يدافع عن الدين في الوقت الذي يحاربه أو يهينه؛ فلدى الإعلام القوة لنشر الدين وتقويته والإعلام عنه وتفسيره، وفي الوقت نفسه لدى الإعلام الإمكانية لإزعاج الدين وتزييفه وإضعافه وإساءة تفسيره. وقد قدم الباحث نماذج إيجابية وسلبية لكيفية تعامل الإعلام مع الدين.
2- ديمة دبوس سينسينج من الجامعة اللبنانية الأمريكية ببيروت، وكان بحثها بعنوان: «الإعلام والحجاب قضية مثيرة للجدل كما تشاهد في قناتي الجزيرة والشرق الأوسط MBC». بدأت الباحثة حديثها بالإشارة إلى قرار الحكومة الفرنسية بمنع الرموز الدينية في المدارس الفرنسية، وهو الأمر الذي أثار غضب الجماهير الإسلامية في كل أنحاء العالم الإسلامي. وتزعم أن هذا الأمر أثار النقاش في قضية لم تكن تتعرض لنقاش مستفيض، وأثير العديد من التساؤلات حول وجوب الحجاب أو فرضه على المسلمات وما شكل هذا الحجاب وكذلك مكانة الحجاب في حياة المرأة. وقدمت بعض الآراء المفسرة للآيات القرآنية وقدمت تفصيلات لمعنى «زينتهن» و«جيوبهن» ومعنى «إلاّ ما ظهر منها»، وأوردت الآراء التي تشكك في طبيعة الحجاب الإسلامي مثل آراء نوال السعداوي ومن على شاكلتها، مثل القول: إنه «لا إشارة إلى غطاء الرأس في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]، كما أنه لا إجماع حول معنى الزينة في الآية الكريمة: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31]».
ثم قدمت بعض التفصيلات لحلقات برنامج «الشريعة والحياة» التي تناولت قضية الحجاب وعدد هذه الحلقات والآراء التي قدمتها، ولكن الباحثة لم تتناول قناة الشرق الأوسط MBC.

الجلسة الرابعة: الجندر والدين في التلفزيون

1- رالف بيرنجر Ralph Bernger من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكان بحثه بعنوان: «المذيعون الدينيون والحجاب: دراسة لعدد من طلاب النخبة المصرية».
يرى الباحث أن الدعاة الذين استخدموا الفضائيات كان لهم أثر كبير في ارتداء النساء الحجاب؛ إذ ارتفع عدد النساء المتحجبات بعد مشاهدتهن للدعاة في القنوات الفضائية التي تقدم هؤلاء الدعاة سواء كانت تتفق مع خطهم الفكري أو لا. ويقوم البحث على استجواب عدد من الفتيات ورصد توجههن لارتداء الحجاب بعد التعرض للبرامج في القنوات الإسلامية مثل «اقرأ» وغيرها، وبخاصة برامج عمرو خالد. وكذلك استجوبت الدراسة عدداً من الشباب الذكور واستطلعت آراءهم في مسائل الحجاب والعلاقة مع النساء المحجبات وهل لذلك تأثير في اختيار الزوجة وغير ذلك.
وقد انتُقد الباحث بأن عدد العينة المستطلع رأيها كان قليلاً مما يؤثر في مصداقية النتائج أو إمكانية تعميمها.
2-جاكــوب سكــوفجارد بيترسون Jacob Skovgaard - Peterson مـدير معهد الحوار المصري الدانمركي بالقاهرة، وكان بحثه حول مسلسل «مريم المقدسة» الذي قدمته قناة المنار قبل سنتين مستطلعاً رأي السنّة والنصارى حول تجاوبهم مع هذا المسلسل. وأشار إلى أن المسلسل قد أنتج في إيران، فلذلك لم يخْلُ من بعض اللمحات إلى المعتقدات الشيعية مثل التقية وغيرها.

الجلسة الخامسة: الدين والإعلام والتعليم

1- مروة رجاء المطفي، وعنوان بحثها: «طلاب الجامعات المصرية والمواقع الإسلامية: هل هي مصدر معلومات أو تضييع للوقت؟». بدأت المتحدثة بالحديث عن خطة البحث، ولكنــها توقفـــت بسرعــة لأن الموضـــوع ما زال فكرة لم يتم تنفيذها بعد. والحقيقة أن الموضوع يستحق البحث، وبخاصة أن إحدى الباحثات ذكرت أن رواد المواقع الإسلامية يصل إلى عشرة في المائة من رواد المواقع الدينية في العالمين العربي والإسلامي، بينما لا يتعدى عدد الذين يزورون المواقع الدينية في الغرب اثنين في المائة.
2- كارين ليKaren Lee من أكاديمية تطوير التعليم بواشنطن (العاصمة الأمريكية)، وعنوان كلمتها: «المسؤولية الاجتماعية للتعليم الديني من وجهة نظر المنظمات غير الحكومية». تحدثت عن أهمية التعليم الديني في المجتمعات وأحقية المجتمعات في ممارسة التعليم الديني دون فرض من الحكومات أو تدخل، وذكرت كيف أن الحكومة الأمريكية حكومة علمانية لا تتبنى أي دين في مدارسها ولكنها تكفل هذا الحق لأصحاب الديانات المختلفة.
3- تيــم والترز Tim Walters وعــادل الجـندي من جامعة زايد بالإمارات، وعنوان بحثهما: «أعْطِ ما لقيصر: الإعلام والدين والتغير الاجتماعي في الإمارات العربية المتحدة».من مجتمع صحراوي محروم إلى دولة أصبحت قوة اقتصادية إقليمياً، وفي هذا المجتمع الذي يخضع لضغط الإعلام الذي يبعث برسائل تدعو إلى السلوك الاستهلاكي والتصرف العلماني يعيش المواطن الإماراتي، كما أن التحول الاجتماعي قادر على تغيير المجتمع من البداوة إلى مجتمع مدني أكثر تسارعاً في تغيراته وأكثر مادية وأقل تديناً.
ويرى الباحثان أن الإعلام يسعى إلى الإثارة والدراما الشخصية والترفيهية. ويرى الباحثان أن الإعلام المستورد من أفلام وبرامج أخرى يسعى إلى تغيير أنماط السلوك وإظهار أن المجتمع الغربي الاستهلاكي هو النموذج الذي يجب أن يحتذى، وأن الترفيه يعلم سلوكيات غير إسلامية، وأن الحدود أصبحت رقيقة بين البرامج الإخبارية والدراما والإعلانات، وقد أوجد الإعلام نوعاً من الحياة يغري بالحياة الخيالية مهدداً ليس الإسلام وحده بل مهدداً كل أنواع الحياة التقليدية. وقد ذكر المحاضر تيم والترز أنه بعد أن عاش ثلاث سنوات في دبي انتقل إلى أبو ظبي لأنه لم يتحمل المعيشة في دبي، وأشار إلى أن دبي أصبحت تشبه بانكوك بما تقدمه من أنواع الترفيه والتسلية. ومما ذكره تيم والترز أن طلابه يخافون الكتابة بالعربية أكثر من الإنجليزية، وضرب مثالاً بطالبين تخرَّجا في الجامعة ولم يكونا يتقنان اللغة العربية. وأشار إلى أن التدهور الأخلاقي ينطبق عليه المثل: «ماذا يفيدك لو أنك ورثت أرضاً كبيرة وفقدت روحك؟!». وذكر أن عدد الطالبات المتحجبات لا يزيد على اثنين في المائة في أحد الفصول التي يدرِّسها في جامعة زايد للطالبات.

الجلسة السادسة: التبادل بين الشرق والغرب

1- يوناس أوتربك Jonas Otterbech من المعهد الدولي للهجرة والعلاقات العرقية- مالمو السويد، وبحثه بعنوان: التحديث والموسيقى والإعلان. تناول الباحث موقف الدول العربية والإسلامية من الموسيقى، وبخاصة بعد انتشار وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك الموقف من الموسيقى الذي ينطلق في بعض جوانبه من التحريم المطلق إلى الإباحة المطلقة. ويهتم الباحث بنظرية التحديث وتطبيقاتها على العالم العربي، وبخاصة في مجال الموسيقى، فذكر أن الموسيقى كانت محرمة على سبيل المثال في المملكة العربية السعودية حتى عام 1958م ثم بدأ السماح للموسيقى. وقد أشار عليه أحد الحضور بأن ثمة تفصيلات كثيرة في مسألة الموقف من الموسيقى في السعودية، وأن الذي لم يتغير هو موقف العلماء من الموسيقى بينما أصبح للموسيقى قبول اجتماعي أكثر من ذي قبل، كما ساعدت وسائل الإعلام على انتشار الموسيقى.
2- حياة بوعلوان أستاذة الأدب العربي بالجامعة اللبنانية الأمريكية ببيروت، وعنوان بحثها: «المواجهة بين الشرق والغرب» من خلال كتاب علي مبارك «علم الدين». وقد تناولت الورقة العلاقة بين الشرق والغرب وماذا يريد الشرق من الغرب المتحضر الذي سبقه في الرقي والتقدم.

الجلسة السابعة: الإسلام في الدول غير العربية

1- أحمد وصال (تركيا)، وقَدَّم بحثين بعنواني: «الإعلام وتشكيل الدين والسياسة في تركيا» و«الديانة الرسمية والحملة الإعلامية للإصلاح الديني في تركيا».
تناول البحثان كيف أن تركيا الحديثة نشأت منادية بالعلمانية وإقصاء الدين، وأنها كانت تنظر إلى الدين على أنه من عوامل إعاقة التطور والتقدم، وأنه لا بد من إحداث إصلاحات في المفاهيم الدينية، وقد أوكلت الحكومة هذه المسألة إلى وقف الديانة التركي، ولكنهم لم يستطيعوا أن يستجيبوا لرغبات الحكومة واستمرت نظرتهم التقليدية للدين، ولكن ظهر علماء وأكاديميون معاصرون ينظرون إلى الدين نظرة تختلف عن النظرة التقليدية.
أعطى وصال فكرة تاريخية عن موقف الحكومة التركية من الإسلام وكيف أنه في الفترة من 1932م إلى 1950م كان الأذان باللغة التركية، ولكن فرض الصلاة باللغة التركية لم ينجح.
كما تناول وصال موقف الإعلام، وبخاصة الصحافة، من الاتجاه الديني، وأن الحركة الإسلامية في نظر الصحافة تهديد للوضع الحالي. ويرى وصال أن الإعلام عموماً يمثل النخبة العلمانية ويتحدى المشاعر الإسلامية حين يطالب مثلاً بأن الأضحية ليست ضرورية وأن الحجاب ليس أساساً في الدين، ويدعو إلى الصلاة بالتركية والأذان بالتركية.

الجلسة الثامنة: المعرفة والقوة والفاعلية في الإنترنت - دراسة حالة الإسلام أون لاين

www.Islam-online.net
داليا يوسف ومروى النجار من موقع إسلام أون لاين قدمتا تقريراً ضافياً عن الموقع من حيث:
أ- تأسيسه وتطوره وأقسامه وأهدافه وموضوعاته وتمويله.
ب- عدد الزوار وردود الفعل لمحتويات الموقع.
وقد قدمت الباحثتان عرضاً شيقاً للموقع ومحتوياته وإحصاءات دقيقة لعدد الزوار وغير ذلك مما يعطي المستمع انطباعاً بقوة الموقع وأنه أصبح مرجعاً عالمياً.
كما قدمت الباحثة نادية العوضي ورقة حول اهتمام الموقع بالجانب العلمي، وأن القسم العلمي تأسس في الفترة الأولى لانطلاق الموقع، وأن الكتَّاب والمؤلفين في هذا القسم ينتمون إلى عدد من الجنسيات، كما أن زوار الموقع ينتمون إلى معظم أقطار العالمين العربي والإسلامي، وتحدثت عن التجاوب بين الموقع والزوار والتفاعل الحيوي.

الجلسة الختامية

قدمت للمعهد عدة عروض لنشر بحوث المؤتمر في شكل موجه إلى عامة القراء، ودار نقاش حول الشكل المناسب لهذه المقالات، وتقرر ألاَّ يزيد حجم البحث عن سبعة آلاف كلمة ولا يقل عن خمسة آلاف ويستخدم أسلوب شيكاغو.
ملحوظات عامة حول المؤتمر
تناول المؤتمر موضوعاً حيوياً وغطى العديد من جوانب العلاقة بين الدين والإعلام، وقدم نماذج من الدعاة المعاصرين واستخدامهم وسائل الإعلام المختلفة مثل التلفاز والإنترنت. ولكن بقيت مجالات كثيرة لم يتطرق إليها المؤتمر مثل الإذاعة، وبخاصة الإذاعات الدينية، كما أن هناك قنوات إسلامية جديدة لها انتشار كبير مثل قناة «اقرأ»، وقنوات «المجد»، وقناة «الفجر»، وقناة «الواحة» (شعارها محاربة الإباحية في الشاشة)، كما أن إطلاق اسم برامج دينية على برامج معينة يخالف حقيقة الإسلام الذي يهتم بجميع جوانب الحياة من اقتصاد واجتماع وسياسة وثقافة وغيرها، وبالتالي تصبح البرامج الدينية محدودة جداً.
ضمت الجلسة الافتتاحية ممثلاً للنصارى وآخر للشيعة، ولكن لم يمثل السنّة أحد (من الناحية العلمية التخصصية)، وكانت المشاركة ضعيفة على رغم أن بعض الموضوعات التي أرسلت ملخصاتها كانت مهمة جداً مثل «تأثير التوجهات الدينية لليمين المسيحي في السياسة الأمريكية» وغيرها من البحوث.
هذا وقد قامت قناة «الجزيرة» الوثائقية بنقل وقائع الجلسة الافتتاحية على الهواء مباشرة، كما سجلت بعض القنوات الفضائية الأخرى مثل «أوربت» بعض اللقاءات مع بعض الحضور، وسجلت بعض وقائع المؤتمر.
وقد حضرت ممثلتان عن وزارة الخارجية الأمريكية، وكذلك موظفان من السفارة الأمريكية في عمّان لمتابعة مجريات المؤتمر.

الهوامش
(1) Gregory S. Paul. "Cross-National Correlations of Quantifiable Societal Health with Popular Religiosity and Secularism in the Prosperous Democracies" in Journal of Religion & Society. Volume 7 (2005).

 

د. مازن  مطبقاني
  • الكتب والبحوث
  • المقالات
  • مقالات حول الاستشراق
  • تقارير المؤتمرات
  • دراسات الغرب - الاستغراب
  • للتواصل مع الدكتور
  • الصفحة الرئيسية