اطبع هذه الصفحة


وقفات مع الأذكار والدعوات
(9)
ذكر من تعارَّ من الليل

د. مهران ماهر عثمان


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
عن عبادة بن الصامت t، عن النبي e قال: «من تَعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته»([1]).
تعار: استيقظ ليلا، والتعار أيضا: السهر، والتمطي، والتقلب على الفراش ليلا مع كلام([2]).
له الملك: لاشيء إلا وهو من ملك الله.
الحمد لله: الثناء عليه بما هو أهله.
سبحان الله: تنزه من كل نقص.
الله أكبر: أعظم من كل شيء.
لا حول ولا قوة إلا بالله: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بمعونة الله، قال النووي رحمه الله: "كلمة استسلام وتفويض، وأن العبد لا يملك من أمره شيئا، ليس له حيلة في دفع شر ولا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله عز وجل"
فعلى المسلم أن يحافظ على هذا الذكر، فإن مما يؤسف له أن الواحد منا ربما حفت المكاره به من كل جانب، ونزل به من البلاء ما لو نزل على جبال لهاضها، ومع ذلك لا يحسن أن يلجأ إلى الله تعالى، فمثل هذا لو قام من ليله، وقال هذا الدعاء، وكان قيامه في الثلث الأخير الذي ينزل فيه ربنا إلى سماء الدنيا، وتضرع إلى الله في سجوده الذي يكون فيه قريبا من ربه، لانقشعت البلابل والهموم من طريقه، ولأبدله الله مكان الغم فرجا، والحزن فرحا.
"فائدة: قال أبو عبد الله الفرَبْري الراوي عن البخاري: أجريت هذا الذكر على لساني عند انتباهي ثم نمت، فأتاني آت فقرأ: }وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ{... الآية"([3]).
وقد كان نبي من الأنبياء إذا قام من نومه قال: "رب اغفر وارحم، واهد للسبيل الأقوم"
ولعلَّ مما يعين على هذا الذكر أن تكثر من ذكر الله، فمن أدام الذكر جرى على لسانه عند استيقاظه.

----------------------------------------------------------
[1] / رواه البخاري وأصحاب السنن إلا النسائي
[2] / فتح الباري 3/40
[3] / فتح الباري: 3/41

 

د. مهران ماهر
  • الخطب المنبرية
  • المقالات
  • البحوث
  • الردود
  • برامج إذاعية
  • المواعظ والدروس
  • الصفحة الرئيسية