اطبع هذه الصفحة


وقفات مع الأذكار والدعوات
(10)
الحوقلة

د. مهران ماهر عثمان


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
من الأذكار التي ينبغي الإكثار منها: الحوقلة، والحوقلة قولك: لا حول ولا قوة إلا بالله.
معناها:
وهو مصدر منحوت، كقولك: حمدل، وبسمل، وحسبل، وهلل.
ومعناها: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في "لا حول ولا قوة إلا بالله". قال: "لا حول بنا على العمل بالطاعة إلا بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلا بالله" ([1]).
وعن زهير بن محمد أنه سئل، عن تفسير "لا حول ولا قوة إلا بالله". قال: "لا تأخذ ما تحب إلا بالله، ولا تمتنع مما تكره إلا بعون الله" (1).
فضلها:
عن أبي موسى الأشعري  رضي الله عنه ، قال:  أَتَى عَلَيَّ النبي  صلى الله عليه وسلم  وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» ([2]).
وعن مكحول رحمه الله قال: "من قال: لا حول ولا قوة إلا بالله رفع الله عنه سبعين بابا من الضراء" ([3]).
ويتأكد قول هذه الكلمة في أزمنة وأحوال:
منها:
عند الاستيقاظ من الليل ([4]).
وإذا قال المؤذن: حي على الصلاة، حي على الفلاح
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: أشهد أن محمدا رسول الله. ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه، دخل الجنة» ([5]).
والحكمة من ذلك: أن المؤذن بقوله حي على الصلاة يدعو الناس إليها، فناسب أن يرد عليه بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنه لا سبيل إلى إجابته إلا بعون من الله تعالى.
وإذا رأى الإنسان ما يسره
ففي قصة الرجلين في الكهف: }ولو لا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله{ ([6]).
عند الخروج من البيت:
عن أنس بن مالك  رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته، فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله. يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي»([7]).


----------------------------------------------------------
[1] / الدر المنثور (15/ 393)
[2] / البخاري ومسلم
[3] / مصنف ابن أبي شيبة
[4] / انظر ص
[5] / صحيح مسلم
[6] / الكهف: 39
[7] / أبو داود

 

د. مهران ماهر
  • الخطب المنبرية
  • المقالات
  • البحوث
  • الردود
  • برامج إذاعية
  • المواعظ والدروس
  • الصفحة الرئيسية