اطبع هذه الصفحة


الاستشراق المعاصر
وأثره في ظاهرة التطاول على الإسلام

د.مازن بن صلاح مطبقاني
‏@mazinmotabagani


بسم الله الرحمن الرحيم


المقدمة:
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بعثه ربه رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فما حقيقة ظاهرة التطاول على الإسلام؟ وما مدى اتساعها وأين نجد هذه الظاهرة، ومن المسؤول عن ظهورها؟ ولماذا توجد مثل هذه الظاهرة في هذا الوقت؟ وما الحلول المناسبة لمواجهة هذا التطاول. لكم رددنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كتداعي الأكلة إلى قصعتها..) وفهم من الحديث أن التداعي يكون حسياً وهو حاصل بالفعل فالقوات الأجنبية الغازية موجودة في ديار المسلمين، والبلاد التي ليس فيها قوات أجنبية تتحقق الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية في صور مختلفة ولها وكلاء يقومون بهذا. ولكن هذا التداعي له مظاهر معنوية وفكرية وثقافية.
والاستشراق المعاصر في بعض نشاطاته ودراساته يعد أحد عناصر هذه الظاهرة في التطاول على الإسلام حيث تصدرت الجامعات الغربية الأوروبية والأمريكية مصادر تلقي العلم لدى الكثيرين من أبناء هذه الأمة منذ بداية سياسة الابتعاث إلى هذه الدول بغرض الحصول على الشهادات العليا في شتى المجالات العلمية ومنها العلوم الاجتماعية وما يسمى بالعلوم الإنسانية وحتى العلوم الشرعية. وهناك  درسوا على أيدي المستشرقين فتشبع كثير منهم بأفكار أساتذتهم وآرائهم، وأعجب بعضهم بالأساتذة إعجاباً وصل إلى درجة الانبهار والحب العميق لهم، بل وصل الأمر بأحدهم ذهب إلى هناك ليدرس الاستشراق فعاد ناعياً حظه في هذه الدراسة ظاناً أن من يدرس الاستشراق كمن يحارب طواحين الهواء (دون كيشوت) وما أن وجد الفرصة حتى انتقل إلى تخصص آخر بعيداً عن الدراسات الإسلامية عند المستشرقين ولم ينتج صفحة واحدة بعد حصوله على الدكتوارة من هناك.
وفي هذا البحث الموجز عن الاستشراق المعاصر وأثره في ظاهرة التطاول على الإسلام نتناول هذه الظاهرة من خلال مبحثين وخاتمة هما:
- طبيعة الدراسات الاستشراقية المعاصرة
- مجالات التطاول وتجلياتها المعاصرة
- الخاتمة والتوصيات
ولا بد من التنبيه أنه من الصعب إطلاق الحكم على الاستشراق المعاصر بعامة لأن من الصعب على أي باحث عربي مسلم أن يزعم أنه على اطلاع بكل ما يدور في الساحة الاستشراقية أو في الجامعات ومراكز البحوث الغربية بعامة ولكن تخصصي في الاستشراق المعاصر وزيارة العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية واطلاعي على المواد الدراسية بالإضافة إلى حضور العديد من المؤتمرات والندوات وما يسمى ورش العمل وفر لي الفرصة لمثل هذه الاستنتاجات.

المبحث الأول
طبيعة الدراسات الاستشراقية المعاصرة

إن الاستشراق المعاصر أو ما أصبح يعرف بالدراسات العربية والإسلامية أو الدراسات الإقليمية أو دراسات الشعوب العربية والإسلامية تحت مختلف التخصصات كالاجتماع وعلم الإنسان والاقتصاد والسياسة لم يعد يشبه ذلك التراث الضخم من الكتابات الاستشراقية المعروفة مثل كتابات جولدزيهر ومارجليوت وشاخت وكولسن وبرنارد لويس وهاملتون جب وتوماس آرنولد وغيرهم. فإذا كان المستشرقون القدامي ينطلقون من معرفة اللغة إلى تناول القضايا كافة التي تتناول الإسلام والمسلمين في المجالات العقدية والتشريعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فإن المستشرقين المعاصرين أو الباحثين الغربيين يدركون الآن أنه لا يمكن للشخص أن يصبح عالماً متخصصاً في الشرق العربي الإسلامي من خلال اللغة وحدها، فإن الباحثين الغربيين الذين يدرسون العالم الإسلامي من خلال بعض المعرفة باللغات الإسلامية مع إلمام محدود بالإسلام أصبحوا يدرسون العالم الإسلامي من خلال قضايا محدودة جداً مثل وضع المرأة في قطر من الأقطار، أو التعليم في بلد من البلاد الإسلامية. أو قضايا الزواج والطلاق أو بعض المسائل الفرعية الأخرى.

الاستعانة بالطلاب العرب المسلمين والأساتذة:

لقد توفر للاستشراق المعاصر أعداد كبيرة من الباحثين العرب والمسلمين الذين يدرسون في الجامعات الغربية ويختارون بناء على توجيه مشرفيهم لدراسة قضايا معينة تخص العالم الإسلامي وهذا ما لم يتوفر للمستشرقين القدامى الذين كان بعضهم يضطر إلى زيارة البلاد العربية والإسلامية والإقامة فيها سنوات، ومع ذلك فقد لا تتوفر له المعرفة الدقيقة التي يمكن أن يحصلها من خلال ما يقوم به طلاب الدراسات العليا العرب والمسلمين. ومع ذلك فعلينا أن نذكر أن أمر الرحلة لم ينقطع تماماً فمازال للبلاد الأوروبية والأمريكية الجامعات ومراكز البحوث في البلاد العربية الإسلامية التي يستطيع بعض الباحثين الغربيين من الإقامة بضع أشهر أو سنوات لدراسة الشعوب العربية والإسلامية وإتقان لهجاتها المختلفة ومعرفة أوضاعها.
وأصبحت الدراسات العربية والإسلامية تستعين بأعداد من الأساتذة العرب المقيمين في الغرب أو الزائرين (نصر حامد أبو زيد أستاذ زائر بجامعة ليدن منذ عشرة أعوام)  وصادق جلال العظم وبسّام الطيبي وعزيز العظمة (والقائمة طويلة حقاً)، وهولاء الأساتذة لا بد أن تنطبق عليهم شروط معينة لعل من أولها أن يكون صاحب تفكير "حر" بزعمهم وهو أن يكون ممن لا يتورع عن انتقاد الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجاً. أما الأساتذة الذين يعتزون بدينهم فمن الصعب أن يجدوا مكاناً في الجامعات الغربية ([1]) وفي زيارة لمعهد الولايات المتحدة للسلام عام 1415هـ(1995م) علمت عن دعوتهم للدكتور سعد الدين إبراهيم لإعداد بحث عن الحركات الإسلامية (الأصولية) في مصر ، فتعجبت منهم يدعون باحثاً عرف عنه بعداوته لهذه الحركات وتحيزه ضدها. كما أن معهد الشرق الأوسط بواشنطن العاصمة كان قد دعا باحثاً من الأردن لإمضاء سنة كاملة للبحث حول الأردن فخرج بنتائج كادت تحدث فتنة داخل الأردن ([2]) وكان أحد الباحثين أيضاً في المعهد نفسه للكتابة عن الحركات الإسلامية وتناول كتابات سيد قطب وأصر في نتائجه عن أن سيد قطب هو الأب الروحي للقاعدة والإرهاب في الوقت الحاضر.([3])
ومن مظاهر استقطاب الجامعات الغربية للباحثين العرب والمسلمين دعوة بعضهم لإجراء البحوث فيما بعد الدكتوراه أو المحاضرة والتدريس في  جامعاتهم، ولكن بمواصفات خاصة وهي أن يكون هذا الباحث معروفاً بمواقفه المنتقدة للإسلام أو حتى التي يمكن أن تصل حد الكفر والأمثلة على ذلك كثير. ويأتي هؤلاء إلى الجامعات الغربية ليدرّسوا في الجامعات ويعتلوا المنابر ويشركوا في إعداد البرامج والإشراف على الطلاب وغير ذلك. كما أن البعض يستخدم لتقديم معلومات عن بلاده وبخاصة عن الحركات الإسلامية أو الجماعات الإسلامية  في الهند كما هو الحال في أحد الباحثين الهنود المدعو إلى المعهد الدولي لدراسة الإسلام في العصر الحديث  الذي تشترك فيه ثلاث جامعات هولندية هي: جامعة أمستردام وجامعة ليدن وجامعة أوتريخت.
 
الاستشراق المعاصر ودعم الحكومات الغربية.

والاستشراق المعاصر إنما هو امتداد للاهتمام بالعالم العربي والإسلامي الذي يحظى بدعم الحكومات الغربية، فالحكومة البريطانية ألفت عدة لجان في القرن الماضي (1947و1961و1985م) لدراسة احتياجات بريطانيا لمتخصصين في الدراسات العربية والإسلامية وتخصيص المبالغ لدعم الجامعات ومراكز البحوث، وما زال هذا الدعم مستمراً من قبل الحكومات الغربية عموماً من حيث التمويل والإفادة من معطيات البحوث التي تنتجها الجامعات ومراكز البحوث بالإضافة إلى العدد الكبير من المراكز التي يطلق عليها مراكز التفكير (Think Tanks) التي تقدم إلى الحكومات الغربية دراسات واقتراحات للنظر في تنفيذها في السياسة الخارجية لتلك الدول. ومن نماذج التمويل لدراسات العالم الإسلامي ما قامت به الحكومة الهولندية من تخصيص مبلغ مليوني ونصف يورو لدعم برنامج الدراسات العليا في العقيدة الإسلامية بقسم العقيدة في جامعة ليدن، وهو البرنامج الذي يقول عن رئيس قسم الأديان إنه لإعداد الأئمة والخطباء في أوروبا بدلاً من استقدامهم من العالم الإسلامي.
وتنادت الجامعات البريطانية التي تضم أقساماً لدراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية بالمطالبة بدعم حكومي وعقدت لذلك العديد من الندوات والمؤتمرات واللقاءات الخاصة للحصول على دعم الحكومة. وقد استجابت الحكومة البريطانية استجابة عملية تمثل في تكليف ثلاث  جامعات لإنشاء مركز الامتياز للبحث في شؤون العالم الإسلامي المعاصرة وهي جامعات إدنبرة ودرم ومانشستر. وبالإضافة إلى هذا المشروع فإن أقسام دراسات الشرق الأوسط (وغيرها من الأقسام العلمية) يتم تقويم عملها من لجان محايدة كل ست سنوات ليقرر على ضوء ذلك تحديد الدعم المالي والمعنوي الذي تستحقه تلك الجامعات.
كما أن الاتحاد الأوروبي قد أنشأ المعهد الجامعي بفلورنسا ومن أبرز مهماته دراسة أوضاع العالم الإسلامي من خلال البحوث والدراسات العليا والندوات والمؤتمرات ، وأذكر على سبيل المثال ندوات البحر المتوسط التي تعقد سنوياً وتضم أكثر من عشرة ورش تتناول قضايا مختلفة في العالم الإسلامي، وكان من بين تلك الورش: العيش تحت حكم استبدادي، ومسألة الجندر، والأسرة في الشرق الأوسط، وقضية المعلوماتية في العالم الإسلامي، وقضايا أخرى. وهناك مجموعات من الباحثين يتولون عقد دراسات حول العالم الإسلامي بدعم من الاتحاد الأوروبي، كما أن بعض الباحثين يحصلون على منح من حلف الناتو لدراسة أوضاع العالم الإسلامي.
كما أنه من ضمن هذا الدعم أن المعهد الدولي لدراسة الإسلام في العصر الحديث أعلن عن  تقديم ثمانية عشرة منحة لدراسة الدكتوراه وثلاثين منحة للماجستير في مجال الدراسات الإسلامية بجامعة ليدن شريطة إتقان اللغة الإنجليزية لأن الدراسات العليا في هذا البرنامج ستكون باللغة الإنجليزية.
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي قامت الحكومة الأمريكية بعد سقوط الشيوعية واحتلال العراق للكويت بدعم برامج دراسات الشرق الأوسط بل إنها جعلت من شروط الحصول على منح للالتحاق ببرامج دراسات الشرق الأوسط الالتحاق بالخدمة الحكومية ومنها العمل في الاستخبارات المركزية الأمريكية. ثم عادوا الكرة مرة أخرى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، ولكن ظهر العداء أكثر للإسلام والمسلمين والتطاول عليه بعد هذه الأحداث وضيق على الأساتذة الذين يتعاطفون مع قضايا العالم الإسلامي وبخاصة الاحتلال الصهيوني لفلسطين وما تفعله إسرائيل في الشعب الفلسطيني حتى أصبحت الحرية الأكاديمية مهددة في أمريكا في الوقت الحاضر.  .
 
المراكز الاستشراقية تستوطن بلادنا

  لم يكتف الغربيون بالأعداد الكبيرة التي تذهب إليهم من أبناء المسلمين للدراسة عندهم والحصول على الشهادات الجامعية المختلفة وفي التخصصات كافة حتى الدراسات الشرعية حتى إن حكومة إندونيسيا عقدت قبل أعوام اتفاقاً مع جامعة ليدن على أن يقوم الطلاب الإندونيسيين بإتمام دراساتهم العليا في الدراسات الإسلامية في هولندا وأحياناً تستضيف الجامعات الإندونيسية عدداً من الأساتذة الهولنديين للإشراف على الطلاب هناك. بل لم يكتفوا بالجامعات التي كانت موجودة لدينا  كالجامعة الأمريكية في القاهرة وبيروت فسعوا إلى إنشاء جامعات أمريكية أخرى كما فعلوا في كل من دبي والشارقة والكويت وغيرها. وبالإضافة إلى الجامعات الأمريكية فإن ألمانيا قامت بفتح جامعة في مصر وهناك محاولات محمومة لإنشاء جامعة فرنسية في القاهرة أيضاً. أما مراكز البحوث فعددها كبير وهي بين هولندية وألمانية ودنمركية وسويدية، وفي بعض البلاد التي لديها تردد في السماح بالجامعات الأجنبية افتتحت كليات بأسماء عربية وبمحتوى استشراقي بحت. بل إن جامعات عربية قد أنشئت تحت إشراف أكبر جامعة يسوعية في الولايات المتحدة الأمريكية وهي جامعة جورجتاون التي أنشأت كلية لها في قطر([4]). ومن الصعب على تصديق من يزعم أننا نستطيع ضبط هذه الكليات والجامعات وأن نفرض عليها مناهج معينة، فلو استطعنا افتراضاً أن نصنع ذلك فهل نحن الذين نختار الأساتذة وما المعايير التي يمكن أن نتطلبها في هؤلاء الأساتذة.؟ كما أن الأستاذ يستطيع أن يتجاوز المنهج المقرر من الجامعة وكما قال أحد الأساتذة هناك دائماً المنهج السري الذي يختاره الأستاذ.
  وثمة نشاط استشراقي جديد هو عقد الندوات وورش العمل في البلاد الإسلامية بحجة تدريب الباحثين العرب على المناهج العلمية في البحوث الاجتماعية، ويحضر هذه الدورات عدد من الأكاديميين الغربيين للإشراف عليها واتخاذ دور الأستاذ المدرّب والموجه. وفي هذه الندوات تناقش كثير من القضايا الحيوية والحساسة ومن أمثلة هذه الدورات ما قامت به مؤسسة الجنوب- الجنوب بمشاركة معهد جوته للدراسات الشرقية في بيروت، والمعهد الدولي لدراسة الإسلام في العصر الحديث بجامعة ليدن بهولندا.([5])

المبحث الثاني
مجالات التطاول وتجلياتها المعاصرة

لا يمكن معرفة مجالات التطاول على الإسلام في الاستشراق المعاصر بقراءة كتاب أو كتابين أو حتى عشرة، أو قراءة مقالة أو بحث تطاول فيه باحث غربي أو عربي مسلم أفرزته الجامعات الغربية. ([6]) بل المعرفة الحقيقية لهذه المجالات تتطلب حقيقة الدخول إلى أعماق هذه الدراسات من خلال الزيارة والإقامة والاطلاع على تفاصيل النشاطات الاستشراقية المعاصرة وحضور المحاضرات والندوات والنشاطات المختلفة، والتعرف إلى الأساتذة والطلاب وحتى الإداريين في هذه المراكز.  ويمكن أن نقسم ظاهرة التطاول في الاستشراق المعاصر إلى ما يأتي

أولاً: التعليم الجامعي.

  تتنوع المواد الدراسية وفقاً لخطة القسم والجامعة وكذلك الأستاذ المحاضر، فبالرغم من أن القسم يقر الخطوط العريضة للمقرر الدراسي للأستاذ لكنه يترك له جانباً كبيراً من الحرية في طريقة التدريس وفي وضع تفاصيل المنهج والقراءة المقررة والبحوث وغير ذلك من الواجبات الدراسية والامتحانات. وسوف أصف بعض المواد الدراسية التي وجدت أن فيها تطاولاً على الإسلام وتشويهاً له وتحريفا.
أ‌-     المرأة في الشرق الأوسط (جامعة جورجتاون) تتناول هذه المادة موضوع المرأة في الشرق الأوسط مع التركيز على كتابات نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي ومن شابههما. و ثمة تركيز على التيارات التغريبية وتوصف بأنها التيارات المتفتحة المتحررة والعاقلة. ولا تذكر التيارات الإسلامية والدعوة إلى عودة المرأة للحياة وفقاً لتصورات الشرع المجيد إلاً من خلال كتابات التيار المتغرب.
ب‌-     الفكر السياسي العربي المعاصر(مادة في جامعة برنستون) كان يدرسها عام 1995م صادق جلال العظم، وهو يصرح بالإضافة إلى كتاباته بإلحاده وماركسيته، ففي هذه المادة (حضرت عدداً من المحاضرات) كان الفكر السياسي العربي المحتفى به هو الفكر السياسي البعثي لياسين الحافظ وغيره من التيارات المتغربة، ولم يحتفل الأستاذ بكبار العلماء المعاصرين من أمثال عبد الكريم الخطابي أو عبد الحميد بن باديس أو حسن البنا أو غيرهم من العلماء والقياديين الإسلاميين.([7])
وفي مجال الدراسة ما تزال كتب المستشرقين الأقدمين من أمثال جولدزيهر وشاخت وتوماس آرنولد وهاملتون جيب وشاخت وكولسون وغيرهم هي المرجع الأساس للطلاب، فقد كان كتاب توماس آرنولد (الدعوة إلى الإسلام) المطبوع عام 1911م يباع في مكتبة جامعة جورجتاون باعتباره إما قراءة إجبارية أو اختيارية للطلاب. بل إن جامعة برنستون قامت بإعادة ترجمة كتاب جولدزيهر (دراسات إسلامية) ونشره عام 1985م مع تعليقات وهوامش للمستشرق المشهور برنارد لويس. وقد عقدت جامعة ليدن مؤتمراً حول الفقه الإسلامي باسم جوزيف شاخت عام 1996م.

 ولو أراد الباحثون الغربيون أن يطلعوا على الدراسات العلمية التي تصدر في العالم الإسلامي في صورة رسائل جامعية أو كتبت تصدر لما صعب عليهم الأمر، بل إنهم يعرفون عن الكتب قبل أن تخرج من المطابع.([8]). فلماذا هذا التجاهل المتعمد لكثير من إنتاجنا الفكري؟ ولماذا تتركز الترجمة عندهم على كتابات محدودة من أمثال كتابات نجيب محفوظ في الأدب ومحمد سعيد العشماوي وبسام الطيبي وعزيز العظمة حينما يكتبون باللغات الأوروبية؟ بل إن الجامعات الغربية احتفت بإنتاج بعض الباحثين العرب والمسلمين الذين تطاولوا على الإسلام أكثر من أساتذتهم، بل ربما لم يجرؤ الأساتذة على مثل ذلك التطاول، ولا شك أن ثمة تشجيع من أساتذتهم على مثل هذا التطاول. والأمثلة كثيرة جداً ويكفي أن أذكر  بكتب الدكتور محمد عبد الحي شعبان حول التاريخ الإسلامي الذي يتطاول على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأنه لم يرسل جيوش الفتح الإسلامي إلاّ لإشغال العرب عن الفتن الداخلية، وتشجيع تطلعاتهم إلى الغنائم والمكاسب المادية.

النشاطات الأكاديمية:

    تكاد الأقسام العلمية في الجامعات الغربية لا تهدأ من كثرة النشاطات فيها، ولا يستطيع المرء أن يتابعها جمعيها، ولكن حسبنا هنا أن نذكر أمثلة من بعض النشاطات التي يحدث فيها التطاول.

اللقاءات الأسبوعية

تعقد معظم أقسام دراسات الشرق الأوسط نشاطات أسبوعية وهي عبارة عن محاضرة في وقت الغداء لا تزيد مدة المحاضرة عن نصف ساعة ثم يتبعها نقاش، وفي شهر سبتمبر من عام 1995م دعي باحث تركي للحديث حول المشهد السياسي في تركيا، فكان مما ذكره في حديثه أن رئيسة الوزراء التركية تانسو تشيللر كانت تمارس الدكتاتورية على الرغم من أنها ابنه الغرب ووصلت إلى الحكم عن طريق الانتخابات، ثم عرج المتحدث على حزب الرفاه وقال: "إن قبولهم للعبة السياسية إنما هو وسيلة للوصول إلى الحكم وإلاّ فإن لهؤلاء أجندة سرية تتمثل في صوت واحد لرجل واحد مرة واحدة فقط" وسألته عن الدليل على هذا الاتهام لحزب الرفاه أم إن الحركات الإسلامية متهمة دائماً ، وان هذا ما فعله الغرب والعالم في الوقوف في وجه جبهة الإنقاذ الجزائرية من أن تصل إلى الحكم، فوجم طويلاً ثم بدأ يجيب. وفي نهاية اللقاء التقيت رئيس القسم الذي أكد لي صحة ما قلت وأن الغرب لا يمكنه الاعتراف بوصول الحركات الإسلامية إلى السلطة مع أنه قبل بوصول الشيوعيين والبعثيين والعلمانيين وغيرهم أما الإسلاميين فلا يمكن القبول بهم مطلقاً. وهو عين موقفهم من حماس في الوقت الحاضر.

المؤتمرات والندوات:

  من أبرز النشاطات العلمية للجامعات الغربية ومراكز البحوث عقد الندوات والمؤتمرات حول قضايا العالم الإسلامي، وتستقطب هذه المؤتمرات العديد من الباحثين في العالم الإسلامي. وقد وجدت أن كثيراً من هذه المؤتمرات إنما هو إعادة الأفكار الاستشراقية القديمة في الطعن في الإسلام وتشويهه ولكن بأساليب جديدة. ولعل من خطورة استمرار التشويه والتطاول على الإسلام أن كثيراً ممن يحضر هذه المؤتمرات هم من طلاب الدراسات العليا في الجامعات الغربية الذين يتناولون الإسلام بكثير من الجهل والسذاجة ولكنهم يزعمون لأنفسهم فهماً عميقاً

موضوع المرأة

  تسود المؤتمرات النظرات المتغربة أو الغربية في هذا الموضوع، فالدعوة القديمة لتحرير المرأة "المزعوم" وكذلك الترويج لمنظومات الأمم المتحدة في هذا الخصوص. ففي ورش العمل في المعهد الجامعي الأوروبي في فلورنسا لعام 2006م كان من بين الورش الحديث عن الجندر (وهذا مصطلح أفرزه الفكر الأوروبي المحارب للقيم ليبعد البشر عن التفكير بأن الله خلقنا من ذكر وأنثى ليقولوا لنا نحن جندر وليس  كما خلقنا الله سبحانه وتعالى) ففي هذه الورشة كان الحديث عن السحاقيات العربيات (قدمته باحثة سورية). أما التشويه الحقيقي والتطاول كان في ورقة قدمها باحث وباحثة من المغرب حول المشروع الوطني لإدماج المرأة الغربية في التنمية، وهو مشروع لاقى معارضة كبيرة في المغرب على الرغم من قدرة الحكومة هناك تمرير المشروع. فقد أثنى الباحثان على المدونة وأشادا بكل التطورات بشأن المرأة في المغرب وأن ما حققته المرأة من حقوق يستحق الثناء عليه وما زالوا ينتطرون لحقوق أخرى تصل إلى درجة مساواة المرأة والرجل في الميراث وإلغاء مسألة قوامة الرجل على المرأة ففي نظرهم أنه لا يليق في القرن الواحد والعشرين بزعمهم أن تستمر مثل هذه الأفكار.([9])
وفي موضوع المرأة والأسرة كانت ثمة ندوة أخرى تناولت قضايا مختلفة عن الأسرة فوجدت أن الباحثات في هذه القضايا لا يعرفون ما جاء به الإسلام من تشريعات بخصوص الأسرة والعلاقة بين أفرادها وغير ذلك من القيم والتشريعات. حتى إنني تعجبت من الاستماع لبحوث مدة ثمانية أيام لم تذكر فيها آية واحدة أو حديث واحد. وقد ذكرت الأم لبعض الباحثات فتعجبوا من تعجبي.
 وما تزال قضية الحجاب من الموضوعات التي تثار في المؤتمرات وقد قدمت باحثة بحثاً عن احتجاب بعض المذيعات في القنوات الفضائية ببحث ضاف عما جاء عن الحجاب ولكن مصادرها نوال السعداوي والمرنيسي وغيرهما وأطالت الحديث فيما ينبغي أن يغطى من المرأة وما يمكن أن يكشف. فتعجبت من كل ذلك التنطع دون النظر إلى أن مسألة الحجاب ليست قطعة قماش توضع على الرأس وإنما هي مسألة إيمان وعفة وحشمة ووقار، وأشرت إليها أن تنظر في ملابس طالبات الجامعة التي كنّا نحضر فيها المؤتمر فأيهما أفضل الحجاب أو العري الظاهر في تلك الجامعة؟

الإسلام والسياسة

     لطالما ابتدعت دوائر الاستشراق القديم والمعاصر الحديث عن الانفصال بين الإسلام والسياسة ولا يغيب عنّا أن دوائر الاستشراق كانت تدعم ما جاء به على عبد الرازق قبل أكثر من سبعين سنة في كتابه (الإسلام وأصول الحكم)حتى إن بعض كبار المتغربين (العلمانيين، أو الليبراليين) يعد كتاب عبد الرازق من ضمن أبرز المنجزات الفكرية في القرن العشرين. وفي مؤتمر عقد في صيف العام الماضي (يوليو 2006م) في مدينة بيرمنجهام ببريطانيا تقدم باحث شاب ليتحدث عن تساؤل طرحه وهو هل يمكن أن يكون الإسلام مفسراً للأوضاع السياسة زاعماً أن الإسلام ليس إسلاماً واحداً فهناك الإسلام السلفي والإسلام التقليدي والإسلام المتطرف، وإسلام القرون الأولى وإسلام القرن الواحد والعشرين، كما أنه ثمة خلافات بين الإسلام في البلاد العربية والإسلام في جنوب شرق آسيا على سبيل المثال. ولذلك فقد أكد الباحث استحالة استخدام الإسلام مفسراً للشأن السياسي. وغاب عن الباحث أن القرآن الكريم قد أوضح خطورة الاستبداد والدكتاتورية في مثال فرعون الذي ورد في القرآن الكريم أكثر من ستين مرة في معظمها في سياقات سياسية. كما أنه أبرز جمال الحكم بالعدل كما في أمره سبحانه وتعالى لداود عليه السلام. (يا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)(ص 26)، وهل أبلغ من قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة ووجود جميع مرافق الدولة في دولة الرسول صلى الله عليه وسلم من إدارة وسياسة واقتصاد وعلاقات خارجية وعلاقات عامة ولله در الشيخ عبد الحي كتابي في إصدار كتاب بعنوان (التراتيب الإدارية أو الحكومة النبوية)
   والاهتمام بالسياسة والإسلام الحديث الذي لا ينتهي عن الحركات الإسلام وربطها بالإرهاب والتطرف، وقد ذكرت مثالاً واحداً عن الباحث التركي واتهامه لحزب الرفاه في تركيا، ولكن من الصعب إحصاء هذا الاهتمام منذ ظهور حركة "الإخوان المسلمون" في مصر عام 1928م وحتى اليوم فقد صدرت مجلدات ومجلدات في هذا الموضوع، ولكني أشير إلى مؤتمر عقد في ليدن بهولندا عام 1416هـ(1996م) حيث تقدم باحثان مصريان للحديث عن موقف الحركات الإسلامية من الديمقراطية متهمان هذه الحركات بالرجعية والتخلف ومحاولة إعادة الأمة إلى القرون الوسطى المظلمة (لم يعلموا أن تلك القرون كانت القرون الذهبية للأمة الإسلامية).([10]) ومثل هذا الاتهام قال به باحث أمريكي من أصل أرمني (من مواليد لبنان) في لقاء له مع عدد من الباحثين في القنصلية الأمريكية بجدة ونشره في العديد من بحوثه.
وثمة كثير من القضايا التي يتناولها الباحثون المستشرقون المعاصرون تستمر في التطاول على الإسلام وإنما كان ما قدمت في الصفحات الماضية نماذج منها.

الخاتمة والتوصيات
يحلو لكثير من الباحثين العرب والمسلمين والغربيين أن يعلن بين الحين والآخر أن يزعم أن الاستشراق قد مات دون تكليف أنفسهم الدخول إلى أعماق ما يدور في أوساط دراسات الشرق الأوسط في العصر الحاضر من خلال الاطلاع على ما يقدم من بحوث وما يعقد من ندوات ومؤتمرات وما يتم من برامج وتخطيط. والحقيقة وإن كان الاستشراق قد مات في معنى من معانيه، فإن ما يدور في العالم الغربي من اهتمام بنا إنما هو استمرار لبعض أهداف الاستشراق القديمة مع اختلاف في الوسائل والمناهج. ولكن ما يجب أن ندركه أن المشهد في هذه الدراسات ليس قاتماً تماماً فثمة جهود حقيقية لدى بعض الباحثين الغربيين لعرض الإسلام عرضاً جيداً بل إن بعض هؤلاء قد يكون أصبح مسلماً ولكنهم يخفون إسلامهم خوفاً من المضايقات والإقصاء.
وأول استنتاج أجده يستحق الإشارة إليه والإشادة به هو الدعم الوافر والغزير لدراسات الشرق الأوسط ولا يخفى علينا أهداف الحكومات الغربية من هذه المعرفة، ولكن ألا يمكن أن يكون هذا الأمر مشجعاً لنا في العالم العربي الإسلامي أن نعطي البحث العلمي بعض الأهمية فليس التقدم مرتبطاً فقط بالطب والهندسة والتقنية ولكن العلوم الاجتماعية أيضاً تستحق أن ينفق عليها كما ينفق في المجالات الأخرى.

     أما مسألة التطاول على الإسلام والمسلمين في الاستشراق المعاصر فيعود الأمر جزئياً إلى مسؤولية الباحثين العرب والمسلمين المنتمين حقاً إلى أمتهم وقيمها ومبادئها من الحضور في هذه المؤتمرات، أما بعض المراكز العربية والإسلامية أو كراسي الدراسات العربية الممولة من العالم الإسلامي فليس لدينا معايير قوية في أن تكون هذه الأموال والتمويلات لدعم قضايانا وإبراز الصورة الحقيقية عن ديننا وقيمنا وثوابتنا، ولكن للأسف بعض هذه الأموال تنفق على مؤسسات ضالعة في التشويه والتطاول على الإسلام والمسلمين. وفيما يأتي بعض التوصيات:
1- الشروع في إنشاء أقسام ومراكز بحوث للدراسات الأوروبية والأمريكية
2- على الحكومات العربية والإسلامية تقديم الدعم الحقيقي للبحث العلمي ودعم الباحثين المسلمين المعتزين بإسلامهم للمشاركة في المؤتمرات الدولية.
3- إعادة النظر في تمويل كراسي الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الغربية لخدمة أهداف الأمة ودعم قضايا.
4-   أن نشرع نحن في عقد مؤتمرات في بلادنا تتناول مشكلاتنا ونتصارح حول أوضاعنا
5ـ أن ننتقل إلى عقد مؤتمرات وندوات ومحاضرات تتناول القضايا الفكرية والثقافية التي تواجهها المجتمعات الغربية وندعو باحثيهم لتقديم بحوثهم عندنا؟ متى يكون ذلك متى؟؟؟
 

-------------------------------------
1- قدمت في تونس في مؤتمر عقدته مؤسسة التميمي عن المناهج الغربية في دراسة العالم الإسلامي وتركيا عام 1416هـ(1996م) وقدمت بحثاً بعنوان "التعاون العلمي بين الجامعات الغربية والعالم الإسلامي بين الواقع والطموح"في المنهجية الغربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية عن البلاد العربية وتركيا (تونس: مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، ومؤسسة كونراد إديناور، 1996م) ص 281-291. وأشرت إلى أن اختيارات الغرب للباحثين لا تتبع المنهجية العلمية الموضوعية، فأثار حديثي حفيظة جميع الحاضرين لأنهم من الصنف الذي تستقطبه الجامعات الغربية.
1- الباحث هو صلاح أبو عودة وكان بحثه عن وضع الفلسطينيين في الأردن وحاول إثارة الفتنة بالحديث عن الظلم الذي يعاني منه الفلسطينيون في الأردن.
2- الباحث هو الدكتور أحمد الموصلي من الجامعة الأمريكية في بيروت وكان بحثه في معهد الشرق الأوسط بواشنطن عام 1995م.
ومن العجيب أن تنشر صحيفة الإندبنت   Independentملحقاً خاصاً بسيد قطب في صيف العام الماضي (أغسطس 2006م) تناول جذور الإرهاب- بزعمهم-ونسبها إلى سيد قطب رحمه الله.
[4] - جامعة الأخوين في إفران بالمغرب كانت جامعة جورجتاون في المستشارة في وضع المناهج وربما إرسال الأساتذة وغير ذلك من التعاون العلمي ولغة هذه الجامعة هي الإنجليزية.
  1-رعت البرنامج برنامج تعاون الجنوب-الجنوب  للبحث في تاريخ التطور، والمعهد الدولي لدراسة الإسلام في العالم الحديث، ومعهد جوته للدراسات الشرقية في بيروت في الفترة من 8-13 ديسمبر 2005م بعنوان (ورشة التدريب على "التغير الاجتماعي والهوية في المجتمعات الإسلامية.
1-  قام مسؤول كبير من إحدى الهيئات الإسلامية العالمية بزيارة رسمية لعدد من الجامعات الغربية، ولم تتمخض تلك الزيارة إلاّ عن لقاءات بروتوكولية سيطر عليها المجاملات والكلام المعسول على الرغم من مناشدة أحد المتخصصين لمعاليه بأن يكون عوناً له في طريقة النقاش مع تلك الجامعات وما المطلوب الحديث فيه.
1- لتفاصيل أوسع يراجع كتابي الاستشراق المعاصر في منظور الإسلام (الرياض: دار اشبيليا، 1420هـ) الصفحات 55-86
2-علمت من مندوب مكتبة الكونجرس في القنصلية الأمريكية في جده عن قرب صدور كتاب (أمريكا سري للغاية ) للدكتور محمد خضر عريف قبل أن يخرج من المطبعة.
1- بعد انتهاء تلك الجلسة تقدمت إلى رئيستها بكتيب صادر عن حزب العدالة والتنمية بعنوان (موقفنا من خطة إدماج المرأة المغربية في التنمية) فتساءلت باستغراب هل أنت تروج لهذا الموقف؟ قلت أنا لست مروجاً وإنما في مؤتمر يزعم أنه علمي وموضوعي كان يتطلب عرض وجهة النظر الأخرى. فكأنه لا يوجد أي معارضة لهذه الخطة.
1- الباحثان هم هالة مصطفى ونبيل عبد الفتاح في المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام والقرن الواحد والعشرين الذي عقد في جامعة ليدن بالتعاون بين وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية وجامعة ليدن في صيف عام 1416هـ(1996م).


مجلة البيان - وحدة الأبحاث والدراسات
ومبرة الأعمال الخيرية
مركز الوسط الدعوي
مؤتمر ظاهرة التطاول على الإسلام
وواجب الأمة تجاهها
4-5محرم1428هـ الموافق  23-24/يناير2007م
 

د. مازن  مطبقاني
  • الكتب والبحوث
  • المقالات
  • مقالات حول الاستشراق
  • تقارير المؤتمرات
  • دراسات الغرب - الاستغراب
  • للتواصل مع الدكتور
  • الصفحة الرئيسية