اطبع هذه الصفحة


نداء لنصرة مظلومي الضنية

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
تتلخص قصة هؤلاء النفر من الشباب المؤمن أن كثيراً منهم تأثر تأثراً شديداً لحال هذه الأمة ، و خصوصاً بعد زيارة وزيرة الخارجية الأميركية ( أولبريت ) إلى لبنان و لقائها برئيس الوزراء اللبناني سليم الحص حيث صرحت الوزيرة أن هناك خطراً أشد من حزب ( الله ) في إشارة لمنطقة الشمال اللبناني للقضاء على هؤلاء النفر المؤمن بكل الوسائل .
( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (لأنفال:30)
فكانت هناك بعض الأحداث التي جرت على الساحة اللبنانية في فترة سابقة على أحداث الضنية تدل على محاولة الأطراف التي لها مصلحة بإشعال فتيل حرب طائفية .
و لعل أبرز تلك الفتن تتمثل بقيام بعض العناصر الفتانة بارتكاب جريمة تفجير كنيسة النجاة في محاولة للإيحاء بأنها من فعل المسلمين الذين انتقموا من جريمة مجزرة الحرم الإبراهيمي في فلسطين المغتصبة .
ثم تتالت سلسلة من التفجيرات التي استهدفت الكنائس في بيروت و صيدا و طرابلس . مما شجع بعض الأجهزة الأمنية الفاسدة لاعتقال الشباب المسلم و ملاحقتهم في مختلف أنحاء البلاد مما جعل كثير من الشباب يذهب إلى أعالي الجرود حيث أقام أحدهم خيمة من القماش ريثما تنتهي هذه المحنة ، بيد أن الأمر طال و استطال و الملاحقات و الاعتقالات بدأت تتسع و تتعمق فلحق بهؤلاء النفر بعض أقاربهم و جيرانهم و خصوصاً مع دخول شهر رمضان المبارك لإحياء سنة الاعتكاف .
فاستغلت بعض الأجهزة الفاسدة هذا الأمر و بدأت تبث الشائعات عن المجتمع الإرهابي الكبير المقام في جبل الأربعين و الذي يضم زمرة من أعتى عتاة الإرهاب في العالم الإسلامي بحسب تعبير تلك الأجهزة .
ثم بدأت المؤامرة تكبر و تصاغ بشكل خطير ، فإذا حصل أي شيء فإن ذلك المخيم الرهيب هو الذي يقف وراءه ، و الشباب المتواجدون في المخيم لا يدرون بما يحاك لهم وعليهم في الكواليس الضبابية لإرضاء أمريكا و من يدور بفلكها .
و نتيجة لهذه المؤامرات و الدسائس ، ألقي القبض على شباب الضنية في موجة رهيبة من الاعتقالات و التي إمتدت أشهراً أوقـف خلالها العشرات من الشباب المسلم ظلماً و عدواناً بحيث أقتيدوا إلى مراكز التعذيب المنظم التابعة لوزارة ما يسمى بالدفاع دون مراعاة لأي قانون أو أصول أو حتى بقايا ضمير .
( وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) ( ابراهيم : 42 ) .
ففي غياهب السجون بدأ التعذيب المنظم من جلد و تجويع و شتم بل حتى التهديد بالإعتداء الجنسي ، و بحسب المعلومات التي تلقتها منظمة العفو الدولية ، وضع المعتقلون في السجن الانفرادي الذي لا يصل إليه الضوء أو الهواء المباشر ، و حرموا من الطعام لمدة يومين و حلقت لحاهم بالقوة و دنست كتبهم الشرعية إمعاناً في الطغيان ، و تطاولاً على الله عز وجل و أوليائه الصالحين .
و بعد تعذيب طال أشهراً ، أحيل معتقلوا الضنية إلى المحاكمة أمام المجلس العدلي الذي لم يراع أية أصول أو قانون أوعرف أو ضمير أو بقايا ضمير في محاكمة هؤلاء النفر المؤمن ، حتى قالت منظمة العفو الدولية : بأن المتهمين قد حرموا من افتراض البراءة أمام المجلس العدلي .
و قدصرح وزير الداخلية إلياس المر : بأن هؤلاء لا يتمتعون بالضمانات القانونية التي يمنحها قانون أصول المحاكمات الجنائية للمعتقلين في فترة الاعتقال .
و أمام هذا التصريح الذي يدل على حقد دفين في صدور هؤلاء على أهل السنة و الجماعة ، نقول : ( أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (آل عمران:87).
و أمام هذا الظلم و الاضطهاد الذي وقع على هؤلاء كان واجب على كل مسلم يؤمن بالله و اليوم الآخر نصرتهم بما يستطيع لفك أسرهم ، و معاقبة من ظلمهم و اعتدى عليهم و تعويضهم التعويض المادي و المعنوي المناسب ، لقوله تعالى : ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) ( الأنفال:72)
و إحالة من حاك و دبر و نفذ هذه المؤامرة الشنيعة بحق إخواننا ( شباب الضنية ) إلى محاكمة عادلة ، تحكم بما أنزل الله تعالى ، و لتقتص من الظلمة الفجرة و تنصر شباب الضنية و أمثالهم .
قال تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) ( الروم :47) .
و أختم مقالتي هذه بقوله تعالى :( وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) (ابراهيم:42) .

الشيخ المحامي الدكتور مسلم اليوسف
 

مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية