اطبع هذه الصفحة


المتقاعد همومه ، و بعض مشاكله

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمامنا و رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد :

عرفت القوانين المنظمة لعمل الموظفين في الدولة المتقاعد بأنه : الذي أنهى خدمته العملية لانتهاء المدة العمرية المقررة للعمل لبلوغه حد معين من العمر ( ستون عاما عادة ) أو لعمله عددا معدودا من سنين العمل ( ثلاثون سنة عادة ) أو من تقاعد لأسباب صحية ...إلخ .

فكيف تكون حالة هذا المتقاعد النفسية و المادية و الصحية بعد أن أصبح بهذا الوضع الجديد ، و كيف يجب أن نتعامل معه ؟.

و كيف يجب أن يتعامل المتقاعد مع وضعه الجديد ؟

أما بالنسبة لحالة المتقاعد الصحية و المالية :
فقد بلغ المتقاعد ستين من العمر أو أكثر ( على الأغلب ) وحمل جسده من الأمراض الجسدية والنفسية الشئ الكثير ( القلب – السكري – الروماتيزم ....... إلخ ) .

مما يعني أن هناك فاتورة يجب أن تدفع بشكل جبري و دوري، و هي ثمن الأدوية و العلاج .... إلخ .

وعادة يكون راتب المتقاعد قليل جدا – في معظم الدول – لا يتناسب مع وضعه الجديد و حالته الجديدة فضلا عمن يعول من الزوج و الأولاد .

فما هو الحل بهذه الحالة ؟

الحل المنطقي و السليم أن يتلاءم راتب المتقاعد مع وضعه الجديد أي يجب أن يزيد عما كان و هو على رأس عمله أو على الأقل إبقاء هذا الراتب على حالته السابقة مع الاهتمام بالجانب الصحي : أي يجب أن يكون العلاج و الأدوية بالمجان ، أو أن يكون هناك حسم مقبول من السعر الحقيقي ، وغير ذلك من أشكال الرعاية للمتقاعد و أسرته .

و لعل من المعضلات الصعبة للمتقاعد :
كيف يستثمر وقته ، ماذا يعمل و أين يذهب و بماذا يهتم و ينشغل ؟.

يجب أن يعلم المتقاعد أولا أنه يمتلك الكثير و الكثير و يستطيع أن يعطي و يعطي إلى آخر لحظة من حياته .

بل ربما يستطيع أن يثري المكتبة العربية بمؤلفات و بحوث علمية ينهلها من سنون خبراته الطويلة .

و كما يستطيع أن يقدم الاستشارات لكثير من المؤسسات والشركات التي تحتاج لأمثال خبرته و حكمته وهي تبدأ خطواتها الأولى في العمل في مشروع ما ، أو في مشكلة أو معضلة .

وربما يستطيع المتقاعد أن يسد ثغرات كبيرة و كثيرة في كثير من المؤسسات و الشركات ، لأنه غالبا لا يطمح إلى المناصب القيادة لذلك فإن باقي الموظفين لن يخافوا منافسته بل سيتعاونون معه بكل حب و إخلاص .

و يستطيع المتقاعد أن يكثر من عباداته فيجبر تقصيره إن وجد من خلال تلاوة القرآن و مواظبة دروس أهل العلم و غير ذلك من العبادات و فعل الخيرات .

أم عن تفاعل المتقاعد مع أسرته و محيطه وفق و ضعه الجديد :

بالنسبة لزوجة المتقاعد :
فهي لم تتعود البقاء الدائم لزوجها في المنزل و ربما تدخل في كل صغيرة و كبيرة وفق ما ترى أو تعتقد .

نحن نقول لها و لأمثالها أن عليها مساعدته و الوقوف معه بأن تكون شريك حقيقي لمتابعة مسيرة الحياة بكل مراحلها و مواقفها و أمالها و ألامها و لتتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( لو تعلم المرأة حق زوج لم تقعد ما حضر غداؤه و عشاؤه حتى يفرغ منه ) .

و قوله صلى الله عليه وسلم :( حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه ) .

أما بالنسبة للأولاد :
فيجب عليهم زيادة الاهتمام بوالدهم بأن يكثروا من زيارته و التودد له و السؤال عنه و عن أحواله و يجب عليهم أن يقدموا له المساعدات المادية و المعنوية بكل أشكالها و ألوانها .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده "" .

وعن أبي الدرداء سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه .

 

مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية