اطبع هذه الصفحة


طالبُ كليَّةِ الشريعة وإشكاليَّة التفقُّه الجامعيُّ
[ .. أصلُ هذه الورقة تغريدات تويترية .. ]

مشاري بن سعد الشثري
@m_alshathri

 
بسم الله الرحمن الرحيم


يواجه طلابُ كليَّةِ الشريعة إشكالًا في دراسة الفقه تتمثَّل في سَرَف الخلافيَّات الذي يتكلم به الأساتذة، وفي كلِّ مستوى يقبلُ أستاذٌ جديدٌ بترجيحاته.

ويغذِّي هذا الإشكالَ أنَّ غالبَ الطلاب لم يمروا على الفقه كاملًا من قبل، فيكون أصلُ تكوينُهم الفقهيُّ مضطربًا بهذه الخلافياتِ والترجيحاتِ المتنوعة.

وبالنَّظر إلى مخرجات الكلية نجدُ النتائجَ خجولةً جدًّا، فالطالبُ لم يطوِّق فقهًا، ولم يحقِّق قولًا .. والفائقُ منهم من يذكر أنَّ في المسألة خلافًا !

ما الحلُّ ؟

أقترح أن يكون للطالب مساران متوازيان، مسارٌ يرضي به أستاذَه، ومسارٌ يبني به فقهَه .. ولْيجعل دراسته الخلافيَّات من باب التثقيف الفقهي.

المهمُّ من المسارين: المسارُ البنائيُّ الذاتيُّ، وملخَّصُه أن يكون صلبُ اهتمامه ضبطَ )الروض المربع)، وذلك في ٨ مستويات سهلٌ إذا كان الطالب جادًّا حازمًا.

فيكرِّرُ قراءةَ المقرر من الروض، ويضبط أدلتَه وعلله، ويسعى في تلخيص مسائله وتفقيرها، ويكون له مراجعةٌ دوريَّةٌ لما مضى .. السيرُ على ذلك يخرِّج فقيهًا

وفي هذه السبيل يستعينُ الطالبُ في حلِّ المشكلات ببعض الكتب، ومن أخصِّ الكتب المعينة التي لا ينبغي أن تخلو منها مكتبة طالب فقه: (الشرح الممتع) للعلَّامة ابن عثيمين.

لكن ليحصر الطالب إفادته من الشرح الممتع في هذه المرحلة بشرح الشيخ لـ (عبارات) الزاد دون اشتغالٍ بما يذكره من خلافٍ وترجيح، فهذه مرحلةٌ لاحقة.

لو تخرَّج الطالبُ من هذه السنوات الأربع بضبط الروض لكان آيةً في فقهه، ولاختصر عليه مسيرةَ الفقه اختصارًا يتمنَّاه جمهور المتفقِّهة.


وختامًا:

قال السيوطيُّ عن علم الفقه: (لا يفنى بكثرة الإنفاق كنزُه، ولا يبلى على طول الزمان عِزُّه، أهلُه قوام الدين وقوامه، وبهم ائتلافُه ونظامُه).

 

مشاري الشثري
  • سلسلة طالب العلم
  • مقالات في التربية
  • مقالات متفرقة
  • مقالات منهجية
  • مقالات نقدية
  • الصفحة الرئيسية