اطبع هذه الصفحة


أخواتنا الأسيرات في السجون الصهيونية
وحقوقهن على الأمة

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة السلام على أمام الرحمة و الملحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم ، و بعد :

استطاع مجاهدو حماس - حماهم الله تعالى ، وسدد رمهم ، و خطاهم ، و نصرهم على من عاداهم ، وعاندهم – تحرير عدد لا يستهان به من أخواتنا الأسرى في السجون الصهيونية لقاء معلومات يسيرة عن الأسير الصهيوني جلعاد شاليط الواقع في قبضة حماس حماهم الله تعالى .

ولولا فضل الله و توفيقه ، ثم سواعد و دماء حماس ما استطاع أحد أن يحرر أي أسيرة من قبضة الكيان الصهيوني المجرم الذي جعل من سجونه مكان لممارسة التعذيب بحرفية لا مثيل لها على مدار التاريخ .

اعتقلت السلطات الصهيونية على مدار العقود الماضية ما يقارب العشر آلاف مجاهدة منهن القاصرات ، و السيدات المتزوجات بل منهن الحوامل - رضي الله عليهن - دون أن تفرق المخابرات الصهيونية ، و إدارات السجون و زبانيتها بين الأسرى الرجال ، و النساء إذ كثيرا ما صاحبت عملية اعتقال النساء ضرب ، و إهانة و ترهيب و ترويع ، و معاملة قاسية جدا .
حيث تعرضت الأسيرات لأصناف مختلفة من التعذيب ، و الضرب المبرح دون أدنى مراعاة لجنسهن أو احتياجاتهن أو ظروفهن الخاصة .

لقد كان الكيان الصهيوني يحاول باستمرار ابتداع السبل الرهيبة التي لا يتخيلها عقل سليم لإذلال الأسيرات الفلسطينيات ، و قمعهن و المساس بكرامتهن ، و شرفهن و عزتهن لكسر إرادة المقاومة و الصمود - رضوان الله عليهن - .

وكل هذه المعاملات ، و الأساليب التي تمارس بحق الأسيرات هي مخالفة صريحة للعهود و المواثيق الدولية الخاصة بمعاملة الأسرى .

تنص المادة 13 الخاصة بمعاملة أسرى الحرب بإنسانية في اتفاقية جنيف الثالثة الصادرة عام 1949م على أنه : ( يجب معاملة الأسرى معاملة إنسانية في جميع الأوقات ، و يحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع ... ) .
وكذلك :( أسرى الحرب في جميع الأوقات ، و على الأخص جميع أعمال العنف ، و التهديد .... ) .
و تنص المادة 14 على أنه : ( لأسرى الحرب الحق في احترام أشخاصهم ، و شرفهم في جميع الأحوال ) . ( و يجب معاملة النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن ..... ) .

فالكيان الصهيوني حاول ، و يحاول بكل الطرق ، و السبل كسر إرادة الأسيرات الفلسطينيات بأن يعتمد أساليب قاسية جدا في تعذيب الأسيرات ، و لعل من أفظع تلك الأساليب ما يلي :


1- التعذيب السادي :
حيث تتففن إدارة السجون في ابتكار أساليب تعذيب مهينة ، و سادية للنيل من صمود الأسيرات ، و الثأر منهن ، و من أزواجهن ، و ذويهن .
و لعل أبشع ، و أفظع تلك الطرق : أن تجلس الأسيرة بوضع الولادة ثم يمرر الصهاينة قاتلهم الله – على أجسادهن الشريفة آلات كهربائية ، وخصوصا على المناطق الحساسة في أجسادهن ، فك الله أسرهن جميعا .

2- عدم توفير الرعاية الصحية المناسبة للأسيرات :
تشكل منهجية إدارة مصلحة السجون الصهيونية في اعتماد أسلوب الإهمال الطبي المتعمد عاملا إضافيا وعبئا ثقيلا على أخواتنا الأسيرات في السجون الصهيونية حيث تشارك عيادة السجن إدارة السجن في تعذيب ، و زيادة هذا التعذيب للأسيرات بحيث تتعمد إلى عدم توفير الأدوية اللازمة للأسيرات المرضى ، وتكتفي فقط بتقديم الأدوية المسكنة مثل السيتامول و أمثاله من الأدوية البسيطة التي لا تعالج أي مرض .

3- نتف شعور الأسيرات :
حيث يقوم الصهاينة بنتف وشد شعر الأسيرة ثم لفه على يدها لكي ترى شعرها على يديها لكي يزيدون عذابها عذابا ، قاتلهم الله تعالى و قتلهم و عذبهم على أيدينا .

4- الاكتظاظ داخل غرف السجن :
بحيث تعيش كل سبع أسيرات أو أكثر في غرفة ضيقة لا تزيد مساحتها عن 14 م2 وتحوي على عدد أقل بكثير من الأسرة اللازمة للأسيرات وهي غرف لا تراع فيها الإضاءة اللازمة و التهوية الضرورية لسكان هذه الغرف .

5- الحشرات و الفئران :
تتعمد إدارة مصلحة السجون الصهيونية بأن يكون في غرف الأسيرات عدد كبير من الحشرات و الفئران لكي يزيدون عذاب الأسيرات عذابا ، فليتصور أحدنا كيف يعيش بغرفة صغيرة ، وضيقة فيها عدد كبير من البشر و الحشرات و الفئران دون أن يستطيع محاربة تلك الحشرات بأي نوع من أنواع المبيدات ، لأن إدارة السجون الصهيونية ترفض رفضا قاطعا توفير أي نوع من أنواع المبيدات بحجج واهية .
لا شك بأن تلك الحياة ستكون صعبة جدا نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يفك جميع أسرى المسلمين و المسلمات من براثن الأعداء .

6- التفتيش العاري أمام السجانات :
تمارس إدارة السجون الصهيونية سياسة التفتيش العاري بحق الأسيرات لتدمير شخصياتهن ليصبحن غير قادرات على العطاء ، و البناء في المستقبل ، ولعل من أقصى تلك الصور :
_ تعرية الأسيرات عبر إعطائهن ملابس لا تكاد تستر الجسد ، و تظهر أكثر مما تخفي .
- كما تتعمد الإدارة الصهيونية إلى تعرية الأسرى الشباب أمام الأسيرات ، و تهديدهن بالتعرية مثلهم .

7- الاعتداء الجسدي :
إن الإدارة السجون الصهيونية لا تتورع عن الاعتداء الجسدي على الأسيرات بالضرب المبرح ، بل ورش الغازات السامة وتعريضهن للماء البارد ، ثم الماء الساخن ، ثم يتكاثر عدد من الزبانية على الأسيرة ، و يضربونها بالهروات على كل جسدها بشكل مستمر ، و منظم حتى تدمى ، و تفقد الوعي .

8- كما أن إدارة مصلحة السجون الصهيونية تتعامل مع السجينات بالسب
، والشتم و تنتقي الألفاظ النابية التي لا يتكلم بها إلا أسفل خلق الله تعالى كما تتعمد إلى حرمانهن من النوم و الدفء ، فلا توفر لهن الأغطية المناسبة في فصل الشتاء القارص ، بحيث يعانين خلال فصل الشتاء من البرد الشديد في ظل رفض إدارة السجن السماح لهن بشراء مدافئ بدعوى أن الكهرباء لا تحتمل الضغط .

بعد كل ما بينا ، وقلنا نطالب الحكومات العربية ، و الإسلامية ، و المؤسسات الحقوقية العربية والإسلامية و العالمية و جميع أحرار العالم بالسعي الحثيث لتخليص الأسيرات ، من هذا الظلم الواقع عليهن كما نطالبهم :


1- توفير العلاج المناسب لجميع الأسرى ، و توفير الأطباء بجميع الاختصاصات وتوفير الدواء ، والعلاج المناسب .
2- توفير الألعاب و الطعام المناسب لأطفال الأسرى المسجونين معهن .
3- الاهتمام بطعام الأسرى بحيث يكون متنوع ، و موافق للشريعة الإسلامية .
4- إيجاد الحلول المناسبة لمسألة الزيارات ، و التعرض لأهل الأسير، و زواره بالأذى المادي و المعنوي .
5- توفير جميع مستلزمات الأسرى بسهولة ، ويسر عن طريق إحدى المنظمات الدولية التي تعنى بشؤون الأسرى و المسجونين .

و أخيرا أهمس بأذن الذين لهم علاقات سرية ، أو علنية مع الكيان الصهيوني بأن يستغلوا تلك العلاقات لجلب المصالح ، و دفع المكاره ، و المفاسد عن الأسرى عموما ، و أخواتنا خصوصا ، و هن واقعات في قبضة الصهاينة ، أفلا تستطيعوا فك أسر أسير ، أو التخفيف عنهن و توفير احتياجاتهن الأساسية ، و الضرورية لحياة كريمة حتى يستطيع أولو العزم من المجاهدين و المقاومين بتخليصهن من الأسر و العذاب ، و الله المستعان .


خاص
بالحملة العالمية لمقاومة العدوان
( قاوم )  http://qawim.net
 

مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية